(الجزيرة) |
تزايد الحضور المغربي بالقارة الأفريقية بشكل لافت في السنوات الأخيرة. ويقدم الدكتور خالد الشكراوي وجهة نظر مغربية تحلل التحرك المغربي بإفريقيا، حيث تمليه متطلبات اقتصادية ملحة في ظل أزمة اقتصادية تعيشها أوروبا الشريك الأساس للقارة، كما تمليه ضرورة رجوع المغرب لإفريقيته ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، بعيدا عن الأجندات السياسية الموروثة عن الحرب الباردة. إضافة لمشكلة الصحراء في أفق الاتفاق حول حل سياسي للقضية.
بالمقابل يقدم الدكتور غيسيما كاغو وجهة نظر أفريقية ترى أن السياسة المغربية بإفريقيا ترتكزعلى المجال العسكري والاقتصادي والسياسي والروحي والاجتماعي. حيث ينظر الأفارقة إلى أن الاستثمار المغربي بالقارة الإفريقية يسمح بشراكة أكثر توازنا ضمن العلاقات جنوب- جنوب. وقد أصبح المغرب بنظر دول إفريقيا جنوب الصحراء مرشحا لأن يصبح حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا.
2- السياسة المغربية في إفريقيا: المصالح الحيوية والحسابات الإقليمية والدولية | |
د. خالد الشكراوي باحث بمعهد الدراسات الإفريقية بالرباط |
يحتل التوجه الإفريقي مرتبة مهمة في الدبلوماسية المغربية، وذلك لعدة أسباب موضوعية وذاتية، أهمها: الوضع الجغرافي للمغرب كدولة إفريقية بالأساس، في أقصى الشمال الغربي لهذه القارة. بالإضافة للتشكيلات الاجتماعية والثقافية لعناصره السكانية، والتي فرضت الجانب الإفريقي أصلاً: الأمازيغي والزنجي، مع ما تواصل معه واختلط به من عناصر عربية ومسلمة قادمة من الجزيرة العربية وعمق الشرق الأوسط عبر مصر وعلى طول الشمال الإفريقي، ومتوسطية بكافة حضاراتها: الأندلسية وكذا الأوروبية في بعض الأحيان. مما جعل المجال المغربي، والمغاربي عمومًا، من موريتانيا إلى ليبيا، مجال تشارك واختلاط للحضارات والثقافات والأجناس، وإن كان للانتماء الإفريقي نوع من الأولوية بحكم منطق الجغرافيا والتاريخ. إن التحرك المغربي تجاه إفريقيا تمليه متطلبات اقتصادية آنية ملحة في ضل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها أوروبا الشريك الأساس للقارة، كما تمليه ضرورة رجوع المغرب لإفريقيته ثقافيًا وإنسانيًا وسياسيًا واقتصاديًا، بعيدًا عن إكراهات الأجندات السياسية والتنافسية المرتبطة بمخلفات الحرب الباردة، وأيضًا بمشكلة الصحراء في أفق الاتفاق حول حل سياسي مقبول بين مختلف الأطراف... المزيد |
1- سياسة المغرب الإفريقية: الرهانات والدوافع والآفاق | |
د. غيسيما كاغو نائب عميد كلية القانون الخاص باماكو |
تدور السياسة المغربية في إفريقيا حول خمسة مجالات رئيسة، هي المجال العسكري والاقتصادي والروحي والاجتماعي والسياسي. ويتيح التموقع الجغرافي للمغرب فرصا كبيرة، خصوصا مع السعي للريادة السياسية والاقتصادية والثقافية والروحية وفهم القضايا القارية. ومن المهم تطوير شراكات مع إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بسبب أن الدبلوماسية الاقتصادية للمغرب تهدف إلى التنمية الصناعية والتجارية للبلاد. والمغرب بوصفه دولة حاضرة في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى فإنما يكرس تنافسا مع بعض اللاعبين مثل الجزائر، التي تسعى بشكل عام إلى عزله عن البيئة الإفريقية. وينظر الأفارقة إلى أن انتشار المجموعات الاستثمارية المغربية بالقارة الإفريقية يسمح بشراكة أكثر توازنا، لكونها شراكة متماثلة. فهي مندرجة ضمن العلاقات جنوب- جنوب، حيث إن العلاقات شمال- ىجنوب أظهرت حدودها غير المتماثلة والتي لم ينتج عنها خلال العقود الماضية أي تقدم تنموي ملموس. لقد أصبح التعاون بين بلدان الجنوب بديلا اقتصاديا هاما. حيث إن تنوع الاستثمار المغربي وتلبيته للكثير مما تتطلبه دول جنوب الصحراء الكبرى، المرتبط بخبرة مغربية في التصدير إلى الأسواق الإفريقية سمح بخلق فضاءات تنموية، وهوامش واسعة في العلاقات البينية المغربية الإفريقية... المزيد |