مصر: تأجيل الانتخابات النيابية: فرصة لتصحيح الأخطاء أم لتكريسها؟

يظهر الجدل والسجال الراهن بين الحكومة وعدد من الأحزاب والقوى السياسية بشأن التعديلات الخاصة بقانون الانتخابات ،عمق الأزمة والتباين بين الطرفين حول سلامة النظام الانتخابي برمته ،لا سيما عقب أحكام المحكمة الدستورية ببطلان بعض مواد القوانين الانتخابية وما ترتب عليها من تأجيل للانتخابات النيابية.
2015415105848364734_20.jpg
تأجيل الانتخابات يبقي حالة الفراغ التشريعي التي تعيشها مصر منذ أكثر من عامين (الجزيرة-أرشيف)

ملخص
تحاول هذه الورقة قراءة قرار تأجيل الانتخابات البرلمانية في مصر على ضوء الأحكام الأخيرة للمحكمة الدستورية ببطلان بعض مواد قانون الانتخابات؛ وذلك من خلال تساؤل أساسي حول ما إذا كان التأجيل يشكِّل فرصة بالنسبة إلى أطراف العملية السياسية لتصحيح الأخطاء التي وقعت خلال صياغة القوانين الانتخابية، وتستعرض الورقة رؤية كلٍّ من السلطة والأحزاب السياسية لقرار التأجيل، فبينما أظهرت مواقف المسؤولين إصرارًا على التعامل مع المأزق الانتخابي الراهن باعتباره مشكلة قانونية وإجرائية، يرى كثير من الأحزاب والقوى السياسية أن هذا المأزق يعبِّر عن أزمة سياسية أكبر؛ نتيجة إصرار السلطة على الانفراد برسم قواعد الانتخابات؛ ومن هنا فإن التأجيل يُتيح المجال لتصحيح المسار الانتخابي برمته؛ بما يُفضي إلى إجراء انتخابات حقيقية بمشاركة مختلف القوى السياسية، وبما يؤدي إلى تشكيل برلمان حقيقي يمثل المصريين بكل مكوناتهم وأطيافهم السياسية والاجتماعية.

وتخلص الورقة إلى أن تأجيل الانتخابات، وإن كان قد شكَّل فرصة لتصحيح المسار الانتخابي؛ فإنه يبدو فرصة ضائعة بالنظر إلى تمسك السلطة برفض إجراء تعديلات جوهرية على النظام الانتخابي، وإصرارها على المضي قدمًا في المسار الانتخابي ذاته، ووفقًا للقواعد التي وضعتها منذ البداية، وهو ما يعني إعادة إنتاج وتكريس الأخطاء السابقة بدلاً من الاستفادة منها.

مقدمة

جاءت الأحكام الأخيرة للمحكمة الدستورية العليا في مصر مؤخَّرًا ببطلان بعض قوانين العملية الانتخابية لتضيف مزيدًا من الارتباك إلى مشهد سياسي مرتبك، ولتُبقي على حالة الفراغ التشريعي التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عامين؛ فقد أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فور صدور الأحكام، تأجيل الانتخابات التي كان مقررًا إجراء المرحلة الأولى منها أواخر مارس/آذار الماضي؛ وذلك لحين تعديل القوانين الانتخابية لتتوافق مع أحكام المحكمة، وتُعتبر هذه الانتخابات الاستحقاق الثالث والأخير من استحقاقات خريطة المستقبل؛ التي أعلنها الجيش عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في 3 من يوليو/تموز 2013.

وقد قضت المحكمة في حكمها الأول بعدم دستورية المادة الثالثة (قانون تقسيم الدوائر الانتخابية الفردية على مستوى الجمهورية)، معتبرة أنه لا يتوافق مع مواد الدستور التي تنصُّ على معايير العدالة والمساواة بين الناخبين(1)، وقدَّمت المحكمة في حيثيات حكمها عددًا من الأمثلة على وجود تفاوت واضح بين الدوائر حتى داخل المحافظة الواحدة في الوزن النسبي لأصوات الناخبين باختلاف الدوائر؛ وذلك دون مبرِّر موضوعي(2)، كما قضت المحكمة في حكمها الثاني بعدم دستورية مادة في قانون انتخاب مجلس النواب؛ الخاصة بمنع المصريين مزدوجي الجنسية من الترشُّح في الانتخابات؛ حيث اعتبرت أنها تُخالف نصَّ المادة 102 من الدستور؛ التي حدَّدت الشروط الأساسية والجوهرية اللازمة للترشُّح لمجلس النواب(3).

وتُعيد هذه الأحكام العملية الانتخابية برُمَّتها إلى نقطة الصفر مرَّة أخرى؛ حيث يتعيَّن على اللجنة العليا للانتخابات -لاسيما على ضوء حكم المحكمة الإدارية- وقف جميع الإجراءات الانتخابية التي اتخذتها في الفترة الماضية؛ وذلك إلى حين تعديل مواد القوانين الانتخابية بما يستجيب لأحكام المحكمة الدستورية؛ وعلى ضوء ذلك ستعمل اللجنة على وضع جدول زمني جديد، وفتح باب الترشُّح مرَّة أخرى أمام الراغبين في خوض الانتخابات، وعلى الرغم من تأكيد رئيس الوزراء -إبراهيم محلب خلال اجتماعه الأخير مع ممثلي الأحزاب والقوى السياسة- إجراء المرحلة الأولى من الانتخابات قبل شهر رمضان القادم؛ فإن ذلك يبدو -في رأي كثيرين- مسألة غير واقعية ودونها كثير من العقبات الإجرائية واللوجستية، حتى إنْ تمكَّنت الحكومة من الوفاء بتعهُّدها في هذا الصدد؛ فإن الانتخابات لن تنتهي سوى بعد شهر رمضان، وهو ما يعني أنه لن يكون هناك برلمان في مصر إلا أواخر العام الجاري.

وقد حمَّل معظمُ الأحزاب السياسية الحكومةَ ولجنةَ الإصلاح التشريعي التابعة لها مسؤولية بطلان بعض القوانين؛ وذلك نتيجة انفرادها بالقرار، وعدم استجابتها لأيٍّ من التوصيات والملاحظات التي أبدتها تلك الأحزاب أثناء إعداد القوانين الانتخابية، وإصرارها منذ البداية على هندسة النظام الانتخابي على هواها، وعدم الأخذ بمقترحات أيٍّ من الأطراف الأخرى بمن فيها حتى الخبراء الدستوريين؛ الذين حذَّروا من أن الصياغة التي صدرت بها بعض مواد هذه القوانين تحمل شبهة عدم الدستورية؛ بينما هناك مَن اعتبرها انعكاسًا لحالة التخبُّط السياسي التي تعيشها البلاد حاليًّا، واستعجال الحكومة في إصدار قانون الدوائر دون دراسة متأنية نتيجة الضغط عليها لإجراء الانتخابات واستكمال استحقاقات خريطة الطريق.

ولكن على الرغم مما أثاره تأجيل الانتخابات من ارتباك وجدل واسعين، وعلى الرغم من ردود الفعل الغاضبة في الأوساط السياسية والحزبية، فإن ثمة فريقًا رأى أن أحكام المحكمة الدستورية وما ترتَّب عليها من تأجيل للانتخابات تمنح جميع الأطراف فرصة ذهبية لمراجعة مواقفها، وتصحيح مسار العملية الانتخابية برمَّتها، وإنقاذها من مسارٍ انتخابي يُجمع الكثيرون على أنه يقود إلى إعادة إنتاج برلمانات شبيهة ببرلمان عام 2010 المزوَّر؛ الذي كان أحد العوامل الأساسية التي فجَّرت غضب المصريين، وعجَّلت بسقوط نظام مبارك.

فهل ستتمكَّن أطراف المشهد السياسي الراهن في مصر -ولاسيما السلطة- من استغلال فرصة تأجيل الانتخابات لتصحيح الأخطاء وتعديل مسار النظام الانتخابي بشكل كامل، أم أنها ستُعيد إنتاج ذات الأخطاء السابقة مرة أخرى، وتتعامل مع المسألة باعتبارها أزمة قانونية لا سياسية؟

الانتخابات ما بين موقف السلطة وخصومها

ثمة مقاربتان للتعاطي مع الأحكام الأخيرة للمحكمة الدستورية العليا ببطلان قوانين العملية الانتخابية، وما ترتَّب عليها من تأجيل للانتخابات؛ وهما مقاربتان حاكمتان في تحديد مستقبل المشهد الانتخابي في مصر.

  1. الأولى: مقاربة قانونية؛ تتعامل مع الأزمة التي خلَّفتها أحكام المحكمة باعتبارها مشكلة قانونية تتعلَّق بعدم كفاءة وحرفية اللجنة التي وضعت القوانين الانتخابية؛ وهو ما أدَّى إلى بطلان بعض نصوصها، ووفق هذا التصوُّر فإن الأزمة تبدو محدودة في بعض النصوص والمواد التي أبطلتها المحكمة الدستورية، ويمكن حلُّها من خلال سرعة إجراء التعديلات المطلوبة استجابةً لأحكام المحكمة خلال شهر؛ وذلك وفقًا للتكليف الرئاسي للجنة العليا للانتخابات؛ ومن ثَمَّ المضي قدمًا في إجراء الانتخابات في أقرب وقت ودون تأخير؛ لكن مشكلة هذه المقاربة أنها تختزل الأزمة في جوانبها القانونية والإجرائية، دون النظر إلى أبعادها السياسية المؤثِّرة على مجمل المشهد السياسي في مصر؛ خصوصًا أن الأمر يتعلَّق بانتخابات مجلس نواب وهو الأهم في تاريخ مصر البرلماني؛ وذلك بالنظر إلى الصلاحيات الكبيرة وغير المسبوقة التي يحظى بها هذا المجلس وفقًا للدستور المعدَّل.
  2. الثانية: مقاربة سياسية؛ تتجاوز النظرة القانونية الفنية الضيقة، وتتعامل مع المأزق الانتخابي الراهن باعتباره أزمة سياسية كبرى لا تتعلَّق فقط بالانتخابات البرلمانية، وذلك على الرغم مما تمثِّله من أهمية كبيرة؛ بل بوصفها تخصُّ مجمل المسار السياسي ومستقبل الحياة الحزبية في مصر، ومع ذلك فإن التعامل مع الأزمة من منظور سياسي لا يعني إغفال الأهمية الكبيرة التي تمثِّلها القوانين الناظمة للعملية الانتخابية؛ التي ستُحدِّد إلى حدٍّ بعيد ملامح المشهد السياسي والحزبي في مصر خلال السنوات القادمة.

ووفقًا لهذه المقاربة فإن تأجيل الانتخابات يمثِّل فرصة ذهبية لكل الأطراف لإعادة رسم مسار العملية الانتخابية على أسس جديدة وسليمة؛ تضمن في النهاية إجراء انتخابات تنافسية ونزيهة وعادلة، وتضمن بالتالي تشكيل برلمان يعكس تمثيلاً عادلاً وحقيقيًّا للمصريين، ويكون قادرًا على القيام بمهامه التشريعية والرقابية.

- فبالنسبة إلى السلطة الحاكمة يُتيح لها تأجيلُ الانتخابات الفرصةَ والوقتَ لتصحيح الأخطاء؛ التي ارتكبتها خلال إعدادها للقوانين الانتخابية، وبالتالي تصحيح المسار الانتخابي برُمَّته.

- أمَّا بالنسبة إلى القوى والأحزاب السياسية فإن التأجيل يمنحها ومرشحيها المجال لإعادة ترتيب أوراقها، ومراجعة مواقفها، وتوحيد جهودها، واحتواء ما برز بينها من خلافات وصراعات خلال الفترة الأخيرة، ليس فقط لتعظيم فرصها في الانتخابات والحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد؛ ولكن -وهذا هو الأهم- للضغط على السلطة بهدف تعديل مسار العملية الانتخابية وقوانينها التي تنحاز للأفراد على حساب الأحزاب، وما يعنيه ذلك من إضعاف للحياة السياسية، وتهميش للأحزاب، وتقويض لقدرتها على الحضور السياسي والتمثيل البرلماني؛ وذلك في مقابل أنها تفتح الباب أمام سيطرة رأس المال وأصحاب النفوذ العائلي والقبلي على البرلمان القادم.

ولأن السلطة الحاكمة هي الفاعل الأهم في أطراف العملية السياسية والانتخابية، وبوصفها الطرف الذي يضع قواعد اللعبة الانتخابية؛ ومن ثَمَّ يُحَدِّد مسارها، فإن مستقبل المشهد الانتخابي يتوقَّف بشكل حاسم على موقف هذه السلطة وإلى أيٍّ من المقاربتين السابقتين ستنحاز. وفي هذا الصدد يُشير كثير من الدلائل إلى أن الحكومة تبدو بوضوح أكثر انحيازًا إلى المقاربة القانونية؛ التي تختصر الأزمة في جملة من المسائل الفنية والإجرائية، وليس أكثر من ذلك، وهو ما يطرحه السؤال حول مدى جدية السلطة في تعديل المسار الانتخابي، أو حتى رغبتها في إجراء الانتخابات النيابية من الأساس.

هل السلطة راغبة في إجراء الانتخابات؟

فور صدور أحكام المحكمة الدستورية اعتبر خصوم السلطة -لاسيما الرافضين للعملية السياسية الراهنة برُمَّتها، ولكل ما ترتَّب على مرحلة ما بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي- أن تأجيل الانتخابات يصبُّ في صالح النظام، واستند أصحاب هذا الرأي إلى عدد من الشواهد؛ التي رأوا أنها تُظهر عدم رغبة أو جدية الحكومة في إجراء الانتخابات؛ بل إنها تبدو مستريحة لبقاء حالة الفراغ التشريعي التي تعيشها مصر؛ وذلك منذ حلِّ مجلس الشعب السابق بحكم من المحكمة الدستورية في يونيو/حزيران 2012؛ فهذا الأمر يُشَكِّل وضعًا مريحًا بالنسبة إلى السلطة؛ حيث يَجْمَع الرئيس عبد الفتاح السيسي بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، ووفقًا لهذا التصوُّر فإن تأجيل الانتخابات يعني تأجيل انتقال السلطة التشريعية من الرئيس إلى مجلس النواب المنتخب؛ وبالتالي فإن الإبقاء على الوضع الحالي يُتيح للحكومة سنَّ وإصدار القوانين والتشريعات التي تُريد متى أرادتْ، كما أن طريقة تعاطي السلطة الحالية مع الانتخابات البرلمانية والإجراءات الخاصة بها تُظهر سعي النظام للحدِّ من الدور السياسي لمجلس النواب؛ وذلك ليكون مجرَّد برلمان موالٍ للسلطة، وغير مؤثِّر في عملية صُنع القرار السياسي(4)، ويستدلُّ أصحاب هذا الرأي على ذلك بسيل القوانين والتشريعات التي صدرت في الفترة الأخيرة، وبعضها لم تكن ثمة ضرورة ملحَّة لإصداره، وكان يمكن أن ينتظر إلى حين انتخاب مجلس النواب، وهذا ما يعني أن السلطة تتصرَّف في هذا الأمر وكأنَّه لن يكون هناك برلمان قريبًا، أو كأنها تُدرك أن الأجواء السياسية والقوانين المنظمة للعملية الانتخابية لن تُفرز برلمانًا قويًّا وقادرًا على القيام بدوره التشريعي المنشود.

حتى مع ضمان السلطة -لأن النظام الانتخابي الذي اعتمدته يصبُّ في صالح إنتاج برلمان ضعيف ويمكن السيطرة عليه- فإن هناك مَنْ يرى أن السلطة الحالية لا تبدو متحمِّسة لإجراء الانتخابات أصلاً؛ بل ثمة مَنْ ذهب إلى اعتبار إبطال المحكمة الدستورية لقانون تقسيم الدوائر -الذي تمَّ إعداده في عهد الرئيس المؤقَّت السابق عدلي منصور، وهو في الوقت نفسه رئيس المحكمة الدستورية- يُؤَكِّد حدوث تواطؤ سياسي لتأجيل الانتخابات، والإبقاء على سلطة التشريع في يد الرئيس(5)، ولا شكَّ أن إجراء الانتخابات يضع النظام أمام تحديات عدة؛ إذ سيتعيَّن على مجلس النواب القادم فور انتخابه العملُ على مراجعة جميع القوانين والتشريعات التي صدرت منذ عزل مرسي، والمصادقة عليها أو إبطالها بما في ذلك القوانين المثيرة للجدل؛ مثل قانون التظاهر؛ الذي تُحيط به شبهة عدم الدستورية، وهو ما قد يفتح الباب أمام تعديله أو إلغائه؛ وبالتالي إبطال جميع الأحكام القضائية التي صدرت بحقِّ مئات الشباب والنشطاء بتهمة مخالفة هذا القانون، وهذا أمر لن يكون مريحًا للسلطة(6).

لكن في مقابل ذلك تُؤَكِّد السلطة ومؤيِّدوها أن تأجيل الانتخابات لا يصبُّ في مصلحة النظام؛ بل العكس تمامًا؛ إذ إن التأجيل يزيد من المشهد السياسي المرتبك ارتباكًا؛ وهو أمر لا يخدم أهداف السلطة؛ التي تبدو في حاجة لتدعيم شرعيتها من خلال إجراء الانتخابات، وتقديم الدليل على التزامها بالمسار الديمقراطي وبناء دولة المؤسسات، كما أن إجراء الانتخابات من شأنه أن يُسهم في تعزيز الاستقرار السياسي؛ وذلك من خلال استكمال الاستحقاق الثالث من استحقاقات خريطة المستقبل، ويرى أصحاب هذا الرأي أن السلطة أحرص من أيِّ طرف آخر على إجراء الانتخابات في أقرب وقت؛ لأنها تُدرك أن ذلك مسألة ضرورية؛ ليس لاعتبارات الاستقرار السياسي في الداخل فحسب؛ وإنما لطمأنة الخارج أيضًا؛ فوجود البرلمان سيُشَجِّع على جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية؛ التي تبدو مصر في حاجة ملحَّة إليها حاليًّا؛ وذلك لدفع عجلة الاقتصاد المنهك، ووفقًا لهذه الرؤية فإن إجراء الانتخابات يدعم موقف السلطة، ويُؤَكِّد قدرتها على تأمينها، ويُفَوِّت الفرصة على خصومها السياسيين لتوظيف أيِّ تأجيل للانتخابات للتشكيك في قدرة أو رغبة النظام في إجرائها، ويُجادل أنصار السلطة في أن أحكام المحكمة الدستورية في هذا الإطار تؤكِّد استقلال السلطة القضائية؛ وهو أمر يُحْسَب لصالح الإدارة السياسية الحاكمة حاليًّا؛ فقد أصدرت رئاسة الجمهورية بيانًا فور صدور الأحكام؛ أكَّدت من خلاله التزامها بما جاء فيها، وسرعة الانتهاء من إجراء التعديلات اللازمة بما يتوافق مع الدستور(7).

تأجيل الانتخابات: مكاسب محتملة

وما بين القراءتين السابقتين برزت قراءة ثالثة؛ هي الأكثر ارتباطًا وربما أهمية بما نحاول الإجابة عنه في هذه الورقة، وتنطلق من أنه بغضِّ النظر عمَّا إذا كان تأجيل الانتخابات يصبُّ في مصلحة السلطة أم غير ذلك، فإن هذا التأجيل يُتيح لكل الأطراف السياسية -سواء الحكومة أو الأحزاب- فرصة ثمينة ينبغي استغلالها، ووفق هذه القراءة فإن تأجيل الانتخابات يمكن أن يحقِّق مكاسب سياسية مهمَّة جدًّا؛ منها:

أولاً: إعادة صياغة القوانين الانتخابية
يُعتبر التأجيل فرصة لإعادة صياغة القوانين الانتخابية بشكل جذري، وإشراك الأحزاب السياسية في هذه العملية؛ خصوصًا بعد ما ترتَّب على انفراد الحكومة بهذا الأمر من بطلان وتأجيل للانتخابات، وقد سارع عدد من الأحزاب السياسية بالدعوة إلى استغلال فرصة تأجيل الانتخابات لإعادة النظر في كل القوانين الانتخابية، وعدم الاكتفاء بتعديل المواد التي أبطلتها المحكمة؛ فالنظام الانتخابي من وجهة نظرِ هذه الأحزاب بحاجة لتعديل جوهري؛ خصوصًا ما يتعلَّق بتوزيع المقاعد بين نظامي الفردي والقائمة، وإلغاء نظام القائمة المطلقة المغلقة؛ الذي يرون أنه سيؤدي إلى إضعاف وتهميش الأحزاب السياسية، وفي هذا الإطار شكَّلَت أحزاب التيار الديمقراطي المدني لجنةً مصغَّرة لإعداد مشروع نهائي للقوانين المنظمة للعملية الانتخابية وتقديمه إلى مؤسسة الرئاسة(8)، وتضمُّ هذه اللجنة -التي أُطلق عليها اسم "لجنة إصلاح البنية التشريعية"- خبراء في القانون والسياسة والاجتماع؛ وذلك بهدف وضع وثيقة للتعديلات المقترحة على قانون الانتخابات ورفعها إلى رئيس الجمهورية؛ وذلك بعيدًا عن اللجنة الحكومية التي وضعت القوانين السابقة؛ التي تتحمَّل في رأيهم المسؤولية الكاملة عمَّا جرى من تأجيل للانتخابات. أمَّا تحالف الوفد -الذي يضمُّ مجموعة من الأحزاب بقيادة حزب الوفد- فقد دعا إلى استغلال فرصة تأجيل الانتخابات لتصحيح المنظومة الانتخابية؛ مؤكدًا أن الأحزاب لن تقبل مجدَّدًا أن يكون البرلمان القادم عرضة لأيِّ خطر، وأن التحالف يعمل على صياغة مقترحات لقوانين الانتخابات برُمَّتها(9).
ثانيًا: تهيئة الأجواء السياسية
يرى كثيرون أن تأجيل الانتخابات فرصة لتجنيب البلاد مزيدًا من الاحتقان السياسي؛ لأن "مجيء برلمان وسط هذه البيئة المحتقنة، ومقاطعة أغلب القوى الديمقراطية، وعبر آليات انفردت السلطة بوضعها، يعنى مزيدًا من الارتباك وتعقُّدِ المشهد؛ الذي صار يُنذر بالخطر الشديد على المستقبل(10). وفقًا لهذا الرأي فإن التأجيل يُتيح الفرصة لاتخاذ جملة من الإجراءات التي تساعد على تهيئة الأجواء المناسبة لإجراء انتخابات حقيقة تنافسية بمشاركة كل القوى والأحزاب، وبما يدفع الأحزاب المقاطعة إلى العدول عن موقفها، وعلى رأس الإجراءات المطلوبة إطلاق الحريات، ووقف التضييق الأمني، وإطلاق سراح الشباب المسجونين، أو الذين يُحاكَمون على ذمة قضايا سياسية، ومعروف أن أحزاب التيار الديمقراطي -التي تضمُّ الكرامة، والدستور، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والعدل، ومصر الحرية- أعلنت مقاطعتها للانتخابات، ورهنت مشاركتها بالاستجابة لعدد من المطالب؛ وعلى رأسها توفير مناخ مُواتٍ لممارسة العمل السياسي، وإجراء تعديلات جوهرية على قوانين الانتخابات وقانون التظاهر، والإفراج عن الشباب سجناء الرأي؛ بل إن بعضهم ذهب إلى حدِّ القول: إن الوقت المتاح لحين الانتهاء من التعديلات المطلوبة على قوانين الانتخابات يمكن أن يكون فرصة للسلطة لإجراء مراجعات وتفاهمات مع بعض المحسوبين على الإخوان المسلمين؛ وذلك لإقناعهم بخوض الانتخابات القادمة؛ ضمن محاولات وجهود التهدئة بين الطرفين، وذلك على ضوء الضغوط المتزايدة دوليًّا وإقليميًّا على السلطة الحالية بقيادة السيسي لإجراء مصالحة مع الإخوان؛ لكن هذا الأمر يبدو احتمالاً بعيدًا للغاية بالنظر إلى التصعيد المتبادل بين الطرفين سياسيًّا؛ الذي يُوَضِّح أن المصالحة بين النظام والإخوان ليست خيارًا مطروحًا في الوقت الراهن على الأقل.
ثالثًا: خريطة التحالفات الانتخابية
على صعيد التحالفات الانتخابية فإن هناك مَنْ رأى أن الوقت الذي قد تستغرقه التعديلات -التي ستتمُّ على قانون تقسيم الدوائر- يُتيح للأحزاب المنسحبة تشكيل تحالفات انتخابية جديدة، وجذب عدد من الشخصيات البارزة للترشح على قوائمها؛ وذلك بعد أن كانت قد رفضت المشاركة سابقًا، كما أن تأجيل الانتخابات فرصة ذهبية للقوى السياسية لتنسيق مواقفها، وتوحيد جهودها لإعادة الاعتبار للبرامج السياسية، والسعي لتمثيلٍ أقوى في البرلمان القادم، الذي يُعَدُّ -كما أشرنا سابقًا- أحد أهم البرلمانات في تاريخ مصر؛ ليس فقط للصلاحيات الكبيرة التي منحها له الدستور، ولكن بالنظر إلى المهام التشريعية الكبرى الملقاة على عاتقه؛ وفي مقدمتها ترجمة نصوص الدستور الجديد إلى قوانين وتشريعات ستنظم حياة المصريين لسنوات وربما لعقود قادمة(11).
رابعًا: تشكيل طبقة سياسية جديدة
يذهب بعضهم إلى أن تأجيل الانتخابات يُتيح المجال للسلطة ذاتها للعمل لإعادة تشكيل التحالفات الانتخابية بشكل يحول دون سيطرة رجال الحزب الوطني المنحلِّ على البرلمان القادم بشكل كبير؛ لاسيما أن كل المؤشرات تُظهر أن أمامهم فرصة كبيرة بالنظر إلى ما يمتلكونه من خبرات سابقة وإمكانيات مادية؛ حيث إن رجال الحزب الوطني ينتمون إلى طبقة رجال الأعمال في المدن، أو كبار العائلات في الريف؛ لكن على الرغم مما يمكن أن تُشَكِّله عودة رجالات الحزب الوطني للهيمنة على البرلمان القادم من عبء سياسي على نظام السيسي، لا تبدو السلطة جادة في منع هذه العودة؛ بل إن النظام الانتخابي الذي وضعته، والمنحاز للنظام الفردي، يُفسح المجال أمام فوز عدد كبير من الشخصيات المحسوبة على نظام مبارك؛ التي مثَّلت دوائرَهَا الانتخابية على مدى سنوات طويلة وقدَّمت خدمات للمواطنين. ومع ذلك فإنه لا يمكن إغفال أن هناك محاولات -وإن كانت خجولة- من قِبَلِ النظام الحالي لتأكيد أنه ليس امتدادًا لنظام مبارك؛ وذلك من خلال تجنُّب الاعتماد على رجال أعمال هذا النظام، وهناك مَنْ يرى أن السيسي يسعى لتمكين الشخصيات العسكرية بدلاً من نُخب رجال الأعمال؛ التي كانت تتمتع بالنفوذ في عهد مبارك؛ وذلك بهدف تشكيل طبقة سياسية جديدة تضم شخصيات مدنية وعسكرية ورجال أعمال، لا تربطهم علاقات بنظام مبارك؛ لضمِّهم إلى مجلس النواب القادم(12).

من هنا يمكن القول: إنه إذا كان تأجيل الانتخابات ربما يُتيح المجال أمام السلطة للدفع بشخصيات ووجوه انتخابية جديدة لا تنتمي بالكامل لنظام مبارك، فإنه ليس واضحًا مدى قدرة نظام السيسي على حلِّ هذه الإشكالية؛ أي خلق طبقة سياسية جديدة داعمة له لا تنتمي كليًّا لنظام مبارك، وما يُثيره ذلك من غضبٍ في الشارع المصري، وفي الوقت نفسه ليست بعيدة تمامًا عن هذا النظام.

خامسًا: تحصين البرلمان القادم
من الآثار الإيجابية لتأجيل الانتخابات هو إجراء التعديلات اللازمة بما يضمن تحصين البرلمان القادم، وضمان عدم الطعن على دستوريته؛ وهو ما قد يُؤَدِّي إلى حلِّه، وما يترتَّب على ذلك من تبعات سياسية؛ فضلاً عن الكلفة المادية الكبيرة، لاسيما إذا عرفنا أن تكلفة الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في عام 2011 نحو مليار ومائتي مليون جنيه، وهي تكلفة عالية جدًّا في ظلِّ أوضاع اقتصادية صعبة.

حسابات متناقضة

تبقى كلُّ هذه المكاسب التي يمكن أن يُوَفِّرها تأجيل الانتخابات مكاسبَ افتراضية، والمرجَّح أنها غير قابلة للتحقيق؛ إذ إنها تظل رهنًا -كما أشرنا سابقًا- بالمسار الذي ستعتمده السلطة؛ ممثلةً في الجهات الحكومية المعنية بالعملية الانتخابية في تطبيق أحكام المحكمة الدستورية، وما إذا كانت ستعتمد مسارًا يقتصر فقط على إجراء التعديلات المطلوبة فقط، أم ستقوم بإجراء تعديلات شاملة وجوهرية على مجمل القوانين المنظمة للانتخابات. وبدوره فإن هذا الأمر يعتمد على درجة إدراك القائمين على السلطة لخطورة المأزق الانتخابي الراهن، وما يحمله من مزالق تُهَدِّد المسار السياسي بأكمله، وليس المسار الانتخابي فحسب. كما يعتمد على مدى استعداد الحكومة وجديتها في استغلال الفرصة الراهنة من عدمه، وما إذا كانت حساباتها في هذا الصدد تلتقي مع حسابات كثير من الأحزاب السياسية؛ لاسيما فيما يتعلَّق بمخاوفها من المضي قدمًا في المسار الانتخابي بشكله الحالي.

وفي واقع الأمر فإن حسابات الطرفين لا تبدو متوافقة بقدر ما هي متناقضة، كما أن رؤيتيهما ليست واحدة في هذا الصدد، ولا تشي تصريحات المسؤولين عن العملية الانتخابية بأن الحكومة مستعدَّة للاستجابة لمطالب الأحزاب والقوى السياسية -بما فيها تلك المؤيدة لها- بإدخال تعديلات جوهرية على النظام الانتخابي، فهي لا ترى ضرورة لذلك ولا مبررًا للمخاوف من التمسُّك بهذا المسار دون تعديلات جذرية. وقد ظهر جليًّا خلال الاجتماعات الأخيرة التي عقدها رئيس الحكومة مع قيادات وممثلي القوى السياسية أن الحكومة مصرَّة على إجراء الانتخابات بعد إدخال التعديلات التي تُلَبِّي حكم المحكمة الدستورية، وأنها لن تذهب بعيدًا في التعديلات الخاصة بقوانين الانتخابات كما تُطَالِب الأحزاب وتأمل؛ فتصريحات المسؤولين تُؤَكِّد أن المسألة لن تتعدَّى إجراء بعض التعديلات المطلوبة على النصوص التي أبطلتها المحكمة الدستورية؛ وذلك بما يتوافق مع منطوق الأحكام؛ وهو ما يجعل مطالبات الأحزاب أقرب للتمنيات. وقد أعلن وزير العدالة الانتقالية إبراهيم هنيدي -وهو رئيس اللجنة المكلَّفة بإجراء تعديلات القوانين الانتخابية- أنه سيتم الانتهاء من التعديلات قبل نهاية شهر إبريل/نيسان الجاري تمهيدًا لإقرارها بشكل نهائي، وهو ما يعني أن التعديلات ستقتصر فقط على ما طلبته المحكمة؛ ومن ثَمَّ يبدو مستبعَدًا أن تتمَّ الاستجابة لمقترحات الأحزاب؛ سواء فيما يخصُّ إعادة النظر في تقسيم دوائر القائمة إلى أربع دوائر فقط على مستوى الجمهورية؛ بحيث تُصبح دائرة لكل محافظة كما تُطَالِب الأحزاب(13)، أو فيما يخصُّ النظام الانتخابي؛ وهو نظام منحاز بشكل كامل للنظام الفردي على حساب نظام القائمة؛ حيث ينص على انتخاب 80% من أعضاء مجلس النواب بالنظام الفردي؛ بينما 20% بنظام القائمة النسبية المطلقة المغلقة(14)؛ من هنا لا يبدو أن تأجيل الانتخابات سيُغَيِّر من الأمر شيئًا؛ سواء فيما يخصُّ شكل البرلمان القادم ولا تشكيلته المتوقَّعة.

ووفق هذا السيناريو المرجَّح فإن خريطة التحالفات والقوائم الانتخابية للأحزاب والقوى التي أعلنت المشاركة، لن تشهد تغييرًا كبيرًا أو جوهريًّا نتيجة تأجيل الانتخابات، وإن كان حزب الوفد قد أعلن بشكل واضح انسحابه من قائمة "في حب مصر" الانتخابية؛ التي يرأسها اللواء المتقاعد سامح سيف اليزل القريب من السلطة، أما الأحزاب التي أعلنت مقاطعتها فلا يُتَوَقَّع أن تغيِّر موقفها من الانتخابات القادمة؛ ما دامت السلطة لا تستجيب لأي من مطالبها بإعادة مناقشة وصياغة كل القوانين الخاصة بالعملية الانتخابية وصولاً لصياغات توافقية؛ فضلاً عن الإجراءات الخاصة بتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات في بيئة تنافسية تتسم بالنزاهة وتكافؤ الفرص بين جميع المرشحين(15).

ولا تمتلك الأحزاب والقوى السياسية -سواء التي ستشارك في الانتخابات وفقًا للمسار الحالي، أو تلك التي تتخذ موقفًا معارضًا له- الكثير من الأوراق في مواجهة السلطة؛ التي تُمْسِك وحدها بكل قواعد اللعبة، وتتمسك بالمسار الحالي نفسه للانتخابات دون تغيير جوهري على قواعده أو آلياته؛ وهذا يعني أن مَنْ قرَّر المشاركة سيُشارك؛ لأنه لا يملك بديلاً آخر؛ بينما ستقاطع أحزاب أخرى؛ لأنها لا تستطيع تغيير مواقفها دون استجابة لأيٍّ من مطالبها؛ ومن ثم فإن تأجيل الانتخابات وإن كان قد شكَّل فرصة حقيقية لتعديل المسار الانتخابي وتصحيحه وتجنُّب الأخطاء السابقة، فإنه على الأرجح سيكون فرصة ضائعة.

الخلاصة

يبدو جليًّا على ضوء المواقف المعلنة للمسؤولين عن العملية الانتخابية في مصر، أن السلطة متمسِّكة باستكمال الإجراءات القانونية والفنية اللازمة لإجراء الانتخابات النيابية؛ وفقًا للقواعد التي وضعتها منذ البداية دون كثير اهتمام بمطالب الأحزاب السياسية؛ وذلك لاستكمال الشكل المؤسسي للنظام السياسي، والانتهاء من آخر استحقاقات خريطة المستقبل، بغضِّ النظر عن نتائج الانتخابات، وما إذا كان ستفرز برلمانًا حقيقيًّا من عدمه، وعلى الرغم من أن هذا السيناريو يعني إعادة إنتاج وتكريس الأخطاء السابقة؛ بدلاً من الاستفادة منها، فإن رؤية المؤيدين لهذا المسار تعتمد على قاعدة أن التعجيل بإجراء الانتخابات البرلمانية حتى وفق قواعد قانونية سيئة، وما قد تُفضي إليه من نتائج غير مرضية، أمر أقل كلفة سياسيًّا من الإبقاء على حالة الفراغ التشريعي التي تعيشها البلاد، وانفراد رئيس الجمهورية بالسلطتين التشريعية والتنفيذية؛ وما يعنيه ذلك من تكريس سلطة الحاكم الفرد؛ لكن إجراء الانتخابات وفق هذه القاعدة، وإن كان له بعض الوجاهة السياسية، فإنه لن يُسهم في إحداث تحوُّل ديمقراطي حقيقي في البلاد، ولن يُعَزِّز الاستقرار السياسي. كما أن هذا المسار لن يدعم شرعية النظام القائم -كما تراهن السلطة- بقدر ما سيُبقي على حالة السخونة السياسية في الشارع، وربما يُعَمِّق الانقسام بين القوى والأحزاب التي ستتفاعل بعيدًا عن ساحة البرلمان؛ لاسيما أن أطرافًا كثيرة لن تجد نفسها ممثلة في هذا البرلمان، ولن يقتصر الأمر على القوى الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين؛ التي غابت أو يراد تغييبها عن المشهد السياسي برمَّته؛ بل سيشمل قوى وأحزابًا سياسية أخرى كانت جزءًا أصيلاً من مشهد ما بعد 3 من يوليو/تموز 2013.
________________________________
الهوامش
(1) تنص المادة 102 من الدستور المعدل على ما يلي: "يبين القانون شروط الترشح الأخرى ونظام الانتخاب وتقسيم الدوائر بما يراعي التمثيل العادل للسكان والمحافظات والتمثيل المتكافئ للناخبين".
(2) في محافظة القاهرة على سبيل المثال، ووفقًا لتقسيم الدوائر الحالي، فإن النائب في دائرة الجمالية يمثل 78175 مواطنًا؛ في حين يمثل النائب في حلوان 22043، وفي المقطم 111360 مواطنًا.
(3) تنص المادة 102 من الدستور على "أن يكون المرشح مصريًّا ممتعًا بحقوقه المدنية والسياسية، وحاصلاً على شهادة إتمام التعليم الأساسي على الأقل، ولا تقل سنه يوم فتح باب الترشح عن خمس وعشرين سنة، على أن يبين القانون شروط الترشح الأخرى ونظام الانتخاب".
(4) محمد الشيوي، مخاوف السيسي البرلمانية، سلسلة تحليلات صدى، أصوات التغيير العربي، مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، 6 من مارس/آذار 2015.
(5) ارتباك سياسي بعد بطلان قانون التقسيم.. وقانونيون: تواطؤ لتأجيل الانتخابات، موقع صحيفة البديل، 2 من مارس/آذار 2015. 
 (6) مخاوف السيسي البرلمانية، سلسة صدى، مرجع سابق.
(7) السيسي يمهل الحكومة شهرًا لتعديل قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، موقع صحيفة الوطن الكويتية، الأول من مارس/آذار 2015.
(8) التيار الديمقراطي يشكِّل لجنة لتعديل قوانين الانتخابات.. ويطالب الرئيس بتنفيذ وعده بالإفراج عن الشباب، صحيفة الأهرام، 11 من مارس/آذار 2015. 
(9) الأحزاب تعيد ترتيب أجندتها بعد تأجيل انتخابات البرلمان، صحيفة اليوم السابع، 6 من مارس/آذار 2015.
(10) مصطفى النجار، إيقاف الانتخابات قُبْلَة حياة للسياسة في مصر، بوابة الشروق، 6 من مارس/آذار 2015.
(11) راجع في هذا الصدد: شحاتة عوض، الانتخابات النيابية القادمة في مصر، برلمان بلا أغلبية ولا معارضة، مركز الجزيرة للدراسات، 27 من يناير/كانون الثاني 2015.
(12) مخاوف السيسي البرلمانية، مرجع سابق. 
(13) د. حنان أبو سكين، مسار متعثر: قراءة في البيئة السياسية للانتخابات البرلمانية، المركز العربي للدراسات، 16 من مارس/آذار 2015.
(14) حسب قانون الانتخابات الحالي يبلغ عدد أعضاء مجلس النواب القادم 567 عضوًا؛ منهم 420 يتم انتخابهم بالنظام الفردي، و120 بنظام القائمة، و27 يعينهم رئيس الجمهورية.
(15) قائمة الشعب: الانتخابات ستُجرى بالطريقة القديمة حال رفض الرئاسة تعديلات لجنة الإصلاح، موقع صدى البلد، 19 من مارس/آذار 2015.