التأثيرات المحتملة لتنظيم الدولة على المجال الأوراسي: الأبعاد والتداعيات الإقليمية

تسلِّط هذه الورقة الضوء على احتمالات تأثير "تنظيم الدولة" الإسلامية في العراق والشام (داعش) على المنطقة الأوراسية وخاصة القوقاز وآسيا الوسطى، وما هي المناطق التي قد تصبح هدفاً لعمليات التنظيم وكذلك الظروف التي قد يتم فيها تنفيذ مثل هذه العمليات.
2014112384439902734_20.jpg
(الجزيرة)

الملخص
تسلِّط هذه الورقة الضوء على احتمالات تأثير "تنظيم الدولة" الإسلامية في العراق والشام (داعش) على المنطقة الأوراسية وخاصة القوقاز وآسيا الوسطى، وما هي المناطق التي قد تصبح هدفاً لعمليات التنظيم وكذلك الظروف التي قد يتم فيها تنفيذ مثل هذه العمليات.

على المستوى النظري, يعالج الباحث المخاطر التي تواجه منطقتي القوقاز وآسيا الوسطى من خلال رؤية تربط بينهما على صعيد نوعية التهديدات الأمنية بحكم التقارب الجغرافي بين المنطقتين. تم هنا اختيار "مجمع الأمن الإقليمي" كمفهوم نظري في حقل الدراسات الأمنية للتدليل على هذه الرؤية باستشراف العوامل التي ستدفع إلى المزيد من التشابك الأمني بين المنطقتين.

أصبحت العناصر المسلحة القادمة من دول القوقاز وآسيا الوسطى تلعب دورًا محوريًّا في سوريا والعراق بصعود مكانتها، والمراكز القيادية التي أصبحت تتقلدها داخل التنظيمات المسلحة وخاصة تنظيم "الدولة الإسلامية". ولذلك, أصبحت هناك تساؤلات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه العناصر بعد انتهاء الصراع أو انسحابها من الساحات القتالية والعودة إلى بلادها. تعتبر بلدان القوقاز وآسيا الوسطى بمواردها الغنية من أهم الدول التي يمر منها خطوط غاز ونفط إلى الصين, وروسيا, وتركيا, وأوروبا؛ ولذلك هناك مخاوف من استهداف هذه المصالح الحيوية.

أخيرًا, يتناول الباحث السياقات التي يمكن أن تستغلها دول إقليمية (خاصة إيران وروسيا) لتوظيف مخاطر صعود "تنظيم الدولة" في تعزيز أدوارها وعلاقاتها السياسية والأمنية في المجال الأوراسي.

المقدمة

يُعتقد أن تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، سيكون له تأثيرات عابرة للإقليم تتجاوز حواف الشرق الأوسط لتمتد إلى إقليمي القوقاز وآسيا الوسطى. منذ تسعينات القرن الماضي بدأت الحركات الراديكالية تنمو في بلدان الإقليمين نتيجة لعدد من العوامل الاجتماعية والسياسية المركَّبة، التي أسهم بنصيب معتبر منها قمع الحكومات للمجتمعات المسلمة ما بعد السوفيتية، والذي أنتج اغترابًا لدى شرائح ليست قليلة من السكان مع تنامي ظاهرة العولمة. أصبح تأثير الصعود الراديكالي ليس بعيدًا عن المجتمعات ما بعد السوفيتية بفضل إعادة تشكل علاقات المجموعات الجهادية، وبناء العلاقة مع تنظيم القاعدة و"الدولة الإسلامية"، وهو ما سيكون له انعكاس على طبيعة حضور وعمل هذه التنظيمات مستقبلاً.

إن السؤال الذي تستهدف هذه الورقة الإجابة عليه يتعلق بإمكانية تأثير تنظيم الدولة الإسلامية على إقليم القوقاز الذي يمتد من الحدود الشمالية لإيران حتى الحدود الجنوبية لروسيا وإقليم آسيا الوسطى المتاخم للقوقاز، والممتد من السواحل الشرقية لبحر قزوين حتى الحدود الشمالية الغربية للصين. كما تبحث مدى استفادة دول إقليمية وقارِّية، كإيران وروسيا من مثل ذلك التأثير المحتمل والقلق العام من الصعود الراديكالي بتعزيز علاقتها السياسية والأمنية بدول الإقليمين. لذلك، قد يوفر تأثير الدولة الإسلامية فعليًّا، أو تضخيم خطرها إعلاميًّا، فرصًا لأطراف إقليمية ترغب في توسيع نطاق نفوذها.

1- الأمن الإقليمي في الفضاء ما بعد السوفيتي

يعرِّف باري بوزان مجمع الأمن الإقليمي (Regional Security Complex) كالآتي: "مجموعة من الدول التي ترتبط مخاوفها الأمنية الرئيسية ببعضها البعض بصورة لا تجعل من إدراك تهديدات أمنها القومي بصورة منفصلة عن الأخرى أمرًا ممكنًا". كذلك هناك تعريف آخر مشابه لذات المفهوم: "مجموعة من الوحدات التي تصبح عمليات الأمننة (Securitization) ومسارات نزع/تفكيك الأمننة (De-Securitization) الخاصة بها متداخلة بحيث لا يمكن تحليل مشكلاتها الأمنية بصورة منفردة"(1). وتتكون مجامع الأمن الإقليمية من سلسلة من أنماط التنافس, والتوازنات، وسلسلة من التحالفات والعداءات بين القوى الفاعلة داخل الإقليم.

يتساءل باري بوزان وولاي وايايفر صاحبا مفهوم مجمع الأمن الإقليمي (RSC) في كتاب "أقاليم وقوى: بنية الأمن الدولي" (Regions and Powers: The Structure of International Security) الصادر في عام 2003: هل يجب التعامل مع آسيا الوسطى والقوقاز كإقليم واحد؟ يرى المؤلفان أن المنطقتين تشتركان في عائلة اللغات التركية واللغة الروسية بالإضافة إلى ميراث سوفيتي ممتد ولكنهما مع ذلك منفصلتان نسبيًّا. بينما يوحدهم بحر قزوين فيما يخص الموارد الهيدروكربونية والصيد, لا تتسم علاقاتهم بـ"الأمننة" الكافية. ووفقًا لبوزان, بعد تقسيم مناطق البحر وحل النزاع القائم سيكون هناك القليل ما يربط بين المنطقتين. بناء على ذلك، يرى بوزان أنهما يشكِّلان مجامع جزئية(Sub-complexes)  متمايزة عن بعضها(2).

يمكن إعادة مراجعة رؤية بوزان وولاي من خلال ملاحظة أربعة عوامل تجعل منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز في الوقت الحالي أكثر ارتباطًا مما مضى، وهو ما سيكون له تأثير كبير فيما يتعلق بحضور تنظيم "الدولة الإسلامية" في هذه المنطقة: 

  • الانسحاب الأميركي من أفغانستان: مع انسحاب واشنطن وقوات التحالف وتقليل تواجدهم تدريجيًّا في أفغانستان، تصبح دول آسيا الوسطى والقوقاز أكثر قلقًا من الفراغ الأمني المترتب والذي قد يتيح للقوى الراديكالية مساحة أكبر للحركة خاصة أن مجموعات راديكالية في باكستان قد أعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة. 
  • تحولات في شبكات الجهاد العالمي: تشهد العلاقات بين القوى مرحلة تحولات في علاقات القوى الجهادية ببعضها من خلال صعود تنظيم "الدولة الإسلامية" ومنافسته تنظيم القاعدة بتنازع ولاءات التنظيمات والفصائل, وهو ما سينعكس بدوره على المنطقتين. 
  • الممرات التجارية وخطوط الطاقة: صحيح أن الأهمية "الطاقوية" لمنطقة بحر قزوين تراجعت نسبيًّا مع صعود تكنولوجيا استخراج النفط والغاز الأحفوريين ولكن تظل المنطقة مهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي في خطط أمن الطاقة، مع تعرض الأمن "الطاقوي" للدول الشرقية والوسطى من الاتحاد لتهديدات روسية. والأهم, أن مبادرات طرق الحرير المختلفة باتت تدفع بالمنطقتين نحو الاندماج الإقليمي (Regional Integration) تدريجيًّا. ومع تقارب المنطقتين جيو-اقتصاديًا ستتسع مجالات التنافس والاعتماد الأمني. 
  • انعكاسات الأزمة الأوكرانية: مع تصاعد التوترات بين روسيا والغرب في أوكرانيا تصبح هناك احتمالات لتوسيع ساحة الصراع ونقله إلى جبهات أخرى وخاصة منطقتي بحر قزوين وجنوب القوقاز. في القمة الأخيرة للدول المطلة على بحر قزوين قادت كل من روسيا وإيران إعلانًا يقضي بعدم دخول قوات أجنبية إلى البحر (أي فعليًّا قوات حلف الناتو)؛ وهو الأمر الذي يشير إلى تصاعد أمننة البحر والمناطق المحيطة على خلفية توتر العلاقات بين روسيا والغرب.

2- الحالة الإسلاموية في الفضاء ما بعد السوفيتي

من الضروري عند تناول الدور السياسي للحركات الإسلاموية التي تنتمي إلى المجتمعات المسلمة ما بعد السوفيتية، محاولة تصنيف الحركات دون السقوط في إشكال التعميم الذي يقع فيه تيار عريض من الخطابات الأمنية الراصدة للحالة الإسلاموية في هذه المنطقة، والذي يترتب عليه سلسلة من الاستراتيجيات غير الدقيقة على مستوى صنع القرار. من الشائع في الخطاب الأمني الراصد لهذه الحركات في الإقليمين الدمج بين "الأسلمة" ((Islamicization و"التطرف" (Radicalization) والدمج بين "الإسلام السياسي" (Political Islam) وما يسمى بـ"الإسلام المتطرف" (Radical Islam). ويلاحَظ أن تيارًا عريضًا من الخطابات الأمنية يبدو فاقدًا للتمييز بين التنظيمات التي تركز في عملها على النشاط الدعوى وتلك التي تركز على السياسي(3).

صحيح أن المجتمعات المسلمة في الإقليمين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي شهدت اتجاهًا إلى الإسلام كإطار هوياتي وشهدت المزيد من الإقبال بشكل عام على أداء الشعائر الإسلامية, ولم يغب المكوِّن الإسلامي عن هذه المجتمعات حتى تحت سلطة الاتحاد السوفيتي ذاته مع فرضه ضوابط صارمة على دور الدين في المجال العام. وبحسب دراسات, بالرغم من أن حرية التعبير وممارسة الشعائر شهدت قمعًا من قبل الاتحاد السوفيتي في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي, سعت موسكو إلى تحييد الدين بدلاً من قمعه أو القضاء عليه تمامًا في الخمسينات عبر مأسسته بل وأتاحت السلطات نشاط بعض الجماعات الدعوية بحذر لاحقًا حتي شهد الوضع تحسنًا نسبيًّا في نهاية الثمانينات التي نشطت فيها روابط وجماعات دعوية بصورة أكبر(4).

نهدف هنا إلى ضرورة التمييز بين الاتجاهات الإسلاموية المختلفة بشكل خاص في القوقاز وآسيا الوسطى لأن توسع دور العناصر المسلحة القادمة من بلدان الإقليمين إلى الشرق الأوسط بات يولِّد نزوعًا أكثر إلى إطلاق تعميمات وعمليات سوء تمثيل في الخطابات الأمنية والإعلامية.

3- المكون القوقازي في الصراع شرق الأوسطي

تم توجيه الانتباه أكثر إلى خطر العناصر القوقازية المسلحة (والشيشانية بشكل خاص) -على الرغم من مشاركتها المبكرة في الصراع السوري- عندما نشر مقاتلون تابعون لتنظيم الدولة في العام الجاري مقطع فيديو مسجلاً يتوعد بضم الشيشان إلى الخلافة وتحرير منطقة القوقاز. جاء ذلك المقطع بعد استيلاء عناصر التنظيم على طائرة حربية روسية في سوريا. أثار مقطع الفيديو مخاوف من تنفيذ عمليات من قبل عناصر تنظيم الدولة في شمال القوقاز والعمق الروسي.

ومن بين صفوف الجهاديين الأجانب على الساحة السورية والعراقية, هناك تقديرات تشير إلى مشاركة تتراوح بين ألف إلى ما يزيد عن ثلاثة آلاف عنصر قوقازي في الفصائل والجماعات المقاتلة في سوريا والعراق (سواء التابعة لتنظيم الدولة أو جبهة النصرة). ينقسم الوجود القوقازي المسلح بين مقاتلين قادمين من الشيشان, وجورجيا, وداغستان, وأذربيجان. كذلك ينقسمون بين قادم من البلدان الأصلية وقادم من بلدان المهجر (أوروبا, جورجيا, تركيا). بحسب مراقبين, أتى الكثير من المقاتلين الشيشانيين المقيمين في أوروبا إلى الشرق الأوسط في 2012-2013، وسافر الكثير من الدارسين الشيشان للعلوم الشرعية من بلدان الشرق الأوسط لسوريا. كذلك سافر الكثير منهم في 2014 من غروزني إلى تركيا مباشرة، ويستخدم العديد منهم البوسنة وكوسوفو كمعابر للانتقال(5)

تتميز المجموعات الشيشانية بقدرة عالية على التنظيم الذاتي وهو ما يضيف المزيد من الخبرات إلى الجهاديين العرب المقاتلين إلى جانب تنظيم الدولة. كذلك تتميز العناصر الشيشانية بمهارات اكتسبتها خلال التسعينات في مجالات الحرب النفسية, والخداع البصري, والحرب الإلكترونية(6). بذلك يصبح العنصر الشيشاني عنصرًا مهمًّا في تنظيم "الدولة الإسلامية" على الرغم من قلته العددية مقارنة بالمكونات الإثنية الأخرى في التنظيم (المقصود هنا خبرة العنصر الشيشاني في ساحات القتال وليس انتماءه إلى الشيشان في حد ذاته).

التنظيمات الشيشانية
هناك أربعة تنظيمات رئيسية تنشط في سوريا والعراق تنقسم بين تنظيمات مستقلة وأخرى تنظيمات تتبع تنظيم الدولة وجبهة النصرة: 

  • جيش المهاجرين والأنصار (JMA): يعد هذا التنظيم من أبرز المجموعات المقاتلة في سوريا والمنضمة لتنظيم الدولة الإسلامية. نشأ التنظيم من مجموعة كتيبة المهاجرين التي ظهرت في سبتمبر/أيلول 2012 في حلب والتي كان يقودها أبو عمر الشيشاني (تارخان باتيراشفيلي). بعد اندماج المجموعة مع مجموعات شيشانية أخرى تحت اسم جيش المهاجرين والأنصار في مارس/آذار 2013 أصبح أبو عمر الشيشاني قائدًا للتنظيم. وبين أواخر عام 2013 وبدايات 2014 انضم أبو عمر الشيشاني إلى تنظيم الدولة(7). عُيِّن الشيشاني في سوريا قائدًا للمنطقة الشمالية في التنظيم ثم القائد العام لقوات التنظيم. وقالت مصادر كردية أنها قتلت الشيشاني في معارك قرب سد الموصل شمال غربي الموصل في السابع من آب/ أغسطس من هذا العام.
  • المجموعة الأولى المنشقة عن جيش المهاجرين والأنصار: أثار انضمام أبي عمر الشيشاني إلى تنظيم الدولة انشقاقًا في صفوف جيش المهاجرين والأنصار. واعتراضًا على بيعة أبي عمر, انفصل صلاح الدين الشيشاني في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 عن أبي عمر الشيشاني بمجموعته تحت نفس اسم الجيش ولكن يضاف إليه "إمارة القوقاز الإسلامية". يعود سبب انفصال صلاح الدين الشيشاني إلى ما رآه من تناقض بين بيعته لأبي بكر البغدادي وبيعته لـ"دوكو عمروف" قائد إمارة القوقاز الإسلامية. بدأت المجموعة المنشقة في التنسيق العسكري مع جبهة النصرة ولكن دون الدخول في معارك ضد تنظيم الدولة. وهناك تقارير متداولة تشير إلى حدوث انشقاق في صفوف الجيش لصالح مجموعة أبي عمر الشيشاني المنضمة لتنظيم الدولة(8).
  • المجموعة الثانية المنشقة عن جيش المهاجرين والأنصار: يقود الجماعة الثانية المنشقة سيف الدين الشيشاني الذي انضم إلى جبهة النصرة في أواخر عام 2013. جاء سيف الدين إلى سوريا في أواخر عام 2012 أو بدايات 2013، وانضم إلى مجموعة المهاجرين التي كان يقودها أبو عمر حتى أصبح الرجل الثاني في المجموعة. انشق سيف الدين عن أبي عمر بين شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2013. بايع سيف الدين جبهة النصرة في نوفمبر/تشرين الثاني من 2013(9).
  • تنظيم جند الشام: يعد تنظيم جند الشام من التنظيمات القليلة التي استطاعت الحفاظ على استقلالها بالرغم من تنسيقها مع جبهة النصرة وتنظيم "الدولة الإسلامية". ويقود التنظيم أبو وليد (المعروف بمسلم الشيشاني أو مسلم مارجوشفيلي) الذي عمل مع القائد السعودي ثامر السويلم (المعروف بخطاب) في الحرب الشيشانية الثانية. يعتبر هذا التنظيم من التنظيمات الشيشانية القوية التي تدير عملياتها في شمال سوريا(10).

العنصر الأذري
بالنسبة للجهاديين الأذريين فيشاركون بشكل ملحوظ في القتال إلى جانب تنظيم الدولة وإن لم يبلغ عددهم الآلاف على غرار الشيشانيين ليبقوا في حدود المئات (هناك مراقبون يشيرون إلى أن عددهم يصل إلى ثلاثمائة مقاتل أو أكثر). وكما فعل مع الشيشان, لم يستثنِ تنظيم "الدولة الإسلامية" أذربيجان من خطابه؛ فقد صرَّح عبد الوحيد خضير, المسؤول الأمني العام, بأن التنظيم سيصل إلى أذربيجان في المستقبل القريب وسيعاقب الحكومات الشيوعية في باكو, وتبليسي, وموسكو. كما أشار إلى أن حقول نفط باكو ستكون تحت سلطة تنظيم الدولة(11).

فضلاً عن العنصر الشيشاني والأذري, هناك تقارير تشير إلى مشاركة مقاتلين تتار من منطقتي الفولجا والقرم في الصراع السوري.

على الرغم من التواجد القوقازي في تنظيم الدولة, هناك عدد كبير من العناصر الجهادية القوقازية في الصف الموالي للنصرة وتنظيم القاعدة بشكل عام. يُشار إلى أن تنظيم الدولة بات يجذب المزيد من القوقازيين مؤخرًا على حساب النصرة. تبقى احتمالات المصالحة بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة (وتنظيم القاعدة ضمنيًّا) قائمة والتي يمكن حينئذ أن يبرز خطرها مع عودة العناصر القوقازية للتلاحم مجددًا في مجموعات موحدة أو فصائل متحالفة تنسق بينها بفاعلية أكثر.

4- حضور تنظيمات من آسيا الوسطى في الصراع الدائر

مثل نظرائهم القوقازيين (خاصة الشيشانيين), يتمتع المقاتلون القادمون من آسيا الوسطى إلى سوريا وخاصة الأوزبك بخبرات عملياتية من خلال اندماجهم في شبكات الجهاد العالمية، من خلال حضورهم في مواقع قتالية عديدة (أفغانستان وباكستان) فضلاً عن تنفيذهم العديد من العمليات على المستوى المحلي والإقليمي سابقًا. هناك تقارير تشير إلى عمليات تدريب للعديد من المقاتلين الأوزبك تجري حاليًا على الحدود الأفغانية-الباكستانية تمهيدًا لإرسالهم إلى سوريا والعراق(12).

يعد تنظيم "الحركة الإسلامية في أوزبكستان" أحد أبرز تلك التنظيمات وسط الآسيوية المشاركة في ساحة الصراع بالشام والعراق التي أعلنت مؤخرًا عن دعمها لتنظيم "الدولة الإسلامية". بدأت الحركة الإسلامية في أوزبكستان كجماعة دعوية في وادي فرغانة ولكن بعد استقلال طشقند وصعود حدة قمع الحركات الدينية أصبح للحركة أجندة سياسية. استطاعت الحركة تعزيز بنائها التنظيمي بعد الانتقال إلى طاجيكستان أثناء فترة الحرب الأهلية التي امتدت من عام 1992 إلى عام 1997 لتنتقل بعد انتهاء الحرب الأهلية إلى أفغانستان في عام 1998. خلال فترة بقائها في طاجيكستان كانت الحركة تستهدف إسقاط النظام الأوزبكي وإقامة دولة إسلامية ولكن بعد انتقالها إلى أفغانستان تراجع هدف إسقاط الدولة لصالح أجندة جهاد عالمية. بعد الغزو الأميركي لأفغانستان انتقلت الحركة إلى وزيرستان لتتوثق علاقاتها بطالبان باكستان(13).

هناك أيضًا كتيبة الإمام البخاري الأوزبكية التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" التي برز حضورها على الساحة السورية. يشير مراقبون إلى أن الكثير من الأوزبك المشاركين في الصراع الدائر أتوا من المهجر وخاصة روسيا, وقرغيزستان, وتركيا, والسعودية(14).

5- كيف يمكن أن يؤثر العائدون على الأمن الإقليمي؟

على أثر القلق من انتشار واختراق أفراد التنظيم لروسيا, شنَّت أجهزة الأمن الروسية حملة اعتقالات واسعة (وُصفت بأنها عنصرية وتعسفية) كان أبرزها في يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول الذي اعتقلت فيه 7000 فرد تقريبًا في موسكو وأغلقت في اليوم التالي 32 موقعًا إلكترونيًّا روسيًّا يروِّج لتنظيم الدولة(15). شرعت أذربيجان في حملة اعتقالات لأنصار وأعضاء التنظيم في الداخل أسفرت عن القبض على 26 أذريًّا في شهر سبتمبر/أيلول من العام الجاري. كذلك شددت دولاً في وسط آسيا مثل قرغيزستان وأوزبكستان من قبضتها الأمنية. ولكن بقدر ما تسعى سياسات مكافحة الإرهاب في هذه الدول إلى اقتلاع الخطر الراديكالي, تصبح هذه السياسات التي تتحول لممارسات تعسفية, سببًا في إعادة إنتاج الراديكالية في هذه المجتمعات مع الاتجاه إلى التضييق أكثر على الممارسات الدينية والتضييق على دور الدين في المجال العام.

من المرجَّح أن المقاتلين مع تنظيم "الدولة الإسلامية" سيكون لهم تأثير (وإن لم يكن خطرًا وشيكًا) على بلدانهم (بلدانهم الأصلية أو المهجر) عند العودة إليها سواء عبر الاشتراك في دعم تنظيمات راديكالية أو تأسيس تنظيمات جديدة أو حتى تجنيد مقاتلين جدد للتوجه إلى الشرق الأوسط. وهناك مخاوف من تعرض منشآت وممرات حيوية في القوقاز, وآسيا الوسطى, وروسيا لهجمات من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية". كذلك تظل النظم الحاكمة قلقة من محاولات محتملة لقلب نظام الحكم أو اغتيالات على نطاق واسع. وهناك احتمالية لتحقق تلك التهديدات على الأرض إلا أن هناك عائقيْن بالنسبة لعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية":

  • الأول: زيادة التنسيق الأمني بين دول الجوار وتأمين الحدود خاصة في شمال القوقاز (الشيشان وداغستان)؛ وهو ما يجعل اختراق الحدود والمعابر الحدودية صعبًا نسبيًّا.
  • الثاني: العلاقة الإشكالية بين المجموعات والفصائل التي توالي تنظيم القاعدة وتلك التي أصبحت توالي تنظيم "الدولة الإسلامية". أصبحت الولاءات مشتتة بين مجموعتين وهو ما سيترك أثرًا على طبيعية التنسيق بين المجموعات في هذه البلدان.

هناك سيناريو محتمل قد تجد فيه المجموعات التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" المناخ الملائم لتنفيذ عمليات في آسيا الوسطى, والقوقاز, والعمق الروسي, ألا وهو التدخل الروسي المباشر أو الضمني عبر دعم انقلابات أو حركات انفصالية. وفقًا لهذا السيناريو سيتمكن تنظيم الدولة من استغلال الفراغ الأمني لتنفيذ هجمات على نطاق واسع ضد أهداف حيوية (منشآت حكومية, دبلوماسية, مجمعات أمنية-عسكرية, والأهم أنابيب الطاقة). وهناك دولتان من الوارد أن يتحقق فيهما سيناريو مماثل في المستقبل على خلفية التدخل الروسي في شرق أوكرانيا:

كازاخستان
هناك مخاوف في الوقت الحالي من دعم روسي محتمل لمشروع انفصالي في كازاخستان تقوده الأقلية الإثنية الروسية في شمال البلاد على غرار أوكرانيا. في عام 1992, اقترح نائب رئيس الوزراء الروسي ميخائيل بولتورينين على الرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسن إقامة منطقة روسية مستقلة في شمال شرق كازاخستان تحت اسم "جمهورية إيرتش" لتجمع الروس الذين أرسلتهم موسكو إلى كازاخستان بعد عام 1917. لم يجد المقترح قبولاً لدي الرئيس الروسي آنذاك، ولكن بانتقال عدد كبير من الروس إلى روسيا بدأ التساؤل مؤخرًا عن الوضع الحقوقي للروس في أستانا(16). يعتمد مثل هذا السيناريو على الخط الذي ستسير عليه أستانا في التعاطي مع خطط روسيا الأوراسية ومستقبل توازنات موسكو-بكين-واشنطن، ولكن ليس من المرجح أن يتحقق هذا السيناريو على المدى القريب أو المتوسط وإن ظلت هناك احتمالات قائمة.

جورجيا
على عكس كازاخستان, تبدو جورجيا التي تم اجتياحها من قبل موسكو في عام 2008 أقرب إلى تدخل روسي مباشر أو غير مباشر. شهدت العلاقات بين موسكو وتبليسي في الفترة الأخيرة توترًا حيث أنهت روسيا مؤخرًا من جانبها اتفاقية التجارة الحرة على خلفية استمرار جورجيا في طموحاتها الأورو-آسيوية. هناك تقارير متداولة عن خطط روسيَّة لتقسيم جورجيا إلى قسمين وهناك ما يشير إلى رغبة روسيا في ابتلاع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. مثل كازاخستان, تعتمد خطط روسيا تجاه جورجيا على المسار الذي ستستمر فيه تبليسي بعد الأزمة الأوكرانية وتوازنات موسكو-واشنطن على الساحة الإقليمية الدولية.

تعد أنابيب الغاز والنفط -كما سبق وأن ذكرنا- هي الأكثر عرضة لهجمات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في القوقاز وآسيا الوسطى. إصابة هذه الخطوط سيؤثر بدرجة ما على الأمن الطاقوي للمستوردين. بصورة رئيسية هناك ثلاثة لاعبين قد يتأثرون بهجمات مماثلة: الصين, وروسيا, وتركيا. يمكن حصر أهم خطوط الأنابيب كالآتي: 

  • خطوط نفط وغاز (BTE) و(BTC): يسير خط غاز جنوب القوقاز من باكو مرورًا بتبليسي حتي أرضروم التركية وبالتوازي معه يسير خط نفط ينتهي في ميناء جيهان التركي. يلعب خط الغاز دورًا معتبرًا في الوفاء بجزء كبير من الطلب التركي على الغاز الطبيعي، وهو أول خط غاز أذري يتفادى روسيا. وكذلك خط نفط (BTC) صاحب الأهمية المماثلة في نقل النفط الأذري إلى الأسواق العالمية عبر مسار يتفادى روسيا. تكمن نقاط ضعف الخطين في مرورهما على ثلاث دول (ليس خطًّا مباشرًا) مما يجعلهما عرضة أكثر لعمليات تخريب. في أذربيجان تنشط جماعات راديكالية من المحتمل أن تشنَّ هجمات على الخطوط، وفي جورجيا قد تصبح الخطوط عرضة لهجمات في حال نشوب حرب أهلية بدعم من روسيا(17).
  • خط غاز آسيا الوسطى-الصين: يعد هذا الخط -الذي يتكون من ثلاثة أنابيب- من أهم الخطوط التي تغذي غرب الصين بالغاز الطبيعي. يبدأ الخط من تركمانستان مرورًا بأوزبكستان وكازاخستان حتى غرب الصين. للخط أيضًا ذات نقطة الضعف وهو عبوره من خلال مساحات جغرافية واسعة تجعله عرضة أكثر لهجمات تخريبية.
  • خط نفط باكو-نوفوروسيسك ((Baku–Novorossiysk: يبدأ هذا الخط من العاصمة الأذربيجانية باكو ويمر بداغستان والعاصمة الشيشانية غروزني حتى ميناء نوفوروسيسك الروسي المُطل على البحر الأسود. ينقل الخط أيضًا النفط الكازاخستاني والتركماني من بحر قزوين عبر ميناء محج قلعة الداغستاني الذي تُنقل له شحنات النفط عبر ناقلات بحرية. قد تصبح شبكات الخطوط هذه عرضة لهجمات من مجموعات قوقازية تابعة لتنظيم الدولة.

6- كيف تستغل قوى إقليمية خطر صعود تنظيم الدولة؟

على المستوى الإقليمي في المحيط الأوراسي, هناك دول إقليمية ترى في صعود خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" في الشرق الأوسط واحتمالات انعكاسه على القوقاز وآسيا الوسطى فرصة لتعزيز علاقاتها السياسية والأمنية في إطار مشروعاتها الاستراتيجية. تبرز في هذا السياق دولتان بشكل خاص، هما: إيران و روسيا. 

إيران
بعد اتفاق جنيف النووي بين إيران والقوى الغربية في العام الماضي وجولات المفاوضات التي تلتها بدأت طهران تتطلع إلى لعب دور أكبر في محيطها الأوراسي من خلال منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)؛ حيث شهد الخطاب الإيراني فيها تحولاً من عهد الرئيس أحمدي نجاد إلى عهد الرئيس حسن روحاني وبدأت طهران تقدم فيه نفسها كشريك وفاعل أمني في الإقليم وكممر اقتصادي لا يمكن تجاوزه.

مع صعود خطر تنظيم الدولة في المجال الأوراسي واتساع اختلافات أنقرة مع حلفائها من الناتو, ساعدت هذه التطورات طهران في تقديم نفسها كشريك إقليمي بدلاً من تركيا التي تتمتع بعلاقات ممتدة مع دول آسيا الوسطى والقوقاز بفضل الرابطة القومية. في مقابل ما كان يتم تصويره إعلاميًّا من عدم رغبة تركيا في التدخل لإنقاذ أكراد عين العرب من زحف تنظيم الدولة, تصوِّر إيران نفسها كشريك للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق إلى دول آسيا الوسطى والقوقاز. إذًا كمنافس لأنقرة, تحاول إيران توظيف الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط لصالحها بمنافسة تركيا في جوارها الشرقي.

منذ بداية التقارب الإيراني-الغربي تحاول طهران تحسين علاقاتها بباكو وزيادة التنسيق الأمني معها. في هذا السياق, تحاول موسكو مؤخرًا مغازلة باكو لدمجها في مشروعاتها الاقتصادية الأوراسية. بذلك قد يكون هناك اتجاه لجذب أذربيجان إلى محور إيراني-روسي بعيدًا عن تركيا في ظل ضغوط أميركية وأوروبية على باكو فيما يخص ملف حقوق الإنسان.

على غرار أذربيجان, شهدت العلاقات بين إيران وتركمانستان مؤخرًا تطورًا كبيرًا حيث التقى وزيرا دفاع البلدين في 16 سبتمبر/أيلول من العام الجاري, وتكتسب أهميتها لكون آخر لقاء بين وزيري دفاع البلدين جرى في عام 1991. كذلك, شهدت العلاقات بين إيران وطاجيكستان, وكازاخستان، وأوزبكستان تطورًا كبيرًا في الفترة الأخيرة. بذلك سيسهم خطر صعود الدولة الإسلامية في تعزيز موقع إيران في المجال الأوراسي كشريك أمني.

روسيا
هناك عدد من العوامل الإقليمية والدولية التي تجعل موسكو ترغب في إعادة التشابك مع محيطها الأوراسي، وهذه العوامل هي: 1- مكافحة النفوذ الأمني والعسكري للغرب في آسيا الوسطى والقوقاز وخاصة بعد الأزمة الأوكرانية. 2- تفعيل حضورها في ظل صعود الدور الصيني في الفضاء ما بعد السوفيتي ولكن باستراتيجيات تختلف مع تلك المستخدمة مع القوى الغربية.

في إطار مشروع الرئيس بوتين لتشكيل ما يُسمَّى بـ"العالم الروسي" (Russkiy mir) تحاول موسكو جذب الدول ما بعد السوفيتية إلى مدارها عبر مجموعة من المؤسسات الأمنية والاقتصادية كمنظمة شنغهاي للتعاون (SCO), ومنظمة اتفاقية الأمن الجمعي (CSTO), والاتحاد الجمركي الأوراسي (ECU), وأقدمهم اتحاد الدول المستقلة (CIS).

مع صعود خطر تنظيم الدولة يحاول الكرملين استغلال مخاوف الدول ما بعد السوفيتية الضعيفة تجاه الصعود الراديكالي لدفعها تجاه تفعيل تعاونها في إطار المبادرات الأمنية المشتركة لتوسع من خلالها انتشار قوتها على الأرض لحماية الحدود والمنشآت الحيوية (خاصة خطوط النفط والغاز). في المقابل لدى دول الإقليمين مخاوف من تكرار السيناريوهات الجورجية والأوكرانية بحيث ينتهي الحال بابتلاع أجزاء من هذه الدول من قِبل روسيا.

كما سبق وذكرنا, يبدو أن هناك "محورًا" في طريقه للتشكل في جنوب القوقاز بين روسيا وإيران من خلال توافق على المستوى الجيو-اقتصادي، وكذلك على المستوى الأمني والاستراتيجي في مكافحة نفوذ الناتو في منطقة بحر قزوين.

7- النتيجة

لا تقتصر مسألة امتداد الخطر الراديكالي لـ(داعش) إلى القوقاز وآسيا الوسطى على الأخطار الأمنية ولكنها تمتد إلى ما يمكن أن تسهم فيه من توسع أو انكماش لدول إقليمية في جوارها الجغرافي.

كذلك سيسهم صعود خطر تنظيم الدولة الإسلامية في التضييق أكثر على الممارسة الدينية في المجال العام؛ وهو ما يعني أن أدوات علاج واستئصال الإرهاب التقليدية قد تعيد إنتاجه في مجتمعات هذه الدول ما لم يتم صياغة استراتيجية شاملة تتضمن إصلاحات سياسية نحو الدمقرطة والمزيد من الحريات وإصلاحات اقتصادية وتنموية تؤدي إلى المزيد من الشفافية والعدالة الاجتماعية. على المستوى الإقليمي والدولي تحتاج دول آسيا الوسطى والقوقاز إلى المزيد من التعاون الأمني والاستخباري لمراقبة تحركات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على نطاق أوسع.
______________________________
تامر بدوي: باحث متخصص في شؤون آسيا الوسطى والعلاقات الدولية

المصادر والهوامش
1- Barry Buzan and Ole Waever, Regions and Powers: The Structure of International Security, (Cambridge University Press, 2003), p. 44
2- Buzan and Waever, "Regions and Powers", p.419
3- John Heathershaw and David W. Montgomery, "The Myth of Post-Soviet Muslim Radicalization in the Central Asian Republics", (Chatham House, November 2014), p.6 .. إضغط هنا.
4- Heathershaw and Montgomery, p.4
5- Mairbek Vatchagaev, Recruits From Chechnya and Central Asia Bolster Ranks of Islamic State, Jamestown Foundation,  September 4, 2014
http://www.jamestown.org/programs/nc/single/?tx_ttnews%5Btt_news%5D=42786&tx_ttnews%5BbackPid%5D=759&no_cache=1
6- Theodore Karasik, The Chechen factor in the Islamic State: The immediate threat to the Russian Federation, Azeri Daily, September 21, 2014
http://azeridaily.com/analytics/1091
7- Guido Steinberg, A Chechen al-Qaeda?, (SWP, June 2014), p.4
http://www.swp-berlin.org/fileadmin/contents/products/comments/2014C31_sbg.pdf

8-  Steinberg, p.4

9-  Steinberg, p.5

10- Steinberg, p.5

11- Theodore Karasik, The impact of ISIL on Azerbaijan, Azeri Daily, November 1, 2014
http://azeridaily.com/analytics/2066

12-   "حركة أوزبكستان الإسلامية" تنضمُّ إلى داعش, العربي الجديد, 10 أكتوبر/تشرين الأول 2014
http://www.alaraby.co.uk/politics/bf286e98-ac70-45c2-af75-d359d3e53d06
13-  Bayram Balci, From Fergana Valley to Syria—the Transformation of Central Asian Radical Islam, Eurasia Outlook (Carnegie Moscow Center), July 25, 2014
http://carnegie.ru/eurasiaoutlook/?fa=56252
14-  Ibid
15-  Mairbek Vatchagaev, Moscow Suddenly Shows Concern About the Growing Influence in Russia of Islamic State, Jamestown Foundation, October 21, 2014
http://www.jamestown.org/single/?tx_ttnews%5Btt_news%5D=43028&no_cache=1#.VGasYvmUe6I
16- Paul Goble, How Moscow Is Playing the Russian Autonomy Card in Kazakhstan, Jamestown Foundation, October 21, 2014
http://www.jamestown.org/regions/centralasia/single/?tx_ttnews%5Btt_news%5D=42976&tx_ttnews%5BbackPid%5D=53&cHash=032a65d881b31975ea01d278b06c5004#.VGZAUvmUe6I
17-   للمزيد من المعلومات عن دور الطاقة في جنوب القوقاز يمكن العودة لتقريرٍ للباحث تامر بدوي, التوتر الإيراني-الأذري: الطاقة تعيد رسم الخارطة الجيوسياسية, مركز الجزيرة للدراسات, 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، على الرابط:
http://studies.aljazeera.net/reports/2013/11/201311196273252194.htm

عودة للصفحة الرئيسية للملف

نبذة عن الكاتب