ندوة مشتركة تقرأ وتحلِّل المشهد العراقي في ظل التحديات الداخلية والتجاذبات الإقليمية والدولية

يُنظِّم مركز الجزيرة للدراسات ومركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" ندوة موسعة في إستانبول، يوم السبت 26 يناير/كانون الثاني 2019
24c2a748b54d41529441d3322b0df8fd_18.jpg

يُنظِّم مركز الجزيرة للدراسات ومركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" ندوة موسعة في إسطنبول، يوم السبت 26 يناير/كانون الثاني 2019، بعنوان "العراق في ظل المتغيرات الداخلية والخارجية"، يشارك فيها نخبة من الباحثين والخبراء وذوي الاختصاص. 

تأتي الندوة في سياق ما أفرزته الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو/أيار الماضي (2018) والتغيرات التي طرأت على تشكيلة النخبة السياسية. كما تنعقد في ظل مرحلة ما بعد داعش، والتحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها هذا البلد لاستكمال سيادته الوطنية وسط اشتداد التجاذبات الإقليمية والدولية التي تتخذ من العراق ميدانًا لها. 

تناقش الندوة في ثلاث جلسات العديد من القضايا؛ حيث من المقرر أن يتم تخصيص الجلسة الأولى لتوصيف المشهد السياسي العام في العراق بغية تسليط الضوء على التحالفات السياسية بعد الانتخابات ومستقبل العملية السياسية عمومًا. كما يتم التطرق إلى المشكلات الجوهرية للعمل السياسي وبخاصة ما يتعلق بسطوة مراكز القوى الداخلية، وغياب المصالحة، والتأثير الخارجي على التفاعلات السياسية. وتسلط هذه الجلسة كذلك الضوء على الأوضاع الإنسانية المتفاقمة وتأثيرها على الاستقرار الداخلي والإقليمي، ويحاول المتحدثون معرفة ما إن كان بالإمكان تطوير سياسية وطنية عراقية عابرة للمذاهب والإثنيات. 

وتستعرض الجلسة الثانية موضوع إعادة إعمار العراق ومحو آثار الدمار الذي خلَّفه تنظيم داعش في مختلف أنحاء البلاد وبخاصة مدينة الموصل. ومن المقرر أن يتناول المتحدثون في هذه الجلسة التحديات التي تقف أمام تطوير مشاريع مجتمعية لإنهاء حالة التوتر والاستقطاب المغذيين للإرهاب في العراق. كما يسلطون الضوء على أهمية دعم قوى الأمن المكلفة بمحاربة الإرهاب، فضلًا عن مناقشتهم الأسباب الكفيلة بإعادة هيكلة الاقتصاد العراقي، وما يلزمه من تخصيص الميزانيات الكافية والرقابة الفاعلة لإعادة بناء البيئة التحتية، وتجاوز المشاكل المتعلقة بالخدمات العامة، وإحياء السوق العراقية. وتُختَتَم هذه الجلسة بالحديث عن مشكلة المياه التي تُعدُّ إحدى أهم المشاكل التي تواجه العراق، والتي تسببت مؤخرًا في اضطرابات مجتمعية، ومعرفة الخطوات المُحدَّدة التي يجب اتخاذها لمواجهتها.

وتختتم الندوة المُوسَّعة أعمالها بالجلسة الثالثة التي تناقش تداعيات التنافس بين اللاعبين الدوليين والإقليميين على استقرار وأمن ورفاه المجتمع العراقي؛ حيث يستعرض المتحدثون المأزق الذي يعيشه العراق بين ضغوط الولايات المتحدة الأميركية التي تطالبه بالالتزام بالعقوبات التي تفرضها على إيران، ومحاولات واشنطن دعم أسماء مقربة منها للحد من النفوذ الإيراني، وبين توسيع إيران لمساحة نفوذها وتأثيرها في العراق عبر العديد من الفاعلين الدينيين والسياسيين منافِسةً بذلك الولايات المتحدة الأميركية فوق الأراضي العراقية، وبين هذا وذاك مواقف الدول العربية وتركيا وروسيا من ذلك كله، وتسلط الجلسة الضوء على ما ينتجه هذا التنافس وذلك الصراع من تداعيات على السياسة والاقتصاد والمجتمع.