شراكة بحثية.. دراسة حول الإعلام في مراحل الانتقال السياسي

يعرض هذا التقرير مسارات ونتائج المشروع البحثي المشترك بين مركز الجزيرة للدراسات ومركز العلاقات الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بجامعة كامبريدج حول الإعلام في مراحل الانتقال السياسي بتونس والمغرب وتركيا بمشاركة باحثين وأكاديميين مختصين على مدى ثلاثة أعوام من البحث والاستقصاء.
966838aabadd4af2bcce72d6024e38a9_18.JPG
ندوة عرض نتائج المرحلة الثانية من مشروع الإعلام في مراحل الانتقال السياسي (الجزيرة)

مع انطلاق حركة التغيير التي عرفها العالم العربي أوائل العام 2011 والتحولات العميقة التي أحدثتها في المجالات المختلفة سياسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا، برز أيضًا دور الإعلام وتأثيره في مسارات الانتقال السياسي خلال هذه المرحلة وعلاقته بأنظمة الحكم الجديدة والكيفية التي يتفاعل بها مع التوترات السياسية، ووظائفه وأشكاله التنظيمية والمؤسساتية. 

وقد شكَّلت هذه القضايا محور مشروع بحثي مشترك بين مركز الجزيرة للدراسات ومركز العلاقات الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في جامعة كامبريدج بعنوان "الإعلام في مراحل الانتقال السياسي" بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط؛ انطلقت مرحلته الأولى في 2013-2014 بعنوان "الإعلام في مراحل الانتقال السياسي: تونس نموذجًا"، والمرحلة الثانية في 2014-2016 بعنوان "الإعلام في مراحل الانتقال السياسي: دراسة حالات تركيا والمغرب وتونس"، انشغل خلالهما الباحثون المشاركون في المشروع برصد تطورات المشهد الإعلامي والسياسي في الدول الثلاث (تونس والمغرب وتركيا)، ودراسة أنظمتها الإعلامية على أساس ثلاثة مداخل بحثية تتمثل في البنية والوظيفة والوكالة، والبحث أيضًا في قضايا حرية الإنترنت والمراقبة، والخطاب السياسي، واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي، وقضايا النوع على شاشة التليفزيون وفي الحياة العامة، والكفاءة المهنية والحزبية للقطاع، وظهور وسائل الإعلام الإسلامية، والمنافسة الداخلية بين النخب السياسية للاستفادة من وسائل الإعلام لخدمة أهدافها الخاصة. 

وتكمن قوة هذا المشروع فيما يوفره من أدوات تحليلية لدراسة التغيير في ثلاثة أشكال متباينة للغاية من أنظمة الحكم، وهي: الانتقال الديمقراطي السريع في تركيا، والتغيير في ظل النظام الملكي بالمغرب، والتجربة التعددية في تونس ما بعد الثورة والإطاحة بنظام ديكتاتوري. وكذلك في إلقائه الضوء على الإعلام باعتباره أداة لسُلطة الدولة، وفي الوقت ذاته آلية للتعبير الاجتماعي. كل هذا سيوفِّر تحليلًا مقارِنًا أصيلًا حول علاقة الإعلام بالسياسة في هذه الدول المتوسطية، وهو أمر لم يتم بحثه من قبل بعمق كاف. بالإضافة إلى ذلك، فإن دراسة الإعلام بوصفه أداة للسلطة وانعكاسًا لها (سواء استخدمته الحكومة أو الجيش أو الاستخبارات أو القطاع الخاص أو الجماعات المدنية)، ستلقي الضوء على بنية السلطة في هذه الدول وعلى العوامل التي تقود سياساتها واستراتيجياتها التحديثية من زاوية جديدة. 

وعلى مدى ثلاثة أعوام من الدراسة والاستقصاء في التجارب الثلاث المذكورة، تُوِّج هذا المشروع البحثي:

- في مرحلته الأولى بإصدار كتاب: الإعلام في مراحل الانتقال السياسية: الحالة التونسية نموذجًا 

ويتناول هذا الكتاب التحدي الأكبر، الذي واجه النخبة السياسية والإعلامية التونسية، ممثَّلًا في فكِّ الارتباط بين النظامين الإعلامي والسياسي في مرحلة ما بعد الثورة، وحدود الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في المراحل الانتقالية، ووظيفته في المجتمع؛ فضلًا عن الأطر التنظيمية والقانونية التي تحكمه. وكان الكتاب قد صدر أيضًا باللغة الإنجليزية في مجلة دراسات شمال إفريقيا (The Journal of North Africa Studies) التي تصدرها جامعة كامبريدج بعنوان: (Media in Political Transition, Focus on Tunisia). 

وللاطلاع على محاور الكتاب، يرجى الضغط على الرابط الآتي:

http://studies.aljazeera.net/ar/production/books/2015/10/201510674354353874.html 

- وفي المرحلة الثانية من المشروع (الإعلام في مراحل الانتقال السياسي: دراسة حالات تركيا والمغرب وتونس)

نظَّم مركز الجزيرة للدراسات وجامعة كامبريدج مؤتمرًا بحثيًّا، في يناير/كانون الثاني 2017، لمناقشة نتائج الأبحاث الأصلية التي أنجزها الباحثون خلال مقاربتهم للتحولات التي شهدتها المنظومة الإعلامية في تركيا والمغرب وتونس، ودراسة اللوائح والبنية التنظيمية التي تُشكِّل العلاقة بين الحكومة ووسائل الإعلام، ثم دراسة طبيعة القطاع الإعلامي نفسه من حيث مؤسَّساتُه العامة والخاصة، وخصائص السوق، ومصادر التمويل، وجداول الأعمال السياسية، وشبكاته النخبوية، ومهنيته، ثم دور وسلوك الإعلام كراوٍ للثقافة السياسية، وأداة للخطاب العام وبناء الهوية. وقريبًا ستصدر هذه الأبحاث في كتابين باللغة الإنجليزية والعربية. 

وقد أعدَّ مركز الجزيرة للدراسات بالتعاون مع موقع الجزيرة الإنجليزية مادة إعلامية تعرض نتائج البحوث الأصلية للمشروع البحثي المشترك بين مركز الجزيرة للدراسات وجامعة كامبريدج في شكل تفاعلي. وتشتمل صفحة العرض المُعَدَّة باللغة الإنجليزية على مُقدِّمة ترصد تطورات المشهد السياسي والإعلامي في تونس والمغرب وتركيا، ثم النوافذ التي تعالج ثلاث قضايا أساسية تتمثَّل في علاقة الحكومات بالإعلام، واقتصاديات الإعلام، ثم الجمهور الإعلامي. وقد أشرف على إنجاز هذا العمل التفاعلي كلٌّ من الباحثة الرئيسة ومديرة المشروع، د.روكسان فارمان فارمايان، ومدير مركز الجزيرة للدراسات، د.صلاح الدين الزين، والباحث د.علي صوناي. 

وللاطلاع على محاور العرض التفاعلي، يرجى الضغط على الرابط الآتي:

http://studies.aljazeera.net/Infographic/media-political-transition/index.html 

ولمتابعة تغطيات إخبارية كان مركز الجزيرة للدراسات أعدَّها حول المشروع، يمكن الرجوع إلى الروابط الآتية: