انفجار القوقاز وتداعياته على النظام الدولي















مقدم الندوة: د. مصطفى المرابط - مدير مركز الجزيرة للدراسات
ضيوف الندوة:
- منير شفيق - كاتب ومحلل
- ماتوزوف فياشيزلاف - محلل سياسي ودبلوماسي روسي سابق 
- كمال الطويل - كاتب عربي مقيم في واشنطن 
تاريخ الندوة: 3/9/2008





مقدمة الندوة








مصطفى المرابط

مصطفى المرابط:

في الوقت الذي كان العالم يتابع فيه عروض افتتاح الألعاب الأولمبية في الصين، كانت هناك عروض أخرى بمنطقة القوقاز، ولكنها من نوع آخر، عروض عسكرية قامت بها القوات الجورجية لاكتساح مقاطعة أوسيتيا الجنوبية باستخدام الدبابات وتحت غطاء قصف جوي مكثف.

وفي رد فعل سريع وفعال تحرك الجيش الروسي لصد القوات الجورجية وطردها من أوسيتيا بعدما تم تحطيم المقدرات العسكرية الجورجية. هكذا نشأت أزمة القوقاز الظاهرية،






منير شفيق
التي لم تقف عند هذا
الحد بل تطورت لتأخذ بعدا إقليميا ودوليا، رأى فيها البعض مقدمات لحرب باردة جديدة، بينما اعتبرها البعض الآخر بمنزلة إرهاصات لحرب عالمية ثالثة.

فما دلالات هذه الأزمة من الناحية السياسية والإستراتيجية؟ وما تداعياتها على منطقة القوقاز، وعلى المحيط الإقليمي، القريب والبعيد، وعلى النظام الدولي برمته؟


لن نقف في هذه الندوة عند الحدث في حد ذاته ولا عند تفاصيله التي






ماتوزوف فياشيزلاف
تسعى للبحث عن الطرف الذي يتحمل
المسؤولية في هذه الأزمة، إنما سننطلق من هذا الحدث للبحث في مغزاه واستنطاق دوافعه وأهدافه.

لا أحد يشك في أن هذه الأزمة غير مسبوقة في منطقة القوقاز، على الأقل منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، كما أنها غير مسبوقة أيضا في تاريخ العلاقات بين روسيا من جهة والولايات المتحدة وأوروبا الغربية من جهة أخرى منذ نهاية الحرب الباردة وانهيار الكتلة الشرقية، وبالتالي فهي سابقة تنذر بتحولات خطيرة قد تقود إلى كوارث، إذا ما امتدت إلى مناطق أخرى كأوكرانيا مثلا. كما أن هذه






كمال الطويل
الأزمة تؤشر على تحول نوعي خطير
في ميزان القوى وفي العلاقات الدولية.

فمما لا شك فيه أن هذه الأزمة ليست هي سبب توتر العلاقات بين روسيا والغرب، فهي بمنزلة النقطة التي أفاضت الكأس، هي الشرارة التي فجرت هذه العلاقة التي راكمت جملة من الضغوط طيلة العقدين الماضيين بعد أن وصلت إلى درجة الاحتقان.


فالغرب لم يعامل روسيا بعد تفكيك الإمبراطورية السوفياتية شريكا يبني معها عالمَ ما بعد الحرب الباردة، بل أخذ يمعن في تأزيم أوضاعها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ويملي عليها شروطَه وسياساته، كما بادر إلى ضم أغلب دول وسط وشرق أوروبا إلى الاتحاد الأوروبي، فضلا عن مساعي واشنطن لتوسيع حلف الناتو لتصبح حدودُه متاخمة للحدود الروسية، دون أن ننسى طبعا سياسة الغرب في منطقة البلقان، التي عملت على إعادة ترسيم خريطة المنطقة من خلال تقطيع الاتحاد اليوغسلافي إلى مجموعة من الدول الوسيطة والصغيرة.


ففي هذا الإطار يمكن قراءة الأزمة المحتدمة بين روسيا وجورجيا، بكونها تكشف عن تحول نوعي في مسار النظام العالمي، يؤشر على نهاية مرحلة اتسمت بهيمنة القطب الواحد وبداية مرحلة تبحث عن صياغة نظام دولي مغاير.


يشير كثير من الباحثين إلى أن النظام الدولي الذي تم إرساء معالمه بعد انتهاء الحرب الباردة لم يكن يستجيب لمتطلبات المرحلة وأسئلتها، وتم تفصيله على قراءة قاصرة ومبسطة لواقع الدول والمجتمعات، وبالتالي فإن خللا بنيويا كان متضمنا في رؤيته الإستراتيجية، لذلك لم يتفاجؤوا بالأزمة في القوقاز، فملامحها كانت تلوح في الأفق في انتظار شرارة الانفجار وتحديد مكانها وزمانها.


ما أسباب وخلفيات الأزمة الروسية الجورجية؟ وما تداعياتها على علاقة روسيا بحلف الناتو والاتحاد الأورروبي والولايات المتحدة الأمريكية؟ هل هي أزمة عابرة أم أنها تؤسس لمرحلة جديدة في النظام العالمي؟ هل نحن إزاء عودة أجواء حرب باردة جديدة؟


هل نحن بصدد الانتقال من نظام دولي أحادي القطبية إلى نظام مغاير؟ وبأي معنى نعد هذه الأزمة نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة؟ هل شروط التحول في النظام الدولي قائمة وناضجة؟ وما ملامح هذه المرحلة؟


هل الأزمة مؤشر على تغير في طبيعة الصراع وانزياحه من مكان إلى مكان آخر؟


ما انعكاسات هذه الأزمة على منطقة الشرق الأوسط عموما والمنطقة العربية خصوصا؟


ما آفاق القضايا العربية الكبرى ومستقبلها في ظل هذا التجاذب الجديد بين روسيا والغرب؟ وكيف يمكن للدول المتوسطة والصغيرة على غرار الدول العربية والإسلامية، التعاطي مع هذه المتغيرات؟