الأزمة الأويغورية في الصين وعوامل تأجيج النزاع

ينحو الوضع في إقليم شينجيانغ نحو الأسوأ بسبب التداعيات الاجتماعية للنمو السريع في الصين، والتوزيع غير العادل للثروة والاستثمارات، وبسبب الإجراءات الأمنية الصارمة في مواجهة تنامي الهوية الإسلامية للإويغور، والحل يرتبط بتحسين الوضع المعيشي لسكان الإقليم واستيعاب هويتهم المسلمة.
20142209034127734_20.jpg
المصدر (الجزيرة)
ملخص
جذبت الاضطرابات الأخيرة في شينجيانغ(**) اهتمامًا كبيرًا في المجتمع الدولي، وتشير تطورات القضية إلى أن العنف في ازدياد والوضع ينحو للأسوأ. ويقدم هذا التقرير شرحًا متعدد الأوجه ويقترح عدة عوامل مترابطة، منها أن اضطرابات شينجيانغ الأخيرة تعكس تصاعد المشاكل الاجتماعية بكافة أنواعها في مجتمع سريع النمو والتغير، وكذلك بسبب وجود تعارض في المصالح على طول خط الانقسام العرقي في هذه المنطقة، إضافة إلى عدم المساواة الإقليم حيث تتركز معظم الاستثمارات في شمال شينجيانغ ويحرم منها الجنوب الذي يشكّل المسلمون أغلبيته. وعلى المدى القصير فإن أسباب الاضطرابات ترتبط بالإجراءات الأمنية القوية التي تعتمدها السلطات في مواجهة ارتفاع منسوب النشاط الإسلامي، أما الحل فيعتمد على مدى تحسين بكين لمستوى معيشة الأويغور وأن تجد طريقة لاستيعاب تنامي صعود الهوية الإسلامية.

يشهد شينجيانغ، إقليم الأويغور في الصين، منذ عام 2009 تناميًا في عدد حوادث العنف والمواجهات الأمنية، وازداد الوضع سوءًا بشكل متسارع في الآونة الأخيرة؛ وفقًا لإحصاءات وزارة الأمن العام هناك، تحدث أكثر من 100 حالة من حوادث العنف كل عام، وتحديدًا في عام 2012(1) ارتفع عدد حوادث العنف إلى ما يقرب من 200 حالة، ويتوقع المراقبون عددًا أكبر في عام 2013(2) على الرغم من أنه لم يتم نشر الإحصاءات الرسمية حتى الآن.

هناك تعطش في جميع أنحاء العالم للوقوف على أخبار شينجيانغ، لأنه لا يتوفر إلا القليل جدًا من المعلومات عما يجري هناك بسبب التشديد والرقابة الصارمة على وسائل الإعلام، ولم يتم رسميًا الإبلاغ إلا عن عدد قليل من الحالات فقط وبدون تفاصيل كافية. لا أحد يعلم ما هي المعايير التي تطبقها السلطات الصينية للسماح لوسائل الإعلام بالتغطية، ولكن الحقيقة اللافتة للنظر هي أن معظم التغطية لأحداث شينجيانغ قد ظهرت في وسائل الإعلام المحلية في عام 2013 كما يبين الجدول1. وتنطوي هذه الحالات على "هجمات عنيفة" أو هجوم بالقنابل أو محاولة اختطاف أو أزمة رهائن. وقد استهدفت معظم الهجمات رجال الشرطة وحراس الأمن أو المسؤولين المحليين، ولكن يمكن لأي شخص في الشارع أيضًا أن يكون هدفًا لها. وفي حين تشير هذه الحوادث إلى وجود أنماط متكررة، مثل أن يكون المشتبه بهم في الغالب من عرقية الأويغور والضحايا معظمهم من رجال القانون أثناء قيامهم بواجبهم، إلا أنها لا تبدو وكأنها نُظّمت من قبل مجموعة مسلحة معينة بل مجموعات متعددة مستقلة. وتشير كل الأدلة إلى أن الاضطرابات السياسية الأخيرة في شينجيانغ قد تفاقمت بالفعل، على الرغم من تشديد بكين لتدابير فرض الاستقرار.

العوامل ذات الصلة بالهجمات الأخيرة

تشدد رواية بكين الرسمية على أن حوادث العنف الأخيرة في شينجيانغ هي هجمات "إرهابية" وأن سبب الاضطرابات هو "مؤامرة انفصالية" في الإقليم تسعى إلى استقلاله.(3) بالمقابل، يتعاطف العديد من وسائل الإعلام الأجنبية والمراقبون مع احتجاجات الأويغور ضد حكم بكين "التعسفي".(4) وللأسف، فإن كلتا وجهتي النظر مفرطتان في التبسيط. وسوف نبحث في العوامل المترابطة الخمسة التالية لأجل فهم شامل للاضطرابات ودوافعها.

أولها: هو أن الصين مجتمع متغير بسبب عملية التحديث السريعة التي تتعرض لها البلاد؛ حيث أدى النمو الهائل للمشاكل الاجتماعية إلى مخاطر أمنية على نطاق واسع، فارتفع مؤخرًا مؤشر عدد الهجمات والأنشطة العنيفة المتصلة بها إلى حد كبير، وذلك في تجسيد لهذا الاتجاه العام. مع ضرورة الإشارة إلى أن مثل هذه الحالات توجد في المحافظات الأخرى.

أما العامل الثاني، عمومًا، فهو أن عدد وحجم الحوادث العنيفة الأخيرة في شينجيانغ هو الأعلى بين كل الأقاليم. ويرتبط مدى فداحة هجمات شينجيانغ بالاضطرابات الاجتماعية الدرامية التي تسببت بها استراتيجية بكين التي تتبنى النمط الغربي في سياسات التنمية، والتي ينتج عنها تظلم اجتماعي واسع ضد الحكومة.

ويكمن العامل الثالث تحديدًا في الوضع الاجتماعي والاقتصادي الرديء في مناطق الأويغور وتحديدًا جنوب شينجيانغ؛ فقد تولد عنه حالة شديدة من السخط الاجتماعي بسبب عدم المساواة في الإقليم، والمفارقة أن مشاعر السخط والإحساس بالحرمان لا تعزز الهوية العرقية للأويغور فقط، ولكن تغذي أيضًا مشاعر العداء ضد عرق الهان.

أما العامل الرابع، فهو ازدهار المدارس الإسلامية التي تعمل تحت الأرض في السنوات الأخيرة، حيث لم يعد بيد الدولة أن تتحكم بفعالية بالمجموعات الدينية من حيث شبكاتها التنظيمية والتعليم الديني الذي تمارسه، والذي "يتحدى" نظام الحزب الواحد في الصين. لقد أصبح بإمكان العديد من الجماعات الدينية حشد القوى لإجراءات جماعية خارجة عن سيطرة الدولة. وفي الآونة الأخيرة واجهت التدابير الأمنية المتشددة التي اتخذتها بكين مقاومة شديدة في المنطقة ذات الأغلبية الأويغورية. ويثير تنامي النشاط الإسلامي العديد من حوادث العنف عندما تفرض رقابة اجتماعية الصارمة.

تغيير المجتمع في إطار عملية تحديث متسارعة  

منذ قام دنغ شياو بينغ بإصلاحاته وطبّق سياسة الانفتاح في عام 1978، شهدت الصين عملية تحديث سريعة، واستطاعت على مدى عقدين امتدا حتى عام 2011 المحافظة على معدل نمو اقتصادي مكون من رقمين. ويرتبط التحديث في الصين أيضًا مع زيادة سريعة في النمو الحضري. وكما يبين الشكل1، تضاعف مستوى نمو المدن في الصين من 25.8? في عام 1989 إلى 51.8% عام 2012. ويشهد شينجيانغ في السنوات الأخيرة نزعة مماثلة في النمو الاقتصادي القوي والتطور الحضري السريع. وهذا يدل على أن المجتمع الصيني وكذلك شينجيانغ قد شهدا تغيرات هائلة نجم عنها العديد من المشاكل الاجتماعية.

وفقًا للمكتب الوطني للإحصاءات في الصين (الشكل2)، تضاعف عدد القضايا الجنائية في الصين أربع مرات من 1.62 مليون حالة في 1995 إلى 6.55 مليون حالة عام 2012؛ مما يشير إلى ازدياد المشاكل الاجتماعية بجميع أنواعها. ومع ذلك فإننا إذا أخذنا في الاعتبار القضايا الجنائية الخطيرة (مثل القتل والأذى الجنائي والسرقة والاغتصاب والخطف)، فإن هذا الاتجاه التصاعدي نجده أقل حضورًا، ما يثير الشك في صحة الافتراض بأن نمو المشكلات الاجتماعية يجلب مخاطر أمنية كبيرة كما هو الوضع في شينجيانغ. وللأسف، لم تنشر الصين بيانات حول معدلات الجريمة على مستوى المحافظات، وبالتالي فإنه من الصعب تقييم ما إذا كان شينجيانغ يظهر نمطًا مماثلاً لما يرد في الإحصاءات على الصعيد الوطني. ومع ذلك فإن الإحصاءات المحلية (الجدول2) تشير إلى أن معدل جرائم القتل في شينجيانغ بين عامي 2000 و2009 كان أعلى من المحافظات الأخرى في الصين،(5) ولم يتقدمها في ذلك إلا ثلاث محافظات شمالية شرقية وإقليم غوانغدونغ. ويدعم هذا الدليل إلى حد ما التفسير الذي يربط بين الاضطرابات الأخيرة في شينجيانغ وتنامي المشاكل الاجتماعية في مجتمع متغير ضمن عملية التحديث السريعة في الصين.

التنمية على النمط الغربي في الصين

ترك النمط الغربي الذي اعتمدته الصين في التنمية آثارًا سلبية وساهم في نمو العنف في شينجيانغ. لقد أدت الاستثمارات الضخمة التي نفذتها بكين في شينجيانغ إلى زيادة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي في الإقليم، ومع ذلك لا يتمتع إلا عدد قليل من الناس بالازدهار الاقتصادي؛ حيث عانت الأغلبية من الآثار الناجمة عن التصنيع والتنمية. فعلى سبيل المثال، لا يساهم نمو القطاعات الصناعية والخدمية كثيرًا في الحد من مشكلة البطالة، في حين تسبب التلوث في تدهور بيئي خطير أضر بنوعية المياه والتربة والهواء، بما يهدد الإنتاج الزراعي. وكذلك أدى النمو الاقتصادي السريع إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية؛ ما تسبب بدوره في تناقص أرباح المزارعين. وقد تمت إعادة توزيع عائد اقتصادي ضئيل جدًا، والمتحصل على سبيل المثال من الضرائب أو التعويضات، بين الناس لتحسين معيشتهم. أما تطوير البنية التحتية فإنه يسهّل دخول الشركات الكبيرة في الأسواق لتعاني الشركات المحلية من الإفلاس ومن ثم الخروج من السوق.(6) ويؤدي جميع هذه المشاكل في نهاية المطاف إلى تدهور مستوى معيشة الناس بالرغم من الطفرات الاقتصادية الخادعة، ويتنامى من جرّائها السخط الشعبي والتظلم الاجتماعي وبشكل سريع.

 يبلغ عدد  السكان الأويغور في الصين أكثر من 10 ملايين نسمة، ويعيش 80? منهم في جنوب شينجيانغ. ومعظم الأويغور من الفلاحين ومستوى التعليم بينهم متدن للغاية، وبالتالي فإن فرص العمل المتوفرة لهم قليلة جدًا.(7) وبينما يأتي العديد من الشركات الكبرى إلى شينجيانغ بهدف الاستثمار، نجد أن معظم موظفيها ينتمون إلى محافظات أخرى، ولا يتوفر للسكان المحليين إلا عدد محدود جدًا من الوظائف غير الفنية.(8) وتؤدي الاضطرابات الاجتماعية المرتبطة بمصادرة الأراضي ونقص العمالة في الريف والفساد في الحكومة المحلية، والشعور بالإحباط بسبب الاستبعاد الاجتماعي والتحيز العنصري، وسوء الفهم الثقافي إلى تعزيز النظرة السلبية بين كافة الأويغور حيال التنمية التي تعتمد النمط الغربي في الصين. وتحول هذا الغضب المتراكم إلى تظلمات اجتماعية هائلة ضد الحكومة، وأصبحت هذه المشاعر الدافع الذي يفسر العديد من الهجمات الأخيرة.

عدم المساواة بين الأقاليم

يأتي إقليم شينجيانغ في المرتبة 18 من حيث حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي عام 2012؛ وذلك من بين 31 وحدة إدارية في الصين، كما يتضح من الجدول3. وتبلغ هذه الحصة أقل من المعدل الوطني بفارق حوالي 700 دولار أميركي. ومقارنة مع البلديات الأربع: (بكين وتيانجين وشانغهاي وتشونغتشينغ) والمحافظات الساحلية في الجنوب الشرقي (جيانغسو وتشجيانغ وغوانغدونغ وفوجيان)، فإن مستوى التنمية الاقتصادية في شينجيانغ يبدو متخلفًا. ومع ذلك، لم يكن أداء شينجيانغ الأسوأ، فهناك 13 وحدة إدارية تقبع خلفها، رغم أن بعض هذه المحافظات يتمتع ببيئة طبيعية أفضل لكنها لم تتفوق على شينجيانغ. ولو قيّمنا مشكلة عدم المساواة الإقليمية بناء على الإحصاءات، نجد أن الحالة الاجتماعية والاقتصادية في شينجيانغ أقرب ما تكون إلى مجموعة المحافظات متوسطة الحال وليس الأقل شأنًا. ولكن دراسة إحصاءات الناتج المحلي الإجمالي لأكثر من 20 وحدة إدارية داخل شينجيانغ تدل على وجود مستوى مرتفع من التباين فيما بينها. فمن ناحية، نجد أن مناطق الأويغور الداخلية، مثل: هوتان وكيزيلسو قيرغيز وكاشغر تعاني فعلاً من التخلف المدقع والوضع الاقتصادي المزري لدرجة أن معدل الفقر فيها هو الأسوأ، ومعدل دخل الفرد يقل عن إقليم غويتشو بحوالي 1000 إلى 2000 دولار. ومن ناحية أخرى، نجد أن أغنى محافظة فيها، وهي كاراماي، تتمتع بمستوى أعلى من حصة الفرد في الناتج المحلي الإجمالي قياسًا بنظيره في إقليم تيانجين الأكثر تطورًا؛ حيث يصل إلى 6639 دولارًا أميركيًا.

في الواقع، إن عدم المساواة الإقليمية بين شمال وجنوب شينجيانغ واضح بشدة؛ فالمنطقة الشمالية تحتل ثلث المساحة فقط ويبلغ عدد سكانها 54? من إجمالي سكان الإقليم، ولكن حصتها في الاستثمار في الأصول الثابتة تبلغ 74.8?، ومن الناتج المحلي الإجمالي 76?، ويشكّل الإنتاج الصناعي فيها 78.8?.(9) وتقبع وراء كل هذه الأرقام حقيقة مذهلة، وهي أن معظم سكان الشمال هم من أغلبية الهان الذين يتمتعون بظروف معيشية أفضل بكثير من معظم نظرائهم الأويغور في جنوب شينجيانغ؛ وهذا يفسر لماذا تركزت معظم الهجمات الأخيرة في جنوب شينجيانغ، وخاصة كاشغر وهوتان.

ازدهار المدارس الإسلامية التي تعمل تحت الأرض

قبل وصول الشيوعيين إلى السلطة في عام 1949، كان هناك أكثر من 20 ألف مسجد في شينجيانغ. انخفض هذا العدد إلى أقل من 500 خلال الثورة الثقافية، كما يبين الشكل3، وكانت هناك موجتان من المد الديني: في الثمانينات، وبعد عام 2006؛ وهو ما يعكس الزيادة السريعة في المساجد.(10) ولا تزال الموجة الثانية مستمرة، وتشير الإحصاءات إلى وتيرة عالية شهدت بناء أكثر من 10 آلاف مسجد في غضون 5 سنوات. هذه الحقيقة تؤكد بشكل واضح ارتفاع موجة المد الديني بين السكان الأويغور في شينجيانغ، والتي جلبت ظاهرة ملحوظة أخرى، وهي ازدهار المدارس الإسلامية التي تعمل في الخفاء.(11) تقوم الدولة الصينية وإدارة الشؤون الدينية بتنظيم جميع الأنشطة الدينية في الصين، بما في ذلك إنشاء الأماكن الرسمية للعبادة الرسمية (المسجد، الكنيسة، المعبد،... إلخ)، وتدريب رجال الدين وإدارة الأنشطة الدينية، مثل: تسجيل العضوية وتنظيم الشعائر وإصدار شهادات الوعاظ. ومع ذلك، فإن الصحوة الدينية الأخيرة بين السكان الأويغور تتنامى من خلال قنوات غير رسمية لتجنب سيطرة الدولة. وهذه المنظمات الدينية غير الرسمية قادرة بشكل كبير على جذب الأتباع وحشد القوى من خلال الوعظ الديني "المحظور". وتشير سجلات الحوادث العنيفة الأخيرة إلى أن العديد من الهجمات مرتبطة بهذه المنظمات والشبكات العاملة تحت الأرض، وأنها الآن أصبحت هدفًا رئيسيًا لإجراءات صارمة من قبل السلطة.

تنامي النشاط الإسلامي

أدى المناخ الديني السائد إلى عاقبتين سياسيتين مهمتين، الأولى: هي تبني بكين لتدابير أمنية واسعة النطاق "للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي واستجابة للخطر الأمني المحتمل". ويُنظر إلى العديد من هذه الإجراءات على أنها قمعية جدًا ولا تنطوي على احترام للسكان المسلمين؛ فعلى سبيل المثال، حُظرت النشاطات الدينية العادية، ومُنع النقاب (تغطية الوجه)، وأُجبر الناس على الانضمام إلى الحزب الشيوعي، مع شيوع سوء استخدام السلطة.(12) أما الثانية: فهي أن الإجراءات الأمنية الصارمة أثارت ردة فعل قوية وأدت إلى ارتفاع النشاط الإسلامي ضد حكم بكين. وتبرز حوادث العنف العفوية رد الفعل العنيف ضد نظام إدارة الشبكة الحضرية، والذي يحتشد من خلاله رجال الشرطة والعاملون المجتمعيون، إلى جانب  مسؤولين محليين، كفريق واحد لتنفيذ الرقابة الصارمة ومنع أية أنشطة باعتبارها "معادية للحكومة". وقد اندلع العديد من الهجمات الأخيرة بسبب المداهمات التي يقوم بها عاملون مجتمعيون أو مسؤولون محليون أو الشرطة بناء على بلاغات عن تجمع ديني غير قانوني أو حيازة أسلحة. وقد أصبحت المواجهات من هذا النوع في الآونة الأخيرة أكثر تكرارًا بسبب ردود الفعل الانتقامية التي تحدث أيضًا بعد تدخل الشرطة المنظمة التي تعمل تحت الأرض وبوسائل عسكرية. وتُعد المقاومة الأويغورية الشرسة للإجراءات الأمنية المشددة من قِبل بكين السبب المحوري الذي يفسر تزايد الهجمات في شينجيانغ مؤخرًا.

خلاصة

الاضطرابات الأخيرة في شينجيانغ ظاهرة معقدة تنطوي على عوامل متعددة الأوجه، ولابد من إيلائها اهتمامًا فائقًا لفهمها بشكل واسع، لاسيما أن أية تفسيرات ذات بُعد واحد يمكن أن تؤدي إلى استنتاجات متحيزة تهمل العوامل الأخرى ذات الصلة. وتكمن الأسباب بعيدة المدى لاضطرابات شينجيانغ الأخيرة في تصاعد المشاكل الاجتماعية بكافة أنواعها في مجتمع سريع التغير مع تعارض في المصالح على طول خط الانقسام العرقي، في حين ترتبط الأسباب على المدى القصير بارتفاع النشاط الإسلامي الذي يصطدم مع الإجراءات الأمنية القوية للصين. ويعتمد حل النزاع على مدى تحسين بكين لمستوى معيشة الأويغور وأن تجد طريقة تمكّنها من استيعاب تنامي هويتهم الإسلامية.

الجدول1

ملخص الحوادث العنيفة فى شينجيانغ للفترة 2008-2013  
 حادثة العنف الزمان والمكان   الوصف
 حادثة ساشه (13)  30ديسمبر/كانون الأول 2013  تم الهجوم على مكتب الأمن العام في ساشه من قبل تسعة أشخاص من عرقية الأويغور. قُتل ثمانية من المهاجمين واعتُقل التاسع
 حادثة شوفو (14)  15ديسمبر/كانون الأول 2013
كاشغر
 تعرضت الشرطة لهجوم بالمتفجرات وساطور عند اعتقال مشبوهين. قُتل شرطيان وأُردي 14 مشبوهًا بالرصاص واعتُقل ثمانية.
 حادثة باشو (15)  16نوفمبر/تشرين الثاني 2013
كاشغر
 هاجم جمع محطة شرطة بالسكاكين والفؤوس. قُتل شرطيان وجرُح اثنان، وقُتل المهاجمون التسعة.
 انفجار في ميدان تيانانمن (16)  2أكتوبر/تشرين الأول2013
بكين
 اصطدام سيارة وانفجارها في ميدان تيانانمن. قالت الشرطة إنها وجدت في السيارة سكاكين وقضبان حديدية وعبوات بنزين حارقة وراية عليها شعارات دينية. قُتل ثلاثة مشبوهين وسائحان وأُصيب 38 من الناس المتواجدين في المكان.
 حادثة كاشغر (17)  20أغسطس/آب2013
كاشغر
 مواجهات دموية بين الشرطة المحلية وأشخاص من الأويغور متهمين بإعداد القنابل والإرهاب. قُتل شرطي وأُردي بالرصاص 22 مشبوهًا واعتُقل أربعة.
 حادثة هوتان (18)  28يونيو/حزيران2013
هوتان
 اضطرابات من قبل جموع من الغوغاء. تمكنت الشرطة من السيطرة على الموقف بدون إصابات.
 حادثة شانشان (19)  16يونيو/حزيران2013
توربان
 هاجمت مجموعة من الناس محطة الشرطة وبناية حكومية محلية. قُتل 24 شخصًا، بمن فيهم شرطيان، وجُرح 21. قُتل بالرصاص 11 مشبوهًا واعتُقل أربعة.
 حادثة باشو (20)  23إبريل/نيسان2013
كاشغر
 تعرض ثلاثة مسؤولين محليين إلى هجوم بينما كانوا يتفقدون البيوت للإبلاغ عن "أشخاص مشبوهين مسلحين بالسكاكين". قُتل 15 ضابطًا محليًا، منهم عشرة من عرقية الأويغور، وثلاثة من الهان واثنان من المغول. وقُتل ستة مشبوهين بالرصاص واعتُقل ثمانية.
 حادثة كورلا (21)  7 مارس/آذار2013
باينغولين
 وقعت حادثتا عنف في مدينة كورلا. كان كل المشبوهين من الأويغور. قُتل خمسة أشخاص وجُرح عشرة.
 حادثة اليوم الوطني (22)  1أكتوبر/تشرين الأول2012
كاشغر
 نفّذ شاب من الأويغور عملية انتحارية ضد حرس حدود إقليم ييشنغ، نجم عنه 20 قتيلاً. لم تؤكد السلطات الصينية هذا الحادث.
 خطف طائرة في هوتان (23)  29 يونيو/حزيران2012
هوتان
 تم خطف رحلة خطوط تيانجين الجوية رقم 7554 والمتجهة من هوتان إلى أورومقي من قِبل ستة شبان من الأويغور. نجح الركاب وطاقم الطائرة في وقف الخاطفين، والذين اعتُقلوا جميعًا.
 حادثة ييشنغ (24)  28 فبراير/شباط2012
كاشغر
 قام ثمانية شبان بقيادة أبودوكيريمو ماموتي بمهاجمة مشاة بالفؤوس والسكاكين. قُتل 15 شخصًا وأُصيب أربعة، وقُتل ثمانية مشبوهين واعتُقل واحد، فيما قُتل شرطي وأُصيب أربعة.
 أزمة الرهائن في بيشان (25)  28ديسمبر/كانون الأول2011
هوتان
 قام 15 شابًا من الأويغور بخطف شخصين لاستخدامهما كدليلين. قُتل شرطي وأُصيب آخر، وقُتل سبعة مشبوهين وجُرح أربعة واعتُقل أربعة.
 حادثتا كاشغر (26)  30يوليو/تموز2011 &31يوليو/تموز2011
كاشغر
 وقع حادثا عنف في كاشغر وأعلن الحزب الإسلامي التركستاني مسؤوليته عن الهجومين اللذين قُتل فيهما 12 شخصًا وأُصيب 40.
 حادثة هوتان (27)  18يوليو/تموز2011
هوتان
 اقتحم 18 شابًا من الأويغور محطة شرطة وهاجموا الحراس بالسكاكين والقنابل واحتجزوا ثماني رهائن وهم يهتفون بشعارات جهادية. قُتل في الحادثة 18 شخصًا وجُرح ستة.
 هجوم أكسو بالقنابل (28)  19أغسطس/آب2010
أكسو
 قاد أحد الأويغور سيارة كهربائية بثلاث عجلات وفجّر عبوة ناسفة في هجوم على شرطي و15 عنصرًا أمنيًا. قُتل في الحادثة سبعة أشخاص وجُرح 14.
 الهجوم بالحقن والإبر (29)  17أغسطس/آب2009
أورومقي
 قام ثلاثة من الأويغور بهجوم عشوائي على المارة وطعنهم بحقن أو إبر، مثيرين الرعب في أورومقي. تشير البيانات الرسمية إلى تعرض 100 شخص لهذا الهجوم.
 أحداث الشغب في أورومقي (30)  15يوليو/تموز2009
أورومقي
 أحداث عنف واسعة النطاق صاحبتها سلسلة من الهجمات العنيفة على أشخاص من عِرقية الهان. قُتل في الأحداث 198 شخصًا وأُصيب 1700.
 هجوم كاشغر (31)  4 أغسطس/آب2008
كاشغر
 هجوم انتحاري نفّذه رجلان قادا شاحنة وسط ضباط شرطة كانوا يمارسون الهرولة، وهاجماهم بالقنابل اليدوية والسواطير. قُتل 16 ضابطًا وجُرح 16، واعتُقل المشبوهان. 

الجدول2

 أعلى عشرة أقاليم من حيث عدد جرائم القتل 

1. هيلونغجيانغ  

2. جيلين

3. غوانغدونغ

4. لياونينغ

5. شينجيانغ

6. هاينان

7. هينان

8. تشونغتشينغ

9. قوانغشي

10. هيبي

                            المصدر: إعداد الكاتب

الشكل1
عملية التحديث السريعة في الصين

البني: النسبة المئوية لعدد سكان المدن في شينجيانغ

الأحمر: نسبة النمو السنوي في معدل دخل الفرد في شينجيانغ

الأخضر: نسبة النمو السنوي في معدل دخل الفرد

المصدر: المكتب الوطني للإحصاءات في الصين والكتاب السنوي لإقليم شينجيانغ

الشكل2
تزايد المشاكل الاجتماعية في الصين

الأزرق: عدد الجرائم الكلي (بالمليون)

الأحمر: الجرائم الخطيرة، بما فيها القتل والإيذاء والسطو المسلح والاغتصاب والخطف (بالمليون)

المصدر: المكتب الوطني للإحصاءات في الصين

الشكل3
عدد المساجد في شينجيانغ منذ عام 1949

المصدر: إعداد الكاتب

الجدول3
حصة الفرد الاسمية من الناتج الإجمالي المحلي على مستوى الأقاليم، وعلى مستوى الولايات داخل شينجيانغ

ملاحظة: بي سي سي هي اختصار الكلمات الإنجليزية الدالة على "هيئات الإنتاج والإعمار"، وهي منظمة حكومية اقتصادية عسكرية تحكم عدة وحدات إدارية في شينجيانغ

(**) شينجيانغ: تصنفها الصين كمنطقة "خاصة" وتتمتع بحكم ذاتي، وهي غنية بالنفط والغاز الطبيعي. تاريخيًا، كانت تُعرف باسم "تركستان الشرقية"، وتعيش فيها أغلبية مسلمة، ضمها الصينيون إلى الصين بعد إعلان النظام الشيوعي في البلاد.

____________________________________
رايموند لي - متخصص في الدراسات السياسية والمسحية في شرق آسيا

المصادر
1- About 200 Cases of Terrorist Attacks Happened in Xinjiang Last Year, Disclosing the Plot of East Turkestan Islamic Movement"
http://news.wenweipo.com/2013  نوفمبر/تشرين الثاني25/IN1311250027.htm
[retrieved January 19, 2014]
2- Zhang Chi, "Xinjiang: Dangerous Signals of Conservative Trend", Phoenix Weekly, 2013-12-18.
http://news.163.com/13/1218/08/9GC6I7GA0001124J_all.html
[retrieved January 19, 2014]
3- Liang Rui, "Three Groups Related to the Bachu Violent Attack in Xinjiang", Chinese Social Science Today, 2013-05-01.
http://news.hexun.com/2013-05-01/153686802.html?from=rss
[retrieved January 19, 2014]
4- Jethro Mullen, "Reports: Unrest in China's Xinjiang kills 35", CNN, 2013-06-28.
http://edition.cnn.com/2013/06/27/world/asia/china-xinjiang-violence /
 [retrieved January 19, 2014]
5- تم جمع البيانات من مصادر عدة.
6- Aaron Zero, Deborah Mullin, Greg Pyle, and Sean Sylvia (2011) 'The Development of Northwest China: Impacts of Developmental Programs and Policy Reforms on Rural China'. Student Paper, Program of Negotiations and Impacts: Water Policy across China's Loess Plateau, Asian Studies Center, University of Pittsburgh.
http://www.ucis.pitt.edu/asc/academics/china-nsf/NSF-Final-Economics.pdf 
[retrieved January 19, 2014] 
7-  Zheng Lu and Xjiang Deng (2011) 'China's Western Development Strategy: Policies, Effects and Prospects', MPRA Paper No. 35201. 
http://mpra.ub.uni-muenchen.de/35201/
[retrieved January 19, 2014]
8- San Ye Wen, "Violent Xinjiang: The Pain behind Chinese Western Development", Web Blog Post, 2013-05-15.
http://blog.sina.com.cn/s/blog_778add18010172gp.html
[retrieved January 19, 2014]
9- Tian Baolung and Yu Xiaoling (2013) “TOPSIS Empirical Tests of Economic Difference in Southern and Northern Xinjiang”. Economic Research Guide, No. 6, pp. 140-143.
http://www.jjyjdkzzs.com/cases/36.html
[retrieved January 19, 2014]
10-   “The Number of Mosques in Xinjiang Rapdly Climbs, Approaching 250000", China Youth On Line, 2009-07-17.
http://zqb.cyol.com/content/2009-07/17/content_2761116.htm
[retrieved January 19, 2014]
11-   "Xinjiang Scholars: Underground Religious Schools Provoke Extremist Thoughts", USChinapress.com, 2013-07-12.
http://home.uschinapress.com/indexcn/20130712/67896.html
 [retrieved January 19, 2014]
12-  "Unrest in Xinjiang, Eight People Attacking a Police Station Were Dead", news.sina.com, 2013-12-29.  http://dailynews.sina.com/gb/chn/chnoverseamedia/cna/20131229/22065316834.html
[retrieved January 19, 2014]
13-   "Nine Mobsters Attacked Shache Public Security Bureau in Xinjiang", Asia Pacific Daily, 2013-12-30.
http://www.apdnews.com/news/58117.html
[retrieved January 19, 2014]
14-   "Xinjiang Shufu Violent Attack: Mobsters Attacked the Police by Machetes", news.sina.com, 2013-12-17.
http://news.sina.com.cn/c/2013-12-17/072229003320.shtml
[retrieved January 19, 2014]
15-  Qiao Long, "Dozens of Uyghurs Were Arrested in the Bachu Violent Attack, the Youngest Suspects Shot Dead is 17 Years Old", Radio Free Asia, 2013-11-18.  http://www.rfa.org/mandarin/yataibaodao/shaoshuminzu/ql2-11182013100507.html
[retrieved January 19, 2014]
16-   Benjamin Kang Lim and Ben Blanchard, "China Suspects Tiananmen Crash a Suicide Attack- Sources", Reuters, 2013-10-29.
 http://www.reuters.com/article/2013  أكتوبر/تشرين الأول29/us-china-tiananmen-idUSBRE99S02R20131029
 [retrieved January 19, 2014]
17-  Yang Fan, "Xinjiang Yechen Bloodshed Incident: Sevreal Uyghurs Dead", Radio Free Asia, 2013-08-25.
http://www.rfa.org/mandarin/yataibaodao/shaoshuminzu/yf-08252013145231.html
[retrieved January 19, 2014]
18-   Li Yinze, "No Casualty in Xinjiang Hotan Violent Attack", Asia Pacific Daily, 2013-06-29.
http://www.apdnews.com/news/29245.html
[retrieved January 19, 2014]
19- Zhou Wei, "Xinjiang Shanshan Violent Attack: 24 people Dead, Eleven Suspects Shot Dead by the Police", XINHUANET.com, 2013-06-27.
http://news.xinhuanet.com/legal/2013-06/27/c_116319778.htm
[retrieved January 19, 2014]
20-   "Xinjiang Bachu Violent Incident: Officials Revealed the Detail", huanqiu.com, 2013-04-25.
http://china.huanqiu.com/local/2013-04/3872762.html
[retrieved January 19, 2014]
21- "Korla Violent Attack: Four Dead and Eight Injured", Zhongshan Net, 2013-03-08.
http://news.3g.cn/newscontent.php?nid=2131980
[retrieved January 19, 2014]
22-   "Xinjiang National Day Violent Attack: Twenty Casaulties", Radio Free Asia, 2012-10-17. 
http://www.rfa.org/cantonese/news/xinjiang_attack-10172012093409.html
[retrieved January 19, 2014]
23-  Qiu Yongzheng and Liu Linlin, "Hotan Hijack Foiled After Aircraft Brawl", Global Times, 2012-06-30.
http://www.globaltimes.cn/content/718017.shtml
[retrieved January 19, 2014]
24-  "February 28 Xinjiang Yechen Violent Attack: Mobsters Killed Thirteen Innocent People", World Hua Caixun, 2012-03-01.
http://opinion.591hx.com/article/2012-03-01/0000013731s.shtml
[retrieved January 19, 2014]
25-   "Suspects of Pishan Hostage Crisis Have Been Gone Abroad to Participate in Jihad", NetEase News, 2011-12-30.
http://war.163.com نوفمبر/تشرين الثاني1230 نوفمبر/تشرين الثاني7MH4CUE300011MTO.html
[retrieved January 19, 2014]
26- "Xinjiang Kashgar Violent Incident: People Self-defensed by Carrying Sticks", China Review News, 2011-08-11.
http://hk.crntt.com/doc/1017/8 إبريل/نيسان8/101784815.html
[retrieved January 19, 2014]
27- "Police Said the Hotan Violent Incident Was a Terrorist Attack",  XINHUANET.com, 2011-07-21.
http://news.xinhuanet.com/legal/2011-07/21/c_121697570.htm
[retrieved January 19, 2014]
28-  "Xinjiang Aksu Held a Press Conference to Explain the Bomb Attack", www.people.com.cn, 2010-08-19.
http://society.people.com.cn/GB/41158/12490659.html
[retrieved January 19, 2014]
29-  "106 People Were Attacked in Urumqi, the First Case Reported to the Police on August 17th", SOHU.com, 2009-09-12.
http://news.sohu.com/20090912/n266666891.shtml
[retrieved January 19, 2014]
30-   "Urumqi Riots: 140 Dead, 816 Injured", WWW.CHINANEWS.COM, 2009-07-06. http://www.chinanews.com/gn/news/2009/07-06/1763008.shtml
[retrieved January 19, 2014]
31-   "Xinjiang Kashgar Violent Incident: 16 Dead", XINHUANET.com, 2008-08-04. http://news.xinhuanet.com/newscenter/2008-08/04/content_8942060.htm
[retrieved January 19, 2014]
32-  China's Provincial-Level GDP Data is compiled from http://zh.wikipedia.org/wiki/%E4%B8%AD%E5%9B%BD%E7%9C%81%E7%BA%A7%E8%A1%8C%E6%94%BF%E5%8C%BA%E5%9C%B0%E5%8C%BA%E7%94%9F%E4%BA%A7%E6%80%BB%E5%80%BC%E5%88%97%E8%A1%A8
Xinjiang's Prefecture-Level GDP Data is compiled from http://zh.wikipedia.org/wiki/%E6%96%B0%E7%96%86%E5%90%84%E5%9C%B0%E5%B7%9E%E5%B8%82%E5%9C%B0%E5%8C%BA%E7%94%9F%E4%BA%A7%E6%80%BB%E5%80%BC%E5%88%97%E8%A1%A8.

نبذة عن الكاتب