ينظِّم مركز الجزيرة للدراسات في العاصمة القطرية، الدوحة، منتدى الجزيرة الثالث عشر تحت عنوان "الخليج بين الأزمة وتراجع التأثير الاستراتيجي"، يومي 27-28 أبريل/نيسان 2019، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين وصنَّاع القرار.
ومن المقرر أن تناقش جلسات المنتدى جملة من الموضوعات والقضايا السياسية والاستراتيجية والإعلامية، من أبرزها: العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وما لحق بها من ضرر، نتيجة الأزمة التي اندلعت بين بعض أعضائه ودولة قطر في يونيو/حزيران 2017 ولا تزال مستمرة دون حلٍّ حتى الآن.
وفي هذا السياق، يتناول المتحدثون في المنتدى بالرصد والتحليل واقع تلك العلاقات، والتراجع الذي عرفه الوزن الاستراتيجي لدول الخليج العربي، وبخاصة المملكة العربية السعودية، لاسيما بعد تحوِّلها -وفق ما جاء في الورقة التأطيرية للمنتدى- من ضامن لأمن واستقرار المجلس إلى طرف في الصراع، الذي أحدث انقسامًا ترك بصمته على خريطة التحالفات الإقليمية في المنطقة، وكذلك بعد الضرر الذي لحق بسمعتها جراء حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقي في قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
ويسلِّط المنتدى الضوء على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وتداعياتها خاصة على القضية الفلسطينية، لاسيما مع اقتراب إعلان ما يُسمَّى بـ"صفقة القرن"، وبالتزامن مع هرولة بعض الدول الخليجية نحو التطبيع مع إسرائيل.
كما يناقش المتحدثون أثر العقوبات الاقتصادية التي أعادت الولايات المتحدة الأميركية فرضها على إيران، والتأثير المتوقع لهذه العقوبات على قدراتها العسكرية ونفوذها الإقليمي.
وستحظى قضية الجريمة السياسية ودور الإعلام في كشفها وحشد الرأي العام العالمي حولها بنصيب من حوارات المشاركين في المنتدى، مستصحبين دور الإعلام في حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
ويختتم المنتدى جلساته باستشراف مستقبل الخليج والشرق الأوسط في ظل إعادة تشكيل خريطة القوة والتحالفات الإقليمية، والتراجع الاستراتيجي لمنظومة مجلس التعاون الخليجي، وسباق التسلح، واستمرار تفجُّر بؤر الصراع التي تعصف بأمن واستقرار المنطقة، وتستنزف مواردها.
يُذكرُ أن منتدى الجزيرة يُعَدُّ أبرز فعالية سنوية تنظِّمها شبكة الجزيرة الإعلامية بمؤسساتها المختلفة، ويحظى باهتمام إقليمي ودولي على مستوى وسائل الإعلام ومراكز الفكر والمهتمين بشؤون وقضايا الشرق الأوسط. ويشارك فيه لفيف من الباحثين والإعلاميين والسياسيين من توجهات ومشارب فكرية وسياسية مختلفة، حيث يجتمعون لتبادل الرأي في القضايا التي تثير اهتمام الرأي العام الإقليمي والدولي، وتُراعَى في نقاشاته قواعد الموضوعية، والتوازن، واحترام الرأي والرأي الآخر، وقد انطلقت دورته الأولى عام 2004.