د.الشرقاوي يحاضر عن "الترامبية" و"قياس حكم الإسلاميين" في جامعات ومراكز أبحاث مغربية

تناول الدكتور محمد الشرقاوي، باحث أول بمركز الجزيرة للدراسات، موضوع "الترامبية كفلسفة سياسية وتأثيرها على العلاقات الدولية المعاصرة" في سبع جامعات مغربية، كما ناقش مع الأكاديميين والطلاب "جدلية الجامعة والتنمية والديمقراطية"، و"مستقبل الإسلاميين في المنطقة العربية: دروس مستفادة من الربيع العربي".
7042b089890c477c987c0562f66b0319_18.jpg

انطوت الأشهر الستة والعشرون الأولى من رئاسة دونالد ترامب في البيت الأبيض على كثير من المفارقات التي وضعت السياسة الداخلية والخارجية الأميركية في مجازفات سياسية غير مسبوقة. وعلاوة على قراره نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2018، أثار اعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، في مارس/آذار 2019، سجالات حادة حول نجاعة مثل هذه القرارات في خدمة المصالح الأميركية، أم أنها في الحقيقة لخدمة المصالح الإسرائيلية وتعزيز الأسهم الانتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل شهرين من الانتخابات الإسرائيلية. ومع اقتراب موسم الترشيحات منتصف هذا العام للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لعام 2020، يواصل الرئيس ترامب الاستثمار السياسي في أصوات الكتلة اليمينية والإنجيلية التي يحافظ على تأييدها على أمل أن تضمن له البقاء لفترتين رئاسيتين حتى عام 2024. في الوقت ذاته، يستمر التصعيد بين أميركا ترامب وإيران والاتحاد الأوروبي عقب قراره بالتحلُّل من الاتفاق النووي الذي تتمسك به الدول الأوروبية بتزكية من الأمم المتحدة.

في الوقت ذاته، تتجه الجولة المرتقبة، في منتصف أبريل/نيسان 2019، بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية، في ضيافة الدوحة، نحو الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان وسط تساؤلات متزايدة حول الغاية من استراتيجية ترامب. ولا يزال السؤال معلقًا حول الحصيلة الفعلية من اجتماعي قمة عقدهما ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي في سنغافورة عام 2018 وفيتنام عام 2019 دون التزام واضح من بيونغ يانغ بنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. وعلى الصعيد الإقليمي، تظل العلاقات العربية-الأميركية في حالة تأرجح بفعل قرارات ترامب المثيرة للجدل. بيد أن السؤال الرئيسي: هل يتم فهم الرئيس ترامب بمنظور داخلي من ثنايا تفكيره وحسِّه الاستراتيجي، أم يتم إسقاط اجتهادات وأحكام عليه من الخارج بسبب نهجه التي يعتبره منتقدوه "جَمُوحًا" أو "مترنِّحًا" في السياسة كرجل أعمال تحول إلى رئيس في البيت الأبيض.

من هذه المنطلقات، تناول الدكتور محمد الشرقاوي، الباحث الأول في الوحدة الإنجليزية لمركز الجزيرة للدراسات، وأستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسن في واشنطن، موضوع "الترامبية كفلسفة سياسية وتأثيرها على العلاقات الدولية المعاصرة" في سبع جامعات في المغرب بداية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في السويسي بالرباط (13 مارس/آذار 2019)، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في عين الشق بالدار البيضاء (14 مارس/آذار)، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في أكدال بالرباط (15 مارس/آذار)، وجامعة عبد المالك السعدي في طنجة (22 مارس/آذار)، ووحدة الدراسات الجيوسياسية في مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية في جامعة وجدة (23 مارس/آذار)، ومختبر السياسات الدولية والعلاقات الدولية في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس (25 مارس/آذار).

(الجزيرة)

الترامبية في الميزان

استهل الشرقاوي محاضراته باستعراض بعض المفارقات في العلاقات المغربية-الأميركية خاصة والعلاقات العربية-الأميركية عامة: تشابك المصالح وتفاعل الاستراتيجيات بين المنطقة العربية والولايات المتحدة. لكن الوضع الراهن ينطوي على ميزان معرفي واستراتيجي مختل بين الطرفين. في الولايات المتحدة، هناك أكثر من 1800 مركز أبحاث ومئات الجامعات التي أسست معاهد ووحدات دراسات متخصصة إما في الدراسات العربية، أو دراسات الشرق الأوسط، أو الدراسات الإسلامية، وكلُّها توثِّق وتحلِّل وتستشرف تطورات المنطقة العربية سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وبقية أنساق التحول الاجتماعي الشامل. بيد أن المنطقة العربية مترامية الأطراف من المحيط إلى الخليج، ليست لديها وحدة دراسات، ناهيك عن معهد أو مركز أبحاث، لإنتاج معرفة رصينة حول النظام السياسي الأميركي وديناميات صنع القرار في واشنطن. لقد أربك دخول ترامب إلى البيت الأبيض قبل ستة وعشرين شهرًا الكثير من الحكومات في المنطقة، وتحول البيت الأبيض تحت إمرته إلى مصنع للمفاجآت غير السارة في أغلب الأحيان بداية بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وتطبيع خطاب "الإرهاب الإسلامي الراديكالي" خلال قمة الرياض، في مايو/آيار 2017، والوقوف في صف ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، في قضية مقتل جمال خاشقجي، ونهاية بالسعي لتأسيس حلف ناتو عربي بتمويل خليجي وقيادة أميركية.

تكمن المفارقة الثانية في استحواذ ظاهرة المد اليميني على السياسة الأميركية وتخليها عمَّا كان يُعرف بالاستثناء الأميركي (American exceptionalism) وبالتالي تفكيك المجهول: تفكيك ترامب الظاهرة السياسية غير العادية، ترامب صاحب القرارات الجموحة خارج أعراف دبلوماسية العلاقات الدولية، وترامب المتمرد على الكونغرس وبقية المؤسسة السياسية في واشنطن. أما المفارقة الثالثة، فتنطوي على تضخيم تقدير قدرات ترامب في صنع القرار بموازاة المؤسسات المؤثِّرة في واشنطن ومنها الكونغرس والقضاء والإعلام وأجهزة المخابرات السبع عشرة المختلفة. وقد مرَّ العامان الأولان من رئاسته على إيقاع مدٍّ وجزر أدى إلى كبح جماحه بشأن عدة قرارات مثل حظر دخول الولايات المتحدة على مواطني سبع دول إسلامية، وتصدي الكونغرس لمحاولاته إلغاء نظام الرعاية الصحية (Obamacare)، وإغلاق الحكومة الفيدرالية. ويزداد السجال بين ترامب وزعماء الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، في معركة مفتوحة فيما تضع قرارات ترامب ومواقفه غير الدبلوماسية واشنطن في مستويات غير مسبوقة من المجازفة بمصالحها الاستراتيجية في بقية العالم. ويظل زعماء العالم غير قادرين على التنبؤ بما سيفعله لاحقًا في ظل ميوله إلى الانفعالية والمزاجية وأحيانًا تبنِّي قرارات متناقضة مع مواقفه المعلنة.

لذلك، يتعين الابتعاد عن الأحكام والتقييم لقرارات ترامب والاقتراب بدلًا من ذلك من سياق النظرية السياسية لفهم حقيقة ما يمنحه الزخم ويحفظ تأييد ثلث الأميركيين. هو رئيس لا يزال يعيش ذهنيًّا ونفسيًّا في أجواء الحملة الانتخابية ويلوِّح بأنه المعارض للمؤسسة السياسية في واشنطن، وأنه سيجفف المستنقع، ويعيد عظمة أميركا باستخدام القوة، كما قال عند إعلان استراتيجيته الجديدة للأمن القومي الأميركي في ديسمبر/كانون الأول 2018. إذن هناك حاجة لتفكيك الخطاب الترامبي حسب منطلق البحث من الداخل إلى الخارج (Inside-out approach) قبل تحديد سياق المرجعيات الفلسفية والأيديولوجية في اتجاه معاكس من الخارج إلى الداخل (outside-in approach) من خلال التركيز على أربعة محاور رئيسية:

أولًا: الأضلاع النظرية لما يمكن اعتبارها فلسفة سياسية ترامبية حتى وإنْ بدت ارتجالية ومزاجية وأحيانًا متضاربة بين موقف وآخر. وقد وصف البعض التصويت لصالح ترامب في انتخابات الرئاسة بمثابة تصويت على "التفاهة والبوقية" (Trumpery and Trumpiness) كملخص لسياسة انفعالية ومترنِّحة في أغلب الأحيان. يمكن تفكيك الترامبية كمشروع فلسفة سياسية أوصلت اليمين المتطرف إلى الحكم في أقوى دولة ديمقراطية في العالم إلى ستة أضلاع أساسية، وهي أضلاع تفسِّر طبيعة التحولات الاقتصادية والاستراتيجية والديمغرافية والثقافية التي أسهمت في إيصاله إلى سُدَّة الحكم أكثر من ألمعيته الفكرية أو السياسية.

1. العدمية ومعاداة النخبوية Nihilism and anti-elitism

2. الشعبوية كأيديولوجية فوق سيميائية اللغة كمدخل ترامب إلى العمق الأميركيPopulism as an Ideological point of entry into mainstream America

3. الانعزالية السياسية والحمائية الاقتصادية كطوق نجاة موعود للأميركيينPolitical Isolationism and Economic Protectionism as a Safety net for Americans

4. معاداة المهاجرين الجدد وصناعة الآخر Nativism and Construction of the ‘Other’

5. دغدغة المشاعر القومية تحت غطاء الرُّوح الوطنية Manipulation of Nationalism under the Pretext of Patriotism

6. "التعهد" بتصحيح خطايا الحزب الجمهوري Pretence of Correcting the Misdeeds of the Republican Party 

(الجزيرة)

ثانيًا: استراتيجية الترويج للترامبية، وكيف يهندس ترامب تصوراته الذاتية ويبني خطابه السياسي حولها على أنها واقع قائم، ويبقى السجال مفتوحًا حول علاقته مع الحقيقة واقترابه أحيانًا من الأخبار الزائفة. ويمكن اختزال استراتيجيات ترامب في الاستعراضية، والانطباعية، والارتجالية، والكذب. ويكرِّس اجتماع هذه المناحي الأربعة عند ترامب معضلة النسج على منوال "ما بعد الحقيقة" والحقائق البديلة" ونظريات "المؤامرة" على اختلافها دون تقديم أدلة على صحتها في أغلب الأحيان.

ثالثًا: تأثير هذه الرؤية السياسية الجامحة على مكانة أميركا في العالم أو ما يُعرف بـ (American exceptionalism) أو الاستثناء الأميركي.

رابعًا: إلى أيِّ حدٍّ تفرض هذه الترامبية جموحها على العلاقات الدولية المعاصرة وطبيعة المسار الذي يسعى ترامب لتكريسه في التعامل مع الدول الأخرى وفي مقدمتها الدول العربية بين الخليج والمحيط. يتمسَّك ترامب بمسافة شاسعة بين خطته وخطط خصومه من الجمهوريين والديمقراطيين؛ إذ يقول: "وضع أميركا أولًا، والنزعة الأميركية (Americanism)، وليست النزعة العالمية (Globalism)، ستكون عقيدتنا. وطالما أننا محكومون من قبل سياسيين لم يضعوا أميركا أولًا، فلنكن متأكدين أن الدول الأخرى لن تُعاملها باحترام". ويضغط ترامب من أجل ما يعتبره هو تحرير العلاقات الدولية من اعتبارات التحالفات والقيم والأخلاقيات التي بلورتها الديمقراطية الليبرالية منذ عهد التنوير والحداثة الأوروبية في القرن الثامن عشر والتي استند إليها الآباء المؤسسون لأميركا (Founding Fathers) أثناء صياغة الدستور الأميركي. ويمكن استعراض تأثير الترامبية في السياسة الدولية من خلال ثلاث ملاحظات رئيسية: 1) التلويح بالقوة كمعادلة صفرية (0-Sum Equation)، 2) مركزية الرؤية الأمنية ونسق مكافحة الإرهاب، 3) الصفقاتية (Transactionalism).

جدلية الجامعة والتنمية والديمقراطية

ألقى الدكتور الشرقاوي أيضًا محاضرة سابعة حول موضوع "جدلية الجامعة والتنمية والديمقراطية" خلال الدورة الحادية والعشرين للمنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي في جامعة أبي شعيب الدكالي في الجديدة (27 مارس/آذار 2019). فاستهل المحاضرة باستعراض جدلية محورية في دراسة تأثير الجامعة في التحول السياسي والثقافي، هي جدلية "أسبقية الفكر على الواقع" أم "أولوية الواقع على الفكر؟"، وكيف تسهم النخبة المثقفة والأكاديمية في بلورة تصورات جديدة واستراتيجيات برغماتية ورؤى استشرافية باتجاه المستقبل. وأشار الشرقاوي إلى أن المواطنين والمثقفين والفلاسفة الإغريق كانوا يجتمعون قبل 2400 عام في "أغورا" أو الساحة العامة (Agora) لمناقشة قضايا الساعة والتحديات السياسية والاقتصادية وبلورة رؤى جديدة. وعبر التاريخ العربي والإسلامي، أسهمت المجالس والدواوين في تكريس التفاعل والسجالات بين العلماء والمثقفين مع الأمراء والسلاطين ورجال الدين بشأن التحديات التي تواجه المجتمع.

وبقفزة تاريخية سريعة إلى القرن الثامن عشر، أسهم المثقفون وأساتذة الجامعات في صياغة العلاقة الجديدة بين الكنيسة والدولة، والحد من الحكم السلطوي، وبالتالي تنامي حركة التنوير التي بلورت الحداثة من خلال ما كان يُعرف بـ"الصالونات الثقافية" لمناقشة القضايا التي تهتم بها الصحف التي كانت حكرًا على فئة ميسورة من المواطنين، قبل أن تتسع حركة نشر وتوزيع الصحف والكتب. وفي الحقبة المعاصرة، أصبحت الجامعات ومراكز الأبحاث في الغرب من روافد تنوير الرأي العام والمساهمة في بلورة سياسات عامة متنورة. لذلك، تصبح الجامعة ومراكز الأبحاث مجالًا لتقديم رؤى واستراتيجيات متنورة عندما تفشل المؤسسات الرسمية في تحقيق التنمية وتكافؤ الفرص وتكريس الإصلاحات الديمقراطية المنشودة.

تناول الشرقاوي أبرز التحديات التي تواجه الجامعة المغربية والعربية في الوقت الراهن، وفي مقدمتها عدم اكتراث صاحب القرار السياسي والبرلماني والدبلوماسي بالإنتاج المعرفي سواء في مجال الدراسات الاستراتيجية أو الاستشرافية التي تهتم بها المختبرات أو خلايا البحث العلمي في بعض الجامعات ومراكز الأبحاث العربية. في الوقت ذاته، لا يحظى البحث العلمي سوى بنسبة تقل عن واحد في المئة من الميزانيات العربية، فيما تصل تلك النسبة إلى أكثر من 4% في كوريا الجنوبية و3% في إسرائيل. واستعرض أيضًا تراجع الدور النقدي والمستوى المنهجي للجامعات المغربية والعربية، مما يقلص من قدرة الباحثين والطلاب على إعداد أطروحات ودراسات قوية من حيث المحتوى ومتماسكة من حيث المنهجية وبقيمة مضافة إلى المعرفة. 

تناول الدكتور الشرقاوي أيضًا تحديات استراتيجية التعليم العالي في بلد يجد ذاته عند مفترق طرق وبين خيارات طال التردد في الحسم فيها منذ بداية القرن: عربية، أم فرنسية، أم إنجليزية كلغة تدريس؟ تكريس نسق مغربي عربي في مقرَّرات ومناهج الجامعة أم مسعى التوفيق بين الفرانكفونية (التي تفقد بريقها ليس في المغرب فحسب بل وأيضًا في بقية العالم)، والأنجلوفونية التي أصبحت ريادتها بمثابة تحصيل حاصل سواء في العلوم الاجتماعية أو الإنسانية أو العلوم الحقة؟ لكن ثمة سؤال محوري أكثر أهمية يغيب وسط هذا التنافس بين العروبيين والفرانكفونيين والأنجلوفونيين: ما الملامح الذهنية والعلمية التي نتوخاها للطالب وخريج الجامعة المغربية عام 2020 ناهيك عن عام 2030 أو 2040؟!

(الجزيرة)

مستقبل الإسلاميين في المنطقة العربية

كانت المحاضرة الثامنة حول موضوع "مستقبل الإسلاميين في المنطقة العربية: دروس مستفادة من الربيع العربي" في المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة في الرباط بحضور عدد من الباحثين من شتى الجامعات المغربية. واستهل الدكتور الشرقاوي محاضرته بمجموعة ملاحظات منهجية:

1. هل ندرس تجربة الإسلاميين في الحكم كحركة قومية مشتركة بين عدة دول، أم كأحزاب تتنافس مع أحزاب أخرى ودول ومؤسسات مركزية، أم كخطاب ومشروع مجتمعي شامل؟

2. ما مسار البحث المناسب من خلال الرد على سؤال "من أين وإلى أين؟" هل نعتد بالمرجعية الشرعية والتصور الإسلامي المشترك بين إسلاميي كافة الدول العربية (من الفكر إلى الواقع)، أم ينبغي التركيز على حصيلة التفاعل بين الأحزاب والحركات الإسلامية وبقية التيارات السياسية والأيديولوجية ومؤسسات الدولة المركزية (من الواقع إلى الفكر)؟

3. هل تتعين دراسة مشاركة الإسلاميين في الحكم كأنها دراسة حالة، أم يكون من الأفضل عقد مقارنة متأنِّية وجامعة بين تجارب تلك الحركات والأحزاب الإسلامية مع مراعاة الفوارق بين أساليب واستراتيجيات الإخوان في مصر، والإصلاحيين في اليمن، والنهضويين في تونس، والعداليين والتنمويين في المغرب، وغيرهم؟

وأوضح الدكتور الشرقاوي أنه لا يمكن تحديد مسار الأحزاب الإسلامية في المستقبل دون ثنائية السياق والمآل كحتمية منهجية لا غنى عنها في التحليل. وأضاف أنه لن يمكن استشراف مستقبل الإسلام السياسي في المنطقة العربي دون تحليل تجربة كل حركة في سياقها المحلي والإقليمي على قاعدة الفوارق وليس القواسم المشتركة. وخلص إلى التساؤل: هل ينبغي التركيز على الإسلاميين في السياسة كوحدة رئيسية في التحليل، أم يكون من الأفضل أن تكون وحدة التحليل ما هو علائقي بين التيارات الإسلامية وبقية التيارات سواء التي تحالفت معها أو ناصبتها العداء السياسي والفكري؟!

(الجزيرة)