ثورة المظلات في هونغ كونغ، المطالب والتداعيات

تسعى بكين إلى دمج هونغ كونغ وتنتهج استراتيجية الاحتواء لثورة المظلات فيها، لأنها تخاف من عواقبها لاسيما أنها قد تشجع على قيام حركات احتجاجية أخرى في الداخل الصيني بهدف تحقيق المزيد من الحكم الذاتي أو الاستقلال عن الصين.
201411293514730734_20.jpg

[الجزيرة]

 

ملخص

"حركة أو ثورة المظلات" في هونغ كونغ تهدف إلى إجراء انتخابات ديمقراطية للرئيس التنفيذي لهونغ كونغ عام 2017. وتمثل هذه الاحتجاجات تحديًا للإطار السياسي الذي فرضته بكين بشكل قانوني على هونغ كونغ، والذي جعل الانتخابات المُقبلة لاختيار الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ تقتصر على دائرة صغيرة؛ إذ يتعينُ على جميع المترشحِين المؤهلين الحصول على الموافقة من نصف أعضاء لجنة الترشيح الموالية لجمهورية الصين الشعبية والبالغ عددهم 1200 عضو لتضمن بذلك بكين على الدوام انتخاب رئيس تنفيذي موال لها. ومن المتوقع أن تستمر المنظمات الطلابية في تحركها الجاري منذ 26 سبتمبر/أيلول 2014 وحتى اليوم، في حين تتجه الصين نحو الدمج الكامل لهونغ كونغ رغم الوعد السياسي الذي تعهدت به فيما يتعلق بـ"دولة واحدة، ونظامان". ومن الواضح أن بكين تراهن على عاملي الزمن والاختلافات بين قادة التحرك (المعارضة والمثقفين والطلاب)، الذين قد يملكون مطلبًا واحدًا لكنهم يختلفون وباطراد حول كيفية صيانة تحركهم، وما هو الحد الذي يجب أن يرضوا به في مفاوضاتهم مع السلطة.

حركة المظلات في هونغ كونغ أو ما يُطلق عليها: "احتلوا مركز المدينة" (Occupy Central) هي احتجاجاتٌ مدنية مستمرة تهدف إلى إجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية لاختيار الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ والمُزمَع إجراؤها في عام 2017(1). وتُمثل هذه الاحتجاجات تحديًا للإطار السياسي الذي فرضته بكين بشكل قانوني على هونغ كونغ، من خلال اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب (NPCSC) في 31 أغسطس/آب 2014(2) . وقد أعلن قادة هذا الاحتجاج أنه عبارة عن حملة عِصيان مدني ضد التحريف المُتَعمد الذي قامت به بكين لوعد دينج شياو بينج فيما يتعلق بـ"دولة واحدة ونظامان"(3). وطبقًا للخطة السياسية التي أقرتها اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب، أصبحت انتخابات الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ مُقتصرة على دائرة صغيرة؛ حيث يتعين على جميع المترشحين المؤهلين الحصول على الموافقة من 50% من أعضاء لجنة الترشيح البالغ عددهم 1200 عضو، والتي تتشكل غالبًا من الجماعات الوظيفية والمهنية الموالية لجمهورية الصين الشعبية(4). وإذا ما تم تطبيق هذا النظام الانتخابي، فإن بكين ستضمن على الدوام مُرشحًا مواليًا لجمهورية الصين الشعبية نظرًا لسيطرتها على أغلبية الأعضاء في لجنة الترشيح(5).

بدأت هذه الحركة في 26 سبتمبر/ أيلول2014، وذلك عندما تحول الاحتجاج الذي نظمه الطلاب إلى نزاع مع قوات الشرطة في ساحة سيفيك سكوير the Civic Square خارج مقر الحكومة المركزية ثم انتشر في محيط منطقة أدميرالتي Admiralty، والتي تُشكل الامتداد الشرقي للمنطقة التجارية المركزية(6). وسرعان ما اختلطت الاحتجاجات الطلابية مع احتجاجات جماهيرية أُخرى واسعة النطاق أُطلق عليها اسم: "احتلوا مركز المدينة"(7)، ثم امتدت بشكل أوسع لتشمل المناطق التجارية المزدهرة، مثل: سنترال ديستريكت Central District، كوزواي باي Causeway Bay ، مونغ كوك(8) (Mong Kok). وتتميز الحركة بالحشود الكبير من السكان التي تطالب حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة بإجراء إصلاحات انتخابية، مما يُتيح انتخاب الرئيس التنفيذي وأعضاء المجلس التشريعي بطريقة ديمقراطية وحقيقية(9).

وينبعُ اسم "حركة المظلات" من أن العديد من المحتجين استعملوا المظلات لحماية أنفسهم من بخاخات الفلفل والغاز المسيل للدموع الذي استعملته الشرطة لدى طردها للمُحتشدين(10). وقد بدأت مؤخرًا المحادثات بين قادة حركة المظلات ومسؤولين عاليي المستوى في حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن(11) .

الجهات الفاعلة الرئيسية وآخر التطورات

هناك ثلاثة عناصر فاعلة رئيسية في حركة المظلات: بكين، وحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وقادة حركة المظلات. من وجهة نظر بكين، لا يوجد شيء مناف للديمقراطية في الإطار السياسي الذي أقرته اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب إذ إن كل الانتخابات "الديمقراطية" (كالانتخابات على مستوى القُرى على سبيل المثال) في جمهورية الصين الشعبية تُجرَى بآلية مماثلة حيث يتم التأكد من ولاء المُترشِح إلى الحزب الشيوعي(12). وتنبعُ أهمية هذا المخطط بشكل خاص من كونه يضمن سيطرة جمهورية الصين الشعبية على هونغ كونغ، وذلك لأن الرئيس التنفيذي إذا لم يتم انتقاؤه فإنه لن يعمل فقط كمفوض سياسي بل كصاحب سلطة كبرى بعيدًا عن سيطرة بكين(13). وبالفعل، فإن اتباع طريقة أساسها الشيوعية أثناء انتقاء المترشحين قد يكون السبيل الوحيد أمام بكين لتضمن فرض سلطتها على هونغ كونغ إذا ما تم منح حق الاقتراع العام(14). ووفقًا لما تراه الإدارة الحالية لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة بقيادة ليونغ تشون يينغ، فإن المهمة الطارئة تتمثل في كيفية حل النزاع دون تقديم أية تنازلات غير مُصرح بها تحيد عن سياسة بكين(15). لاسيما أن هناك مجالاً محدودًا للغاية أمام حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة كي تضطلع بدور المفاوض الناجح في هذا النزاع خصوصًا إذا ما كانت بكين غير مستعدة لقبول أي اقتراح آخر.

أما فيما يتعلق بقيادة حركة المظلات، فبينما تغطي القاعدة الشعبية كافة أطياف الشعب، يتكون قادة الحركة من ثلاث مجموعات: المعارضة، والطلاب، والمثقفين. وتلعبُ القيادات الطلابية الدور الأهم في الشروع بالحركة وحشدها ودعمها وكذلك في الحوار السياسي مع حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة فيما يخص الحل المُحتَمل(16). ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن أي مؤشر على التوصل إلى تسوية من قبل القيادات الطلابية، وقد يكون من الصعب في المستقبل الحفاظ على زخم الحركة نظرًا للضغط الخارجي المتصاعد وللتكلفة الاجتماعية المتزايدة والتي نجمت عن حملة الاحتلال هذه(17).

والجدير بالذكر أنه تم التخطيط لفكرة احتلال سنترال ديستركت والإعلان عنها قبل عام ونصف من اندلاع الحركة، أي: في مارس/آذار2013(18). وقد عمل أصحاب الفكرة الثلاثة، وهم: بيني تاي يو تينغ، تشان كين مان، تشو يو مينغ -الأول والثاني يعملان أستاذين جامعيين في حين أن الثالث راهب- على التحضير مُسبقًا لهذا الاحتجاج الجماهيري من خلال القيام بسلسلة من الأحداث (19) . غير أنه بعد اندلاع الحركة في ساحة سيفيك سكوير خطفت القيادات الطلابية الأضواء من أصحاب الفكرة الأساسيين وتم تهميشهم في قيادة الحركة؛ إذ سرعان ما تحولت طاقة الحركة وزخمها إلى المنظمات الطلابية بدلاً من النُخَب الاجتماعية والمعارضة مثل: فيدرالية طلاب هونغ كونغ التي لعبت دورًا حيويًا للحفاظ على الحملة وإدامتها حتى عندما كانت تواجه موجات متعددة من الطرد القسري الذي كانت تمارسه قوات الشرطة(20). جرى حوار سياسي للمرة الأولى وبشكل رسمي بين القيادات الطلابية ومسؤولين في حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة في 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2014 ولكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق(21) في حين يبدو أن خلافًا قد بدأ يطفو على السطح بين المؤيدين لحركة المظلات؛ إذ تُوجد هناك أصوات تنادي بأن على الحركة التراجع عن الاحتجاج في الشوارع والتحول إلى مجهودات مُستدامة من أجل الحصول على إصلاحات سياسية أكبر(22)، لكن القيادات الطلابية رفضت هذه الفكرة وأصرت على أن الحركة لن تنتهي دون الحصول على ردود إيجابية من حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة(23).

مطالب وردود الجهات الفاعلة المختلفة

إن الجهات التي تملك القدرة على المُساومة بشكلٍ فعلي هي: بكين والقيادات الطلابية ولكن إدارة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة هي المسؤولة عن التعامل مع الاحتجاجات والتفاوض السياسي بشكل يومي. حتى الآن التزمت بكين الصمت ولم تعلن موقفها من الحركة بشكل رسمي، لكنها أعلنت عن تصميمها على تنفيذ الإطار السياسي بحذافيره. وهذا يرسلُ رسالة واضحة إلى حكومة منطقة هونغ كونغ بأن لا سبيل لأي تنازل سياسي فيما يتعلق بقانون الترشيح، الذي يجعل من الانتخابات غير ديمقراطية أساسًا. وقد وجه الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ ردًّا لحركة المظلات من خلال إدانة أي عمل غير قانوني متمثل في القيام بحملة من أجل تقديم اقتراح انتخابي معين، وأكد على أن حكومة منطقة هونغ كونغ لن تقدم أي تنازل كان عندما تواجه تحديات سياسية مماثلة(24). ورحب الرئيس التنفيذي باللجوء إلى المزيد من الحوار كما أنه يأمل بأن يتمكن الطلاب من إنهاء الاحتجاج بغية استعادة القانون والنظام(25). ويبدو أن حكومة هونغ كونغ لا تقدم عرضًا ذا أهمية بل مجرد لفتة رمزية للتفاوض مع القيادات الطلابية.

وتبدو الصورة مشوشة قليلاً بالنسبة لمختلف الجهات الفاعلة في حركة المظلات، فبينما تتشارك جميع الجهات الهدف ذاته المتمثل في الكفاح من أجل الحصول على انتخابات ديمقراطية حقيقية لانتخاب الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ وأعضاء المجلس التشريعي، إلا أن زيادة حدة الحركة ونهوض القيادات الطلابية قد هزَّ -بلا شك- الديناميكيات السياسية السابقة في معسكر المعارضة وعَمِلَ على تعقيد مخططاتها الاستراتيجية المستقبلية؛ وذلك لأن المنظمات الطلابية الرائدة تواجه تذمرًا مُتزايدًا حول جدوى هذا الكم الهائل من الإزعاج الذي أثَّر على حياة الناس وكذلك تضاؤل الدعم الاجتماعي، نظرًا للأفكار المتباينة التي يحملها الناس حول كيفية النضال من أجل تحقيق الهدف(26). وانبثق الخلاف بشكل خاص مؤخرًا من المؤسسين الثلاثة للحملة الذين وجدوا أن الحركة قد تنسحب لتفادي حدوث إصابات غير ضرورية والناجمة إما عن فقدان الحركة للسيطرة أو عن استعمال الحكومة لوسائل قمعية لإنهاء الاحتجاج(27). ويُظهر ذلك بوضوح أن العديد من النخب الاجتماعية يعتريه الشك بشأن حركة المظلات وربما تملك أفكارًا خاصة بشأن تسيير المرحلة المقبلة. فالمعارضة، خصوصًا بالنسبة للسياسيين والناشطين الاجتماعيين في المعسكر المؤيد للديمقراطية لم يخسروا أهميتهم السياسية خلال الحركة فحسب، بل يعانون أيضًا من تراجع دعمهم الاجتماعي نظرًا لتهميشهم في الأحداث الأخيرة(28). وعلى الرغم من أن بعضًا منهم حاول الشروع بأعمال جديدة لتنسيق الاحتجاجات، إلا أن أيًّا منهم لم ينجح في جذب انتباه وسائل الإعلام(29). وخلاصة القول، يتشاطر مختلف الجهات الفاعلة في حركة المظلات الهدف ذاته، ولكن الانقسام في مواقفهم حيال كيفية تحقيق هذا الهدف يزداد خطورة يومًا بعد يوم. الطلابُ وحدهم هم من يُصرون على البقاء معتصمين في الطرقات، في حين يبدو أن الآخرين قد آثروا اللجوء إلى تكتيكات أخرى.

تداعيات على هونغ كونغ والصين

يوجد شعور سلبي متنام في هونغ كونغ تجاه المهاجرين الصينيين والتغييرات اللاحقة الناجمة عن تشديد العلاقة مع الصين في العقد الأخير(30). ويعتبر هذا السخط الاجتماعي أساس المشكلة التي تؤرِّق سكان هونغ كونغ من التوطين المستقبلي؛ وهو عملية ضم هونغ كونغ إلى الصين من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية(31). وهذا ما يُفسر الحجم الهائل للطاقة والزخم الذي حظيت به حركة المظلات إذ إن التعبئة المعرفية حول أزمة الهوية قد تغلغلت في صميم المجتمع بأكمله. وإذا ما أرادت بكين حقًا أن تضع حدًا لهذا التخوف العميق الذي أثار العديد من الاحتجاجات في هونغ كونغ على مر العقد الماضي، لابد أن يتم الإعلان عن سياسة واضحة ترمي إلى معالجة هذه المخاوف بغية التخفيف من تنامي المشاعر المعادية للصين.

إن الصين تملك مصالح كبرى في هونغ كونغ، وهي مصالح ذات طبيعة سياسية أكثر منها اقتصادية. وصحيح أن هونغ كونغ تخضع لسياسة "دولة واحدة ونظامان"، إلا أن الصين تهدف بشكل واضح إلى دمج كلي لهونغ كونغ باعتبارها جزءًا من الصين؛ وهي المهمة التي لم تكتمل والتي ترمي إلى محو إذلال وطني دام قرنًا كاملاً. والأدهى من ذلك أن منح هونغ كونغ انتخابات ديمقراطية حقيقية للحزب الشيوعي هو بمثابة فتح صندوق العجائب؛ إذ لن يقتصر الأمر على تايوان وشينجيانغ والتبت التي ستطالبُ باستقلاليتها فحسب بل سيتعدى ذلك إلى تشجيع مناطق محلية أخرى على المطالبة بالمزيد من الحرية واللامركزية والتي من المرجح أن تتطور إلى أزمة سياسية لن تهدد السلطة الحاكمة الشيوعية فحسب بل الصين برمتها باعتبارها دولة موحدة.

الحل المُحتمَل

لا تزالُ بكين إلى حد الآن تقفُ بثبات على أرضية قانونية صلبة لكنها تلعب بهدوء في الجبهة الداخلية. من جهة، تؤكد الصين أن مبدأ "دولة واحدة ونظامان" لابد وأن يتم تجسيده من خلال النظام القانوني في الصين؛ مما يعني أنه لا توجد أية دولة أجنبية تمتلك الحق في التدخل في الشؤون الداخلية الصينية وأن قرارات اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب غير قابلة للنقاش نظرًا لوضع اللجنة القانوني(32)(33). من جهة أخرى، تتحلى بكين فعلاً بالصبر والحِلم تجاه حكومة منطقة هونغ كونغ وحركة المظلات إذ إنها تمنع نفسها من التدخل بشكل مباشر في الأحداث الجارية(34).

وتُعتبر هذه الطريقة التي تتبعها بكين استراتيجية استنزاف ذكية جدًا ترمي من ورائها إلى تهدئة النزاع عبر الزمن وإلى فسح المجال أمام الخلافات المتنامية بين الشعب في هونغ كونغ لتفعل فعلها، وهو ما سيقضي في نهاية المطاف على زخم حركة المظلات وشرعيتها نظرًا للثمن الباهظ الذي سيتحمله الاقتصاد. وباتباع الصين لهذه الاستراتيجية ربما لن يكون هنالك حاجة لتقديم تنازلات سياسية كبيرة، أو ربما لا تقدم تنازلات، ولن يكلفها هذا إلا إظهار بعض التسامح السياسي أو تصنُّع خطاب تعاطفي ولا ضرر في ذلك. وإذا ما تأزمت الأوضاع بشكل أكبر ربما تكون إدارة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة كبش الفداء السياسي، مع التأكيد على أنها تشكِّل أفضل منطقة عازلة بالنسبة لبكين حيث تحميها من التدخل المباشر في الاحتجاجات.

ونظرًا لهذه الأوضاع، فإن أفضل ما يمكن أن تقوم به إدارة منطقة هونغ كونغ هو استراتيجية الاحتواء، أي الاستمرار في التعبير عن مواقف منفتحة وإيجابية إزاء التفاوض السياسي، وفي الوقت عينه امتصاص الاحتجاجات دون القيام بتغييرات سياسية حقيقية، وسيُصبح الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للطلاب مع مرور الوقت. فهدف الحركة على المدى القصير والذي يشكِّل القاسم المشترك بين جميع أعضاء قيادة حركة المظلات لا يزال غير واضح، وكذلك هو الحال بالنسبة إلى التوقيت الأفضل لإنهاء الاحتجاج في الشوارع وكيفية تحويل زخم الحركة إلى أشكال أخرى من الحملة السياسية. إن الافتقار إلى توافق في الآراء بشأن القضايا المطروحة سيضع حركة المظلات في موقف لا تُحسد عليه لأن الدعم الاجتماعي من المرجح أن ينفد في المستقبل القريب. وبذلك، سيكون أمام بكين وحكومة منطقة هونغ كونغ كافة المعايير اللازمة لتعبئة حركات مضادة لحركة المظلات.

من الناحية الاستراتيجية، يتمثل السيناريو الأكثر ترجيحًا للوصول إلى حل في أن يقترح الطلاب حلاً وسطًا كالقيام ببعض التغييرات السياسية التي تقلِّل من صرامة النظام الانتخابي تدريجيًا، على سبيل المثال: خفض نسبة موافقة لجنة الترشيح على جدارة المترشحين، وتوسيع القاعدة الشعبية للأعضاء المكونين للجنة الترشيح، أو أية قضايا تقنية أخرى تتعلق بالقوانين الانتخابية والتي يمكنها أن تقلل من حدة التلاعب السياسي. ورغم أن بكين قد لا توافق بالضرورة على أي من هذه المقترحات، فإن هذه الخطوة ستكشف النقاب عن نواياها الحقيقية أي إذا ما كانت بكين ستعمل حقًا على تنفيذ مبدأ "شعب هونغ كونغ يحكم هونغ كونغ" بطريقة ديمقراطية أم أنه بكل بساطة شعار خادع لا يمكن من خلاله أن يُسمَح سِوى لمفوض سياسي شيوعي أن يحكم هونغ كونغ(35).
_______________________________________________
رايموند لي، أستاذ مساعد في جامعة تايوان الوطنية، تايبيه، تايوان. وزميل زائر لدراسات شرق آسيا في معهد بروكينغز، واشنطن، أميركا.
• ملاحظة: النص بالأصل أعد لمركز الجزيرة للدراسات باللغة الإنكليزية، وترجمته إلى العربية هند بن سلامة.

المصادر
1- Jonathan Kaiman, "Hong Kong’s Umbrella Revolution", The Guardian, 2014-09-30. http://www.theguardian.com/world/2014/sep/30/-sp-hong-kong-umbrella-revolution-pro-democracy-protests (retrieved Oct 24, 2014)
2- Tony Cheung, "Hong Kong's candidate nominating system out of balance, says Beijing scholar", South Morning China Post, 2014-08-31. http://www.scmp.com/news/hong-kong/article/1582079/beijing-scholar-says hong-kongs-candidate-nominating-system-out (retrieved Oct 24, 2014)
3- Chi Shuo-Ming, "Hong Kong's Defense Battle on 'One Country, Two System'", FTChinese.com, 2014-09-29. http://big5.ftchinese.com/story/001058446?full=y (retrieved Oct 24, 2014)
4- Steven Hill, "Compromise for Hong Kong: An Electoral College That Works", THEWORLDPOST, 2014-10-08. http://www.huffingtonpost.com/steven-hill/compromise-for-hong-kong-_b_5954212.html (retrieved Oct 24, 2014)
5- "Hong Kong's Democracy Debate", BBC News, 2014-10-07. http://www.bbc.com/news/world-asia -china-27921954 [retrieved Oct 24, 2014]
6- Harrison Jacobs, "REPORT: Hong Kong's 17-Year-Old 'Extremist' Student Leader Arrested During Massive Democracy Protest", Business Insider, 2014-09-26. http://www.businessinsider.com/joshua-wong -reportedly-arrested-in-hong-kong-2014-9 (retrieved Oct 24, 2014)
7- "Stand Up, Get Down: Hong Kong’s Occupy Central Protests Launch Early", CHINAREALTIME, 2014-09-28. http://blogs.wsj.com/chinarealtime/2014/09/28/pre-occupied-hong-kongs-occupy-central-protests -launch-early/ (retrieved Oct 24, 2014)
8- "Hong Kong Explained: Mapping the Protests and Exploring the Key Issues", CTV News, 2014-09-30. http://www.ctvnews.ca/world/hong-kong-explained-mapping-the-protests-and-exploring-the-key-issues -1.2029178 (retrieved Oct 24, 2014)
9- Kaja Baum,"Why China Won’t Talk to Hong Kong’s Protesters", Foreign Policy In Focus, 2014-10-10. http://fpif.org/china-wont-talk-hong-kongs-occupy-central/ (retrieved Oct 24, 2014)
10- Calum MacLeod,"Hong Kong's 'Umbrella Revolution' Opens Wide", USA TODAY, 2014-09-30. http://www.usatoday.com/story/news/world/2014/09/29/hong-kong-democracy-protests/16413195/ (retrieved Oct 24, 2014)
11- James Pomfret and Clare Baldwin,"Hong Kong Students Put Their Case to Government, But No Breakthrough", REUTERS, 2014-10-21. http://www.reuters.com/article/2014/10/21/us-hongkong-china -idUSKCN0IA00L20141021 (retrieved Oct 24, 2014)
12- Kevin J. O'brien and Lianjiang Li, "Accommodating 'Democracy' in a One-Party State: Introducing Village Elections in China", in Larry Diamond and Ramon H. Myers (Eds.), Elections and Democracy in Greater China, Oxford: Oxford University Press, pp.101-125.
13- Donald Kirk, "Protesting for Democracy", THE KOREA TIMES, 2014-10-02. http://www.koreatimes.co.kr/www/news/opinon/2014/10/353_165636.html (retrieved Oct 24, 2014)
14- Richard C. Bush III, "China’s Decision on Universal Suffrage in Hong Kong", Brookings, 2014-09-02. http://www.brookings.edu/blogs/up-front/posts/2014/09/02-hong-kong-chief-executive-election-bush (retrieved Oct 24, 2014)
15- AFP, "Hong Kong Leader Says Pro-democracy Protests Will Not Change Beijing’s Stance", The Guardian, 2014-10-12. http://www.theguardian.com/world/2014/oct/12/kong-kong-leader-protests-not-change -beijing (retrieved Oct 24, 2014)
16- Jonathan Kaiman, "Who Guides Hong Kong’s ‘Umbrella Revolution’ Pro-Democracy Movement?", The Guardian, 2014-09-30. http://www.theguardian.com/world/2014/sep/30/hong-kong-pro-democracy-protest -leaders-occupy (retrieved Oct 24, 2014)
17- Li Xueying, "Hong Kong Protests: Growing Discontent at Occupy Central Movement, THE STRAITS TIMES, 2014-10-12. http://www.straitstimes.com/news/asia/east-asia/story/hong-kong-protests -growing-discontent-occupy-central-movement-20141012 (retrieved Oct 24, 2014)
18- "Manifesto: Occupy Central with Love and Peace", Apply Daily, 2013-03-27. http://hk.apple.nextmedia.com/realtime/news/20130327/51318372 (retrieved Oct 24, 2014)
19- "Timeline of Occupy Central with Love and Peace (OCLP)", Tiki-Toki, since 2013-01-22. http://www.tiki-toki.com/timeline/entry/315580/Timeline-of-Occupy-Central-with-Love-and-Peace-OCLP/ (retrieved Oct 24, 2014)
20- Ariel Li, "Occupy Central: Divided We Stand?", The Berkeley Journal of Sociology, 2014-10-06. http://berkeleyjournal.org/2014/10/occupy-central-divided-we-stand/ [retrieved Oct 24, 2014
21- Farah Master, "RPT-Hong Kong Students, Officials Set for First Talks on Political Crisis", REUTERS, 2014-10-20. http://www.reuters.com/article/2014/10/21/hongkong-china -idUSL3N0SF68420141021 (retrieved Oct 24, 2014)
22- Editorial, "Protesters Must Give Up Battle to Continue Democracy War", South China Morning Post, 2014-10-16. http://www.scmp.com/comment/insight-opinion/article/1617221/protesters-must-give-battle -continue-their-war-democracy?page=all (retrieved Oct 24, 2014)
23- Gary Cheung, Joyce Ng and Tony Cheung, "No New Offers on Table for Talks, and No End in Sight to Protests", South China Morning Post, 2014-10-23. http://www.scmp.com/news/hong-kong/article/1622425/no -new-offers-table-talks-and-no-end-sight-protests (retrieved Oct 24, 2014)
24- Keith Bradsher and Chris Buckley, "Hong Kong Leader Reaffirms Unbending Stance on Elections", The New York Times, 2014-10-20. http://www.nytimes.com/2014/10/21/world/asia/leung-chun-ying-hong -kong-china-protests.html (retrieved Oct 24, 2014)
25- "Hong Kong Leader CY Leung Reopens Offer of Talks with Protesters, Hopes to Schedule for Next Week", ABC Network, Australia, 2014-10-16. http://www.abc.net.au/news/2014-10-16/hong-kong-leader-cy -leung-reopens-offer-of-talks-with-students-/5819990 [retrieved Oct 24, 2014
26- Hong Kong Protests: Activists March to CY Leung's House", BBC News, 2014-10-22. http://www.bbc.com/news/world-asia-china-29719159 (retrieved Oct 24, 2014)
27- "Disagreement in the Talk among the Leaders of the Occupy Central Movements", Yahoo Hong Kong, 2014-10-23. https://hk.news.yahoo.com/%E5%95%86%E8%AD%B0%E9%80%80%E5%A0%B4%E4%BD%94%E4%B8%AD%E5%85%A7%E8%A8%8C-025433789.htm l (retrieved Oct 24, 2014)
28- Liu Shan and Jiang Yan-nan, "Polarization in Hong Kong's Occupy Central Movement, Marginalization of the Middle", Yazhou Zhoukan, Vol. 28, No. 27. 2014-07-05. http://www.mingjingnews.com/MIB/news/news.aspx?ID=N000035539&utm_source=twitterfeed&utm_medium =twitter (retrieved Oct 24, 2014)
29- "Politics: Pan-Democracy Camp is the Big Loser in the Occupy Central Movement", The Sun, 2014-10-22. http://the-sun.on.cc/cnt/news/20141022/00408_001.htm l (retrieved Oct 24, 2014)
30- Juliana Liu, "Surge in Anti-China Sentiment in Hong Kong", BBC, 2012-02-08. http://www.bbc.co.uk/news/world-asia-china-16941652 (retrieved Oct 24, 2014)
31- Zhu You-Lin, "Tell the Truth: The Trend of Hong Kong's Domestication", The Sun, 2011-02-02. http://the-sun.on.cc/cnt/news/20110202/00418_001.html (retrieved Oct 24, 2014)
32- Lydia Tomkiw, "Beijing Warns Against Foreign Intervention, As Hong Kong Protesters Block Roads", Yahoo News!, 2014-09-29. http://news.yahoo.com/beijing-warns-against-foreign-intervention-hong-kong-protesters-124200553.html (retrieved Oct 24, 2014)
33- Agence France-Presse, "Hong Kong protests: China warns US not to meddle in 'internal affairs'", The Guardian, 2014-10-01. http://www.theguardian.com/world/2014/oct/02/hong-kong-protests-china-warns-us-not -to-meddle (retrieved Oct 24, 2014)
34- Josh Noble and Julie Zhu, "Hong Kong ‘lucky’ China Has not Stopped Protests, Says CY Leung", The Financial Times, 2014-10-20. http://www.ft.com/cms/s/0/3f6f1c74-584b-11e4-a31b -00144feab7de.html#axzz3H5KRCO9W (retrieved Oct 24, 2014)
35- "Li Keqiang's First Response to the Occupy Central Movement, Mentioning 'Hong Kong People Running Hong Kong'", NTDTV.COM, 2014-10-11. http://www.ntdtv.com/xtr/b5/2014/10/11/a1145344.html (retrieved Oct 24, 2014)

نبذة عن الكاتب