"يجب أن يظل مجلس الخبراء ثوريًّا؛ يجب أن يفكروا بشكل ثوري وأن يعملوا ثوريًّا، عند اختيار قائد المستقبل، وأن يراعوا الله في ذلك. من المحتمل أن يُبتلى هذا المجلس بهذا الامتحان، وعندما يحين وقت الاختيار يجب أن توضع المشاحنات جانبًا، وأن يراعوا الله، وأن يراعوا واجبهم، وحاجة البلاد. على هذا الأساس، سيتم اختيار الزعيم؛ ومن وجهة نظري فهذا أهم واجب في هذه المرحلة وألا يتم التقصير في أداء هذا الواجب. وإلا فسيكون هناك مشكلة في أساس هذه المهمة العظيمة". آية الله خامنئي مخاطبًا مجلس الخبراء.
يعكس هذا الحديث لمرشد الثورة الإسلامية في إيران هاجس انتخاب المرشد القادم، وطبيعة شخصيته وتوجهاته التي ستؤثر دون شك في رسم ملامح شكل إيران في المستقبل. ويبدو جليًّا أن خامنئي يستشعر ضرورة أن يرتب مسألة خلافته قبل وفاته، وهو الذي استطاع أن يدير بلدًا تتلاطم فيه التيارات السياسية، وعانى العزلة والعقوبات بفعل الصدام مع الولايات المتحدة الأميركية، طوال 33 عامًا، ليعود السؤال اليوم ملحًّا وحرجًا بشأن خلافته، والشكل الذي ستكون عليه إيران ما بعد خامنئي.
تظهر أحاديث خامنئي قلقاً بشأن المستقبل (الأناضول) |
والنقاش الدائر في إيران اليوم لا يقتصر على مجلس الخبراء المكلف بمهمة تعيين المرشد القادم بل بات مطروحًا بقوة في الحوزة العلمية في قم والجدال الذي شهدته مؤخرًا بشأن ما يسمى بـ"الحوزة الثورية" والاتهامات للحوزة بـ"العلمانية"، ليعود البحث القديم الجديد بشأن دور رجال الدين في السياسة.
وفيما تتقدم أسماء وتتراجع أخرى في قائمة المرشحين لخلافة خامنئي، لا يمكن إسقاط أهمية وتأثير مراكز القوة والنفوذ (التيارات السياسية، الحرس الثوري، رجال الدين...) على صعيد ترجيح كفة أحد هذه الأسماء على حساب الأخرى.
هذا الأبعاد يناقشها مركز الجزيرة للدراسات في هذه المتابعة التحليلية التي تأتي في ثلاث أوراق بحثية كالتالي:
م | العنوان | الكاتب |
1 | من الثورة إلى الولي الفقيه: من هو آية الله علي خامنئي؟ | د.عماد آبشناس |
2 | المؤسسة الدينية في إيران: جدل التقليد والثورة والدولة | نور الدين دغير |
3 | إيران: تدافُع سياسي لرسم مشهد ما بعد خامنئي | د. فاطمة الصمادي |