ليبيا: بعد استعصاء الحسم العسكري هل ينجح الحوار السياسي؟

رغم تقدم مسار الحوار الليبي تعترض عقبات تنفيذ الاتفاق في حال تم إقراره النهائي، بدءًا بملاحق الاتفاق كاختيار رئيس الحكومة ونائبيه وآلية اختيار أعضاء المجلس الأعلى للدولة وتعديل الإعلان الدستوري، وإعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية، واحتمالات رفض أطراف فاعلة في المعسكرين الرئيسيين للاتفاق.
2015810151957673734_20.jpg
رغم التقدم في مسار الحوار هنالك عقبات تعترض تنفيذ الاتفاق في حال تم إقراره النهائي (أسوشيتد برس)

ملخص
تعرف ليبيا محطات حوار جمعت فيه بعثة الأمم المتحدة أطراف الأزمة الليبية، وأدَّى في آخر جولاته إلى توقيع أطراف الأزمة، باستثناء المؤتمر الوطني العام، بالأحرف الأولى على مسودة اتفاق سياسي، يأمل المشاركون والراعون أن تضع حدًّا لأزمات تكاد تعصف بأصل الدولة الليبية.

ورغم التقدم في مسار الحوار هنالك عقبات تعترض تنفيذ الاتفاق في حال تم إقراره النهائي؛ بدءًا بملاحق الاتفاق؛ كاختيار رئيس الحكومة ونائبيه وآلية اختيار أعضاء المجلس الأعلى للدولة وتعديل الإعلان الدستوري، وإعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية، وليس انتهاء برفض أطراف فاعلة في المعسكرين الرئيسيين للاتفاق؛ منها خليفة حفتر، وبعض القيادات العسكرية والسياسية في فجر ليبيا. بالإضافة إلى التحدي الذي يضيفه وجود تنظيم الدولة.

ليبيا ستظل جزءًا من السياق العربي بالرغم من أنها حالة فريدة لم تنتصر فيها الثورة ولا الثورة المضادة، ولم تمض في طريق السلاح بالمطلق ولا أخذت طريق السياسة بالمطلق؛ مما يعني أنها ستكون من جهة جزءًا من سياقها العربي، تتعقد بتعقيده وتنفرج بانفراجاته، ولكن فرادتها تمنعها من الحسم في أي الاتجاهات، وتعطي لخيارها شكلًا استثنائيًّا.

بات واضحًا عدم قدرة أي من الأطراف المتنازعة في ليبيا على الحسم العسكري؛ مما يعمق الانقسام السياسي والشرخ الاجتماعي، ويسهم في استشراء المزيد من العنف والجريمة، ويمكِّن للتطرف والعنف. وفي ظل هذا الواقع، يشكِّل حوار مدينة الصخيرات بالمملكة المغربية، والذي عاد أخيرًا لمدينة جنيف السويسرية حيث بدأ، فرصة للتوصل إلى اتفاق يسهم في بسط الأمن وتحقيق الاستقرار والبدء في بناء الدولة.

الحوار السياسي ومحاولة دمج المتضادات

اصطدمت محاولات جمع أطراف المشهد الليبي على مائدة حوار باستمرار بجدار التضاد بين السياقات التي تمثلها أطراف المشهد، وتباعد نظرة فرقائها الرئيسيين إلى الأحداث، وإلى موازين القوة، وطموحاتهم تبعًا لذلك. وباستعراض أبرز محطات الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يتضح مدى الهُوَّة التي كانت وما زالت تفصل مواقف الأطراف. وستترك المسافات بين مواقف وطموحات وتقديرات الأطراف المختلفة أثرها على ما بعد التوقيع النهائي على الاتفاق، وستبقى ظلالها بما تحمله من ضعف في منسوب الثقة، مخيِّمة على فهم كل طرف لمواقف الأطراف الأخرى.

تعثرت مبادرة طارق متري، المبعوث الأممي السابق، بسعي معلن من أحد الأطراف السياسية، واسع التمثيل في المشهد الليبي، ومؤثر في المعسكر الذي يعبِّر عنه البرلمان سياسيًّا، والكرامة ولواحقها عسكريًّا. وبعد ذلك التعثر أطلق برناردينو ليون، مبادرة للحوار بمدينة غدامس في سبتمبر/أيلول 2014 بين أعضاء مجلس النواب(1) الذين حضروا جلساته بطبرق، وأعضاء مقاطعين لتلك الجلسات التي يرونها مخالفة للإعلان الدستوري. واستُبعد المؤتمر الوطني العام من هذه الجولة، وتزامن هذا مع ذروة اعتراف القوى الغربية والأمم المتحدة بشرعية انعقاد البرلمان، واعتبار القوى الدولية أن الاستلام والتسليم -الذي تحتج أطراف بأنه لم يجْرِ بطريقة دستورية- إجراء شكلي لا يعوق عملية انتقال السلطة إلى مجلس النواب.

بعد صدور أحكام الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا بعدم دستورية الفقرة، التي تحتوي على "مقترح فبراير/شباط"، الذي انتُخب البرلمان على أساسه، اضطر المبعوث الأممي لتغيير مسار حوار غدامس، وتبنى استراتيجية عقد مجموعة من المسارات المختلفة، أهمها المسار الرئيسي الذي يجمع بين ممثلين عن مجلس النواب، وممثلين عن المؤتمر الوطني العام، وبعض الأعضاء المقاطعين لهما، وأعضاء من المجلس الوطني الانتقالي، وعدد من الشخصيات المستقلة. وبدأت جولات الحوار لهذا المسار في جنيف، ثم انتقلت إلى غدامس قبل أن يستقر بها المقام بمدينة الصخيرات بالمملكة المغربية، ثم تتقرر إعادتها إلى جنيف.

وعُقدت عدة مسارات أخرى؛ منها مسار للبلديات وآخر للأحزاب والشخصيات السياسية، ومسار للقبائل، وآخر للمرأة. وتُعد هذه المسارات في الغالب داعمة للمسار الرئيسي. وعُقدت جلسات هذه المسارات في عدة عواصم أوروبية وعربية. وقد أفضت هذه المسارات إلى مسودة اتفاق، وقَّع عليها بالأحرف الأولى أغلب المشاركين في الحوار السياسي، وتنص على تشكيل حكومة وفاق وطني بصلاحيات واسعة، واعتبار برلمان طبرق الهيئة التشريعية، وتأسيس مجلس أعلى للدولة، ومجلس أعلى للإدارة المحلية، وهيئة لإعادة الإعمار وأخرى لصياغة الدستور ومجلس للدفاع والأمن(2).

تغيَّب وفد المؤتمر الوطني العام عن جلسة التوقيع بالأحرف الأولى، بسبب ما سمَّاه "غياب نقاط جوهرية"(3)، ولكون المسودة "غير جاهزة للتوقيع عليها بالأحرف الأولى ما لم تتضمن تعديلات"(4). وبعد التوقيع على الوثيقة، التقى المبعوث الأممي ليون في الجزائر بنوري بوسهمين رئيس المؤتمر، وصدرت إشارات من المؤتمر ترجح عودته إلى الحوار، بعد إبداء ليون قبوله المبدئي بمناقشة تحفظات المؤتمر(5).

من النقاط الخلافية التي أدت إلى غياب المؤتمر، إصراره على أن يكون الحوار بين مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام دون غيرهما، بالإضافة إلى إصراره على عدم عودة رموز النظام السابق، وكل من شارك في انقلاب سبتمبر/أيلول 1969، وأن يكون الاتفاق منشئًا لمجلس النواب، وتلغى كل التشريعات السابقة التي صدرت عنه امتثالًا لأحكام القضاء.

يطالب المؤتمر بأن تتم إعادة تأسيس الجيش والأجهزة الأمنية على أسس وعقيدة تمنع عودة الانقلابات والاستبداد، وهو مطلب يتضمن إخراج اللواء خليفة حفتر من المشهد. كما يطالب المؤتمر بأن يكون من حقه اختيار أعضاء المجلس الأعلى للدولة، وأن يتقاسم المجلس الأعلى للدولة مع مجلس النواب السلطة في جملة من القرارات الجوهرية، بينما تنص المسودة على أن يتم اختيار أعضاء مجلس الدولة من أعضاء المؤتمر المنتخبين، مما يقلِّل من حظوظ القوى المؤثرة في المؤتمر اليوم في السيطرة المطلقة على قرار مجلس الدولة مستقبلًا.

ليس المؤتمر وحده من يصر على أغلب هذه المطالب؛ فهناك النواب الذين قاطعوا جلسات طبرق، وعدد من عمداء البلديات في المدن الليبية الرئيسة، وحزب العدالة والبناء ذو المرجعية الإسلامية، وهي كلها قوى ترى قريبًا من رأي المؤتمر، خاصة فيما يتعلق بحفتر، وهي غير متماهية مع رؤية المؤتمر تمامًا، ولكن ذلك لم يُثنها عن التوقيع، ووجهت رسائل بتحفظاتها إلى المبعوث الأممي. وترى هذه الأطراف أن الاتفاق بالرغم من "تحيزه الواضح" لمجلس النواب، إلا أنه قد يصلح إطارًا عامًّا، خاصةً إذا أُدخلت عليه تعديلات حين مناقشة الملاحق الرئيسية التي تتضمن تشكيل الحكومة، وآلية اختيار أعضاء المجلس الأعلى للدولة، والترتيبات الأمنية(6).

المشهد العسكري: استعصاء الحسم

لم يسكت صوت الرصاص طيلة الفترة التي كان الحوار فيها جاريًا بين الفرقاء السياسيين؛ ففي الغرب الليبي تمثل القوات التابعة لرئاسة أركان المؤتمر وقوات الثوار المنضوية تحت عملية فجر ليبيا، أبرز الفاعلين العسكريين، وكانت تقاتل قواتٍ محسوبةً على مدينة الزنتان، كالقعقاع والصواعق، وما يسمى بجيش القبائل.

وقد انطفأت الحرب تدريجيًّا في المنطقة الغربية نتيجة المصالحات الثنائية التي عُقدت بين المدن، وظلت جبهة بنغازي ترواح مكانها؛ قصف بالطيران تتلوه مواجهات في محاور تتغير خريطتها بشكل طفيف، ثم ترجع كل قوة إلى مكانها؛ حيث تُغِير قوات الكرامة التي يقودها حفتر على أطراف المدينة ووسط بعض الأحياء، مدعومة بالطيران، وتتمسك كتائب محسوبة على الثوار الإسلاميين بالسيطرة على معظم أحياء المدينة، وأهم المراكز العسكرية بها.

واستعرت الحرب في الجنوب الغربي والجنوب الشرقي؛ ففي مدينة أوباري في الجنوب الغربي تدور المعارك بين قبائل الطوارق الموالية لأركان المؤتمر الوطني العام، وقبائل التبو الموالية لخليفة حفتر. وبين قبائل التبو والزويّة في مدينة الكفرة من جهة أخرى. وتُتهم دولة خليجية بتسليح القوات الموالية لحفتر باستخدام قاعدتي الويغ والواو، في الجنوب الليبي، اللتين تحتويان على مهابط للطيران الحربي(7). وحدثت اشتباكات متقطعة في مدينة أجدابيا بين قوات محسوبة على حفتر، وأخرى محسوبة على ثوار إسلاميين. كما شهدت المدينة غارة أميركية في يونيو/حزيران الماضي، قُتل فيها سبعة من مقاتلي مجلس شورى تحالف ثوار أجدابيا(8). وفي مدينة درنة يخوض مجلس شورى مجاهدي درنة معركتين: إحداهما: لإخراج تنظيم الدولة من المدينة، والثانية: ضد قوات حفتر لمنعها من دخول درنة. واستطاع المجلس إلى حدِّ الآن النجاح في الحربين؛ فأخرج تنظيم الدولة من مراكز المدينة الحيوية، وما زال يمنع تقدم قوات حفتر.

لا تقتصر تعقيدات المشهد العسكري على الجبهات المشتعلة في شرق البلاد وجنوبها، وتلك الجاهزة للاشتعال في الغرب والوسط، فقد سيطر تنظيم الدولة على مدينة سرت (450 كلم شرق العاصمة طرابلس)(9)، وهو ما بات يمكِّنه من إرسال انتحارييه وسياراته المفخخة إلى مصراته وطرابلس.

ومن المهم الإشارة إلى علاقة تنظيم الدولة بمدينة سرت بمنظومة النظام السابق؛ فقد أشاد أحمد قذاف الدم، وهو قيادي بنظام القذافي، من مقر إقامته بمصر، بالتنظيم عبر وسائل الإعلام وصرَّح بقوله: إنه "مع داعش"(10). الأمر الذي يعني أن المنظومة السابقة ربما تستخدم التنظيم "سلاحًا" للانتقام من أعدائها المنتمين إلى ثورة السابع عشر من فبراير/شباط، وقد انضم عدد من كتائب القذافي إلى تنظيم الدولة الإسلامية(11)؛ في محاكاة لما قام به بعض ضباط الجيش العراقي السابق، في العراق وسوريا(12).

تؤكد تعقيدات ساحةِ المعارك، التي تكاد تغطي أهم المدن، أنه من شبه المستحيل حسم المعركة لصالح أيٍّ من الأطراف "المتداخلة جدًّا"، وهو ما يعني من جهة، أن كل الأطراف لديها رغبة متفاوتة المستوى في الجنوح إلى سلم يحفظ ما تبقى من القوة، ومن جهة أخرى قد يمكِّنها من كسب موقع في خارطة التحالفات التي لا تقل تداخلًا ولا تعقيدًا.

اتفاق العقبات الكبرى

سيتركز التفاوض فيما لو عاد المؤتمر إلى طاولة الحوار، وهو أمر مرجَّح كما أشرنا، على آلية اختيار رئيس الحكومة ونائبيه ووزيري الدولة. هؤلاء الخمسة يشكِّلون مجلس رئاسة الوزراء الذي يختص بمهام القائد الأعلى للجيش، وتعيين كبار موظفي الدولة، وإقالتهم، وإعلان حالة الطوارئ وعقد الاتفاقيات والمعاهدات. ويرى المؤتمر أن آلية الاختيار تشكِّل أهمية كبيرة لكي لا تتسرب إلى الحكومة من يصفها بـ"الشخصيات الجدلية".

ويرى المؤتمر أنه الوحيد المخوَّل بدسترة الاتفاق بالنظر إلى الأحكام الصادرة من الدائرة الدستورية؛ حيث تنص المادة (67) من مسودة الاتفاق على أن يتم تعديل الإعلان الدستوري من قبل الجهة التي تعتقد أنها تمتلك الشرعية، وهنا يصر مجلس النواب أيضًا على أحقيته في تعديل الإعلان الدستوري وأنه الجسم التشريعي الشرعي بموجب انتخابات يونيو/حزيران 2014؛ مما يفتح الباب أمام خلاف دستوري قد يُعرَض من جديد على الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا للفصل فيه(13)، إلا إذا اتفق الطرفان مسبقًا على إيجاد مخرج دستوري لهذا الإشكال بعيدًا عن القضاء(14). وتترتب على هذا الإشكال إشكالات أخرى تتعلق بمصير القرارات والتشريعات التي صدرت من البرلمان والمؤتمر في فترة النزاع، مما يفتح الباب أمام طرح قضايا كثيرة أمام المحاكم، ويهدد بفتح صراع جديد، خصوصًا أن من بين هذه التشريعات قوانين محل جدل كبير.

وتمثِّل الترتيبات الأمنية وعلى رأسها بناء الجيش الليبي، العقبة الكأداء، لأنها تعيد الجدل الذي لم يختفِ بشأن مستقبل خليفة حفتر في مشهد ما بعد الاتفاق؛ وهو مشهد دخلت على خطِّه السفيرة الأميركية ديبورا جونز، التي جُدِّدت ولايتها حتى نهاية سبتمبر/أيلول القادم، بقولها: إن حفتر أصبح شخصًا مثيرًا للإشكال ورصيده موضع جدل(15)، في موقف يخرج عن أعراف التورية الدبلوماسية، ويمثِّل تغييرًا ملموسًا في موقف السفيرة التي كانت قد رفضت إدانة حفتر عند إطلاقه لعملية الكرامة، وقالت: "لا يمكنني إدانة حفتر" وهو "يتجنب المدنيين"، ويقاتل "مجموعات على القائمة السوداء الأميركية ومدانة في مجلس الأمن"(16)، في إشارة إلى ادِّعاء حفتر بأنه يقاتل أنصار الشريعة(17)، المتهمين من قِبل أميركا بقتل أربعة من مواطنيها بمدينة بنغازي؛ بينهم السفير الأميركي كريس ستيفنز عام 2012.

وقد صرَّح حفتر بأن "الجيش" خارج إطار الحوار السياسي(18)، وبرفضه للتحاور مع من يصفهم بـ"الإرهابيين"، وهي كلمة تتسع دلالتها عنده لتشمل تيار الإسلام السياسي الذي وقَّع بعض رموزه على الاتفاق. وليس حفتر وحده من حَمَلة السلاح من يرفض الاتفاق، فهناك من قادة كتائب فجر ليبيا من يعتبر التوقيع على الاتفاق "خيانة عظمى"، ويحاول خلق واقع على أرض العاصمة طرابلس مقاوم لمخرجات الاتفاق. كما أن هناك أطرافًا أخرى يجاهر بعضها بكفره بكل المنظومة السياسية من أساسها، مثل تنظيم الدولة، ويتوجس بعضها خيفة من سلوك السلطة التي ستنبثق عن الاتفاق، ومستوى قربها من الأجندة الغربية فيما يُعرف بالحرب على الإرهاب، مثل بعض قادة فجر ليبيا، وبعض النواب المقاطعين الرافضين للحوار، وبعض أعضاء المؤتمر من المنتمين سابقًا إلى التيار الإسلامي الجهادي. كل هذه الأطراف تقريبًا، ترى أن تقاسم السلطة يحقق التوازن التي يخشون انفراد الحكومة بها.

العامل الدولي

حرصت الدول الكبرى على تعيين مبعوثين لرؤسائها من أجل متابعة مجريات الحوار وحضور جولاته، والاجتماع بالفرقاء وحثهم على التوصل إلى اتفاق يُفضي إلى تشكيل حكومة وفاق يمكن التعاون معها. ويبدو موقف غالبية الأطراف الدولية الفاعلة في الشأن الليبي داعمًا للاتفاق السياسي وإنهاء الأزمة ظاهريًّا على الأقل، مدفوعًا بالحفاظ على مصالحه الاقتصادية في الثروات الليبية، وبمحاربة ما يُعرف بالإرهاب وتأمين الشواطئ الأوروبية من تدفق المهاجرين غير النظاميين. لكن هذا الانسجام الظاهري يُخفي وراءه تناقضات كبرى قد تعوق أي اتفاق أو تخرجه مشوهًا، كما قد تعرقل كثيرًا من إجراءاته التطبيقية. ومن هذه التناقضات ما هو اقتصادي، ومنها ما هو أمني وسياسي، ومنها ما يتعلق بتشابك التحالفات الدولية مع مصالح قوى إقليمية لا تملك نفس الرغبة في استقرار ليبيا.

يجعل هذا التداخل الموقف الدولي "مؤثرًا جدًّا" من ناحية، ولكنه ليس "مطلق التأثير" لتذبذبه وتعدد خياراته، وهو ما يعني أن موقف الفرقاء الليبيين سيظل "مؤثرًا جدًّا" أيضًا، خصوصًا إذا توجَّه نحو التوحُّد مرحليًّا. كما أن الدول الإقليمية ودول الجوار تُولي مسار الحوار اهتمامًا كبيرًا، وتعبِّر عن تطلع إلى إنهاء القتال في ليبيا والبدء في بناء الدولة، وإن كان لكلٍّ حساباتُه ومصالحه. فبالرغم من التدخل العسكري والاستخباراتي المصري بطرق مباشرة وغير مباشرة، فإن الدور الجزائري والسوداني كان بارزًا في رفض التدخل الأجنبي في ليبيا. ولم يمنع هذا الدورُ دولًا إقليمية أخرى من أن تلعب دور الداعم للقتال في ليبيا.

وعلى سبيل المثال، فقد مرَّت ليبيا بما يمكن وصفه بثنائية الحرب والسلام؛ ففي الحرب كان الصراع الخليجي-الخليجي في ليبيا بين من يؤيد اللواء خليفة حفتر، ومن يقف إلى جانب القوات التابعة لرئاسة أركان المؤتمر الوطني العام؛ الأمر الذي دعا الرئيس الأميركي أوباما لمطالبة الطرفين بمساعدة ليبيا في إنهاء الصراع بين الفرقاء المتقاتلين(19). وتمر ليبيا اليوم وهي في طريقها للبحث عن مخارج سلمية للأزمة بثنائية جديدة؛ تمثَّلت في التنافس المغاربي-المغاربي على جولات الحوار؛ حيث يتنافس البلدان اللذان يشتركان في الفضاء المغاربي مع ليبيا (المغرب والجزائر) على تسجيل الاسم في تاريخ ليبيا الحديث(20).

 سيناريوهات ممكنة

لابد من التأكيد على ملاحظة مهمة قبل الحديث عن المآلات والسيناريوهات الممكنة، وهي أنه في الوقت الذي لم يعترف المجتمع الدولي بشرعية المؤتمر الوطني العام قبل أحكام المحكمة العليا ولا بعدها، فإنه في الوقت ذاته لم يمنح مجلس النواب شرعية كاملة؛ فقد حيَّد المجتمع الدولي مؤسسات رئيسية، منها: مصرف ليبيا المركزي ومؤسسة النفط(21)، وجعلها تعمل بعيدًا عن الاستقطاب السياسي، ورفض منح مجلس النواب أية سلطة عليها، كما رفض تسليح القوات التابعة لمجلس النواب، ولم ترجع أي من السفارات الرئيسية إلى مقر الحكومة المؤقتة بطبرق، بالإضافة إلى معاودة التواصل مع المؤتمر الوطني العام.

وقد يتغير هذا الأمر إذا ما فشلت المفاوضات الحالية في تحقيق اتفاق ينهي الأزمة الليبية، لكن ذلك يعتمد بالدرجة الأولى على سلوك المؤتمر الوطني العام؛ من حيث قراره بالرجوع إلى طاولة المفاوضات من عدمه، وهذا له أهمية خاصة في رسم مآلات الخيارات المطروحة.

السيناريو الأول
عودة المؤتمر قد تعني إجراء بعض التعديلات على أصل المسوَّدة، قبل أو عند مناقشة الملاحق والتوافق عليها؛ وبالتالي التوصل إلى اتفاق نهائي وتشكيل حكومة الوفاق الوطني التي ستعيد الأمل بإمكانية العودة إلى سكة بناء الدولة، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

السيناريو الثاني
قد يكون رجوع المؤتمر مبنيًّا على استراتيجية إطالة أمد المفاوضات، وصولًا إلى تاريخ انتهاء ولاية مجلس النواب في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2015، وبالإضافة إلى عدم انسجامها مع الموقف المعلن من حكم المحكمة العليا، فإن هذه الاستراتيجية تعاني من هشاشة، ويمكن مواجهتها من البرلمان بتعديل استباقي للإعلان الدستوري، مستغلًّا بذلك دعم المجتمع الدولي له، أو حتى بإيعاز من أطراف دولية وإقليمية، وهو ما يعني في المحصلة إطالة أمد الأزمة؛ وقد يقود خليفة حفتر إلى تشكيل مجلس عسكري يعلن نفسه قائدًا له، ويعطِّل العمل بالإعلان الدستوري، كما سبق وأعلن قبل إطلاق عملية الكرامة(22)؛ وهو ما يعني تفاقم حالة الحرب، وربما توسُّعها إلى جبهات وأساليب جديدة.

السيناريو الثالث
في حالة رفض المؤتمر الوطني العام الرجوع إلى طاولة المفاوضات، أو حضر ورفض التوقيع على الوثيقة، فإنه من المحتمل أن يمنح المجتمع الدولي مجلس النواب الشرعية كاملة للتصرف في الثروات ويسمح له بتسليح جيشه علنًا. كما قد يقرر المجتمع الدولي المضي للتوقيع النهائي بدون المؤتمر الوطني العام؛ بتشكيل حكومة تُدعَم من قِبل المجتمع الدولي وباقي الأطراف(23)، ويلتحق بمجلس النواب "من يرغب من النواب المقاطعين"، وإلغاء كل ما يتعلق بالمجلس الأعلى للدولة في مسودة الاتفاق، ثم إعلان طرابلس مدينة متمردة، ويتم اختيار مدينة أخرى كعاصمة مؤقتة. وهذا أيضًا قد يعني تصاعد العنف والانزلاق أكثر إلى مستنقع الحرب الأهلية وفشل الدولة كليًّا، وربما تقترب معه لحظة التقسيم، بما تعنيه من فرز اجتماعي ومخاطر أمنية.

خاتمة

بين استمرار الحرب وترسيخ الانقسام؛ يظل السيناريو الأول هو الراجح، مع عدم استبعاد حدوث واحد من السيناريوهات الأخرى تمامًا، لأن الجلوس على طاولة الحوار والتوصل إلى حلٍّ يمثِّل المخرج الأفضل للبلاد، ولأنه الأقرب بالنظر إلى موازين القوى الحالية سياسيًّا وعسكريًّا، لكن ليبيا ستظل جزءًا من السياق العربي بالرغم من أنها حالة فريدة لم تنتصر فيها الثورة، ولا الثورة المضادة، ولم تمضِ في طريق السلاح بالمطلق ولا أخذت طريق السياسة بالمطلق؛ مما يعني أنها ستكون من جهة جزءًا من سياقها العربي، تتعقد بتعقيده، وتنفرج بانفراجاته، ولكن فرادتها تمنعها من الحسم في أي الاتجاهات، وتعطي لخيارها شكلًا استثنائيًّا.
___________________________________
عبد الرزاق العرادي - باحث ومحلل سياسي ليبي.

المصادر
1- انتُخب في 25 يونيو/حزيران 2014.
2- أهم بنود الاتفاق الليبي بالصخيرات، الجزيرة نت، بتاريخ: 12 يوليو/تموز 2015.
http://www.aljazeera.net/encyclopedia/events/2015/7/12/%D8%A3%D9%87%D9%85-%D8%A8%D9%86%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA
3- توقيع بالأحرف الأولى على اتفاق إنهاء النزاع الليبي في غياب برلمان طرابلس، فرانس 24، بتاريخ 12 يوليو/تموز 2015.
http://www.france24.com/ar/20150712-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%B9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%B1%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%84%D9%89-%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3
4- المؤتمر الوطني الليبي يرفض توقيع مسودة ليون، الجزيرة نت، بتاريخ: 7 يوليو/تموز 2015.
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2015/7/7/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86
5- مؤتمر صحفي لرئيس وفد المؤتمر إلى الحوار، نائب رئيس المؤتمر صالح المخزوم، بطرابلس بتاريخ: 1 أغسطس/آب 2015، وتصريح لعضو المؤتمر: محمد معزب لقناة الرائد الفضائية بتاريخ: 3 أغسطس/آب 2015.
http://gnc.gov.ly/news_det_page.aspx?news_id=3272
إضغط هنا
6- اتفاق للمصالحة في ليبيا وسط تحفظات كبيرة، الخبر، بتاريخ: 12 يوليو/تموز 2015 والنواب المقاطعون المشاركون في الحوار: هذه شروطنا للتوقيع، ليبيا المستقبل، بتاريخ: 11 يوليو/تموز 2015.
http://www.elkhabar.com/press/article/85286/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D8%B8%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A9/#sthash.Brz4Ydgd.dpbs
http://www.libya-al-mostakbal.org/news/clicked/74930
7- الإمارات تدعم "تبو" جنوب ليبيا بالسلاح في نزاعهم مع الطوارق، عربي 21، بتاريخ: 19 يوليو/تموز 2015.
http://arabi21.com/story/845994/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%AA%D8%A8%D9%88-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9%D9%87%D9%85-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%82
8- هل قتل الأميركان مختار بلمختار في أجدابيا الليبية؟، عربي 21، 16 يونيو/حزيران 2015.
http://arabi21.com/story/838501/%D9%87%D9%84-%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9
9- تنظيم الدولة بليبيا: تمدُّد عبر خيوط الأزمة السياسية، كمال القصير، مركز الجزيرة للدراسات، بتاريخ: 11 يونيو/حزيران 2015.
http://studies.aljazeera.net/reports/2015/06/201561184351564740.htm
 10- أحمد قذاف الدم: أنا مع "داعش"، وهم شباب أنقياء، القدس العربي، بتاريخ: 18 يناير/كانون الثاني 2015.
http://www.alquds.co.uk/?p=281421
11-
 - Isis in Libya: Muammar Gaddafi's soldiers are back in the country and fighting under the black flag of, Independent, March, 16,2015.the 'Islamic State'
http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/isis-in-libya-muammar-gaddafis-soldiers-are-back-in-the-country-and-fighting-under-the-black-flag-of-the-islamic-state-10111964.html
12- ضباط "بعث العراق" يقودون تنظيم الدولة، الجزيرة نت، بتاريخ: 16 فبراير/شباط 2015.
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/4/8/%D8%B6%D8%A8%D8%A7%D8%B7-%D8%A8%D8%B9%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%8A%D9%82%D9%88%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9
13- المسودة المعدلة: نظرة متفائلة، للكاتب، صحيفة عين ليبيا، بتاريخ: 29 يونيو/حزيران 2015.
http://www.eanlibya.com/archives/36917
14- ملاحظات قبل المصادقة ودسترة الاتفاق، للكاتب، صحيفة عين ليبيا، بتاريخ: 3 يوليو/تموز 2015.
http://www.eanlibya.com/archives/37037
15- السفيرة الأميركية لدى ليبيا لـ«الحياة»: حفتر مثير للإشكال ورصيده موضع جدل، صحيفة الحياة اللندنية، بتاريخ: 31 يوليو/تموز 2015.
http://alhayat.com/Articles/10307112/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AF%D9%89-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9---%D8%AD%D9%81%D8%AA%D8%B1-%D9%85%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%84-%D9%88%D8%B1%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D9%87-%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D8%AC%D8%AF%D9%84
16- قراءة في حديث للسفيرة الأميركية لدى ليبيا، وكالة الأنباء الليبية، بتاريخ: 25 مايو/أيار 2014.
https://ar-ar.facebook.com/LibyanNewsAgencylana/posts/506300079497 535
17- حفتر: الجيش مهتم بعودة البرلمان إلى بنغازي في 15 ديسمبر/كانون الأول، بوابة الوسط، بتاريخ: 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
http://www.alwasat.ly/ar/news/libya/49779/
18- حفتر: الجيش الليبي خط أحمر ولن يكون بندًا في أي اتفاق سياسي، وكالة أخبار ليبيا 24، بتاريخ 16 يوليو/تموز 2015.
http://www.akhbarlibya24.net/2015/07/16/%D8%AD%D9%81%D8%AA%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A-%D8%AE%D8%B7-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%B1-%D9%88%D9%84%D9%86-%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%86%D8%AF/
19-
 -Obama Brokered A Secret Deal Between 2 Arab States That Could Help End Libya's Civil War, Huffington Post, June 21, 2015.
http://www.huffingtonpost.com/2015/06/17/libya-peace-uae-qatar_n_7605898.html
20- المغرب والجزائر يتنافسان على "سلام ليبيا"، العربي الجديد، بتاريخ: 21 إبريل/نيسان 2015.
http://www.alaraby.co.uk/politics/2015/4/23/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D9%8A%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-
21-
 - Joint Statement on Libya by U.S., 5 European Nations, US Department of State site, May 11, 2015. إضغط هنا.
22- حفتر يُعلن تجميد عمل المؤتمر والحكومة والإعلان الدستوري، وكالة أنباء التضامن، بتاريخ: 14 فبراير/شباط 2015.
http://www.presssolidarity.net/news/ONENEWS/49926-%D8%AD%D9%81%D8%AA%D8%B1_%D9%8A%D9%8F%D8%B9%D9%84%D9%86_%D8%AA%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%AF_%D8%B9%D9%85%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1_%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9_%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%8A/
23- سفير بريطانيا الجديد لـ«بوابة الوسط»: سيتم توقيع اتفاقية الصخيرات دون «المؤتمر الوطني» إذا دعت الضرورة، بوابة الوسط، بتاريخ: 5 أغسطس/آب 2015.
http://www.alwasat.ly/ar/news/libya/84841/

نبذة عن الكاتب