اكتشاف القوة الناعمة الإيرانية.. القدرات وحدود التأثير

هناك تراجعًا واضحًا في قوة إيران الناعمة على مدى السنوات الخمسة الماضية، كما أننا نعتقد بناءً على ما تم مناقشته أن القوة الناعمة الإيرانية محدودة بذاتها ومحدودة نتيجة السياسات المتبعة ومحدودة جيوبوليتيكيًا على أكثر من صعيد.
11 أبريل 2013
2013416103434486734_20.jpg

يُعتبر "جوزيف ناي"(*)، أول من استخدم مصطلح "القوة الناعمة"، علمًا بأنه كان قد صاغ لبنات هذا المصطلح في كتابه "وثبة نحو القيادة" (Bound to Lead) الذي أصدره بداية التسعينيات من القرن الماضي، ثم أعاد استخدامه في كتابه "مفارقة القوة الأميركية" (The Paradox of American Power) عام 2002، حيث وضعه كعنوان فرعي صغير شمل عددًا محدودًا من الصفحات بلغ عددها أربع صفحات، وإن كان قد استخدم المصطلح في أكثر من مكان في كتابه هذا(1).

توسع ناي فيما بعد في مفهوم "القوة الناعمة"؛ فوضع كتابًا عام 2004 بعنوان "القوة الناعمة: وسيلة النجاح في السياسة الدولية". ويعرّف ناي القوة الناعمة بأنها "القدرة على صياغة خيارات الآخرين، والحصول على ما تريد عبر (الجاذبية أو السحر) (Charm or Attractiveness) بدلاً من "القهر أو الإكراه أو الدفع  القسري"(2).

لكن المشكلة في تناول ناي لمصطلح ومفهوم القوة الناعمة وكذلك لمن جاء من بعده وناقش هذا المصطلح، أنه جعل منه مفهومًا مطاطًا، كما شابه قصور خطير ولم يخضع لجهود كافية لوضعه في أي تأطير علمي أكاديمي(3)، وإنما تم استحداثه واستخدامه بغرض سياسي أولاً. وقد أدى ذلك إلى تخبط في:

  • مفهوم القوة الناعمة نفسه.
  • رؤية الباحثين وطريقه استخدامهم لهذا المصطلح وما يعبّر عنه.
  • الخلط بين القوة الناعمة نفسها ومصادر القوة الناعمة وآلية استخدام القوة الناعمة.
  • الخلط بين القوة الناعمة، والبروبغندا، والدبلوماسية العامة.

وفي كثير من الأحيان، لم تحمل النصوص التي تستخدم هذا المفهوم سوى اسمه فقط، أما مضمونها فقد كان يختلف تمامًا عما يحمله هذا المصطلح من دلالات كما هو الحال مع الغالبية الساحقة مما نُشر في العالم العربي حول هذا الموضوع.

على كل حال، تحاول هذه الورقة وضع إطار أولي للقوة الناعمة الإيرانية وفق ما يلي:

  • مفهوم القوة الناعمة.
  • مصادر القوة الناعمة الإيرانية.
  • أدوات القوة الناعمة الإيرانية.
  • حدود القوة الناعمة الإيرانية.
  • القوة الناعمة الإيرانية في المجال الجيوبوليتيكي.

 مصادر القوة الناعمة الإيرانية

في مؤلَّفه حول القوة الناعمة، يذكر جوزيف ناي ثلاثة مصادر للقوة الناعمة، وهي(4):

  • الثقافة (في الأماكن التي تكون فيها جذابة للآخرين). 
  • القيم السياسية (عندما يتم تطبيقها بإخلاص في الداخل والخارج).
  • السياسة الخارجية (عندما يرى الآخرون أنها شرعية وأن لها سلطة معنوية أخلاقية).

ويضيف: إنه في السياسة الدولية، تنشأ الموارد المنتجة للقوة الناعمة إلى حد كبير من القيم التي تعبّر عنها منظمة أو بلد ما في ثقافته، وفي الأمثلة التي تضربها ممارساته الداخلية والسياسية، وفي الطريقة التي يعالج بها علاقته مع الآخرين.

وبينما سلّم كثير من الباحثين بهذه العناصر الثلاثة كمصادر أو موارد للقوة الناعمة، حاول البعض الآخر تعديل ذلك من خلال تناول مضمون القوة الناعمة بشكل أوسع وأكثر تفصيلاً؛ فعلى سبيل المثال، اعتبر الباحث الصيني "هونج هوا مين" أن مصادر القوة الناعمة إنما تتركز في خمسة موارد، هي(5): الجاذبية الثقافية، القيم السياسية، النموذج التنموي الاقتصادي، المؤسسات الدولية (الاندماج الدولي)، الصورة الدولية.

في ما يتعلق بالجمهورية الإيرانية، يرى الباحث الإيراني عباس مالكي أن مصادر القوة الناعمة الإيرانية تتمثل بثلاثة عناصر أساسية، هي(6):

  • الثقافة، وتضم: اللغة الفارسية، والتقاليد الإيرانية، والتشيع.
  • القيم السياسية، وتضم: الديمقراطية، والانتخابات، وحقوق المرأة والمجتمع المدني.
  • السياسات الخارجية، وتضم: الشرعية، والبرستيج، والعلاقات العامة.

أولاً: على الصعيد الثقافي
تُعتبر الثقافة (بكافة تفرعاتها ومستوياتها)، مصدرًا مهمًا من مصادر توليد القوة الناعمة لأية دولة، حتى إن الكثير من الباحثين ظلّوا حتى وقت طويل يفهمون ويفسرون القوة الناعمة على أنها تكاد تقترن حصرًا بالتأثير الثقافي، قبل أن يعودوا ويوسعوا دائرتها.

وتُعرف الثقافة على أنها مجموعة القيم والممارسات التي تترك معنى بالنسبة للمجتمع، والتي من الممكن لها أن تأتي بعدة أشكال، مثل الثقافة النخبوية (الأدب، الفن، التعليم العالي)، أو مثل الثقافة الشعبوية التي تستهوي الجماهير(7). وتمتلك إيران مخزونًا كبيرًا لتوليد القوة الناعمة من هذا المصدر عبر:

  • اللغة: يرى بعض الباحثين الإيرانيين أن اللغة الفارسية عنصر أساسي في جذب الأمم الأخرى على اعتبار أنها دخلت في تركيب العديد من اللغات الأخرى السائدة اليوم في العالم كاللغة التركية والهندية والأوردية، والأرمينية، والجورجية، والسواحلية وغيرها، وأن ليس هناك عدد كبير من اللغات حول العالم يخلو من الفارسية(8).
  • البعد الحضاري: كما أن باستطاعة البلاد استثمار ما تقول إنه حضارة تعود إلى 3 آلاف سنة إلى الوراء زاخرة بالتاريخ والخبرة بالتأثير على المناطق المجاورة، والتي مارستها عليها طوال فترة تمتد منذ زمن الأخمينيين مرورًا بالساسانيين وغيرهم ممن أنشأوا إمبراطورية تمتد من هيليسبونت (غرب تركيا اليوم) إلى شمال الهند، ومن مصر حتى آسيا الوسطى على حدود كازاخستان اليوم(9).
  • السياحة: وتُصنَّف إيران على أنها واحدة من عشر دول سياحية هي الأفضل من ناحية التاريخ والمواقع الأثرية، وتجذب إيران حوالي 3,2 مليون سائح سنويًا وفق أرقام عام 2011 (الغالبية العظمى منهم للسياحة الدينية، فقط 20 ألف سائح منهم ليس لأسباب دينية)(10) مع خطط لجذب 20 مليون بحلول عام 2025(11).
  • الفن والمناسبات الثقافية: وبنظرة خاطفة على الاحتفالات والمناسبات الفارسية التي تقام، يكفي الالتفات إلى عيد النيروز الذي يُعتبر مؤشرًا على التأثير الكبير للثقافة الإيرانية على الثقافات الأخرى، ناهيك عن الفن والشعر والتأليف(12). كما يلعب المهاجرون الإيرانيون دورًا كبيرًا في نشر الثقافة الفارسية سيما وأن حجمهم يُقدّر بحوالي 4 إلى 5 مليون إيراني في المهجر ناهيك عن حوالي مليون و340 ألف وُلدوا في المهجر وهم على ديانات مختلفة، منها: الإسلام، والمسيحية، والبوذية، والهندوسية، واليهودية، وغير المنتمين إلى أي دين(13).

ثانيًا: القيم السياسية
تمتلك إيران نظامًا سياسيًا هجينًا -إن صحّ التعبير- يبتكر مفهوم "الديمقراطية الدينية" باعتباره نموذجًا فريدًا من نوعه يصلح أن يكون مصدرًا من مصادر القوة الناعمة الإيرانية لما يقدمه من جديد في هذا الموضوع، وكونه بديلاً عن النظم التقليدية المعروفة في العالم.

يقول رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني: إن إحدى أهم مآثر "الإمام الخميني" مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الإطلاق، تكمن في أنه قدّم نموذجًا للـ"ديمقراطية الدينية" التي تستند إلى التصويت الشعبي ومقاومة الظالم بما يتماشى مع القيم الإسلامية(14).

المؤسسات الجمهورية

المؤسسات الدينية

الرئاسة

الولي الفقيه المرشد الأعلى

البرلمان

مجلس صيانة الدستور

المحاكم المدنية والجنائية

المحاكم الإسلامية

الجيش النظامي

الباسيج والحرس الثوري

Source: Iranprimer

ويقود النظام طبقة من رجال الدين (الملالي) على رأسهم الولي الفقيه المرشد الأعلى، ويفتح المجال واسعًا للسياق الانتخابي أن يأخذ مكانه في النظام السياسي ليفرز قيادات بشرعية شعبية، ويتيح حرية الاختيار للجميع، وقد استمر على هذا المنوال في سياق تراكمي منذ العام 1979 وحتى اليوم.

ثالثًا: على صعيد السياسة الخارجية
يمكن للسياسة الخارجية أن تكون مصدرًا أساسيًا من مصادر القوة الناعمة لأية دولة خاصة إذا كانت تحمل قيمًا سامية أو طروحات عالمية أو مبادرات تعزز العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية. ويمكن للسياسة الخارجية أن تزيد من فعالية وتأثير القوة الناعمة للبلاد إذا ما  نُظِر إليها من قِبل الدول الأخرى والشعوب الأخرى على أنها شرعية وأخلاقية(15).

في الحالة الإيرانية، تكتسب السياسة الخارجية أهمية قصوى كونها المصدر الأكبر من مصادر توليد القوة الناعمة للبلاد والأكثر فعالية وتأثيرًا على الإطلاق. ويتضمن الدستور الإيراني إشارة واضحة إلى السياسة الخارجية للبلاد ضمن الفصل الأول المخصص "للأصول العامة"؛ إذ يشير البند 16 من المادة الثالثة من الفصل الأول من الدستور إلى هذا الموضوع بالقول: "تنظَّم السياسة الخارجية للبلاد على أساس المعايير الإسلامية والالتزامات الأخوية تجاه جميع المسلمين والحماية الكاملة لمستضعفي العالم"(16).

أما الفصل العاشر فيتضمن أربع مواد، تقول المادة 152: "تقوم السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية على أساس الامتناع عن أي نوع من أنواع التسلط أو الخضوع، والمحافظة على الاستقلال الكامل، ووحدة أراضي البلاد، والدفاع عن حقوق جميع المسلمين، وعدم الانحياز مقابل القوى المتسلطة، وتبادل العلاقات السلمية مع الدول غير المحاربة"(17).

هذا النوع من الطروحات يُعتبر مصدرًا أساسيًا من مصادر القوة الناعمة لدى إيران، وإذا ما أُضيف إلى الأيديولوجية الإيرانية والتي هي عبارة عن مجموعة من الطروحات الثورية والمبادئ الدينية، فإنها تُعد المصدر الأساسي والأكبر في توليد القوة الناعمة للبلاد(18).

أدوات القوة الناعمة الإيرانية

ويُقصد بها القنوات التي يتم من خلالها وعبرها ممارسة وتوجيه القوة الناعمة للبلاد، على اعتبار أن أية قوة ناعمة إنما تحتاج إلى تحديد اتجاه المنطقة أو الجهة المستهدفة في سياق منظم بما يخدم الأهداف القومية العليا.

حاول النظام الإيراني في العام 2005، استغلال كل مصادر القوة الناعمة وأدواتها التي تتمتع بها إيران ضمن إستراتيجية واحدة تتضمن سياسة واضحة لتوظيف القوة الناعمة في سياق الإستراتيجية الوطنية الكبرى للبلاد لتكون أكثر فعالية في خدمة المصالح الإيرانية القومية والسياسة الخارجية للبلاد.

وقد وضع النظام في ذلك العام وثيقة تُعرف باسم "الإستراتيجية الإيرانية العشرينية" (2005-2025)، أو الخطة الإيرانية العشرينية "إيران: 2025". وهي تُعتبر "أهم وثيقة قومية وطنية بعد الدستور الإيراني"(19)، تضع التصورات المستقبلية للدور الإيراني خلال عشرين عامًا، وتهدف إلى تحويل البلاد إلى نواة مركزية لهيمنة تعددية داخلية في منطقة جنوب غرب آسيا (أي المنطقة العربية تحديدًا التي تشمل شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وسيناء)(20).

وتنص الوثيقة على أن طهران ستحظى بخصوصية على المستوى الدولي، وتتحول إلى قوة دولية ومصدر إلهام للعالم الإسلامي، على أن ينعكس ذلك إقليميًا في العام 2025، لتحتل إيران المرتبة الأولى في منطقة جنوب غرب آسيا اقتصاديًا، وعلميًا، وتكنولوجيًا، وتصبح نموذجًا ملهِمًا ولاعبًا فاعلاً ومؤثرًا في العالم الإسلامي استنادًا إلى تعاليم "الإمام الخميني" وأفكاره، وبما يعكس هويتها الإسلامية الثورية(21).

وتعطي الوثيقة أهمية قصوى للمنطقة المحيطة بإيران والتي تضم خمسة نظم تحتية، هي: شبه القارة، والشرق الأوسط العربي، والخليج العربي، والقوقاز، وآسيا الوسطى. وهي مناطق تستهدفها القوة الناعمة الإيرانية بالدرجة الأولى وفق عدد من الأدوات، منها:

أولاً: الأدوات الثقافية
تمتلك إيران ترسانة هائلة من الأدوات التي تساعدها على توجيه مصادر القوة الناعمة الثقافية للبلاد في الاتجاه المراد والذي يحقق في نهاية المطاف مصالح البلاد العليا وأهدافها الإستراتيجية. وتتوزع هذه الأدوات على مستويات متعددة من المواضيع داخل البناء الثقافي، ومنها:

- الثقافة الإيرانية الفارسية: والمتابع لتركيز الدولة على العنصر القومي الفارسي رغم كونها جمهورية إسلامية، يدرك أهمية هذه الأداة في الترويج للقوة الناعمة الإيرانية على الصعيد الإقليمي خاصة ما يُعرف في إيران باسم مشروع "حوزة إيران الحضارية" أو "إيران الكبرى"، والتي تشمل -وفقًا لمحسن رضائي(22)- المنطقة الواقعة على حدود الصين شرقًا والمحيط الهندي جنوبًا والخليج "الفارسي"**غربًا والقوقاز والبحر المتوسط شمالاً. وفي هذه الحوزة -كما يقول رضائي- تحظى الثقافة الفارسية بأهمية خاصة لأنها ترتبط بالحوزة الحضارية الإيرانية (يقصد تاريخ الإمبراطورية الفارسية)، والمكانة العلمية والإستراتيجية التي تحظى بها إيران في هذه المنطقة تجعل منها فاعلاً محوريًا.

هذا، وتحظى هذه المنطقة بأهمية قصوى في الإستراتيجية الإيرانية ولكنها تأتي في المرتبة الثانية بعد الخليج العربي والمنطقة العربية وفق الاستراتيجية الإيرانية العشرينيّة "ايران:2025". وتنفق إيران أموالاً طائلة على مستوى الترويج الثقافي لخدمة مشروعها القومي. ولإعطاء فكرة عن الموضوع، بلغت موازنة إيران الثقافية عام 2008 حوالي 2500 مليار تومان، ذهب منها 386 مليار تومان إلى وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، والباقي صُرِف على النشاطات الدعائية والترويجية الثقافية الإيرانية(23).

خارطة لمشروع "حوزة إيران الحضارية" أو "إيران الكبرى" التي تشمل العنصر الفارسي.
المصدر: http://www.irane7000saale.com/IRAN7000.htm

 

وتتوزع هذه الأدوات على مستويات متعددة من المواضيع داخل البناء الثقافي، ومنها:

- بعض الأذرع الإيرانية المعنية بالترويج للثقافة الإيرانية

مراكز تعليم اللغة الفارسية
 لمستشاريات الثقافية الإيرانية
 المدارس الإيرانية في الخارج
 المركز الإسلامي للحوار بين الحضارات

- الأدوات الدينية (التشيع الإيراني ومبدأ الولي الفقيه)(24): يشكّل الشيعة في العالم باختلاف فرقهم ما بين 7,6%(25) إلى 13%(26) كحد أقصى من مجموع المسلمين أجمعين، ويتمركز أكثر من ثلث هؤلاء في إيران وحدها (للأرقام والنسب يرجى قراءة الهامش أدناه)(27). وعليه، فإن إيران تشكّل مركز الجاذبية لهؤلاء ليس على المستوى المذهبي فقط وإنما على المستوى السياسي أيضًا على اعتبار أن السياسة والدين متمثلان في الولي الفقيه المرشد الأعلى الذي يمتلك قوة ناعمة هائلة بحكم الموقعَيْن لدى أتباعه المنتشرين ليس داخل إيران فقط وإنما خارجها أيضًا، والذين يقومون بشكل طوعي إرادي بخدمة مصالح الدولة الإيرانية نظرًا لطبيعة العلاقة الدينية التي تربطهم بتبعية الولي الفقيه وذلك لارتباط الديني بالسياسي بشكل وثيق نظرًا لكون الأخير قائدًا سياسيًا لإيران إلى جانب كونه مرجعًا دينيًا.

وتعمل إيران على نشر فهمها للنموذج الشيعي المتمثل بولاية الفقيه (تشيع قومي فارسي) حول العالم، كما تُعلي من شأن (قم) كإطار مرجعي (مقابل النجف) لتخريج الأئمة الموالين لها والذين يعملون كسفراء لقوتها الناعمة ينشرون رسائل إيران الدينية والثورية والإعلامية والثقافية والسياسية.

وعلى عكس الأداة الثقافية، تركز الأداة التبشيرية على الخليج العربي الذي يحتل الأولوية في الإستراتيجية الإيرانية العشرينية "إيران 2025"(28)، والمنطقة العربية وإفريقيا(29). وقد ساعد ذلك على تقوية موقع (قم) في اجتذاب أبناء المنطقة، ويبدو ذلك واضحًا من خلال رؤية تركيبة البيت الشيعي في لبنان والذي تحول جزء كبير منه من مرجعية النجف إلى (قم) خلال أقل من عقدين، ناهيك عن أن عدد الطلاب العرب الذاهبين إلى (قم) ازداد مقارنة بما كان عليه سابقًا؛ فعدد البحرينيين في (قم) على سبيل المثال لا الحصر زاد عن نظيره في النجف بخمسة أضعاف تقريبًا عام 2009(30).

وتسعى طهران لتوحيد الأقليات الشيعية أينما وُجدت تحت رايتها، وتستخدم أيضًا المصطلحات التي تساعد على توسيع نفوذها في هذا الإطار لنشر التشيع في بيئات أخرى كالوحدة الإسلامية، والتضامن الإسلامي، والتسامح والحوار بما ينعكس مكسبًا سياسيًا.

موازنة بعض النشاطات الدينية والثقافية "العلنية"(31) لعام 2008
مصاريف لبرامج بروبغندا ثقافية ودينية 2008*

اسم البرنامج

الميزانية بالتومان

ملاحظات

برنامج "زيادة النشاطات الثقافية في المساجد"

17 مليارًا

ازدادت أربعة أضعاف مقارنة بالعام الماضي

برنامج "دعم وتوجيه النشاطات الدينية والثقافية"

32 مليارًا و825 مليونًا

ازدادت بنسبة أربعة أضعاف عن العام الذي سبقه

برنامج "دعم وتشجيع الشخصيات الثقافية والدينية"

4 مليارات و376 مليونًا

ازدادت بنسبة ستة أضعاف عن العام الذي سبقه

برنامج "تجنيد وتدريب وإرسال رجال الدين والحملات الدينية"

11 مليارًا و614 مليونًا

-

برنامج "حماية التعليم الديني والثقافي والفنون"(31)

15 مليارًا و620 مليونًا و100 ألف

أكثر من سبعة أضعاف عن العام الذي سبقه

*  المصدر: تجميع الباحث، صحيفة روز الإيرانية، شيعة نيوز، وإيران نيوز.

المؤسسات الإيرانية المنوط بها الترويج للنسخة الإيرانية من التشيع في العالم

اسم الهيئة

دورها

ملاحظات

المجمع العالمي لأهل البيت

التعريف بالتشيع "الإيراني" و"الولي الفقيه"، ومتابعة أخبار الشيعة حول العالم، وإصدار الكتب الشيعية بكل اللغات

تنقل بعض المصادر وضعه لخطط تتعلق بكيفة تفعيل شيعة العالم في أجندة سياسية

منظمة التبليغ الإسلامية

نشر ثقافة التشيع عبر مختلف النشاطات، والتعريف بالأدب الفارسي والثقافة الإسلامية والثورة الإيرانية، وتهيئة رجال دين للقيام بتأدية الأدوار السابقة

تتلقى دعمًا ماليًا من وزارة الثقافة، بلغ حجمه عام 2008 حوالي 30 مليار تومان

مجمع التقريب بين المذاهب

يهدف إلى تجاوز الدائرة الشيعية إلى الإطار الأوسع في البيئة السنية

عمله يحمل طابعًا دعائيًا وترويجيًا للاختراق بقوة ناعمة، ويتلقى دعمًا من وزارة الثقافة، بلغ حجمه عام 2008 حوالي 5 مليارات و700 مليون تومان

ممثليات المرشد الأعلى في الخارج

 تقوم على حماية المصالح التي يمثلها المرشد الأعلى والترويج لمرجعيته، وتقديم الدعم المالي لطلاب الحوزات الدينية والإشراف على أداء عمل المؤسسات الإيرانية في الخارج

-

الحوزات الدينية في الخارج

تقوم على نشر تعاليم وفقه العقيدة الشيعية، وقبول الطلبة من غير الشيعة وإعطائهم المنح الدراسية في (قم) بعد إكمالهم مرحلة ما يعرف بالمقدمات في بلدانهم

-

مؤسسة الإمام الخميني الإغاثية

ذات طابع اقتصادي-خدماتي، ولها انتشار واسع في عدد من الدول الإقليمية، وهي نشطة مؤخرًا في أفغانستان أيضًا

-

المصدر: تجميع الباحث من مصادر مختلفة

- الأدوات الإعلامية: تمتلك إيران إمبراطورية إعلامية هي الأكبر على مستوى المنطقة وواحدة من أكبر الإمبراطوريات الإعلامية في منطقة آسيا-الهادئ والعالم. وتسيطر وكالة بث الجمهورية الإسلامية الإيرانية (IRIB)(33) -وهي مؤسسة حكومية يشرف عليها شخصيًا المرشد الأعلى علي خامنئي- على السياسات الإعلامية الخاصة بجميع المحطات التليفزيونية وإذاعات الراديو في البلاد بما يتناسب مع توجهات الدولة.

وترتبط الوكالة بعدد من الوزارات بالثقافة والخارجية ويتم استخدامها لخدمة الرسائل التي تصدر عنهم فيما يتعلق بالترويج للثورة الإسلامية والثقافة الإيرانية والدبلوماسية العامة. وتشير المادة 175 من الدستور بوضوح إلى أن حرية التعبير ونشر الأفكار يجب أن تتم عبر (IRIB) وبما يتناسب مع القوانين الإسلامية والمصالح القومية للبلاد(34).

أما الخدمة الدولية لـ(IRIB)، فهي تهدف إلى إعلام الجمهور الخارجي، والترويج للتاريخ الإيراني والحضارة الإيرانية والثقافة الإيرانية لكل من هو مهتم بالحصول على نظرة واقعية عن إيران وغناها الحضاري عبر آلاف السنين". وتقوم هذه الوكالة بنشر وترويج قيم النظام الإيراني والموقف الرسمي للحكومة الإيرانية بخصوص التطورات الداخلية والدولية(35).

وكالة بث الجمهورية الإسلامية (IRIB)

الدعم المالي من وزارة الثقافة

457 مليار تومان عام 2008 (للوكالة مصدرها الخاص أيضًا للتمويل والعائدات التي تأتي من احتكار الإعلانات)

عدد المكاتب الخارجية التي تمتلكها

45 دولة مهمة حول العالم، من بينها: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وبلجيكا وماليزيا

عدد لغات البث

 30 لغة عالمية

عدد التليفزيونات المحلية

30 تليفزيونًا محليًا (نصفهم بلهجات محلية)

عدد المحطات الوطنية

8 محطات تليفزيون وطنية

عدد المحطات الفضائية

6 محطات تليفزيون فضائية للمشاهدين خارج إيران

عدد المحطات الإخبارية الدولية

4 محطات دولية إخبارية للخارج تبث باللغات: العربية، والإسبانية، والإنكليزية.

المصدر: تجميع الباحث من مصادر متعددة من ضمنها موقع الوكالة، صحيفة روز الإيرانية، و"فهم الدبلوماسية الإسلامية الإيرانية" لبيير بهلوي.
 
الدعم المالي لبعض المنظمات المتخصصة ببرامج دعاية ثقافية ودينية إيرانية

مجلس تنسيق البروبغندا الإسلامية

3 مليار و700 مليون تومان عام 2008

منظمة العلاقات والثقافة الإسلامية

37 مليار تومان عام 2008

المصدر: تجميع الباحث من صحيفة روز الإيرانية ، يونيو/حزيران 2008.
 
ثانيًا: أدوات في السياسة الخارجية 
تستخدم إيران مروحة واسعة من القضايا في السياسة الخارجية لتوجيه قوتها الناعمة وبالتالي توسيع قاعدة نفوذها وتأثيرها على الصعيد الإقليمي، ومن بين هذه الأدوات:
 
- التشيع السياسي(36): يُستخدم التشيع في إطار علاقات إيران الخارجية على نطاق واسع وهو عنصر مهم لتوليد القوة الناعمة الإيرانية على مستوى الحاضنة الشيعية الموالية للولي الفقيه في الحد الأدنى بما يخدم المشروع الإيراني(37) في المنطقة(38). ويرى الباحث الإيراني كيهان برزكار أن استخدام التشيع في السياسة الخارجية قديم، لكنه أصبح أكثر فاعلية بعد أزمة العراق عام 2003 حيث دخل التشيع في إنتاج السلطة والسياسة في الشرق الأوسط؛ مما أدى إلى تقوية دور ونفوذ إيران، فعنصر التشيع أدى إلى تحويل العراق إلى دولة صديقة ومتحالفة مع إيران، وأعطى الحضور الفعال والمصيري في قضايا العراق ولبنان، والشرق الأدنى بشكل عام على حد قوله(39). ومثله يقول الباحث الإيراني والخبير في السياسة الخارجية الإيرانية في طهران "فرزاد بيزيشكبور" في مقال له بعنوان "إيران وميزان القوى الإقليمي": "إن النظام العراقي بقيادة صدام حسين لم يعد موجودًا اليوم، أما النظام الثاني المعادي لإيران والمتمثل بنظام طالبان الأفغاني فقد تم التخلص منه. واليوم فإن القادة الجدد للعراق وأفغانستان أكثر قربًا لإيران من أي طرف آخر، وبدلاً من صدّام لدينا الآن رئيس عراقي غير عربي وفخور بمعرفته وإتقانه اللغة الفارسية، وعدد كبير من أعضاء الحكومة العراقية والبرلمان العراقي كانوا قد أمضوا سنوات طويلة في إيران وأنجبوا أولادًا لهم هنا ودخلوا مدارس طهران وتعلموا بها. كذلك يحتل الشيعة اليوم في العراق ولبنان والبحرين مواقع مهمة داخل الأنظمة السياسية لبلدانهم مما يعطي إيران كنتيجة لذلك اليد العليا في المنطقة"(40).
 
- الخطاب الثوري المعادي لأميركا والغرب: واستطاعت إيران من خلال هذا الخطاب أن تكسب قطاعات واسعة من الرأي العام لصالحها لاسيما على الصعيد الإقليمي، واستغلت حساسية هذه القاعدة تجاه أميركا والغرب ووظّفتها في إطار سعيها لتعزيز قوتها الناعمة في المنطقة.
 
- القضية الفلسطينية: وتهدف من خلال خطاب دعم القضية الفلسطينية إلى تخطي حزام من شملتهم في العنصرين السابقين، وكسب قطاعات واسعة لدى الرأي العام لصالحها، واستقطاب الشارع لخلق بيئة مناسبة لتقبل الدور الإيراني الإقليمي عبر هذا الباب(41).
 
مناطق قابلة لاختراق أسهل عبر القوة الناعمة الإيرانية  
 

استطلاع رأي عام للزعماء الأكثر شعبية في العالم العربي
 يُعتبر مؤشرًا لفعالية القوة الناعمة الإيرانية حتى عام (2008)(42)

 

نصرالله

بشار الأسد

أحمدي نجاد

 2008

27%

18%

17%

حدود القوة الناعمة الإيرانية

إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار أن مصاعب جمة تعترض طريق قياس القوة الصلبة لأي بلد والتي من المفترض أنها قابلة للقياس أصلاً نظرًا للمعطيات الكمية المرتبطة بها، فإن قياس القوة الناعمة لدولة ما يصبح مستحيلاً، ناهيك عن أن الأخيرة لا تستند إلى معيار كمي في العادة حتى يمكن قياسه.

وعلى الرغم من ذلك يذهب البعض إلى محاولة خلق مؤشرات يمكن الاعتماد عليها في قياس القوة الناعمة لبلد ما، فيما يذهب البعض الآخر إلى القول بأن استطلاعات الرأي قد تكون مؤشرًا جيدًا بحد ذاته يعبّر عن مدى فعالية القوة الناعمة لدولة ما من عدمها رغم افتقاره أيضًا إلى قياس كمي.

أول محاولة لقياس القوة الناعمة عبر مؤشر مركب كانت من قبل "معهد الحكم" في بريطانيا، واستندت إلى قائمة واسعة من الحسابات الإحصائية المرتبطة بمصادر القوة الناعمة لـ26 دولة. وقد تم تنظيم الإحصائيات وفق خمسة مؤشرات فرعية تستند إلى: الثقافة، والدبلوماسية، والتعليم، والأعمال/الابتكار، والحكم ليتم من خلالها قياس القوة الناعمة لبلد ما، دون التطرق إلى تأثيرها(43).

وبالنظر إلى قائمة الدول التي صدرت عن المعهد، نرى أنها لم تضم إيران على الإطلاق، علمًا بأنها ضمت كلاً من الدول الإقليمية المجاورة لإيران: الإمارات وتركيا في العام 2010(44) في المرتبة 24 و25 على التوالي، فيما احتلت تركيا المرتبة 23 في ترتيب العام 2011(45).

ترتيب الدول بحسب قوتها الناعمة-2011

الترتيب الدولة النتيجة الترتيب الدولة النتيجة
1 أميركا 7.41 16 إيطاليا 4.28
2 بريطانيا 6.78 17 نيوزيلندا 4.17
3 فرنسا 6.21 18 النمسا 4.10
4 ألمانيا 6.15 19 بلجيكا 3.80
5 أستراليا 5.64 20 الصين 3.74
6 السويد 5.35 21 البرازيل 3.55
7 اليابان 5.08 22 سنغافورة 3.49
8 سويسرا 5.07 23 تركيا 3.33
9 كندا 4.91 24 تشيلي 2.94
10 هولندا 4.90 25 البرتغال 2.81
11 النرويج 4.82 26 إسرائيل 2.67
12 الدانمارك 4.78 27 الهند 2.64
13 إسبانيا 4.68 28 روسيا 2.43
14 كوريا 4.52 29 تشيكيا 2.36
15 فنلندا 4.45 30 اليونان 2.35

Source: Institute for Government

ومثله خلا تقرير الأسواق الصاعدة عن القوة الناعمة والذي يتضمن الدول النامية عادة من أي موقع لإيران في الترتيب العام كما يظهر الجدول أدناه.

 

 

Source: Ernst & Young – Emerging Markets Center Report September 2012

لا يعني ذلك أن إيران لا تمتلك قوة ناعمة بشكل مطلق، فقد سبق وشرحنا مصادر وأدوات قوتها الناعمة، لكن ذلك يعني بالتأكيد أن إيران فشلت في أن تضع نفسها في أي تصنيف للقوة الناعمة على الإطلاق. ولعل السبب في ذلك يعود برأيي إلى أنه وعلى الرغم من تمتع إيران -كما رأينا- بمصادر متعددة لإنتاج القوة الناعمة، وعلى الرغم من توجيه هذه القوة الناعمة من خلال أدوات، عمل النظام الإيراني على تفعليها بما يخدم الأجندة الوطنية العليا للبلاد على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، إلا أن مدى فعالية وتأثير هذه القوة الناعمة الإيرانية في الإطار الجيوبوليتيكي يبقى محدودًا لعدة معطيات، لعل أبرزها:

أولاً: من الناحية الاقتصادية
فشلت إيران في تقديم نموذج اقتصادي يكون مصدرًا للقوة الناعمة فلا هي قدمت نموذجًا اقتصاديًا كما فعلت الصين، ولا هي قدمت قصة نجاح اقتصادي كما فعلت تركيا، واعتمدت على المال السهل كدولة ريعية لاستخدامه كأداة مولدة للقوة الناعمة.

وفي هذا الإطار، يشير الباحث الإيراني شهرام شوبين إلى أن النموذج الاقتصادي الإيراني هو نموذج فاشل بامتياز حتى مقارنة مع جيران إيران الصغار في الجنوب والذين انتقل إليهم عدد لا يُستهان به من رجال الأعمال الإيرانيين. فقد فشلت إيران في تنويع اقتصادها أو في الاستثمار في البنية التحتية المرتبطة بالطاقة وأدى تراكم الفساد وسوء إدارة الاقتصاد وتعويم الحكومة له إلى فشل ذريع(46).

وتدعم هذا التقييم نتائج التحليل الاقتصادي الذي قام به الباحث جهانجر أموزجار خلال السنوات من 2005 وحتى 2010 للأداء الاقتصادي لإيران مقارنة بالخطة الإستراتيجية الخمسية الرابعة، وكانت نتيجته ما في الجدول أدناه فشلاً ذريعًا(47).

الخطّة الرابعة: الأهداف والأداء، 2005- 2010

 

1991-2001

الهدف

ما تمّ تحقيقه فعليّا

 

المعدّل المسجّل

معدّل 5 سنوات

آذار 2010

معدّل 5 سنوات

آذار 2010

الناتج المحلي الاجمالي1

3.9

8.0

9.3

4.3

 

نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي

2.4

6.6

 

2.8

 

معدّل البطالة1

4.7

-4.2

8.4

11.2

14.6

التضخّم1

2.3

9.9

8.6

15.8

10.8

الانتاجية:1

 

 

 

 

 

- رأس المال

...

1.0

...

-1.3

...

- العمالة

1.3

3.5

...

0.76

...

- مجموع العامل

...

2.5

...

-0.16

...

الاستثمارات:

 

 

 

 

 

- المحليّة1،3

4.3

12.2

...

5.9

...

- الخارجيّة3

...

3.0

...

0.075

...

الصادرات:

 

 

 

 

 

- النفط والغاز2

...

120.0

...

340.0

 

- الصادرات غير النفطيّة1

5.6

10.7

...

15.6

...

- الصادرات غير النفطيّة2

...

53.0

...

78.0

...

الواردات2

...

185.0

 

284.0

...

نمو السكّان1

1.5

1.4

 

1.48

...

السيولة1

27.3

20.0

...

28.0

...

Source: Central Bank of Iran, Iran Statistics Center, official releases, and author's estimates
1- Annual average percentage change during the period
2- Billions of U.S. dollars, 2004/5 - 2009/10
3- As percentage share of GD

ثانيًا: من الناحية السياسية
فشلت إيران أيضًا في بناء نموذج سياسي جاذب يعمل على توليد القوة الناعمة، ولم يجد أي نوع من أنواع التعاطف (على عكس الحال عند حصول الثورة الإيرانية 1979)، ولم يستطع أن يروج لإيجابياته كما هو الحال بالنسبة إلى تركيا مثلاً، بل إن الفجوة بين النظام الثوري والمجتمع ما بعد الثوري بدأت تتسع وانعكس ذلك بشكل سلبي على صورة النظام. حتى العراق الذي كان يفترض كثيرون أنه سيتأثر بالتجربة الإيرانية، لم يختر نظامًا سياسيًا مشابهًا على الإطلاق(48).

ويعتبر البعض أن الديمقراطية الإيرانية هي ديمقراطية شكلية واقعها ثيوقراطي ومضمونها ديكتاتوري على اعتبار أن المرشد الأعلى يمتلك صلاحيات تفوق تلك التي يمتلكها أي سلطوي في العالم. وهو يستند إلى شرعية دينية وسياسية معًا، ويجمع إلى سلطاته صلاحيات أخرى كثيرة كما جاء في المادة 110 من الدستور(49)، ويسيطر على كل المجالس في البلاد، بعضها تابع له والبعض الآخر خاضع لنفوذه(50).

كما يعاني النظام من مشاكل هائلة في موضوع الحريات والشفافية، فأقلية مثل الأقلية السنية والتي تشكّل ما بين 9%(51) إلى 20%(52) على الأقل من سكان إيران لا يحق لها الوصول إلى أي منصب تنفيذي رفيع. عمليًا تم حرمان ما بين 7 إلى 14 مليون مواطن إيراني على الأقل بشكل أوتوماتيكي وبموجب الدستور من تولي الرئاسة أو أركان الجيش أو القضاء ناهيك عن المناصب الأخرى(53). كما بيّنت الانتخابات الرئاسية لعام 2009 أن النظام يعاني مشاكل هيكلية متجذرة؛ فقد أضرت هذه الانتخابات بصورة النظام الإيراني بشكل خطير في المنطقة والعالم، وكان لها بالغ الأثر في تعزيز هذه الصورة السلبية لدى شريحة واسعة من عامة الناس وأيضًا لدى النخبة المثقفة (انظر الجداول أدناه)؛ ففي العالم العربي على سبيل المثال، تعززت النظرة إلى إيران كدولة ثيوقراطية لا تحترم الحريات، ولا تقيم وزنًا للقانون، وتقمع شعبها وتغرق في التزوير والفساد(54).

موقف كتّاب الأعمدة في 11 صحيفة عربية من أحداث الانتخابات الإيرانية 2009

  عدد المقالات النسبة المئوية  
مقالات مؤيدة لموقف النظام   8  5.79%
 مقالات معارضة لموقف النظام  59  42.75%
 مقالات محايدة  71  51.44%
 المجموع  138  100%

مصدر: مجلة آفاق المستقبل، عدد2، نوفمبر/تشرين الثاني-ديسمبر/كانون الأول 2009

وجهات نظر كتّاب الرأي والأعمدة في 11 صحيفة عربية بشأن وجود دور خارجي في أحداث إيران

  عدد المقالات النسبة المئوية
أحداث إيران فيها تدخل خارجي 20 14.5%
أحداث إيران شأن داخلي لم يحفزه الغرب 118 85.5%

مصدر: مجلة آفاق المستقبل، عدد2، نوفمبر/تشرين الثاني-ديسمبر/كانون الأول 2009

ثالثًا: من الناحية الثقافية
لا يُعد العنصر الثقافي الفارسي سواء المتعلق باللغة أو الحضارة عامل جذب أو تأثير واسع بالمعنى العام المطلق؛ إذ إن تأثيره محدود ومرتبط بشكل مباشر بمنطقة آسيا الوسطى. لكن حقيقة أن معظم شعوب هذه المنطقة هم من القومية التركية، فإن هذا يحد بطبيعة الحال من النفوذ الإيراني حال كان اللاعب التركي حاضرًا سيما وأن الأخير يمتلك مؤهلات فيما يتعلق بالقوة الخشنة أو الناعمة أكبر من تلك الموجودة لدى إيران.

رابعًا: من الناحية المذهبية
تبقى حقيقة أن إيران تتبع المذهب الشيعي ومزجه مع القومية الفارسية وتحديدًا مبدأ ولاية الفقيه، عاملاً معرقلاً لهدفها في قيادة المنطقة أو توليد قوة ناعمة كافية تخولها القيام بتحقيق هذا الهدف دون الاعتماد على قوة صلبة. بل إن هذا العنصر قد يلعب في كثير من الأحيان دورًا سلبيًا في تعميق عزلة إيران الإقليمية خاصة عندما تعمد إيران إلى الاعتماد على العامل الطائفي لحشد الأقليات الشيعية في المنطقة، وتعجز عن برهان أنها لا تتعامل بسياسات طائفية في كثير من المحطات، وهو الأمر الذي يؤدي إلى ردة فعل أوتوماتيكية برفض الطروحات الإيرانية أو المشروع الإيراني في المنطقة لاسيما في الخليج والعالم العربي(55).

وقد أظهر استطلاع أجراه معهد تيسيف في العالم العربي ونشر نتائجه في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، أن إيران تأتي على قمة هرم الدول التي يعتقدون أنها تتبع سياسة طائفية إلى جانب كل من العراق وسوريا، وهو ما يعني فشلاً إيرانيًا في استخدام هذا العنصر لصالحها(56).

القوة الناعمة الإيرانية في الميزان الجيوبوليتيكي

يشير عدد من الباحثين الإيرانيين إلى حقيقة كون إيران بعيدة حتى الآن عن كون قوتها الناعمة ذات تأثير أو فعالية كبيرة؛ إذ يؤكد الباحث الإيراني ونائب مدير معهد طهران للأبحاث والدراسات الدولية الدكتور محمود رضا جولشانبازهووه إلى أنه يجب الاعتراف بأن الطريق لا يزال طويلاً لإعادة "السجادة الإيرانية" إلى سابق عهدها التاريخي، وإلى جعل "صنع في إيران" مصدر ثقة، وإلى جعل الناس تشاهد الأفلام الإيرانية أو تشتري الفن الإيراني(57).

ومثله يشير الباحث الإيراني الدكتور محمد رضا باجوه أن إيران لا تستخدم قدرات البلاد في القوة الناعمة بشكل صحيح، والتي لو تم توظيفها في السياسة الخارجية والدبلوماسية لكان تأثيرها أعمق وأكبر في النظام الإقليمي والدولي (58).

وفي إطار تقييمه لمدى نجاح الحكومة الإيرانية في تطبيق الإستراتيجية العشرينية 2025، والتي من المفترض أن تولّد قوة ناعمة هائلة لإيران، قام الباحث الإيراني جهانجر أموزجار بدراسة لنتائج الخطة الخمسية الرابعة التي انتهت عام 2010 لتقييم مسار الحكومة وبالتالي المسار نحو 2025، وكانت نتيجة التقييم كما قال: "تراجع من سيء إلى أسوأ"(59).

والحقيقة أن القوة الناعمة الإيرانية كانت قد وصلت ذروتها في العالم العربي بحلول العام 2006، وبقيت صامدة حتى عام 2008 حيث بدأت تتراجع بشكل سريع إلى أن تدهورت مع اندلاع الثورات العربية نهاية عام 2010/بداية 2011، ثم تعمقت مع اندلاع الثورة السورية واستمرارها.

ويمكن لعدد من استطلاعات الرأي أن يكون مؤشرًا يدعم هذه الحقائق لعل أهمها استطلاع زغبي الذي أُجرِي عام 2011.

النظرة إلى إيران في العالم العربي.. هبوط دراماتيكي (2006-2011)
 

 

Survey include all Arabs in UAE not Only Citizens
Source: Zogby International

النظرة إلى إيران بين دول المنطقة كعامل مساعد على تحقيق الاستقرار والسلام مقارنة بدول أخرى

  المغرب مصر لبنان الأردن السعودية الإمارات
 إيران  16/83 32/68 57/42   22/72  4/95  12/80
تركيا  82/14  65/53  85/15  58/35  76/21  61/28
 السعودية 69/27  82/17  61/39  57/42 99/1   66/25

أوافق/ لا أوافق. المصدر: اتجاهات عربية، 2011، زغبي إنترناشيونال

رأيك حول إيران

  المغرب مصر لبنان الأردن السعودية الإمارات
إيران 14/85 37/63 63/37 23/77 6/80 22/70
تركيا 80/20 64/35 93/7 45/55 98/2 62/27

لصالح/ضد. المصدر: اتجاهات عربية، 2011، زغبي إنترناشيونال

الخلاصة أن هناك تراجعًا واضحًا في قوة إيران الناعمة على مدى السنوات الخمسة الماضية، كما أننا نعتقد بناءً على ما تم مناقشته أن القوة الناعمة الإيرانية محدودة بذاتها ومحدودة نتيجة السياسات المتبعة ومحدودة جيوبوليتيكيًا على أكثر من صعيد:

  1. دينيًا: محدودة لكون التشيع كمذهب يؤثر على البيئة الشيعية غالبًا، وعلى الرغم من أن التشيع يخدم إيران سياسيًا في أماكن متعددة إلا أنه لا يخفي حقيقة أنها أقلية في محيط سني واسع، وبالتالي فإن إمكانية التأثير تكون محدودة خاصة إذا ما تم اتباع سياسات مذهبية. كما أن دعمًا من هذا النوع غالبًا ما يُدخل إيران في معادلة تقويض سلطة الدول الأخرى، وهو ما يضعها في موضع العدو.
  2. ثقافيًا: محدودة على الرغم من امتلاكها مصادر وأدوات قوة ناعمة للتأثير على الحوزة الحضارية، إلا أن هذه المنطقة أيضًا كانت -وما زالت- تخضع لتنافس لاعبين كبار أكبر من إيران، من الاتحاد السوفيتي سابقًا، إلى روسيا والصين والولايات المتحدة اليوم، ناهيك عن أن معظم سكان هذه البلدان يرتبطون بتركيا قوميًا أو بالسنة مذهبيًا وهو عامل معرقل في حد ذاته لجهود إيران خاصة مع الصعود التركي.
  3. السياسات الخارجية: أدوات إيران في استخدام قوتها الناعمة في هذا المجال رخوة جدًا وغير ثابتة وتعتمد على أخطاء الآخرين والفراغ الذي يتركونه، وما أن يعود هؤلاء أو يتم تصحيح المعادلة حتى تفقد إيران القدرة وتنتفي أو تضعف القوة الناعمة في هذا المجال.

المصداقية تُعد من أهم عوامل استمرارية وديمومة القوة الناعمة لأي بلد؛ فهي المقياس بالنسبة للطرف المتأثر بها، وعندما يفقدها تفقد الدولة المولّدة للقوة الناعمة قدرتها على استخدامها وتصبح أدواتها غير فاعلة، وطالما بقيت السياسات الإيرانية على وضعها الحالي، وطالما كان مؤشر توجه المنطقة في ظل الثورات العربية، فسيكون من الصعوبة بمكان أن نتصور تأثيرًا فعّالاً لمصادر القوة الناعمة الإيرانية في المنطقة.
---------------------------------
علي حسين باكير - باحث في منظمة البحوث الإستراتيجية الدولية (USAK)-تركيا

الهوامش
(*) جوزيف ناي: باحث أميركي، شغل سابقًا عدة مناصب، منها: منصب عميد في جامعة هارفارد، ومنصب رئيس مجلس الاستخبارات الوطني الأميركي، ومساعد وزير الدفاع في عهد إدارة كلينتون. له العديد من الكتابات في أشهر الصحف، مثل النيويورك تايمز والواشنطن بوست والوول ستريت، وله العديد أيضًا من الكتب والمؤلَّفات، أبرزها كتاب "الطبيعة المتغيرة للقوة الأميركية"، و"تناقض القوة الأميركية"، و"القوة الناعمة: وسيلة النجاح في السياسة الدولية".
1) See: Joseph S. Nye, The Paradox of American Power, Oxford University Press, USA; 1 edition, 2003, p. 8-12.
2) See: Joseph S. Nye, Soft Power: The Means To Success In World Politics, Public Affairs, New York, 2004, p:5-8.
3) يقوم الباحث بالعمل على هذا الموضوع منذ العام 2006 للتوصل إلى تأطير علمي للمفهوم.
4) See: Joseph S. Nye, Soft Power, Op. Cit, p:11.
5) Xin Li and Verner Worm, Building China’s Soft Power For a Peaceful Rise, Copenhagen Business School (CBS), Asia Research Centre, Discussion Papers, July 2007, p. 8.
6) Abbas Maleki, Soft Power and Its Implications on Iran,  Institute for North America a nd European Studies, Tehran University, (lecture- ppt), 15-52007.
7) Joseph S. Nye, Soft Power: The Means To Success In World Politics, Op. Cit., p:11.
8) Abbas Maleki, Should They Fear Iran or Love it, IR Diplomacy, 18-8-2010, available at:
www.irdiplomacy.ir/en/page/1771/Should+they+fear+Iran+or+love+it.html
9) Kamran Taremi, Iranian perspectives on security in the Persian Gulf, Iranian Studies Journal, volume 36, No.3, September 2003, p:383.
10) Tourism a surprise bright spot for Iran, Washington Post, 5 Nov. 2012:
  للاطلاع إضغط هنا.
11) Iran’s foreign tourist arrivals continue to increase, Tehran Times, volume 11366, 13 Feb. 2012:
www.tehrantimes.com/component/content/article/95390
12) Abbas Maleki, Should They Fear Iran or Love it, Op. Cit.
13) For more general info, check: Iranian Diaspora, Wikipedia:
http://www.parstimes.com/diaspora/
14) 'Religious democracy, Imam's legacy', Press T.V., 1 Feb. 2011:
http://www.presstv.ir/detail/163101.html
15) Joseph S. Nye, Soft Power: The Means To Success In World Politics, Op. Cit., p:11.
16) انظر نص الدستور الإيراني، على الرابط التالي:
www.iranonline.com/iran/iran-info/government/constitution.html
17) نفس المرجع السابق.
18) For more details, check: Ebrahim Anousheh, The role of soft power in foreign policy of Islamic Republic of Iran, Journal of American Science, 2011, 7 (7), p: 266-270.
19) ذكر ذلك "ثاني أهم وثيقة في إيران بعد الدستور"، الباحث الإيراني سيد هادي زرغاني في مراجعة لكتاب له صادر عن معهد طهران للدراسات الدولية والبحوث عام 2009، عن مصادر القوة الإيرانية مقارنة بدول جنوب غرب آسيا. ويشير الكتاب إلى أن القوة الصلبة الإيرانية ليست كافية فهي تأتي متأخرة على أكثر من صعيد مقارنة بغيرها من اللاعبين الإقليميين في مختلف المستويات.
20) للمزيد من المعلومات والتفاصيل الواردة تحت هذه النقطة، راجع: علي حسين باكير، الأبعاد الجيوستراتيجية للسياستين الإيرانية والتركية حيال سوريا، فصل في كتاب عن تركيا سيتم نشره قريبًا، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، قطر.
21) See: Jahangir Amuzegar, IRAN’S 20-YEAR ECONOMIC PERSPECTIVE:
PROMISES AND PITFALLS, Middle East Policy Journal, 2009, Vol. 16,p: 41-57. available at this link: للاطلاع إضغط هنا.

22) اللواء محسن رضائي، هو أحد رموز الثورة الإيرانية، شغل موقع قائد الحرس الثوري الإيراني سابقًا، ويشغل الآن منصب أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام أحد أقوى مفاصل النظام الإيراني، ترشح للرئاسة في عهد نجاد، يملك عددًا من وسائل الإعلام المؤثرة داخل إيران منها (بازتان وملت ما).
** لا نوافق على هذه التسمية، ونعرّفه بأنه الخليج العربي، ولكن ننقله كما ذكر محسن رضائي للأمانة العلمية في النقل.
23) صحيفة روز الإيرانية، 1-6-2008.
24) للمزيد عن النموذج الإيراني من التشيع والفرق بينه وبين التشيع العربي الأصيل، يُرجَى مراجعة كتاب: علي شريعتي، التشيع العلوي والتشيع الصفوي، دار الأمير، بيروت، 2002.
25) How Many Shia Are There In The World?:
www.islamicweb.com/beliefs/cults/shia_population.htm
26) Mapping the Global Muslim Population, A Report on the Size and Distribution of the World's Muslim Population, Pew Research Center, 7-10-2009:
www.pewforum.org/Muslim/Mapping-the-Global-Muslim-Population(6).aspx
27) في ما يتعلق بأرقام الأقليات في العالم العربي ومن بينهم الشيعة، يُلاحَظ دومًا أن هناك تخبطًا في النِّسب، وأن التقارير الأجنبية تعمد إلى التضخيم لأهداف متعددة، للمزيد يمكن مراجعة على سبيل المثال لا الحصر:
أسامة شحادة وهيثم كسواني، الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم، التجمعات الشيعية في الجزيرة العربية، مكتبة مدبولي، القاهرة،ط1، 2009.
28) لمزيد من التفاصيل حول الوثيقة الإستراتيجية الإيرانية العشرينية "إيران 2025" والتي تحدث عنها القائد السابق للحرس الثوري ونقل أجزاء واسعة منها، انظر: محسن رضائي بازتاب، إيران والفكر الإقليمي، (الصدى) 26/3/2005، نقلته: مختارات إيرانية العدد 58 – مايو/أيار 2005.
- نقلت صحيفة كيهان (الدنيا) الإيرانية في عددها 4-4-2007 ملخصًا واسعًا عن الوثيقة وقدمتها، وهو متوافر على الرابط التالي:
www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=17106&lang=
29) لمزيد من التفاصيل حول الدور الإيراني في إفريقيا، انظر: عوض عثمان، النفوذ الإيراني الناعم في القارة الإفريقية، المركز العربي للدراسات الإنسانية، القاهرة، 2010.
30) راجع:
Ali Alfoneh, Between reform and revolution: Sheikh Qassim, the Bahraini Shi’a, and Iran, American Enterprise Institute, 12-7-2012:
http://aei.org/outlook/foreign-and-defense-policy/regional/middle-east-and-north-africa/between-reform-and-revolution-sheikh-qassim-the-bahraini-shia-and-iran/
31) هناك الكثير من النشاطات السرية أو التي لا تُكشف موازناتها خاصة الدعم الخارجي، كدعم وتمويل حزب الله اللبناني الذي يعتبر أحد أهم مشاريع إيران ومصادرها في توليد القوة الناعمة في المنطقة.
32) تم إدراج هذه النقطة من خلال تقرير ورد باللغة الفارسية بعنوان "إحصائية لافتة في ميزانية النشاط الديني لعام 2008"، وترجم الفقرة مشكورًا الدكتور المتخصص باللغة الفارسية "سعد بن نامي"، وتم مقارنة بعض الأرقام بالأرقام الواردة بالجدول أعلاه فتبين صحتها.
http://www.valiasr-aj.com/fa/page.php?bank=khabar&id=146
33) انظر وبلغات متعددة:
http://irib.ir/
34) Pierre Pahlavi, Understanding Iran’s Media Diplomacy, Israel Journal of foreign Affairs,  VI : 2,  2012, p:22-23.
35) نفس المرجع السابق.
36) For more details, see: Jeffrey Haynes, Causes and Consequences of Transnational Religious Soft Power, London Metropolitcan University, 2010:
www.psa.ac.uk/journals/pdf/5/2010/1006_1183.pdf
37) مزيد من التفاصيل حول المشروع الإيراني: علي حسين باكير، إيران والتنافس شرق الأوسطي: التقاء وتصادم المشاريع (إسرائيل وتركيا)، ورقة أُلقيت في ورشة عمل في القاهرة تحت عنوان "المشروع الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية"، تاريخ 14/10/2012. 
38) See: Jeffrey Haynes, Ibid.
39) For more details about this point, check: Keyhan Barzegar, Regionalism in Iran's Foreign Policy, Discourse "Iranian Quarterly", vol. 9 , Nos. 3-4, Fall 2010 – Winter 2011.
40) انظر: علي حسين باكير، السياسات الجيوبوليتيكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة، (ما الفرق بين إيران وإسرائيل؟)، دورية مدارات إستراتيجية، مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية، العدد3، مارس/آذار-يونيو/حزيران 2010.
41) نفس المرجع السابق.
42) انظر واحدًا من استطلاعات الرأي والتي يستند إليها الجدول أعلاه:
2010 Arab Public Opinion Poll, Brookings Institution, 5 Oct. 2010: للاطلاع إضغط هنا.
43) See: THE NEW PERSUADERS II, A 2011 Global Ranking of Soft Power, Institute For Gevernment: www.instituteforgovernment.org.uk/sites/default/files/publications/The%20New%20PersuadersII_0.pdf
44) See: THE NEW PERSUADERS, An International Ranking  of Soft Power, Institute For Gevernment:
www.instituteforgovernment.org.uk/sites/default/files/publications/The%20new%20persuaders_0.pdf
45) THE NEW PERSUADERS II, Op. Cit.
46) Shahram Chubin, Iran's Power in Context, Survival Journal, vol. 51, no.1, Feb. – March 2009, p:180.
47) Jahangir Amuzegar, Iran's Fourth Plan: A Partial Assessment, Middle East Policy Journal, Vol XVII, No.4, winter 2010, p:114-130:
www.mepc.org/journal/middle-east-policy-archives/irans-fourth-plan-partial-assessment?print
48) Shahram Chubin, Iran's Power in Context, Op. Cit, p:180.
49) مرشد الثورة -وفقًا للدستور- هو الذي يضع كافة المسائل الرئيسية الخاصة برسم وتعيين السياسات العامة للنظام، وهو الذي يقود القوات المسلحة، وهو الذي يملك أن ينصب ويعزل رؤساء المؤسسات والمجالس الرئيسية في الدولة، وهو الذي يعين رئيس السلطة القضائية، ورئيس الإذاعة والتليفزيون، ورئيس أركان القيادة المشتركة للجيش، والقائد العام لقوات حرس الثورة، كما يملك -فوق كل ذلك- عزل رئيس الجمهورية المنتخَب من قِبل الشعب. كما أن المجالس الأخرى من مجلس الخبراء إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام إلى مجلس صيانة الدستور تابعة له بشكل مباشر أو غير مباشر أو خاضعة لنفوذه.
50) يتكون مجمع مصلحة تشخيص النظام من 31 عضوًا يمثلون مختلف التيارات السياسية الإيرانية. ويُعيّن المرشد الأعلى للثورة أعضاء المجمع الدائمين والمتغيرين ما عدا رؤساء السلطات الثلاث فإنهم ينضمون إلى المجمع بشكل آلي بعد التعديل الجديد الخاص بقانون المجمع، (علمًا بأن الأخيرين خاضعون وفق الدستور أيضًا لإشراف المرشد، هذا إذا لم يخترهم هو بنفسه وعبر دعمه كما حصل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2005 و2009، وفي هذه الحال يصبح المجمع، الذي من المفترض أنه يشخّص مدى صلاحية المرشد لممارسه مهامه ويختار مرشدًا بقرار من مجلس الخبراء حال وفاة الأخير أو عدم قدرة على ممارسة مهامه، مجرد تابع للمرشد. ومدة المجمع 5 سنوات، ويلتحق بعض الأعضاء بشكل غير دائم إذا كانت المسائل المطروحة تتعلق بصلاحياتهم كبعض الوزراء، ومنذ 18 مارس/آذار 1997 يترأّس المجمع الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. أما مجلس صيانة الدستور وهو أعلي هيئة تشريعية في البلاد، فيتألّف من 12 عضوًا نصفهم يعينهم المرشد الأعلى مباشرة، والنصف الثاني يأتي عن طريق مجلس الشورى بتوصية من رئيس السلطة القضائية المعين أصلاً من قِبل المرشد!! ما يعني أن مجلس صيانة الدستور تابع أيضًا للمرشد. ويتألف مجلس الخبراء حاليًا من 86 عضوًا يتم انتخابهم عن طريق اقتراع شعبي مباشر لدورة واحدة مدتها ثماني سنوات، بحيث تُمثَّل كل محافظة بعضو واحد داخل هذا المجلس طالما كان عدد سكانها نصف مليون نسمة، وكلما زادت الكثافة عن ذلك، زاد معها تمثيلها بعدد الأعضاء، فهو يمتلك أخطر وظيفة على الإطلاق في النظام الإيراني حيث عهد إليه الدستور بمهمة تعيين وعزل قائد الثورة الإسلامية في إيران أو المرشد الأعلى إذا ثبت عجزه عن القيام بواجباته أو فقد مؤهلاً من مؤهلات اختياره وفق المادة 107 و111، لكن ترشيحات الفقهاء لهذا المجلس لا تُقبَل إلا بموافقة مجلس صيانة الدستور (الخاضع للمرشد كما سبق وشرحنا) ما يعني تبعية مجلس الخبراء أيضًا وشكلية صلاحياته في ظل وجود قائد الثورة والمرشد الأعلى.

51) تقديرات سي آي إيه وورد فاكت بوك، على الرابط التالي:
https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/ir.html

52) تقديرات مجلس شورى أهل السنة في إيران، ويرى أنها قد تكون أعلى من ذلك، انظر:
The Sunnah people and Sunnah areas in Iran: http://sonsofsunnah.com/2011/04/06/the-sunnah-people-and-sunnah-areas-in-iran/
53) المواد 115، 144، و163 على سبيل المثال لا الحصر. وللمزيد من التفاصيل عن التمييز بين المواطنين الإيرانيين، وحرمانهم من الحقوق العامة، راجع:
The Constitution of the Islamic Republic of Iran: Suppression and Discrimination, available at:
www.unpo.org/downloads/26.pdf
54) Ali Hüseyin Bekir, “Araplar?n Gözünden ?ran”,  Analist, Say? 8, 2011. English version available on Turkish Weekly, at:
www.turkishweekly.net/columnist/3544/iran-through-arab-eyes.html
55) Shahram Chubin, Iran's Power in Context, Op. Cit.
56) انظر نتائج الاستطلاع:
www.tesev.org.tr/Upload/Editor/Survey%20Presentation_Engl.pdf
57) Mahmoud Reza Golshanpazhooh, Iran’s Untapped Soft Power Potentials, Iran Review, 13 April 2010:
www.iranreview.org/content/Documents/Iran%E2%80%99s_Untapped_Soft_Power_Potentials.htm
58) Mohammad Reza Golshan Pajuh, The Necessity of Showing Iran’s Soft Power,  IR Diplomacy, 1 April 2012:
http://irdiplomacy.ir/en/page/1899518/The+Necessity+of+Showing+Iran%E2%80%99s+Soft+Power.html
59) Jahangir Amuzegar, Iran's Fourth Plan: A Partial Assessment Op. Cit.

عودة إلى الصفحة الرئيسية للملف

نبذة عن الكاتب