إيران والثورات العربية: سرديات بناء المركزية الإيرانية

تبحث هذه الورقة السرديات الإيرانية المتعلقة بـ"الثورات العربية"، ضمن فرضية مفادها أن هذه السرديات تتضافر لتكوِّن في النهاية السردية الإيرانية الكبرى المنصبَّة أساسًا على مركزية التأثير الإيراني في العالم الإسلامي ومستقبله، والتسويق لـ"أحقيتها" في قيادة العالم الإسلامي.
8 نوفمبر 2016
47023ce8f4b04e0a951df02701ed79f6_18.jpg
(الجزيرة)

تناقش هذه الورقة السرديات الإيرانية المتعلقة بـ"الثورات العربية"، ضمن فرضية مفادها أن هذه السرديات تتضافر لتكوِّن في النهاية السردية الإيرانية الكبرى المنصبَّة أساسًا على مركزية التأثير الإيراني في العالم الإسلامي ومستقبله، والتسويق لـ"أحقيتها" في قيادة العالم الإسلامي. 

وترى الورقة أن السرديات الإيرانية تعاملت مع الثورات العربية، كحدث مؤثِّر في تكوين مستقبل المنطقة ورأت أنه يجب أن يكون لإيران دور فيه. وضمن هذه الرؤية قابلت ثورات مصر وتونس واليمن بحماس لم يستمر، وقابلتها في ليبيا بتوجس عقب تدخل الناتو، وواصلت دعم الحالة البحرينية بوصفها "ثورة حق مدعومة إلهيًّا"، في حين أدانت مبكرًا الثورة السورية.وتلاحظ الورقة أن السردية الإيرانية خاصة فيما يتعلق بسوريا، مارست اختزالًا وتجريدًا واضحًا؛ حيث غاب الضحايا عن الرواية الإيرانية. 

تحدد الورقة محاور السرديات الإيرانية، وهي:

  • خطر "تنظيم الدولة".
  • التدخل الخارجي واستهداف المقاومة.
  • مكافحة الإرهاب وإيران الجديدة.
  • المهدوية..حكومة إمام الزمان. 

وتؤكد الورقة أن قضية "المهدوية"، هي قضية محورية في السرديات الإيرانية ومفسِّرة لبعض أسباب التدخل العسكري في الساحات العربية وخاصة في سوريا، وفي هذه المحورية، فإن الحرس الثوري من أدوات بناء الأرضية لظهور "إمام الزمان"، ليصبح حرس "الإمام المنتظر". كما أن إعادة التأطير العقائدي للحرس ومنحه "وظيفة جديدة"، يوسِّع من دائرة عمله وحضوره، ويشرعن لمبررات اتساع نفوذه وتدخله في الساحات الشيعية وغير الشيعية خارج إيران.

على مدى خمسة أعوام، أعقبت انطلاقة الربيع العربي، وإيران تقوم ببناء سردياتها الخاصة نحو هذا التحول، في عملية نسج دؤوبة ومتواصلة، تتعدد صورها وأسماؤها ومستوياتها؛ إذ لا يمكن الحديث عن سردية إيرانية واحدة، وإنما سرديات بمستويات مختلفة. 

ترصد هذه الورقة عددًا من السرديات الإيرانية المتعلقة بـ"الثورات العربية"، وتناقش أبعادها ضمن فرضية مفادها أن هذه السرديات تتضمن ظاهرًا وباطنًا، ثابتًا ومتحولًا قد يبدو متناقضًا في الكثير من جوانبه، لكنه يكون في النهاية السردية الإيرانية الكبرى المنصبة أساسًا على "التفوق والتميز" ومركزية التأثير الإيراني في العالم الإسلامي ومستقبله، والتسويق لـ"جدارتها" و"أحقيتها" بقيادة العالم الإسلامي، وهو ما يرتبط بصورة أساسية بالدور الذي تريد إيران أن تلعبه وتمارس ضغوطًا ليُفسح لها العالم المجال لتلعبه. 

الثورات العربية: سردية الحماس والإدانة 

استقبلت إيران الثورات العربية في مصر وتونس بكثير من الترحيب وكانت تعوِّل كثيرًا على علاقاتها مع الحركة الإسلامية في البلدين، وقرأت في هذا التحول فرصة تاريخية لنسج علاقات قوية مع هذا الدول بقياداتها الجديدة، لكن ردود الأفعال الصادرة عن قيادات إسلامية في مصر وتونس صبَّت ماء باردًا على نار الحماس الإيراني، عندما أكَّدت: لن نكون تكرارًا للنموذج الإيراني (1). في قراءته للثورات العربية في مصر وتونس رأى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي، أن التحركات الإسلامية الأخيرة في العالم الإسلامي "مقدمة لتحول أکبر وسيادة الإسلام"، وأن موقف أتباع أهل البيت يجب أن يكون "دعم هذه التحرکات الإسلامية". وبدا جليًّا السعي للتدليل على وجود طابع أيديولوجي لهذه الثورات، فهي "صرخة احتجاج ضد التبعية والتسلط الغربي". ويبدو ذلك واضحًا في وصف خامنئي، للرئيس المخلوع حسني مبارك، بأنه كان "خادمًا مطيعًا للأميركيين وإسرائيل خلال ثلاثين عامًا"(2)، وتؤكد القراءة الإيرانية على البُعد الإسلامي في هذه التحولات؛ فـ"شعوب المنطقة تريد الإسلام والعزة، وألا يكون لأميركا تأثير في تقرير مصيرهم"(3). 

واعتبر خامنئي الحراك الشبابي في البلدان الإسلامية ضربة مباشرة للمدارس المادية فـ"شباب البلدان الإسلامية، ومن أجل الوصول لآمالهم وطموحاتهم، راحوا يميلون اليوم إلي التعاليم الإسلامية بدل المدارس المادية". وأرجع ذلك إلى "نضال الشعب الإيراني". ووصف خامنئي الثورة في مصر وتونس وليبيا والبحرين واليمن بأنها "من الألطاف الإلهية" يجب أن "تُنهي تمامًا هيمنة الأعداء الرئيسيين: الصهاينة والأمريكان"(4). 

تعاملت السرديات الإيرانية مع الثورات العربية، كحدث مؤثِّر في تكوين مستقبل المنطقة يجب أن يكون لإيران دور فيه، فـ"المستبدون المعتمدون على أمريکا والغرب يتساقطون الواحد تلو الآخر، ومستقبل الشعوب أمام احتمالات متنوعة، وينبغي رصد هذه الاحتمالات بشکل دقيق"(5). وهذا الرصد يبدو ضرورة ملحَّة لتعيد إيران طرح مفهوم الديمقراطية الدينية للشعوب المسلمة ومشروع الخميني في إقامة نظام حکم، بهدف "ملء الفراغ الموجود بخصوص الاتجاهات المستقبلية لهذه الأحداث". و"الديمقراطية الدينية" التي يتحدث عنها خامنئي "يمکن أن تملأ فراغات مستقبل التطورات في المنطقة، ويجد ذلك طريقه من خلال التبشير بالنموذج الثوري الإيراني، والدعوة إلى نظام "حكم الشعب الديني". 

توقَّع التيار الأصولي وقوع زمام الأمور في التطورات الجارية في المنطقة بيد النخبة الدينية كاحتمال وارد، لکنه لم يُسقط من قراءاته احتمالات "عودة عملاء الأنظمة الديکتاتورية السابقة بظواهر مختلفة"، وما يسميه "الخطر الکبير جدًّا المتمثل بقيام أنظمة تابعة للغرب تحت غطاء الديمقراطية والحرية"(6). يقر خامنئي بأن نهضة الشعوب ترتبط بظروفها الجغرافية‌ والتاريخية‌ والسياسية والثقافية الخاصة ببلدانها، ولا يمكن أن نتوقع أن يحدث في مصر أو تونس أو أي بلد آخر ما حدث في الثورة الإسلامية الكبرى بإيران قبل أكثر من ثلاثين عامًا، ولكنه يتحدث عن مشتركات. وكان واضحًا النظر باهتمام شديد للثورة في مصر(7) ، وما يمكن أن تتركه ثورتها من تأثير في المحيط العربي وعلاقات إيران مع شمال إفريقيا. 

ظهرت القراءة الأيديولوجية للثورات العربية واضحة المعالم في الخطاب الأصولي الإيراني؛ فالثورات العربية مقدمة لـ"صحوة إسلامية، تحمل رُوحية الثورة الإسلامية الإيرانية وتواصلًا لصمود الشعب الإيراني خلال 32 عامًا"؛ وهو ما عبر عنه خامنئي في كلمته أمام مؤتمر دولي للصحوة الإسلامية، عُقد في طهران عام 2011؛ حيث قال: "الانتفاضات العربية استلهمت من الثورة الإسلامية الإيرانية مفاهيمها ومعانيها"(8). ويعيد خامنئي التأكيد على مقولة: "حُكم الشعب الديني" محذِّرًا شعوب المنطقة من الخلط بين "الديمقراطية الإسلامية التي تُعلي من مكانة القيم وتلتزم بالخطوط الإسلامية، والديمقراطية الغربية المعادية للدين"(9). لكن الحماس الذي قابلت به إيران "الصحوات الإسلامية" في عدد من الدول، لم ينطبق على سوريا، وكان هذا الموقف محورًا لخلاف عميق بين الجمهورية الإسلامية والإخوان المسلمين في مصر. 

جاءت هذه القراءة الإيرانية الرسمية المبكرة للثورات الشعبية، قبل أن تتضح نتائجها سواء تلك التي أطاحت بالنظام أو تلك التي لم تكتمل بعد، لكن رسائل تحذيرية وجهها خامنئي: من الخطأ الظن بأن سقوط الأنظمة هي النتيجة المطلوبة، فـ"النظام العميل لا يسقط بخروج المكشوفين من رموزه. لو حلَّ محلَّ هذه الرموز أشخاص من بطانتهم لم يتغير شيء، بل إنه الشَّرَك الذي يُنصَب أمام الشعب". 

وقدَّم الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، تحليلًا للثورة في مصر وتونس(10) ، اعتمد أساسًا على الأوضاع السياسية والاجتماعية التي سادت البلدين، وأرجع ذلك في تونس إلى الديكتاتورية والاستبداد والموقف المعادي للدِّين، أما في مصر فأرجع الأسباب إلى فساد نظام الحكم وتبعيته للخارج. وتوقف خاتمي عند تاريخ مصر وتمدنها، ورأى أن لهذه المسألة أثرًا كبيرًا في الثورة المصرية، وأنها من هذا الجانب تقف صنوًا لإيران. 

ودلَّل خاتمي على ذلك من خلال الحديث عن مكانة إيران ومصر بالنسبة للعالم الإسلامي، وقال: إنهما يمثِّلان "جناحي العالم الإسلامي"، ومن دون أيٍّ منهما لن يتمكن العالم الإسلامي من التحليق، وإنهما تملكان تمدنًا وحضارة تعود إلى آلاف السنين، وتضم كلٌّ منهما مركزًا فكريًّا إسلاميًّا، "إذا كان لإيران كفؤ فهو مصر، وإذا كان لمصر نظير فهو إيران". ويتحدث محمد خاتمي عن وجوه مشتركة في كل الحركات الإسلامية (إسلاميو إيران وإسلاميو مصر)، مثل العودة إلى الذات، من الناحية الدينية والوطنية، ومواجهة التبعية والاستعمار وسُلطة الغرب، ومواجهة الظلم. ويتحدث خاتمي عن أثر الأوضاع الاقتصادية المتردية في تأجيج الثورة في مصر، لكنه يرى أن "التحقير" هو السبب الرئيسي، وأن منبع هذا التحقير هو الاستبداد. ومبكرًا حذَّر خاتمي الإسلاميين في مصر من تقديم نموذج متطرف باسم الدين، كما حذَّر الحركة الوطنية عمومًا من التفريط والركون إلى نموذج غربي يشكِّل انقطاعًا مع الإسلام، إن المصريين يحتاجون اليوم إلى نظام يشبه نظامنا الإسلامي(11). 

من التأييد إلى النقد والتقريع 

بقيت إيران تحاول مدَّ جسور العلاقة مع الإخوان رغم الخلافات التي بدأت تظهر إلى السطح على خلفية عدَّة قضايا في مقدمتها الموقف من الثورة السورية. أبدت إيران رغبة في إحداث ربط بصورة أو بأخرى بين النموذج الإيراني الثوري والإخوان، وجاء تصريح الدكتور علي أكبر ولايتي، وزير الخارجية الإيراني الأسبق والمستشار الأعلى لمرشد النظام الإيراني علي خامنئي، في هذا السياق حين أكد أن الإخوان المسلمين هم الأقرب إلى طهران بين كافة المجموعات الإسلامية(12). لخص موقف نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الإخوان المسلمين بقوله: "نحن والإخوان أصدقاء، ونقوم بدعمهم، وهم الأقرب إلينا عقائديًّا بين كافة الجماعات الإسلامية"(13) إن المصريين يحتاجون اليوم إلى نظام يشبه نظامنا الإسلامي (ولاية الفقيه)، لكن ردَّ الجماعة بالرفض كان حاسمًا على هذا الصعيد؛ فـ"مصر لها ظروفها وسياساتها الخاصة، ولا تتبع سياسات أي دولة"(14). 

وبعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي قدَّمت إيران نقدًا لأداء الإخوان وحمَّلته مسؤولية الانقلاب الذي حدث في مصر "الشعب المصري حضر خلال السنة الأخيرة عدَّة مرات إلى صناديق الاقتراع وصادق على الدستور، لكن الذين تولَّوا زمام الأمور في مصر لم يكن لهم أداء مناسب ما مهَّد للانقلاب"(15). 

وأخذ إمام جمعة طهران، أحمد خاتمي، على إخوان مصر أنهم "دعموا التكفيريين أو سكتوا عنهم بدلًا من الدعوة إلى وحدة العالم الإسلامي". كما أن "هؤلاء أخطؤوا في تحديد الصديق من العدو فتعاملوا مع إيران بجفاء وزادوا من الترويج لِرُهاب إيران ورُهاب الشيعة"(16). 

إن ما ميَّز القراءة الإيرانية، رغم ارتباكها وتناقضها، أنها بقيت محافظة على بُعدها الأيديولوجي، ومصرَّة على أن "الشعوب العربية تحتاج" النموذج الإيراني وتطبيق "حكم الشعب الديني". وترى أن فشل الإخوان المسلمين في مصر مردُّه إلى "رفضهم الإصغاء لنصائح مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي". وخرجت هذه القراءة من على منابر صلاة الجمعة(17) حين دعا خطيب جمعة طهران، آية الله أحمد خاتمي، إلى ضرورة قيام الإخوان المسلمين بإصلاح فكرهم السياسي والديني؛ فـ"ضعف الأداء" هو ما أوجد الأرضية وسهَّل للجيش الإطاحة بمرسي(18). وتحدث آية الله إمامي كاشاني في خطبة أخرى عن "المصيبة التي ألمَّت بمصر" مُرجعًا سببها إلى "غياب نظام ولاية الفقيه"(19) ، وبينما كان أئمة المساجد يقدِّمون "وصفة العلاج" للشعب المصري، انشغلت الصحافة الإيرانية باستعادة تصريحات خامنئي المبكرة حول مقولات "حكم الشعب الديني"، وتحذير شعوب المنطقة من الخلط بين "الديمقراطية الإسلامية التي تُعلي من مكانة القيم وتلتزم بالخطوط الإسلامية، والديمقراطية الغربية المعادية للدين (20). 

في البداية، وقعت إيران في شباك ردِّ فعل "انتقامي" احتفى على استحياء أحيانًا، وبوضوح أحيانًا أخرى بـ"سقوط الإخوان"؛ فإيران لم تنسَ لمرسي خطابه الذي تحدَّى المنظومة الفكرية الشيعية في عقر دارها، ووجَّه النقد إلى دور الجمهورية الإسلامية في سوريا خلال زيارة إلى طهران لم تتجاوز الساعات الأربع تجنَّب خلالها مقابلة مرشد الثورة، علي خامنئي. وغلبت نبرة تبريرية على القراءة العجولة لما حدث في مصر؛ فمرسي لم يتخذ "موقفًا متشددًا من إسرائيل كما كان متوقعًا، وتراجع عن مبادرته لحل الأزمة في سوريا سلميًّا، وارتكب الكثير من الأخطاء"، وتجاوز ذلك إلى وصفه بـ"قلَّة الكفاءة والغرور"(21). ونشرت وكالة فارس للأنباء تحليلًا للخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط، "محمد رضا مرادي"، نقض فيه محاولات المقاربة بين ما حدث في فنزويلا والإطاحة المؤقتة بشافيز وما حدث في مصر، ونصح مرادي الإخوان بـ"القبول بالأمر الواقع وإقناع أتباعهم بالانسحاب من الشارع إذا أحبُّوا البقاء في العملية السياسية؛ إذ ليس بمقدور الحركة الصمود أمام أكثرية الشعب المصري"، لكنه قال: "بالطبع من المحتمل أن يكون الإخوان المسلمون قد وصلوا إلى هذه النتيجة، وما إصرارهم على البقاء في الشارع إلا كأداة للضغط والحصول على تنازلات من الجيش في أي تفاوض مستقبلي محتمل(22). 

تلك الاندفاعة المرحِّبة بشكل أو بآخر أعقبها توقف وتراجع إلى الخلف، وإعادة قراءة المشهد بصورة أخرى؛ فما يحدث في مصر يعطي مؤشرات كبيرة على ترتيبات سياسية تعيد تشكيل محور الاعتدال العربي بصورة لن تصب في مصلحة إيران. ورغم أنه لم يغيِّر من لهجته المليئة بلوم حركة الإخوان، بدأ الرصد الإيراني يأخذ اتجاهًا متوجسًا تجاه الفرصة التي أصبحت تهديدًا، وما كانت تسميه "الصحوة الإسلامية" يتحول اليوم إلى أرقٍ يقضُّ مضاجع الأمة الإسلامية. 

كانت إيران تعوِّل على علاقات جيدة مع مصر، وكانت ترى في الإسلاميين طرفًا "كفؤًا" لعلاقات استراتيجية مؤثِّرة، تعزِّز بصورة أو بأخرى النفوذ الإيراني في إفريقيا. لكن الانقلاب العسكري يعني تحكم الجيش في مسار الأمور ومستقبل العلاقة، وهو الجيش الذي وقف على مدى ثلاثين عامًا وأكثر من القطيعة بين إيران ومصر ضد تحسين العلاقات، بل ولعب دورًا كبيرًا في إجهاض كل محاولات التقارب التي قام بها مفكِّرون حينًا وحزبيون وسياسيون من كلا الجانبين حينًا آخر. 

وبعد أن هدأت فورة "الاحتفاء" بسقوط مرسي، بدأت تتعالى الأصوات الإيرانية المحذرة من تبعات حالة سياسية يقوم بصياغة ملامحها الجيش بالتعاون مع القوى العلمانية وتحاول نزع صفة "الإسلامية" عن مصر. 

وبعد أن كانت الثورة في مصر وتونس وليبيا والبحرين واليمن توصف في إيران بأنها "ألطاف إلهية" يجب أن "تُنهي تمامًا هيمنة الأعداء"، لاحقًا جرى التوجس من نتائجها في عدد من الدول وظهر هذا التوجس واضحًا في رسالة وجَّهها القيادي الإيراني، حبيب الله عسكر أولادي، إلى الإخوان المسلمين، ونشرتها صحيفة "رسالت"، ويميل عسكر أولادي إلى إرجاع الأزمة في مصر إلى السذاجة السياسية التي تعامل بها الإخوان مع الولايات المتحدة الأميركية حين أسقطوا الحذر منها. ويرى عسكر أولادي أن أزمة الإسلاميين ستتعدى حدود مصر إلى تركيا ودول أخرى مما يقتضي مراجعة للمسار الذي سلكه الإخوان والأخطاء التي ارتكبوها خلال الفترة الماضية(23). 

وتعاملت إيران بتوجس مماثل تجاه مجريات الثورة الليبية مع تدخل الناتو، وبدأ وصف الثورة التي لم تكتمل أو "الثورة التي وقفت في منتصف الطريق" يلاحق ثورات: مصر وتونس وليبيا واليمن، وخرجت تحليلات إيرانية لتفسير ذلك، كانت كالآتي(24): 

في تونس: اصطدم قادة الثورة ببعضهم، وتخلَّوا عن أهداف الثورة، وعادت الشكوى من المشكلات التي طالما عانت منها تونس. 

في ليبيا: أدخل تدخل الناتو البلاد في فوضى، لدرجة أنه لايمكن تعداد أي منجز للثورة بل وصلت أوضاع ليبيا إلى أسوأ مما كانت عليه بكثير. 

في اليمن: غياب الوحدة عن صفوف الناس، وتعدد التوجهات جعل من الصعب على اليمنيين أن يضعوا حدًّا لنظام صالح الديكتاتوري، لاحقًا كانت إيران تستثمر علاقاتها مع الحوثيين الذي انقلبوا على الحكومة الشرعية وسيطروا على صنعاء ليدخل اليمن في حلقة جديدة من العنف. 

في مصر: جرى الانقلاب على أول رئيس منتخب عقب عام على انتخابه، جرى الالتفاف على مطالبات ثورة 25 يناير/كانون الثاني. 

أما النقاط المشتركة بين جميع هذه الثورات، وفق التحليلات الإيرانية، فهي "أن هذه الثورات وإن كانت تتنوع من حيث مطالباتها إلا أنها تفتقد جميعًا إلى القيادة الموحدة. وهو ما يثبته كل الثورات التي انتصرت والتي كانت تتبع لقيادة واحدة، وفي إيران لولا قيادة الخميني لما تمكَّن الثوار من رفع علم الثورة...أما استمرار ثورة إيران إلى اليوم فيعود إلى ولاية الفقيه...ولولا ولاية الفقيه لكان وضع إيران أسوأ من وضع العراق ولآلت أمورها بصورة مشابهة لما آلت إليه الأمور في مصر"(25).  

(الجزيرة)

البحرين: العون "الإلهي"

"ثورةُ حقٍّ وفي مكانها" هو التوصيف الأكثر شيوعًا في إيران لاحتجاجات البحرين التي اندلعت في فبراير/شباط 2011. وخلال السنوات الماضية كان الخطاب الإيراني يتراوح بين نفي التدخل الذي صدر أكثر من مرة على لسان مرشد الثورة وبين التهديد الذي وجَّهه قائد فيلق القدس قاسم سليماني لحكومة البحرين. 

في واحدة من خطب الجمعة (في الثالث من فبراير/شباط 2012) قال خامنئي: إن "ثورة البحرين ستنتصر بعون إلهي...واتهامنا بالتدخل كذب محض...لو تدخلنا لكان الأمر مختلفًا"(26). وعاد مرشد الثورة ليؤكد عدم التدخل بعد سنوات في حديث بمناسبة عيد الفطر (في يوليو/تموز 2016): "نحن ننصح ولا نتدخل"(27). 

وفيما كان خامنئي يصف قرار الحكومة البحرينية بإسقاط الجنسية عن المعارض البحريني، الشيخ عيسى قاسم(28)، بـ"الأحمق"(29)، كان الجنرال سليماني يحذِّر حكومة البحرين من أنها على موعد مع "الثورة المسلحة في حال مسَّت بعيسى قاسم"(30). وكان تهديد سليماني يحمل رسالتين:

1. أن احتجاجات البحرين لن تبقى سلمية.

2. أن شيعة البحرين لن يبقوا بلا دعم خارجي مؤثِّر(31). 

بينما مارست بعض المراجع الدينية الإيرانية البارزة الاحتياط في التعليق والتعامل مع مجمل الثورات العربية، فإنها وقفت موقفًا صريحًا وداعمًا لاحتجاجات البحرين(32). وفي ذات الوقت نظر آية الله صافي گلپايگاني (وهو مرجع تقليد معروف) إلى تظاهرات البحرين بأنها تأتي مماثلة لثورات مصر وتونس واليمن وليبيا...لكن الاستعمار الغربي وعبر حكومات المنطقة تدخل لوقف هذه الثورة. وانتقد آية الله سبحاني "صمت منظمة المؤتمر الإسلامي وعدم دفاعها عن أهل البحرين". 

وتحمل التوجهات الإيرانية نحو البحرين خليطًا من العناصر المؤثِّرة، لعل أهمها: النظرة التاريخية والمذهب، فضلًا عن السياسة التقليدية الإيرانية تجاه الأعداء والأصدقاء والبيئة والذهنية الحاكمة. لا تقرأ إيران علاقتها بالبحرين بعيدًا عن القوة الناعمة التي تبنيها هناك(33). ويبدو اتساع أو تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة مرهونًا بالشكل الذي ستستقر عليه التحالفات الجديدة (الصداقات والعداوات) في المنطقة، وفي مقدمة ذلك العلاقة القائمة حاليًّا بين إيران والعراق، والعلاقة المتوقعة بين إيران والبحرين. ويرتبط ذلك بصورة كبيرة بتراجع التهديد الدولي وفي مقدمة ذلك التهديد الأميركي(34)؛ وهو ما حقَّقه بصورة جلية الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1). وبناء على ذلك، فالحدث البحريني ذو أهمية عالية لصانع القرار الإيراني سواء على صعيد الطرح الأيديولوجي أو على صعيد المصالح. 

تُجمع التحليلات الإيرانية على أن "سقوط النظام في البحرين من شأنه أن يفتح المجال لمجيء حكومة شيعية مما يقود إلى تقوية موقع إيران وإضعاف موقع السعودية ودول مجلس التعاون ووضع عقبات أمام القواعد الأميركية في المنطقة"(35)، وهو ما سيعزِّز العُمق الاستراتيجي لإيران. 

وتحمل السياسة الإيرانية تجاه البحرين خصوصية واختلافًا عن سياستها تجاه باقي الدول العربية، فهي من ناحية تشكِّل تحديًا أمنيًّا بالنسبة لإيران في منطقة الخليج وهو التحدي المرتبط بوجود قواعد غربية، ويزيد من التحدي وجود قوات سعودية في البحرين التي تنظر إليها إيران بوصفها "بلدًا شيعيًّا"، وهو ما ضَمِنَ حالة من التعاطف الشديد داخل إيران تجاه احتجاجات البحرين(36). 

إن الربط الذي تجريه إيران في علاقتها بـ"البحرين" يجعل من الصعب أن تتعامل مع الوضع فيه كمراقب، وعكست معظم المقترحات التي قُدمت في النقاشات والأوراق البحثية حول قضية البحرين، مطالبات بوضعها فورًا ضمن الحلقة الأمنية للحدِّ من نفوذ اللاعبين الإقليميين والدوليين، وتقديم الدعم الأيديولوجي ضمن رؤية استراتيجية بعيدة المدى تكون قادرة على الوقوف في وجه التهديدات الأمنية المحتملة للأمن القومي الإيراني(37).  

وتدور معظم المقترحات الإيرانية، التي صدرت عن أوراق بحثية ومؤتمرات وورش عمل وُجِّهت لصانع القرار فيما يتعلق بالبحرين، حول التالي:

  • ضرورة دعم موجة الصحوة الإسلامية في البحرين ومساندة التحول الديمقراطي، لأن الديمقراطية العددية من شأنها أن تمكِّن الشيعة من حُكم البحرين(38).
  • على إيران أن تثبت لدول مجلس التعاون من خلال سياستها الخارجية أن النظام الأمني لهذا المجلس بدون مشاركة إيران والعراق معيب وبلا محتوى.
  • على الجمهورية الإسلامية أن تسعى لإقناع شعوب دول الخليج بأن مجلس التعاون تشكَّل في ماهيته ليكون ضد إيران بقيادة السعودية ودعم غربي(39).
  • ضرورة تقديم الدعم المعنوي والمادي لشيعة البحرين. 

الثورة التي حاربتها إيران 

لم تُقابَل الثورة السورية بالحماس الذي قوبلت به الثورات العربية الأخرى من قبل الحكومة الإيرانية، وأخرجها الخطاب الإيراني سريعًا من نطاق الثورات التي وصفها بالمقدمة لـ"صحوة إسلامية"، ومارس نوعًا من الزهو كونها "تحمل رُوحية الثورة الإسلامية الإيرانية وتواصلًا لصمود الشعب الإيراني"(40). وبينما كانت أصوات إيرانية(41) تتخذ من ثورة تونس ومصر على وجه التحديد مدخلًا للتأكيد على مقولة: "حُكم الشعب الديني" والتحذير من الخلط بين "الديمقراطية الإسلامية التي تُعلي من مكانة القيم وتلتزم بالخطوط الإسلامية، والديمقراطية الغربية المعادية للدِّين"، كانت الأصوات ذاتها تهاجم ثورة السوريين وتحذِّر من تبعاتها (42). 

لم تتوانَ إيران، ممثَّلة بالمرشد الأعلى للثورة، ومسؤولي الحكومة والقادة العسكريين والنواب والمرجعيات الدينية عن الإعلان عن موقف مؤيد للحكومة السورية منذ بداية الثورة. وصاغ النظام الإيراني رواية تعيد في جزء منها إنتاج الرواية الرسمية السورية، مع سعي واضح لإضفاء البُعد الإيراني في الفهم والتقييم. وركزت إيران من خلال إعلامها وفضائياتها على مجموعة من العناوين، أهمها:

  • الثورة في سوريا لا تملك شرعية الثورات العربية الأخرى.
  • الثورة في سوريا مرتبطة بالخارج وهدفها المساس بمواقف سوريا المقاوِمة.
  • الحكومة السورية تُحكم السيطرة على الأوضاع ولن يكون مصير نظام الحكم فيها مشابهًا لما جرى لنظام زين العابدين بن علي ومبارك والقذافي.
  • استخدمت السردية الإيرانية في توصيفها للحالة في سوريا، مصطلحات مماثلة للمصطلحات التي استخدمت في مواجهة حالة الاحتجاج التي شهدتها إيران عقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009، ومن هذه المصطلحات: "الفتنة"، "العمالة"، "المخطط الخارجي".
  • بدأ الدعم الإيراني لنظام الأسد سياسيًّا دعائيًّا في البداية وما لبث أن تحول إلى دعم مالي عسكري، وهو ما ظهر عقب تسرُّب تقرير تحدث عن مساعدة عاجلة لسوريا بلغت 600 مليون دولار، لمنع انهيار الاقتصاد السوري.
  • بدأ الدعم العسكري الإيراني في البداية من خلال من أطلقت عليهم إيران: "مستشارين عسكريين"، ثم اتسع ذلك الدعم بمشاركة مباشرة من قوات الحرس الثوري الإيراني (فيلق القدس) في قمع المحتجين في سوريا، ولاحقًا من خلال ميليشيات شيعية مسلحة (أفغانية، وباكستانية، وعراقية) تتبع للحرس الثوري. 

السردية الولَّادة: سردية مرشد الثورة 

كانت سردية مرشد الثورة هي السردية الأم التي تولدت عنها باقي السرديات الإيرانية، بدرجات متفاوتة، وتبعًا لكل حالة.

ويُلاحَظ أن خطاب مرشد الثورة الإسلامية، تجاه الثورة في سوريا بدأ بالإدانة والتشكيك(43) ، وتعمَّد التجاهل لاحقًا(44) ، ثم العودة لتكرار السردية الأولى القائمة على الإدانة والتجريم لهذه الثورة. 

وضمن هذه السردية، فإن:

  • الهدف الأصلي للمخطط الأميركي في سوريا، هو توجيه ضربة لخط المقاومة في المنطقة، لأن سوريا تدافع عن المقاومة الفلسطينية، والمقاومة اللبنانية.
  • إيران تدافع عن أية إصلاحات تصب في مصلحة الناس وتخالف التدخل الأميركي والدول التابعة لها، في الشأن الداخلي لسوريا(45).
  • ما يجري في سوريا "انحراف" وحرب بالوكالة(46) ، أمَّا في البحرين فهي "ثورة حق وفي مكانها"(47).
  • إيران تتعاون مع كل من يحارب الإرهاب في سوريا ولبنان والعراق، وتحارب الصهيونية أيضًا(48). 

ومن الواضح أن الأسئلة المطروحة بقوة حول أخلاقية الدعم الإيراني لنظام الأسد وتناقض الطروحات الإيرانية، هي نقطة قلق وتحد لصاحب السردية الأم، ويدرك أنها نقطة جوهرية، ولذلك أفرد لها مساحة كبيرة من ردوده في خطبه ولقاءاته، وقام بعملية تفكيك مقصود للموقف من الثورة السورية، والحالات الأخرى للثورة تبعًا لمعطيات تخص كل حالة، وفي عملية التفكيك هذه وفق الجدول الذي نُشر على الموقع الرسمي لخامنئي فقد جرى الإبقاء على "دعم الثورات" والإصرار على مصطلح "الصحوة الإسلامية" مع تخصيص دون تعميم، لبناء حالة من الانسجام والاستمرارية لما تطرحه إيران من شعارات. 

ولإزالة حالة التناقض تم إقصاء الثورة السورية من قائمة الثورات، وإخراج أهلها من قائمة "المستضعفين"، وأُفرغت من المحتوى الذي يجعل من الممكن توصيفها بـ"الثورة"، وحلَّ محل ذلك صفات مغايرة من مثل: الانحراف، الفتنة، العمالة، الحرب بالوكالة، وغيرها من الصفات التي تجعل من مهمة إيران على هذا الصعيد أقل صعوبة. 

السؤال

الجواب الكلي

1- ما الجذور التي شكَّلت الصحوة الإسلامية؟

إحياء العزة والكرامة الإنسانية في ظل الإسلام.

2- لماذا تُعتبر الانتفاضات الإقليمية إسلامية؟

الأمة الإسلامية ترى العدالة والحرية وحكم الشعب ضمن الإطار الإسلامي وليس المدارس الأخرى.

3- ما استراتيجية الأعداء لمواجهة الصحوة الإسلامية؟

  • إيجاد الخلاف بين المسلمين.
  • مصادرة الثورات.
  • محاكاة الثورات في إيران وسوريا.
  • تجريد العلماء من مرجعيتهم الفكرية.

4- ما الأصول التي تستند إليها ثورات المنطقة؟

  • إحياء وتجديد العزة والكرامة الوطنية.
  • الوقوف في وجه الاختراق والهيمنة ورفع راية الإسلام.

5- ما دور "الخواص" في قيادة هذه الثورات؟

إيجاد الفكر: الخطاب والتيار الفكري الجامع.

6- ما الأهمية التاريخية للصحوة الإسلامية؟

إن الطريق الذي نسير فيه، طريق من شأنه أن يغيِّر تاريخ العالم، وهندسة العالم سياسيًّا.

7- ما العلاقة بين "الصحوة الإسلامية" وحركة "وول ستريت"؟

إن الشباب في وول ستريت، استلهموا حركتهم من الشباب في مصر وتونس ومجاهدي حزب الله وحماس.

8- هل ثورات المنطقة هي مؤامرة أميركية؟

لم تجد أميركا أفضل من مبارك وابن علي، ولن تحشد الشعوب في الشارع لتغييرهما.

9- أيهما أهم: الأحزاب أم الناس؟

إن أهم عنصر في هذه الثورات، هو المشاركة الواقعية للناس في ميدان المقاومة والجهاد.

10- ما أولويات الثورات التي أُنجزت؟

بناء نظام يقوم على المبادىء الإسلامية.

11- کيف ينبغي فهم المسار الصحيح للنهضة الإسلامية؟

يُفهم هذا من خلال موقفها من القضية الفلسطينية.

12. ما آفاق الصحوة الإسلامية؟

الهدف النهائي يجب ألا يكون أقل من "خلق الحضارة الإسلامية الرائعة"

13. ما دور الثورة الإسلامية في تشكيل الصحوة الإسلامية؟

عرض جدوى حكم الشعب الديني والتقدم العلمي والاقتصادي والسياسي في ظلِّه للمسلمين.

14- ما علاقة اقتراح التفاوض من طرف الولايات المتحدة بمجريات"الصحوة الإسلامية"؟

لِبَثِّ اليأس في نفوس المسلمين.

15- ما تجارب الثورة الإسلامية في إيران، التي من الممكن أن تساعد النهضة الإسلامية في البلدان الأخرى؟

التوكل على الله، وحسن الظن بالوعد الإلهي بالنصر المؤكد، وإعادة قراءة الأصول الثابتة للثورة.

 

16- ما موقف إيران من نهضات "الصحوة الإسلامية"؟

إعلان القناعة والإلتزام بانتفاضات الأمم، ووحدة وأُخوَّة المسلمين، والجهاد الإسلامي.

17- هل ما يحدث في سوريا ثورة؟

واقع ما يحدث في سوريا أنه حرب بالوكالة ضد محور المقاومة، ولمصلحة الكيان الصهيوني.

18- ما الحل في سوريا؟

  • نؤيد الشعب السوري، ونعارض أي وجه للتحريض والتدخل الخارجي.
  • أي إصلاحات في سوريا يجب أن تتم بواسطة الشعب السوري وبطرق وطنية.
  • يجب وقف إرسال السلاح للمجموعات غير المسؤولة.

20- هل تريد إيران تصدير نموذج ولاية الفقيه؟

هذه أكاذيب تُمارَس منذ 30 عامًا لعزل إيران عن باقي العالم الإسلامي؟

20- هل تدعم إيران الثورة في البحرين لأنها شيعية؟

إن أكبر خدمة تُقدَّم للأعداء هي تأييد تحرك عام ضد الاستبداد من منطلق شيعي وسُنِّي.

وشيئًا فشيئًا كانت السرديات الرسمية الإيرانية تسيطر على مجمل الموقف من سوريا، وتلاشت الأصوات القليلة التي شهدتها الساحة الإيرانية في بداية الثورة السورية، وقدمت سردية ترفض السردية الرسمية وطالبت الحكومة الإيرانية بمراجعة موقفها من الثورة في سوريا(49)، وحذرتها من "الوقوف في مواجهة الإرادة الشعبية" في ذلك البلد. وجاءت هذه الدعوات من أكاديميين بارزين ودبلوماسيين سابقين. وجادلت هذه الأصوات بأن إصرار نظام البعث وأبواقه على وصف حالة الاحتجاج بـ"الفتنة"، هو في حقيقته تمهيد لفتنة كبرى تمهِّد الطريق للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا. وبشكل محرج للحكومة الإيرانية جرى التوقف عند شعار الثوار السوريين: "الله، سوريا، الحرية"، ومقارنته بـشعار البعث: "الله، سوريا، بشار"(50)، وجرى توجيه نقد حادٍّ للصمت الإيراني في مواجهة الشعار الإلحادي: "لا إله إلا بشار"(51) ؛ فالنظام يوجِّه "العنوان الإسلامي لقمع المعارضين، ويبرهن على ذلك بالرفض الشديد الذي أبداه النظام الإيراني لشعار: "لا غزة.. لا لبنان" بوصفه شعارًا يتناقض مع الرُّوح الإسلامية، لكن يصمت أمام الشعارات الإلحادية للنظام السوري"(52). 

التدخل العسكري: الإنكار الذي لم يستمر 

تقصَّدت إيران أن تنحت مصطلح "المستشارين" لتنفي بدايةً تدخلها العسكري في سوريا؛ فالموجودون وفق الرواية الإيرانية في البداية هم مستشارون عسكريون دخلوا سوريا لتقديم المساعدة للحكومة السورية التي طلبت ذلك. لكن هذا الرواية بدأت تتراجع شيئًا فشيئًا، وبدأت أسماء قادة كبار تابعين للحرس الثوري تتردد عقب مقتلهم في سوريا، ومناطق أخرى. 

ويمكن من خلال التصريحات التي صدرت عن كبار القادة العسكريين تشريح وفهم أسباب التدخل الإيراني في سوريا، ويأتي في مقدمة ذلك المصالح الإيرانية. 

في فبراير/شباط 2013، تحدَّث مهدي  طائب رئيس مؤسسة "عمار" أن سوريا هي المحافظة الخامسة والثلاثون لإيران، وأنها محافظة استراتيجية مهمة، وأنها تتقدم في أولوية الدفاع عنها على محافظة خوزستان، لأننا نستطيع استرجاعها إذا فقدناها لكننا لن نستطيع استرجاع سوريا إذا ضاعت من أيدينا، وسنخسر طهران أيضًا(53). 

في إبريل/نيسان 2014، تحدَّث العميد حسين همداني عن أهمية دعم سوريا لمجموع المنافع الإيرانية، وما لبثت وكالة فارس أن حذفت التصريحات لكن مواقع عدَّة تلقفتها ونشرتها، واعتبر همداني أن "منافع الثورة الإسلامية في سوريا هي التي تجعل إيران تقاتل هنا"، ووصفها بـ"الدفاع المقدَّس"، ووفقًا لتصريحاته فإن 42 فرقة و128 كتيبة مكونة من سبعين ألفًا من الشباب الإسلامي من العلويين والسُّنَّة والشيعة تشكِّل قوات التعبئة تأخذ على عاتقها أمن المدن والقرى السورية، وهناك 130 ألف بسيجي مدرَّب ينتظرون الإذن للذهاب إلى سوريا(54). 

في منتصف مايو/أيار 2014، قال محمد إسكندري، قائد الحرس الثوري في منطقة ملاير: "قتالنا اليوم في سوريا هو قتال ضد أميركا على التراب السوري، وأكَّد وجود 42 لواء و138 كتيبة مجهزة لقتال العدو"(55). 

وفي مارس/آذار 2016، أعلن العميد علي آرسته، منسق القوات البرية في الجيش الإيراني، انضمام قوات برية خاصة من اللواء 65 وقوات من ألوية أخرى للقتال في سوريا(56), وما لبث أن نُشر خبر مقتل محسن قوطاسلو من هذه القوات في سوريا. 

ومن أكثر الروايات اللافتة حول الطريقة التي تدخلت بها إيران في سوريا تلك التي وردت في الكتاب التأبيني في ذكرى مرور عام على مقتل القائد همداني في سوريا(57) ؛ إذ يقدِّم همداني شهادته ذاكرًا أن قرار التدخل العسكري جاء بتوصية من الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بعد أن قدَّمت له إيران خطة تتضمن جوانب ثقافية وسياسية واقتصادية، وكان مما أبلغه الجنرال، قاسم سليماني، لهمداني ضرورة موافقة نصر الله على الخطة. يورد همداني نقلًا عن نصر الله: القضية العسكرية والأمنية الأولوية الوحيدة، يجب إخراج بشار الأسد والنظام السوري من هذا المستنقع. بعد ذلك نقوم بتنظيفهم وإلباسهم، وإطعامهم، ونعطيهم دروسًا في العبادة. الآن، الاستراتيجية يجب أن تكون سحبهم من هذا المستنقع(58). 

ويوثِّق الكتاب نقلًا عن همداني أن النظام السوري كان على وشك السقوط في 2013، ويقول همداني: "في آذار 2013، أحكم الإرهابيون الطوق على بشار الأسد وصاروا قريبين من القصر الجمهوري...قمنا بنقل العائلات إلى مكان آمن...وصار بشار الأسد يبحث عن بلد ليلجأ إليه...وعندها قدَّمت له اقتراحًا وافق عليه ونفَّذه: قلت له: افتح مخازن السلاح وسلِّح العامة...الحمد لله..لقد أنقذ هذا الاقتراح النظام من السقوط"(59). 

ما لبثت الأخبار أن نقلت مقتل العميد حميد تقوي في مواجهات في سامراء عام 2014، وفي العام نفسه قُتل العميد محمد علي دادي قرب هضبة الجولان، ولاحقًا في العام 2015 قُتل العميد حسين همداني في حلب. وتعطي هذا الرتب العالية وكذلك رتب أخرى أدنى منها، مؤشرًا على حجم الانخراط العسكري للحرس الثوري في الخارج. وإلى الآن وفقًا لما أحصاه الصحفي والباحث الإيراني عبد السلام سليمي، فإن ما لا يقل عن 1310 عسكريين إيرانيين قد قُتلوا إلى الآن في سوريا(60). 

وبعد أن كانت الصحافة الإيرانية تتعمد تجاهل الخسائر في سوريا، بدأت تنشر تغطيات مكثفة حول القادة القتلى من الحرس ومن يُطلق عليهم "مُدافِعو الحرم" وتقابل أسرهم، وتعدِّد مزاياهم، وبدأ المسؤولون الإيرانيون يزورون عائلاتهم وينشرون صورًا مع أطفالهم وزوجاتهم وهُنَّ يمجدن ما فعله الأزواج القتلى، ولقيت أسرهم اهتمام ورعاية مرشد الثورة الإسلامية(61) ، ولوحظ أن جُلَّ هذه العائلات كان من الأفغان المقيمين في إيران، والذين يقاتل أبناؤهم في تنظيم "فاطميون". 

وضمن ما يقدِّمه خامنئي فإن: "هذه العائلات لها دَيْنٌ في عنق الإيرانيين جميعًا، فقد قاتل أبناؤهم دفاعًا عن حريم آل البيت في سوريا والعراق، وواجهوا أعداء إيران في الخارج، وبدون هذه المواجهة كان يمكن لهؤلاء الأعداء أن يدخلوا إيران، وإن لم يقفوا في وجههم فإن إيران كانت مجبرة على محاربتهم في كرمنشاه وهمدان وبقية المدن الإيرانية...هؤلاء (الشهداء) قدموا أرواحهم دفاعًا عن إيران والإيرانيين والثورة الإسلامية...وفوق ذلك فقد ماتوا غرباء.."(62). 

وتتحدث الصحافة الإيرانية، عن نشاط للحرس الثوري في ست جبهات، هي: العراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، وأفغانستان، واليمن. وفيما تعمَّدت إيران نشر صور لقادة الحرس الثوري في سوريا والعراق لم يحدث ما يماثل ذلك في الجبهات الأخرى(63). 

ويقدِّر محلِّلون غربيون عدد القوات الإيرانية المقاتلة في سوريا بـ16 ألف جندي، فضلًا عن أن إيران تسيطر على 60 ألف شيعي من ميليشيات متعددة الجنسيات تقاتل في سوريا(64) ، إضافة إلى حزب الله ذي الهيكل الإداري المستقل والذي يقال إنه يملك 10 آلاف جندي(65). 

صراع الرواية: الحرب التي كسبتها إيران 

(الجزيرة)

على الرغم من ثغرات الرواية وتناقضها، استطاعت إيران أن تحشد الشعب الإيراني خلف روايتها، أو رواياتها، واصطفَّت كل فئة خلف السردية التي تعنيها. لقد نجحت الفئة التي تدير الملف السوري في إيران بأن توظف مخاوف الشعب الإيراني، واستثمرت قلَّة الوسائل التي تخاطبه باللغة الفارسية وتحمل ما يغاير الرواية الحكومية، في تسويق روايتها وإقناع الناس بها فضلًا عن غياب الثقة بالإعلام الخارجي(66) ، لتسجِّل نصرًا على هذا الصعيد. ولم تُعمَّر التساؤلات عن مشروعية التدخل الإيراني في سوريا طويلًا؛ إذ ما لبثت أن تلاشت، وحل محلها بدرجات متفاوتة من حيث الانتشار والتأثير عناوين، أهمها:

  • استهداف المقامات المقدسة (مقام السيدة زينب)، وضرورة التعبئة لحمايتها، وهي التعبئة التي لم تقتصر على الإيرانيين بل ضمن ميليشيات عراقية وباكستانية وأفغانية.
  • التكفيريون على مقربة من حدود إيران والأمن القومي الإيراني مهدَّد، ولذلك لابد من مواجهتهم في سوريا والعراق منعًا لوصولهم إلى الداخل الإيراني.
  • لا توجد ثورة شعبية في سوريا، وإنما هي مؤامرة خارجية تستهدف النيل من معسكر الممانعة وفي مقدمة ذلك "حزب الله".
  • أن ما يجري سيغيِّر وجه المنطقة ويجب أن يكون لإيران رأي في ذلك. 

ومما يدلِّل على نجاح الحكومة الإيرانية في تسويق روايتها، النتائج الذي تكشف عنها استطلاعات الرأي ومنها استطلاع أجرته جامعة ميرلاند؛ حيث أيَّد أكثر من 64% من المستطلَع آراؤهم أن ترسل إيران قوات عسكرية لدعم نظام الأسد(67). 

الغائبون في الرواية الإيرانية 

في الرواية الإيرانية يجري إقصاء ممنهج للضحايا، ولا يكاد المرء يرى أي ملامح لضحايا نظام الأسد، أما الضحايا الحاضرون في الرواية الإيرانية فهم من ذهبوا ضحية أعمال "الجماعات التكفيرية"، ومعارضي الأسد. أما المغيَّبون عن السردية الإيرانية، فهم:

  • ضحايا التعذيب في سجون الأسد(68) بمن فيهم النساء والأطفال(69).
  • حالات الخطف والاغتصاب(70) ، فضلًا عن حالات الاختفاء عقب الاعتقال(71).
  • ضحايا البراميل المتفجرة والقصف باستخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا(72).
  • ضحايا المحاصرة والتجويع(73) ومنع الغذاء والدواء في المدن والقرى السورية(74).
  • ضحايا التهجير الديمغرافي(75). 
(الجزيرة)

وفي المجموع، يمكن رصد المحاور التالية في بنية الرواية الإيرانية:

محورية داعش

  • ترتكز هذه الرواية على وجود "تنظيم الدولة" وأفعاله لتبرير الفعل الإيراني وتوجيهه.
  • تُسقِط الرواية الإيرانية عامين من الثورة السورية لم يكن تنظيم الدولة فيهما حاضرًا في سوريا، ولا تلتفت مطلقًا لستة أشهر من الثورة السلمية ضد نظام الأسد.
  • في هذه الرواية تبدو المواجهة وكأنها بين نظام الأسد (العلماني المتمدن) مدعومًا من إيران وروسيا وبين تنظيم الدولة (الرجعي المتوحش).
  • لا تجد في هذه الرواية حديثًا عن المواجهة القائمة بين "داعش" والجماعات المعارضة للأسد وأنَّ تقدُّم التنظيم جاء على حساب هذه الجماعات، في حين أن معارك التنظيم ضد نظام الأسد لا تكاد تُذكَر. 

محورية التدخل الخارجي

  • ترتكز هذه الرواية على القول بأن ما حدث في سوريا تدخل خارجي (مؤامرة خارجية) هدفه إلحاق الأذى بسوريا عبر استهداف نظام الأسد.
  • هذا الاستهداف مَرَدُّه لموقف الأسد الممانِع للكيان الصهيوني.
  • تربط هذه الرواية "معارضي الأسد" بقوى "الاستكبار العالمي": الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.
  • لا تعتبر التدخل الإيراني والتدخل الروسي تدخلًا خارجيًّا، وتُؤنسن تدخلهما بينما تشيطن تدخل القوى الأخرى.
  • ترى أن استهداف سوريا هو في حقيقته استهداف لحزب الله وسعي لمحاصرته وقطع الدعم عنه خدمة للكيان الصهيوني. 

محورية مكافحة الإرهاب وإيران الجديدة

مع وصول حسن روحاني إلى الرئاسة في إيران عام 2013، والتغيير الذي شهدته علاقة إيران بالعالم الغربي عمومًا والولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص، بدأت إيران تطرح التعاون مع واشنطن في قضايا وعناوين جاء في مقدمتها ما سُمي بـ"مكافحة الإرهاب"(76). شكَّل هذا العنوان بتفاعلاته الإقليمية أداة تبرهن إيران من خلالها على فاعليتها كلاعب مهم ومركزي. 

لقي شعار "مكافحة الإرهاب" استحسانًا في الأوساط الإيرانية، فكما أن إيران تعاونت مع الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان، تحت مظلة مكافحة الإرهاب، فيمكنها تكرار ذلك في العراق. وعلى الرغم من الإقرار بأن ما حدث في أفغانستان قد تحول إلى لعبة جيوسياسية واسعة، إلا أن انهيار النظام في العراق يعني فشلًا للسياسة الإيرانية والسياسة الأميركية على حدٍّ سواء. ورغم إغراء التجربة بالنسبة للطرف الإيراني، إلا أن تكرارها معقَّد خاصة مع ما تحمله من تبعات داخلية وإقليمية، ولذلك يبدو شعار "مكافحة الإرهاب" مدخلًا ضروريًّا لمنح هذا التعاون مشروعية أمام الرأي العام الإيراني، وتبرير التدخل في ساحات خارج إيران. وهو العنوان ذاته الذي حكم شراكة المصالح التي مارستها طهران مع موسكو، عبر تدخل الأخيرة عسكريًّا في سوريا. وتتجاوز "محاسن" شعار "مكافحة الإرهاب" لدى إيران مسألة العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، إلى عموم العلاقة مع العالم؛ فإيران اليوم "تتحدث نفس اللغة التي يتحدثها العالم"، ومثَّل ذلك فرصة لتغيير صورة إيران في العالم؛ ففي الوقت الذي يبدو فيه العالم العربي متناحرًا وغارقًا في مشاكله، ومحكومًا باستراتيجية رخوة من قبل لاعبيه الرئيسيين تظهر إيران مستقرة هادئة، تمارس استراتيجية صلبة محكمة(77). ويساعد في بناء الصورة المنشودة أن إيران من الناحية الاجتماعية لأول مرة في تاريخها غالبية سكانها متعلمون ويسكنون المدن، فضلًا عن الفضاء السياسي الذي لا يتوفر في أية دولة عربية (78). 

إن القلق الإيراني والمعارضة المعلنة للتحالف الدولي ضد "داعش"، لم يمنع الإيرانيين اليوم عن "التعاون الأمني"، واستثمار "مواجهة داعش" لإحكام السيطرة على مجريات الحدث العراقي، والمواجهة في سوريا. 

ومنذ احتلال العراق من قِبَل الولايات المتحدة الأميركية عام 2003، حرصت إيران على إحاطة تواجدها الأمني والعسكري بالسرية والكتمان، ومع نهاية عام 2013 وطوال عام 2014 بدأت مجريات الأحداث تكشف عن حضور إيراني يتجاوز مزاعم مساعدة العراق على التعافي، كما يتجاوز النفوذ في الأوساط السياسية إلى حضور عسكري؛ فقد بدأت إيران في تشييع عناصر من الحرس قضوا في العراق، وتعمدت الدعاية الإيرانية التركيز على شخصية الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، والمكلف بالمهمات الخارجية، وجرى الاحتفال بصورة له مع مقاتلين أكراد يواجهون "داعش". 

لأسباب كثيرة أهمها ضمان تأييد الرأي العام الشيعي، تركزت السردية الإيرانية بدايةً على منح التدخل الإيراني في العراق عنوانًا يركِّز على حماية المراقد الشيعية المقدسة في سامراء والنجف وكربلاء؛ لكنه في حقيقته يتجاوز الديني إلى السياسي؛ فتطورات الوضع في العراق وصعود "داعش" كان فرصة لإيران لتُثبت مزاعمها بأنها قوة مهمة في الشرق الأوسط، وينبغي الاعتراف بها کمفتاح أساسي في حلِّ معضلات المنطقة، وهو ما جعل عشر دول تطلب مساعدتها رسميًّا في مواجهة "داعش"(79). 

بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، أدَّت إيران دورًا كبيرًا في تدريب وتسليح الميليشيات الشيعية؛ لكن في الوقت ذاته سلَّحت إيران مجموعات سُنِّية مناوئة للولايات المتحدة الأميركية(80)، ومع الانسحاب الأميركي من العراق في عام 2011 بدأ البلد الذي يشهد انقسامًا طائفيًّا حادًّا يدخل في تحولات خطيرة كان أبرزها صعود قوة تنظيم "داعش" وتمدده عام 2014؛ لقد أوجدت هذه التطورات أهدافًا مشتركة للطرفين الإيراني والأميركي. 

وعلى الرغم من أن إيران استخدمت هذه المداخل للإمساك بمزيد من الأوراق الرابحة في سوريا والعراق؛ واستثمرتها بكفاءة في ملفات إيرانية، على رأسها الملف النووي، فإنها تعمد في سرديتها إلى إعطاء صبغة إنسانية قيمية "لقد أدرك العالم حقيقة أن البلد الأول الذي يهرع لمساعدة الشعب العراقي في المعركة ضد التطرف والإرهاب كان جمهورية إيران الإسلامية"(81). 

ورغم هذا التعاون، فإن من ضرورات السردية الإيرانية الإبقاء على بُعد المناوئة للولايات المتحدة الأميركية والتشكيك في جديتها في محاربة "الإرهاب" وفق التعريف الذي ترتضيه خاصة فيما يتعلق بالمجموعات الثورية التي تقاتل نظام الأسد(82). 

محورية المهدوية: حكومة إمام الزمان 

(الجزيرة)

يشيع خطاب المهدوية، بين مختلف الأطياف الإيرانية، على اختلاف انتماءاتها السياسية، ومستوياتها الثقافية، وهي تمتد على مساحة تشمل أبعادًا شعبوية عامة، وأخرى نخبوية، تطول فيما تطول أساتذة جامعات وسياسيين ورجال دين, ويظهر هذا الخطاب في صفوف شخصيات محسوبة على الحرس الثوري، ومنضوية فيه. ووفق هذا الخطاب فإن:

  • الأوضاع التي يمر بها الشرق الأوسط لا تُعَدُّ بأي وجه من الوجود مناسبة لظهور إمام الزمان، ولذلك فإن هذه التطورات كان يجب أن تحدث.
  • أكثر حكومة تشبه "حكومة إمام الزمان" هي حكومة "الولي الفقيه" القائمة في إيران.
  • منطقة الشرق الأوسط هي مركز دعم ظهور إمام الزمان.
  • الاحتلال الأميركي للعراق جاء لمواجهة ظاهرة المهدوية.
  • يقع الحمل الأكبر في تهئية الأرضية لظهور إمام الزمان على عاتق مرشد الثورة والشعب الإيراني.
  • الحرس الثوري من أدوات بناء الأرضية لظهور إمام الزمان، وفي ميدان الصحوة اقليميًّا ودوليًّا، فإن فيلق القدس يقوم بالدور الأبرز، وفي اطار بناء الكوادر البشرية، فإن قوات التعبئة (بسيج) تقوم بجهد كبير لتأمين عشرات الملايين من القادة والأفراد ليتسنَّى بناء الأرضية اللازمة للظهور(83). 

ولا تعد مؤلفات هذا الخطاب التي ساقها حجة الإسلام سعيدي، ممثل الولي الفقيه لدى حرس الثورة، مقتصره عليه وإن كان يواظب على تكرارها، فهي باتت ملازمة لخطاب الظهور، أما التطور الأبرز فهو جعْل هذا المؤلفات من وظائف حرس الثورة، وإعطاء مزيد من التمكين لهذه المؤسسة ضمن بنية السلطة، خاصة أن نصوص الدستور الإيراني وكذلك القوانين الناظمة لعمل الحرس الثوري، فضلًا عن البيان التأسيسي، لا تقول بهذه الوظائف التي تأتي ضمن عنوان عريض هو: "تهيئة الأرضية لظهور إمام الزمان"(84). وهو ما يفسِّر التوسع الذي شهده عمل الحرس الثوري عقب التدخل في سوريا والعراق، فهي لم تعد مؤسسة أمنية عسكرية إيرانية، ولاحتى مؤسسة ثورية فقط، بل تحولت إلى مؤسسة عقدية عابرة للحدود والقوميات. 

وهذا التأطير العقائدي الجديد للحرس يوسِّع من دائرة عمله وحضوره، ويشرعن لمبررات اتساع نفوذه وحضوره في الساحات الشيعية وغير الشيعية خارج إيران، تبعًا لروايات الظهور، ولذلك فإن مكة (كمكان لظهور المهدي وفق الروايات) واليمن، وبلاد الشام كلها ساحات لعمل الحرس الثوري وفق هذه الوظيفة التي جرى تأطيرها عقب الثورة السورية. 

وضمن هذا "الوصف الوظيفي" الجديد، يمكن فهم "خطاب الظهور" الذي يستهدف العربية السعودية؛ إذ يربط هذا الخطاب مجريات الأمور في السعودية بظهور الإمام الغائب، ومثال ذلك تصريحات حُجَّة الإسلام محمد علي محسن زاده، ممثل المرشد في الحرس الثوري في (كرمان)، في مراسم تأبين الشيخ النمر(85) ، ويمكن تعيين مكونات هذا الخطاب بالآتي:

  • يقوم على الروايات الخاصة بظهور الإمام المهدي، وجمهوره الداخل الإيراني والشيعة عمومًا.
  • يقوم على سردية أن السعودية تريد تأخير ظهور المهدي، ولذلك تمارس قتل الشيعة.
  • يرى أن السعودية تناصب الشيعة العداء؛ لأنها تعرف أن شبابهم سيُلبُّون نداء المهدي في مكة.
  • تتحدث هذه الحلقة عن علامات الظهور، وترى أن أُولاها: تحرير كربلاء، وسيعقبها "تحرير مكة" ثم القدس. 

أما موقع الحرس ودوره هنا فتلخصه عبارة:      قاسم سليماني واحد من جنود الإمام المهدي(86). 

يأتي هذا التأطير والشرعنة، للحضور الدولي للحرس مدعومًا من مختلف بؤر السلطة والنفوذ في داخل إيران، فرجال الحرس باتوا منتشرين في مجلس الشورى، والوزارات المؤثِّرة، وفي مقدمتها وزارة الخارجية والاستخبارات، وحتى داخل الجيش المؤسسة المستقلة عن الحرس، ويتواكب مع بؤر النفوذ هذه قوة اقتصادية واضحة إذ بات الحرس مسيطرًا على كل المشاريع الاقتصادية الكبرى في حقلي النفط والغاز. 

ولعل هذه التأطير الجديد، يسوِّغ "البُعد التهاجمي" في عمل الحرس الثوري(87) ؛ إذ إن هذا التأطير يعطيه الحق في العمل في الساحات السُّنِّية، وهو ما يرتِّب صراعًا بين السنة والشيعة لم تشهد المنطقة له مثيلًا. 

إن "الوظيفة المقدسة" التي مُنحت للحرس، ضمن مقتضيات الوجود في سوريا، تجعل هذا التشكيل الثوري يتجاوز كونه "حرس الثورة" ليصبح حرس "الإمام المنتظر". 

من "جيش إمام الزمان" إلى "الجيش الشيعي الحر" 

(الجزيرة)

وعلى غير بعيد من "جيش إمام الزمان" يأتي الإعلان عن "الجيش الشيعي الحر"، وسوريا في الحالتين غاية وذريعة وأداة في الوقت ذاته، وتبدو ملامح هذا التشكيل الجديد، طائفية بصورة واضحة، وفق ما جاء في المقابلة التي أجراها موقع مشرق نيوز مع الجنرال محمد علي فلكي(88)، والذي عرَّفه الموقع بأنه من قادة الجبهة في سوريا. ويمكن إجمال ما قاله الجنرال فلكي في مقابلته بالتالي:

  • هناك ضعف في سوريا، آثر فلكي عدم الحديث عنه، لكنه ردَّه إلى ضعف داخل إيران.
  • أن إيران ذهبت إلى جنوب لبنان لتدافع عن الشيعة وإلى البحرين واليمن.
  • أن إيران استطاعت حماية ثلاثة ملايين شيعي في أفغانستان.
  • لـ"الجيش الشيعي الحر" جبهة في سوريا وأخرى في العراق وجبهة في اليمن، بقيادة قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
  • هذا الجيش يأتمر بأمر مرشد الثورة.
  • لا يقتصر قوامه على الإيرانيين فقط، بل يتشكل من مختلف شعوب المنطقة.
  • ميليشيات "فاطميون" الأفغانية طليعة المعركة في سوريا، يُقدَّم لعناصرها هدية لا تتجاوز 100 دولار شهريًّا.
  • هناك مليونا أفغاني في إيران، وشجاعة الأفغان في القتال في سوريا غيَّرت من الصورة النمطية لدى المجتمع الإيراني عن الأفغان.
  • هناك ميليشيات أخرى تقاتل في سوريا، منها: "زَيْنَبِيُّون" الباكستانية، وميليشيات "حيدريون" العراقية، و"حزب الله" المكوَّن من حزب الله اللبناني وحزب الله السوري.
  • جرى بناء نواة حزب الله السوري من متطوعين سوريين من دمشق ونبل والزهراء ويقاتلون تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني في تنظيم موحَّد من حيث الزِّيِّ والراية.
  • هناك متطوعون من السنَّة أيضًا يجري توجيهُهم من قبل الحرس. 

أما أهداف هذا الجيش فيمكن حصرها في التالي:

  • توحيد صفوف الشيعة في المنطقة.
  • توحيد الميليشيات والأذرع العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة مثل سوريا واليمن والعراق، لتكون كلها تحت القيادة الإيرانية لتوجيه العمليات وتنظيم المعارك بما يخفِّف من حجم الآثار السلبية للعمليات القتالية(89).
  • حماية المقدسات والمزارات الشيعية في عموم منطقة الشرق الأوسط.
  • خلق جيل مؤمن بضرورة زوال إسرائيل خلال 23 عامًا(90). 

ما خسرته إيران 

استطاعت إيران أن تسوِّق روايتها في الداخل والخارج، لكنها سجَّلت خسارات كبيرة، على صعيد القوة الناعمة، مع إخفاقات في المجال القيمي والأخلاقي، وهو ما ظهر جليًّا في صورة إيران في العالم العربي على وجه التحديد، حيث تحولت الصورة من البلد ذي الشعبية الكبيرة بين مواطني الدول العربية إلى بلد يوصف بـ"المحتل الإيراني". إن مراجعة سريعة لاستطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات عديدة حول شعبية إيران، تكشف تهاوي شعبيتها، والسبب يرجع بصورة أساسية إلى تدخلها في العراق سوريا؛ فأظهرت نتائج استطلاع أجرته مؤسسة زغبي الدولية لصالح جامعة ميرلاند في العام 2006، أن حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في المركز الأول كأكثر زعيم محبوب في الوطن العربي وحَلَّ الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، في المرتبة الثالثة ثم الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز(91).‏ وأشار ‏85%‏ ممن شملهم الاستطلاع إلى أن إسرائيل تشكِّل أكبر تهديد في حين جاءت الولايات المتحدة في المركز الثاني وحصلت على ‏72%‏، بينما قال ‏11%‏ فقط: إن إيران تشكِّل أكبر تهديد(92)‏.‏ 

وتكشف مقارنة أجرتها مؤسسة بيو (PEW) على هذا الصعيد في الفترة (2006-2014) عن التحول الكبير الذي طال صورة إيران والنظر إليها سلبيًّا بين مواطني دول المنطقة، وفق ما يُظهره النموذج المرفق. 

 

وكما بين العامة، فقد خسرت إيران موقعها بين النخبة في الوطن العربي، وتكشف نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الجزيرة للدراسات، عن تراجع كبير في شعبية إيران، وتظهر النتائج أن السياسة التي انتهجتها إيران تجاه ثورات "الربيع العربي" تركت تأثيرًا سلبيًّا على صورتها لدى النخبة العربية؛ إذ قالت أغلبية كبيرة، 82% من المستجيبين: إن صورة إيران أصبحت أسوأ مما كانت عليه قبل الربيع العربي، في مقابل 6% فقط يعتقدون أن صورتها أصبحت أفضل مما كانت عليه، و10% منهم أبقوا صورتها كما كانت عليه، وكانت نسبة مَنْ لم يُبدوا رأيًا أو رفضوا الإجابة 2%. 

 

كما كشفت النتائج أن الأغلبية تقيِّم الموقف الإيراني من خلال سياسات إيران في سوريا، كما أنه يمكن القول: إن الموقف من الثورة في سوريا على وجه الخصوص وموقف إيران من الثورات العربية عمومًا، يمثِّلان سببين مهمين في موقفها السلبي من إيران. 

 

وأوضحت النتائج أن 78% من المستجيبين يرون أن مواقف إيران من ثورات الربيع العربي كانت سلبية (44% سلبية جدًّا، و34% سلبية إلى حدٍّ ما)، مقابل 16% يرون أنها إيجابية (3% إيجابية جدًّا، و13 إيجابية إلى حدٍّ ما)، وكانت نسبة الذين لم يُبدوا رأيًا أو رفضوا الإجابة 6%.

وجاءت أسباب الفئة (78%) التي قيمت موقفها بالسلبي كالتالي:

  • تدخلت سياسيًّا وعسكريًّا لدعم الاستبداد وإفشال الثورة، بنسبة 37%.
  • تعاملت بانتهازية ورجحت مصالحها، بنسبة 25%.
  • اعتبرت الربيع العربي مهددًا لمشروعها، بنسبة 12%.
  • حاولت توظيف الثورات العربية خدمة لأهدافها، بنسبة 12%.
  • أجَّجت من الصراع الطائفي، بنسبة 5%.
  • أيدت بعض الثورات وعارضت بعضها، 2%.   
  • رفض الإجابة 6%. 

ولهذه الأسباب وغيرها فالنخبة العربية في الوطن تنظر للدور الإيراني على أنه يمثِّل تهديدًا للمصالح العربية: 

 

قدمت النخبة العربية تقييمًا للدور الإيراني في المنطقة خلال السنوات العشر الماضية من منظور المصالح العربية، وبيَّنت النتائج أن 67% من المستجيبين يرون أنه دور سلبي يهدد المصالح العربية، في مقابل 30% منهم رأوا أنه دور خليط يحوي جوانب إيجابية وسلبية، و2% فقط يعتقدون أنه دور إيجابي يراعي المصالح العربية. وأظهرت النتائج أن 69% من المستجيبين قلقون من بروز إيران كقوة إقليمية عقب الاتفاق، مقابل 30% منهم غير قلقين من هذه المسألة. وكانت نسبة من لم يُبدوا رأيًا أو رفضوا الإجابة 1%. وعبَّر 70% من المستجيبين عن قلقهم من اتساع رقعة النفوذ الإيراني عقب توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1، في حين قال 29% منهم إنهم غير قلقين على هذا الصعيد. وكانت نسبة من لم يُبدوا رأيًا أو رفضوا الإجابة 2%. 

وقد تفسِّر هذه النتائج النظرة التشاؤمية إلى مستقبل العلاقات العربية-الإيرانية، إذ لا تنظر النخبة في الوطن العربي بتفاؤل إلى مستقبل العلاقات العربية-الإيرانية، وأيَّد 84% من المستجيبين القول بأن هذه العلاقات تتجه إلى مزيد من التوتر، فيما عارض ذلك 14% منهم. 

ودخلت إيران بفعل سياستها إلى قائمة الدول المهدِّدة للوطن العربي؛ فقد أظهرت نتائج المؤشر العربي اتجاهات المستجوَبين بشأن الدول الأكثر تهديدًا لبلدانهم، وأفاد 45% من الرأي العام بأن إسرائيل هي الأكثر تهديدًا لأمن بلدانهم، بينما 22% وقع اختيارهم على الولايات المتحدة، مقابل 10% تحدَّثوا عن أن إيران هي مصدر التهديد الأكبر لبلدانهم. 

وبصورة مقارِبة، أظهرت نتائج استطلاع النخبة العربية، أن إسرائيل تمثِّل التهديد الأول للوطن العربي بنسبة وصلت إلى 62%، لكن إيران في هذا الاستطلاع الذي أُعلنت نتائجة عقب فترة قصيرة من إعلان نتائج استطلاع المؤشر العام تقدمت على الولايات المتحدة الأميركية واحتلت المرتبة الثانية كمهدِّد بنسبة 23%، ثم الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 5%، ثم الأنظمة العربية الحاكمة بنسبة 3%، وقوى إقليمية ودولية 1%، وكانت نسبة من لم يُبدوا رأيًا أو رفضوا الإجابة 6%. 

 

السردية الكبرى: بناء المركزية الإيرانية 

لا يمكن فهم السياسات الإيرانية تجاه التطورات الحاصلة في الوطن العربي وخاصة الثورات التي اندلعت شرارتها الأولى في تونس، بعيدًا عمَّا تحاول إيران بناءه منذ سنوات، وهو بارادايم (93)(paradigm) المركزية الإيرانية في علاقاتها مع المحيط الإسلامي، والعالم، ويمثِّل ملف العلاقة مع السعودية، في واحد من وجوهه إشكالية الصراع على زعامة العالم الإسلامي، ولا تغادر دعوات إيران لتدويل الإشراف على الحج هذه الإشكالية. 

ويأتي موقف إيران من القضية الفلسطينية محكومًا بسردية المركزية الإيرانية أيضًا؛ إذ إن قيمة هذه المركزية لا تساوي شيئًا بدون قضية فلسطين، وفي السياق ذاته فإن دعم أكبر فصيل سُنِّي مقاوِم في فلسطين، وهو حركة حماس، يصب في خانة بناء هذه السردية، ويمنح شرعية لإيران كزعيمة للعالم الإسلامي وليس المسلمين الشيعة فقط. 

ويكمن الهدف الأساسي من هذا البارادايم المجسِّد لمجموعة من الصفات والخصائص العِرقية، الرُّوحية والحضارية، في تشكيل الدعائم الأساسية للهوية الإسلامية الإيرانية عمومًا والهوية الإيرانية على وجه الخصوص كهوية مميزة وتحمل إضافات نوعية للهوية الإسلامية. ويتجلَّى ذلك من خلال إعادة إنتاج الماضي، أو إعادة روايته بالتركيز على المحورية الإيرانية، أو المحورية الإيرانية الشيعية باعتبارها جذورًا، سعيًا لجعل ذلك مشرعًا للدور والريادة. وهي في ذلك تمارس نوعًا من الإقصاء للبعض في المنظومة الإسلامية، والتهميش للبعض الآخر..، تدفع بهذا الآخر خارج "مجال الرؤية"، الذي تحاول إيران أن تكون مركزه الرئيسي؛ وأن تكون الممثل الوحيد لـ"الإسلام المحمدي"(94) فيما الآخر يُصنَّف تابعًا لـ"الإسلام الأميركي"، وأن تكون الجهة المتفردة بوضع معايير هذا التصنيف، وتقسيمات العالم الإسلامي ضمنه. 

إن الفوضى التي يشهدها الوطن العربي تمثِّل بيئة خصبة تتحرك إيران داخلها لبناء المركزية الإيرانية المنشودة في الشكل الجديد للشرق الأوسط، وفي اللعبة الدولية القائمة اليوم. لا يبدو أن حدوث توازن في القوى أمر محبب بالنسبة لصانع القرار الإيراني، فضعف الدول التي كانت تعادل كفة الموازين الإقليمية شرط ضروري لتكون إيران المركز فيما الأطراف مجرد تابع، فيما يشبه المحاكاة لبارادايم "المركزية الغربية"؛ حيث يتعين على الأطراف "التكيف أو بالأحرى الانصياع للأمر الواقع، وإلا سيكلفها عنادها غاليًا وستظل قابعة في قاع التاريخ"(95) ، على حدِّ تعبير فرانسيس فوكوياما (Francis Fukuyama)، الذي يعد إلى جانب صامويل هانتينغتون ((Samuel Huntington من أبرز رواد بارادايم المركزية الغربية. 

لقد حققت الولايات المتحدة الأميركية نصرًا تاريخيًّا لإيران، عندما أسقطت نظام البعث في العراق ونظام طالبان في أفغانستان، وهو ما أغراها بتوظيف هذه الفوضى التي اجتاحت العراق وأفغانستان والمنطقة من أجل بناء المركزية الإيرانية في العالم الإسلامي، وجاءت الثورات العربية كتطور أربك الجميع، لكن إيران قرَّرت أن تقاربه بالصورة التي تحقق لها الهدف المنشود، كدولة مؤثِّرة وضالعة في كل ملفات المنطقة الحساسة. لذلك لم تتوقف عن الاستمرار في استثمار "الأيديولوجي" و"الشعاراتي" لتبرير سياساتها التي أعقبت احتلال العراق، وصولًا إلى اللحظة الحرجة والتي تمثَّلت في "التدخل عسكريًّا في سوريا"، وهذا ما يفسِّر العودة بصورة تقارب سنوات الثورة الإسلامية الأولى إلى التركيز على شعارات (الاستكبار، الاستضعاف، الإسلام المحمدي، الإسلام الأميركي، الإسلام الإيراني، الإسلام التائه الذي سيضل الطريق بدون إيران...). 

 

ووفق التقسيم الذي قدَّمه باري بوزان؛ حيث قسَّم العالم إلى "مركز" و"أطراف" و"أشباه الأطراف"(96) ، من الممكن أن نلمح السعي الإيراني لتشكيل المركز والأطراف وشبه الأطراف في العالم الإسلامي. وفي هذا التقسيم يبدو الصراع والأمن محورًا أساسيًّا في السعي الإيراني؛ حيث يتم توظيف فوضى الأطراف وشبه الأطراف لتحقيق أمن "المركز"، كما تتم صياغة معادلة تقول بأن أمن هذه الأطراف مشروط بدور وحضور إيران. 

و"أمن المركز" يفسِّر بصورة كبيرة، الطريقة التي تنظر بها إيران إلى التكلفة البشرية والاقتصادية لوجودها العسكري الخارجي؛ وذلك بوصفها خيارًا لابُد منه لضمان أمنها القومي؛ ففي التاسع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول من العام 2014، قال علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أثناء مراسم تشييع الجنرال حميد تقوي(97)، القائد في الحرس الثوري: "لقد ضحَّى تقوي بدمائه حتى لا نقدِّم دماءنا في طهران، إذا لم يقدِّم (التقويون) دمهم في سامراء، يتعين علينا أن نقدِّم دماءنا في سيستان وأذربيجان وشيراز وأصفهان (98). 

وفي إطار بناء المركزية هذا تراهن إيران على وجودها في ساحات مثل العراق وسوريا ولبنان وغيرها، وتعتبرها خطوة في سبيل تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة، وهو ما عَبَّر عنه بوضوح نائب قائد الحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي، بقوله: "في العراق، لدينا جيش شعبي متصل بالثورة الإسلامية، ويفوق تعداده حزب الله في لبنان عشرات المرات، فضلًا عن مقاومة حلقة المقاومة المركزية في سوريا، على الأرض هناك جيش من الناس المعبئين والمرتبطين بالثورة الإسلامية...إن حاصل هذه المجاهدة العاشورائية من شأنه أن يغيِّر موازين القوى لصالح الجمهورية الإسلامية"(99). 

وهنا تحضر مقولة: "تصدير الثورة" كفعل لازم لهذه المركزية؛ فالدلائل على تصدير الثورة الإسلامية إلى عدد من المناطق، كما يقول قائد فيلق القدس قاسم سليماني، "باتت واضحة للعيان؛ حيث وصلت إلى كلٍّ من اليمن والبحرين وسوريا والعراق وحتى شمال إفريقيا" (100)، ولولا هذا الدعم لم يكن لإيران أن تتحدث عن أن "نفوذها بات يمتد من اليمن إلى لبنان"(101). 

إن بلورة ذلك لا يمكن أن تتم إلا من خلال الآخر کنقيض، وتعريف الهوية في "مركزية إيران" لا يكون إلا من خلال الذات المقابِلة، وإثبات "الكينونة القوية"، لا يكون إلا ببناء المقابل الضعيف، ولذلك نلاحظ غلبة الثنائيات في الخطاب الإيراني. 

وثنائية "الأنا والآخر" هي طبيعة بشرية قديمة كما يشير إلى ذلك الجابري(102) ؛ ففي عهد اليونان والرومان كان المواطن يتعرف على هويته من خلال كينونته داخليًّا والبرابرة خارجيًّا، وفي القرون الوسطى كان الأوروبي يتعرف على ذاته عبر المسلم/العربي الآخر، وفي العصر الحديث؛ حيث تسود العولمة وتكنولوجيا الاتصال ترسخت ثنائية (شرق/غرب) داخل العقل الغربي، وفي العلاقة بين إيران والعرب يتعرف الإيراني على هويته من خلال كينونة داخلية عِرقية ومذهبية ومن خلال الآخر المناقض (العربي، السُّنِّي). 

عناصر البارادايم

  • العِرق: ويبدو هذا المنحى مرتبطًا بصورة أساسية بنظرية التأصيل العرقي(103) القائلة بوجود طبائع وخصوصيات عرقية للإيرانيين، وسيكون لنظرية الطبائع العرقية دور فاعل في بناء المقولات الإيرانية المستقبلية باعتبار "المنجز الإيراني" ثمرة لمؤهلات بشرية ذات خصوصيات عرقية متميزة. وأيضًا أمام هذا "المتفوق" هناك المقابل "الأقل"، وكما في الأدب يظهر في السياسة أن العرب هم الأدنى، وما زالت الصورة تتمحور حول العربي الحافي الجاهل، وفي السياسة العربية التابع مستلَب القرار. 
  • الدين، المذهب: بصورة مشابهة لما قام به هيجل وتحليله المستند إلى فرضية مفادها الديانة المسيحية هي أفضل الديانات السماوية، فهي الديانة «المطلقة بامتياز»(104) ؛ يركِّز الخطاب الإيراني، وفي سياق بناء المركزية الإيرانية، على أفضلية المذهب الشيعي الاثني عشري وولاية الفقيه على سائر المذاهب، مؤسِّسًا لذات إسلامية متفوقة على الآخر الإسلامي(105). 
  • الثقافة: تمتلك كل ثقافة درجة معينة من درجات التمركز تشعر من خلالها بالتميز عن الثقافات الأخرى(106) ؛ فتضع نفسها في مرتبة أسمى مقارنة بغيرها. وفي إطار بنائها لذاتها كمحور للعالم الإسلامي، وكمعيار لتطوره ومركزه، يتم التمركز بصورة متطرفة في الكثير من جوانبها، وبشكل يجعل من الثقافة الإيرانية ثقافة تحمل "تفاوتًا معياريًّا بين «الأنا»، الدؤوب والمتحضر والمطَّلع على الأدب والفلسفة والعِلم، و"الآخر"، الجاهل السطحي المتخلف". 

الحلم الإيراني 

على الموقع الإلكتروني لقائد الثورة الإسلامية، يکشف مقال تحليلي بعنوان: القوة الجيوسياسية: إدراكنا وإدراك الأمريكيين للمواقع، عن رغبة إيرانية واضحة في لعب دور في هندسة مستقبل العالم!(107). ويتحدث المقال عن أن المنطقة في حال تشكُّل وأن القوة الأميركية بدأت بالتراجع بعد أن وصلت الذروة، ولم تعد قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه الأزمات الدولية، بل هي طرف أساسي في هذه الأزمات، ولذلك تسعى لإنتاج نسخ مقلدة من الإسلام، وبناء "الإسلام الأميركي" في مواجهة "الإسلام المحمدي الأصيل"، وهو ما أوجد الفرقة بين المسلمين، وإذا لم يلتحق جميع المسلمين بركب "الإسلام المحمدي" فلن يكون لهم دور في النظام العالمي الجديد. وحدد المقال القضية والمقاومة الفلسطينية بوصفها محورًا ومدخلًا لبناء هذا الدور، من خلال دعم المقاومة. 

تعاملت إيران مع حالة الفوضى التي تسود عددًا من الدول العربية كفرصة وتهديد معًا، وَسَعَتْ لاستثمار التهديد وتحويله إلى فرصة، وتوظيف فوضى ولا خططية الأطراف الأخرى لتحقيق أهداف استراتيجية وتعزيز مكانة إيران ودورها مستقبلًا، ولا يأتي بناء صورة "إيران الحامية" بالنسبة لحلفائها في العراق وسوريا واليمن ولبنان بعيدًا عن رُوح المركزية هذه. 

وهنا تبرز "أسطرة سليماني" كحاجة إيرانية خالصة لمواكبة الظروف التي نشأت عقب احتلال العراق وبداية التوسع الإيراني في المنطقة الذي نراه في شكله الحالي اليوم. وسليماني صيغة أسطورية مناسبة للحالة العربية، فهو يوجد في المنطقة منذ زمن طويل ويتحدث العربية، وله علاقات قوية بقادة حزب الله وحماس والجهاد. وأسطرة سليماني في الوقت ذاته صيغة مهمة لمخاطبة الداخل الإيراني وتبرير التدخل في المنطقة العربية على وجه الخصوص، "فهو بالنسبة للمتدينين الحامي لمقام زينب والمجابه لإسرائيل، أما بالنسبة لأصحاب التوجه القومي وأولئك الذي لا يؤمنون بالجمهورية الإسلامية أيضًا، فهو الذي يقاتل في جبهات يغلب عليها (التطرف) فيمنع وصول خطرها إلى إيران". ولذلك، فإن أسطرة سليماني ضرورة لبناء صورة إيران "القادرة" داخليًّا وخارجيًّا، بدلًا من الضعيفة المحاصرة: داخليًّا حتى بالنسبة للشباب الذين وإن كانوا قد باتوا في قطيعة شبه كاملة مع الجيل الأول والثاني للثورة، إلا أنهم مسكونون بـ"التفوق الإيراني" وصورة سليماني تغذِّي لديهم هذا الحس وهو ما يُلاحَظ في المدونات الشبابية واستطلاعات الرأي في العامين 2015 و2016 حيث الارتفاع في شعبية سليماني بصورة تتجاوز الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وخارجيًّا هي أيضًا ضرورة في بيئة باتت ضعيفة ورخوة كالبيئة العربية. وبناء وأسطرة الصورة ضرورة لإيران وحلفائها، لإيران لبناء صورة إيران "القادرة"، ولحلفائها لبناء صورة إيران "الحامية". 

خلاصات ونتائج 

  • بَنَتَ إيران عددًا من السرديات الخاصة بالثورات العربية، بصورة متعددة المستويات والصور والأهداف، ولم تقتصر على سردية واحدة.
  • على تنوُّع السرديات الإيرانية إلا أنها جميعًا تدور في فلك السردية الأبرز وهي سردية مرشد الثورة علي خامنئي.
  • هذه السرديات –وعلى تناقضها في كثير من الأمور- تكوِّن في النهاية السردية الإيرانية الكبرى المنصبَّة أساسًا على مركزية التأثير الإيراني في العالم الإسلامي و"جدارتها" و"أحقيتها" بقيادة العالم الإسلامي.
  • إن فهم السياسات الإيرانية تجاه التطورات الحاصلة في الوطن العربي وخاصة الثورات التي اندلعت شرارتها الأولى في تونس، لا يتيسر بعيدًا عمَّا تحاول إيران بناءه منذ سنوات، وهو بارادايم (paradigm ) المركزية الإيرانية في علاقاتها مع المحيط الإسلامي، والعالم.
  • تعاملت السرديات الإيرانية مع الثورات العربية، كحدث مؤثِّر في تكوين مستقبل المنطقة ورأت أنه يجب أن يكون لإيران دور فيه.
  • قابلت ثورات مصر وتونس واليمن بحماس لم يستمر، وقابلتها في ليبيا بتوجس عقب تدخل الناتو، وواصلت دعم الحالة البحرينية بوصفها "ثورة حق ستنتصر بدعم إلهي".
  • أدانت إيران بصورة مبكرة الثورة السورية.
  • استخدمت السردية الإيرانية في توصيفها للحالة في سوريا، مصطلحات مماثلة للمصطلحات التي استُخدمت في مواجهة حالة الاحتجاج التي شهدتها إيران عقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009، ومن هذه المصطلحات مصطلح "الفتنة"، و"العمالة"، و"المخطط الخارجي".
  • إن قضية "المهدوية"، هي قضية محورية في السرديات الإيرانية ومفسِّرة للتدخل العسكري في الساحات العربية وخاصة في سوريا، فالأوضاع التي يمر بها الشرق الأوسط "غير مناسبة لظهور إمام الزمان، ولذلك فإن هذه التطورات كان يجب أن تحدث، ولأن منطقة الشرق الأوسط هي مركز دعم ظهور إمام الزمان، يقع الحمل الأكبر في تهئية الأرضية لظهور إمام الزمان على عاتق مرشد الثورة والشعب الإيراني. أما الحرس الثوري فهو من أدوات بناء الأرضية لظهور إمام الزمان". إن "الوظيفة المقدسة" التي مُنحت للحرس، ضمن مقتضيات الوجود في سوريا، تجعل من هذا التشكيل الثوري يتجاوز كونه "حرس الثورة" ليصبح حرس "الإمام المنتظر".
  • إن إعادة التأطير العقائدي للحرس ومنحه وظيفة جديدة (بوصفه مكلَّفًا بتهيئة الأرضية لإمام الزمان"، يوسِّع من دائرة عمله وحضوره، ويشرعن لمبررات اتساع نفوذه وتدخله في الساحات الشيعية وغير الشيعية خارج إيران، تبعًا لروايات الظهور، ولذلك فإن مكة (كمكان لظهور المهدي وفق الروايات) واليمن، وبلاد الشام كلها ساحات لعمل الحرس الثوري وفق هذه الوظيفة التي جرى تأطيرها عقب الثورة السورية.
  • وضمن هذا "الوصف الوظيفي" الجديد، يجري تسويق "البعد التهاجمي" في عمل الحرس الثوري، إذ إن هذا التأطير يعطيه الحق في العمل في الساحات السنية، وهو ما يرتِّب صراعًا بين السنة والشيعة لم تشهد المنطقة له مثيلًا.
  • مارست السردية الإيرانية خاصة فيما يتعلق بسوريا، اختزالًا وتجريدًا واضحًا، وفي عملية التجريد هذه غاب الضحايا من قتلى القصف بالبراميل والقصف الروسي، والسجناء والمهجَّرون والجوعى والأطفال بالكامل من الرواية الإيرانية.
  • مثَّل عاملا الفراغ والفوضى بيئة مناسبة لتوسُّع إيران خارج حدودها فضلًا عن غياب المشروع العربي والانتكاسة التي لحقت بالثورات العربية، ووفرت "الثورات المضادة" وسياسات دعمها هامشًا كبيرًا تتحرك فيه إيران وتسوِّق من خلاله سردياتها، ولعل في مقدمتها: "مكافحة الإرهاب".
  • قد تكون إيران قد كسبت معركة الرواية ضمن مستويات عدَّة خاصة على صعيد الداخل الإيراني إلا أنها سجَّلت خسارات كبيرة، على صعيد القوة الناعمة، مع إخفاقات في المجال القيمي والأخلاقي، وهو ما ظهر جليًّا في صورة إيران في العالم العربي.
  • رغم استمرارها بالحديث عن إرثها الثوري، أخرجت الحالة السورية إيران من صفتها كدولة داعمة للمستضعفين، فضلًا عن الصراع المذهبي الذي دخلت فيه المنطقة وباتت إيران طرفًا فيه. إن الحضور المادي لإيران في العالم العربي بات حضورًا قهريًّا فرضه الخلاء الموجود في العالم العربي، ويقابل هذا الحضور المادي المفروض بالقوة تراجع في القوة الناعمة وتراجع في صورة إيران في الذهن العربي.

_____________________________

د. فاطمة الصمادي - باحث أول في مركز الجزيرة للدراسات، متخصصة في الشأن الإيراني

نبذة عن الكاتب

مراجع

1.             - راشد الغنوشي.. "لست الخميني"، الجزيرة نت، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2011 (تاريخ الدخول: 6 أكتوبر/تشرين الأول 2013):

http://www.aljazeera.net/news/arabic/2011/1/29/%d8%b1%d8%a7%d8%b4%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%86%d9%88%d8%b4%d9%8a-%d9%8a%d8%b9%d9%88%d8%af-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3

2.             - خطبه‌هاي نماز جمعه تهران (خطبة جمعة طهران)، الموقع الرسمي لمرشد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، 15/11/1389 ش (تاريخ الدخول: 5 سبتمبر/أيلول 2016):

http://farsi.khamenei.ir/speech-content?id=10955

3.             - آيت الله احمد خاتمي : ولايت فقيه، وحدت وروحيه انقلابي عوامل پايداري جمهوري إسلامي هستند، "آية الله خاتمي: ولاية الفقيه: الوحدة والروح الثورية عوامل صمود الجمهورية الإسلامية"، مهر تيوز،(12/1/1390) 1 إبريل/نيسان 2011، (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.mehrnews.com/fa/newsdetail.aspx?NewsID=1279686

4.             - الإمام الخامنئي: الديمقراطية الدينية يمکن أن تملأ فراغات مستقبل التطورات في المنطقة، الموقع الرسمي لمرشد الثورة الإسلامية، 8 سبتمبر/أيلول 2011 (تاريخ الدخول: 9 سبتمبر/أيلول 2011 ):

http://arabic.khamenei.ir//index.php?option=com_content&task=view&id=1207&Itemid=125

لاحقًا أُزيلت هذه التصريحات باللغة العربية على الرابط المذكور، لكن نصها الفارسي موجود على الرابط التالي:

ديدار اعضاي مجلس خبرگان با رهبر انقلاب (لقاء أعضاء مجلس الخبراء مع قائد الثورة):، الموقع الرسمي لمرشد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، 17 شهريور 1390 ش (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://farsi.khamenei.ir/news-content?id=17222

5.             - (لقاء أعضاء مجلس الخبراء مع قائد الثورة)، المرجع السابق.

6.             – المرجع السابق.

7.             - رهبر انقلاب در نخستين اجلاس بيداري إسلامي:وقتي ملت مصر را در ميدان تحرير ديدم به پيروزي آنها يقين کردم ، (قائد الثورة في المؤتمر الأول للصحوة الإسلامية: عندما رأيت شعب مصر في ميدان التحرير أيقنت بانتصاره)، تابناك، 26 شهريور 1390:

http://www.tabnak.ir/fa/news/191007/%D9%88%D9%82%D8%AA%DB%8C-%D9%85%D9%84%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%B1%D8%A7-%D8%AF%D8%B1-%D9%85%DB%8C%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%DB%8C%D8%B1-%D8%AF%DB%8C%D8%AF%D9%85-%D8%A8%D9%87-%D9%BE%DB%8C%D8%B1%D9%88%D8%B2%DB%8C-%D8%A2%D9%86%D9%87%D8%A7-%DB%8C%D9%82%DB%8C%D9%86-%DA%A9%D8%B1%D8%AF%D9%85

8.             - منتقدًا تدخل الناتو في ليبيا، خامنئي يمتدح الثورات ويتجاهل سوريا، الجزيرة نت، 17 سبتمبر/أيلول 2011 (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8E7F1D81-F7FF-40A0-A9A5-4D13776F6B4A.htm?GoogleStatID=20

- «آيت‌الله خامنه‌اي، نگران رسيدن سونامي بهار عربي به ايران است»، "آية الله خامنئي: قلق من وصول تسونامي الربيع العربي إلى إيران" دويچه وله، 17 سبتمبر/أيلول 2011  (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.dw-world.de/dw/article/0,,6620698,00.html

9.             - با اشاره به تحولات مصرسيد محمد خاتمي: انسان گرسنگي را تحمل مي کند ولي تحقير را نه! (في إشارة إلى تطورات مصر، سيد محمد خاتمي: الإنسان يتحمل الجوع لكنه لا يتحمل الإهانة)، انتخاب نيوز، 19 بهمن 1389  (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.entekhab.ir/fa/news/1210/%D8%B3%DB%8C%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AE%D8%A7%D8%AA%D9%85%DB%8C-%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%DA%AF%D8%B1%D8%B3%D9%86%DA%AF%DB%8C-%D8%B1%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%85%DB%8C-%DA%A9%D9%86%D8%AF-%D9%88%D9%84%DB%8C-%D8%AA%D8%AD%D9%82%DB%8C%D8%B1-%D8%B1%D8%A7-%D9%86%D9%87!-%D8%A8%D8%A7%DB%8C%D8%AF-%D8%AF%D8%B1-%D8%B3%D8%A7%D8%B2-%D9%88-%DA%A9%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AC%D8%AF%DB%8C%D8%AF-%D9%86%D8%B8%D8%B1-%D8%B4%D9%88%D8%AF

10.           - با اشاره به تحولات مصرسيد محمد خاتمي: انسان گرسنگي را تحمل مي کند ولي تحقير را نه! (في إشارة إلى تطورات مصر، سيد محمد خاتمي: الإنسان يتحمل الجوع لكنه لايتحمل الإهانة)، انتخاب نيوز، 19 بهمن 1389 (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.entekhab.ir/fa/news/1210/%D8%B3%DB%8C%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AE%D8%A7%D8%AA%D9%85%DB%8C-%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%DA%AF%D8%B1%D8%B3%D9%86%DA%AF%DB%8C-%D8%B1%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%85%DB%8C-%DA%A9%D9%86%D8%AF-%D9%88%D9%84%DB%8C-%D8%AA%D8%AD%D9%82%DB%8C%D8%B1-%D8%B1%D8%A7-%D9%86%D9%87!-%D8%A8%D8%A7%DB%8C%D8%AF-%D8%AF%D8%B1-%D8%B3%D8%A7%D8%B2-%D9%88-%DA%A9%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AC%D8%AF%DB%8C%D8%AF-%D9%86%D8%B8%D8%B1-%D8%B4%D9%88%D8%AF

11.           - مستشار خامنئي: "الإخوان" أقرب الإسلاميين لمعتقداتنا...ندوات "الصحوة الإسلامية" تُعقد في إيران للتعبير عن الربيع العربي"، العربية، 4 إبريل/نيسان 2013، (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.alarabiya.net/ar/iran/2013/04/04/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%AE%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%82%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7.html

12.           - مستشار خامنئي: "الإخوان" أقرب الإسلاميين لمعتقداتنا...ندوات "الصحوة الإسلامية" تعقد في إيران للتعبير عن الربيع العربي، المصدر السابق.

13.           - مستشار خامنئي: مصر بحاجة إلى "ولاية الفقيه"..والعريان: مرفوضة، 23 فبراير/شباط 2013  (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.al-madina.com/node/435608

14.           - آيت‌الله خاتمي در خطبه دوم نماز جمعه تهران: عملکرد بد حاکمان مصر موجب کودتا شد، (آية الله أحمد خاتمي: خطيب جمعة طهران: سوء أداء المسؤولين سبب الانقلاب في مصر)، وكالة أنباء فارس، 14/4/ 1392 ش  (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.farsnews.com/printable.php?nn=13920414000403

15.           – المصدر السابق.

16.           - حمله شديد ائمه جمعه بها خوان المسلمين ودولت مرسي: او د شمن پيروان اهل بيت (ع) بود (أئمة الجمعة يهاجمون الإخوان المسلمين وحكومة مرسي بشدة: كان عدوًّا لأتباع أهل البيت)، وكالة أنباء ابنا 15 تير 1392  (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://fa.abna24.com/service/important/archive/2013/07/05/437231/story.html

17.           - آيت‌الله خاتمي در خطبه دوم نماز جمعه تهران: عملکرد بد حاکمان مصر موجب کودتا شد، (آية الله أحمد خاتمي: خطيب جمعة طهران: سوء أداء المسؤولين سبب الانقلاب في مصر)، وكالة أنباء فارس، 14/4/ 1392 ش (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.farsnews.com/printable.php?nn=13920414000403

18.           - امام جمعه تهران: شرايط مصريک مصيبت بزرگي ا ست چون رهبري عادل، فقيه وولايت ندارند (إمام جمعة طهران: أوضاع مصر مصيبة كبيرة لأنها تفتقد للقائد العادل وللولاية)، العربية فارسي،12 ژوئيه 2013  (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://farsi.alarabiya.net/fa/iran/2013/07/12/%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%87-%D8%AA%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D8%A7%DB%8C%D8%B7-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%DB%8C%DA%A9-%D9%85%D8%B5%DB%8C%D8%A8%D8%AA-%D8%A8%D8%B2%D8%B1%DA%AF%DB%8C-%D8%A7%D8%B3%D8%AA-%DA%86%D9%88%D9%86-%D8%B1%D9%87%D8%A8%D8%B1%DB%8C-%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84%D8%8C-%D9%81%D9%82%DB%8C%D9%87-%D9%88-%D9%88%D9%84%D8%A7%DB%8C%D8%AA-%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%AF.html

19.           - آيت‌ الله خامنه ‌اي، نگران رسيدن سونامي بهار عربي به إيران است»، "آية الله خامنئي: قلق من وصول تسونامي الربيع العربي إلى إيران" دويچه وله، 17 سبتمبر/أيلول 2011،  (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.dw-world.de/dw/article/0,,6620698,00.html

20.           - مرسي کم ظرفيت ومتکبر بود (مرسي كان ضعيف القدرة ومتكبرًا)، تصريح للنائب الإيراني محمد دهقان في تعليقه على عزل الرئيس محمد مرسي، موقع راهبو، 19 تير 1392 ش:

http://rahpoo.net/post/464

21.           تحليل: "مرسي 2013 ليس تشاويز 2002!"، وكالة فارس للأنباء، 26 يوليو/تموز 2013، (تاريخ الدخول: 26 يوليو/ تموز 2013):

http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9204027214#sthash.5i9YH8dB.dpuf

22.           - حبيب‌ الله عسکراولادي، سخني بارهبران اخوان المسلمين (خطاب إلى قادة الإخوان المسلمين)، وكالة فارس للأنباء، 92/04/19، (تاريخ الدخول: 26 يوليو/تموز 2013):

http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13920419000184

23.           - بررسي وجه مشترک انقلاب‌هاي موفق؛چرا انقلاب‌هاي تونس، مصر، ليبي ويمن نيمه‌کاره ماند؟، (بحث الوجه المشترك بين الثورات المتعثرة: لماذا وقفت ثورات تونس ومصر وليبيا في منتصف الطريق؟)، مشرق نيوز، 20 تير 1392 ش  (تاريخ الدخول: 15 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.mashreghnews.ir/fa/news/229964/%DA%86%D8%B1%D8%A7-%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8%E2%80%8C%D9%87%D8%A7%DB%8C-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%84%DB%8C%D8%A8%DB%8C-%D9%88-%DB%8C%D9%85%D9%86-%D9%86%DB%8C%D9%85%D9%87%E2%80%8C%DA%A9%D8%A7%D8%B1%D9%87-%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%AF

24.           - بررسي وجه مشترک انقلاب‌هاي موفق؛چرا انقلاب‌هاي تونس، مصر، ليبي ويمن نيمه‌کاره ماند؟، (بحث الوجه المشترك بين الثورات المتعثرة: لماذا وقفت ثورات تونس ومصر وليبيا في منتصف الطريق؟)، مشرق نيوز، 20 تير 1392 ش  (تاريخ الدخول: 15 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.mashreghnews.ir/fa/news/229964/%DA%86%D8%B1%D8%A7-%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8%E2%80%8C%D9%87%D8%A7%DB%8C-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%84%DB%8C%D8%A8%DB%8C-%D9%88-%DB%8C%D9%85%D9%86-%D9%86%DB%8C%D9%85%D9%87%E2%80%8C%DA%A9%D8%A7%D8%B1%D9%87-%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%AF

25.           - رهبر معظم انقلاب: اگر در قضيه "جزيره بحرين" دخالت مي‌کرديم ماجرا جور ديگري ميشد (قائد الثورة: لو تدخلنا في قضية جزيرة البحرين لكان الأمر مختلفًا"، سايت انقلاب، 14 بهمن 1390 ش (تاريخ الدخول: 15 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.entekhab.ir/fa/news/51615/%D8%B1%D9%87%D8%A8%D8%B1-%D9%85%D8%B9%D8%B8%D9%85-%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%DA%AF%D8%B1-%D8%AF%D8%B1-%D9%82%D8%B6%DB%8C%D9%87-%D8%AC%D8%B2%DB%8C%D8%B1%D9%87-%D8%A8%D8%AD%D8%B1%DB%8C%D9%86-%D8%AF%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AA-%D9%85%DB%8C%E2%80%8C%DA%A9%D8%B1%D8%AF%DB%8C%D9%85-%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%B1%D8%A7-%D8%AC%D9%88%D8%B1-%D8%AF%DB%8C%DA%AF%D8%B1%DB%8C-%D9%85%DB%8C%D8%B4%D8%AF

26.           - مقام معظم رهبري: ما در مسئله بحرين دخالت نمي‌کنيم نصيحت مي‌کنيم (القائد: نحن لا نتدخل في قضية البحرين...نحن ننصح)، سايت روشنگري، 19/4/1395ش (تاريخ الدخول: 15 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://roshangari.ir/video/43229

27.             - أعلنت وزارة الداخلية البحرينية يوم الاثنين (20 يونيو/حزيران 2016) أنها أسقطت الجنسية البحرينية عن الشيخ، عيسى أحمد قاسم، متهمة إياه بالسعي لإثارة الانقسام المذهبي في البلاد. وجاء في بيان الوزارة أنه "تم إسقاط الجنسية البحرينية عن المدعو عيسى أحمد قاسم، الذي قام منذ اكتسابه الجنسية البحرينية بتأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية، ولعب دورًا رئيسيًّا في خلق بيئة طائفية متطرفة، وعمل على تقسيم المجتمع تبعًا للطائفة وكذلك تبعًا للتبعية لأوامره". ويأتي القرار بعد إغلاق مقار جمعية الوفاق، وحل جمعية التوعية الإسلامية في 14 يونيو/حزيران 2016. وقد وُلِد الشيخ عيسى أحمد قاسم (1941)، وهو عالم دين شيعي بحريني، وناشط سياسي، وكان أحد تلامذة محمد باقر الصدر، كما كان عضوًا في كل من المجلس التأسيسي والمجلس الوطني البحريني، ويعتبر قاسم المرشد والأب الروحي لاحتجاجات البحرين، وهو عضو في الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت والمرشد لجمعية الوفاق البحرينية.

28.           - محکوميت شديد تعرض به عالم مجاهد شيخ عيسي قاسم (إدانة شديدة للتعرض للعالم المجاهد الشيخ عيسى قاسم)، الموقع الرسمي لمكتب مرشد الثورة، 5 تير 1395ش (تاريخ الدخول: 15 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.leader.ir/fa/content/15879/%D8%AF%DB%8C%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%AC%D9%85%D8%B9%DB%8C-%D8%A7%D8%B2-%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%87%E2%80%8C%D9%87%D8%A7%DB%8C-%D8%B4%D9%87%D8%AF%D8%A7%DB%8C-%D9%87%D9%81%D8%AA%D9%85-%D8%AA%DB%8C%D8%B1%D8%8C-%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D8%AD%D8%B1%D9%85-%D9%88-%D9%81%D8%A7%D8%B7%D9%85%DB%8C%D9%88%D9%86

29.           - هشدار بي‌سابقه سردار سليماني به رژيم آل‌خليفه/ تعدي به شيخ عيسي قاسم به مقاومت مسلحانه وسقوط رژيم بحرين منجر خواهد شد (تحذير غير مسبوق من الجنرال سليماني لنظام آل خليفة: التعدي على الشيخ عيسى قاسم سيقود إلى المقاومة المسلحة وسقوط النظام)، فارس نيوز، 31/3/1395 (تاريخ الدخول: 15 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13950331001400

30.           - بحرين وفرمان آماده‌باش سردار سليماني (البحرين وأمر الاستعداد من القائد سليماني)، مشرق نيوز،2 تير 1395 ش (تاريخ الدخول: 15 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.mashreghnews.ir/fa/news/593129/%D8%A8%D8%AD%D8%B1%DB%8C%D9%86-%D9%88-%D9%81%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A2%D9%85%D8%A7%D8%AF%D9%87%E2%80%8C%D8%A8%D8%A7%D8%B4-%D8%B3%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%B3%D9%84%DB%8C%D9%85%D8%A7%D9%86%DB%8C

31.           - مواضع آيات عظام مکارم، صافي وسبحاني درباره جنايات رژيم بحرين وسعودي (مواقف الآيات العظام: مكارم، وصافي، وسبحاني من جرائم النظام البحريني والسعودي"، الموقع الرسمي للسلطة القضائية في إيران، 26 اسفند 1389 (تاريخ الدخول: 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.humanrights-iran.ir/news-19224.aspx

32.           - توتي حسينعلي, دوست محمدي احمد، تحولات انقلابي بحرين وبررسي راهبردهاي سياست خارجي إيران در قبال آن (تطورات الثورة في البحرين ودراسة استراتيجيات السياسة الخارجية الإيرانية إزاءها)، دورية مطالعات انقلاب إسلامي : صيف 1392 , الدورة 10 , العدد 33 ;صص 209-226، ص 210.

33.           - توتي حسينعلي, دوست محمدي احمد، مرجع سابق، ص 215.

34.           - توتي حسينعلي, دوست محمدي احمد، مرجع سابق، ص 215.

35.           - آدمي علي, موسوي سيد محمد رضا, توتي حسينعلي، تحولات انقلابي بحرين وتعارضات مذهبي وژئوپوليتيکي إيران وعربستان سعودي (تطورات الثورة في البحرين والصراع المذهبي والجيوسياسي بين إيران والمملكة العربية السعودية)، دورية تحقيقات سياسي وبين المللي : بهار 1391 , الدورة 4 , العدد 10 ; صص 141 – 169، ص159.

36.           آدمي علي, موسوي سيد محمدرضا, توتي حسين علي، مرجع سابق، ص 163.

37.           آدمي علي, موسوي سيد محمدرضا, توتي حسين علي، المرجع سابق.

38.           آدمي علي, موسوي سيدمحمدرضا, توتي حسين علي، مرجع سابق، ص 164.

39.           - منتقدًا تدخل الناتو في ليبيا: خامنئي يمتدح الثورات ويتجاهل سوريا، الجزيرة نت، 17 سبتمبر/أيلول 2011 (تاريخ الدخول: 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8E7F1D81-F7FF-40A0-A9A5-4D13776F6B4A.htm?GoogleStatID=20

40.           اختلفت القراءت للثورات العربية من تيار سياسي إلى آخر؛ فقد رأت الحركة الخضراء في نفسها مُلهمًا للشعوب العربية الثائرة، التي "اتخذت من الاحتجاجات التي اندلعت في طهران عقب الانتخابات الرئاسية العاشرة، نموذجًا يُحتذى". وجدت الحركة الخضراء في الثورات العربية فرصة لإعادة فتح باب النقاش بشأن الديمقراطية وحقوق المواطنة في إيران تمر من خلال الجهود المبذولة حاليًّا لتنفيذ المبادئ التي انتُهكت من الدستور (مثل المبادئ المتعلقة بحرية الفكر والقلم والتعبير والتجمع والتحزب والانتخابات ونمط الحياة وكذلك منع التعذيب ومحاكم التفتيش والمادة 27)، وكذلك المبادئ المتعلقة بمشاركة الجماعات والقوميات العرقية الإيرانية في عملية بناء إيران والعملية الديمقراطية (المبادئ 15 حتى 19) من الدستور. ولهذا السبب فإن الإصرار على تطبيق الدستور دون تنازل يمكِّن الحركة الخضراء، وبكلفة أقل وبصورة أسرع وبدعم شعبي أكبر، من تحقيق أهدافها، وهي: إرساء الديمقراطية من خلال انتخابات حرة مع ما يلحق ذلك من شروط، بدلًا من إلغاء الدستور وإعلاء العنف لمزيد من الخروقات ومزيد من العنف وانتهاك حقوق المواطنين.

41.           - «آيت‌الله خامنه‌اي، نگران رسيدن سونامي بهار عربي به ايران است» (آية الله خامنئي، قلق من وصول تسونامي الربيع العربي إلى إيران ) دويچه وله، 17 سبتمبر/أيلول 2011، (تاريخ الدخول: 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.dw-world.de/dw/article/0,,6620698,00.html

42.           - خامنئي: لا ندعم ثورة تؤجِّجها أميركا، الجزيرة نت، 4 يونيو/حزيران 2011، (تاريخ الدخول: 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/F44A0332-0E46-4323-86EE-E6C9E0A4A349.htm

43.           - منتقدًا تدخل الناتو في ليبيا: خامنئي يمتدح الثورات ويتجاهل سوريا، الجزيرة نت، 17 سبتمبر/أيلول 2011، (تاريخ الدخول: 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016):

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8E7F1D81-F7FF-40A0-A9A5-4D13776F6B4A.htm

44.           - ديدار دبيرکل جهاد إسلامي فلسطين با رهبر انقلاب، الموقع الرسمي لمرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي، 11/11م 1390 ه ش (تاريخ الدخول: 10 أغسطس/آب 2016):

45.           http://farsi.khamenei.ir/news-content?id=18890

46.           - پاسخ رهبر انقلاب به ?? پرسش درباره «بيداري إسلامي» (جواب قائد الثورة على 20 سؤالًا يتعلق بـ"الصحوة الإسلامية")، الموقع الرسمي لمرشد الثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي، 9/2/1392 ش (تاريخ الدخول: 6 سبتمبر/أيلول 2016):

http://farsi.khamenei.ir/speech-content?id=22406

47.           - آيت‌الله‌ العظمي خامنه‌اي: رهبري محکم در مواضع صحيح خود ايستاده است تا من زنده هستم نخواهم گذاشت حركت ملت منحرف شود (القيادة تقف مواقفها الصائبة بصلابة: ما دُمت حيًّا لن أسمح أن تنحرف حركة الأمة عن مسارها)، فارس نيوز، 3/2/1390 (تاريخ الدخول: 6 سبتمبر/أيلول 2016):

http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=9002030860

48.           - بيانات در ديدار مسئولان نظام وسفراى کشورهاى إسلامي (تصريحات في لقاء مسؤولي الدولة وسفراء العالم الإسلامي)، الموقع الرسمي لمرشد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، 24/2/ 1394 ش (تاريخ الدخول: 6 سبتمبر/أيلول 2016):

http://farsi.khamenei.ir/speech-content?id=29736

49.           - من سجن "أوين" اختار الإصلاحي المعروف وعضو الحرك