ظاهرة التكفير في المجتمع الإسلامي

بين الكاتب، وهو الخبير في الحركات الإسلامية، أن التكفير يقع في صلب أيديولوجيات الحركات الأصولية وأن ادّعاء الحقيقة واحتكارها والتعصّب لها، ينجم عنه رفض الآخر، وهو رفض يحمل دوماً طابع النبذ وبالتالي التكفير، بوصفه أسهل الطرق لمقارعة الخصم.
20117239431786734_2.jpg
(الجزيرة)

أصدر مركز الجزيرة للدراسات ضمن سلسلة أوراق الجزيرة كتابا بعنوان ظاهرة التكفير في المجتمع الإسلامي (من منظور العلوم الاجتماعية للأديان) وهو الرقم 14 من هذه السلسلة.

رصد المؤلف عبد اللطيف الهرماسي ما عرفته المجتمعات العربية والإسلامية خصوصا مع بداية الألفية الثالثة من تصاعد في وتيرة الاتّهام بالتكفير سواء تعلق الأمر بالحركات الدينية أو رجال الدين ضد من لا يتوافق مع آرائهم أو حتى بين الحركات الدينية نفسها في ظل اعتبار كلّ واحدة نفسها مالكة الحقيقة المطلقة، فيما تقبع الأخرى في الضلال والنار.

بين الكاتب، وهو الخبير في الحركات الإسلامية، أن التكفير يقع في صلب أيديولوجيات الحركات الأصولية وأن ادّعاء الحقيقة واحتكارها والتعصّب لها، ينجم عنه رفض الآخر، وهو رفض يحمل دوماً طابع النبذ وبالتالي التكفير، بوصفه أسهل الطرق لمقارعة الخصم.

بدأت صياغة الأيديولوجية التكفيرية مع أبي علي المودودي، وبرزت لاحقاً مع التيار القطبي وتيار السلفية الجهادية، ويبين المؤلف أن التكفير في صيغته الجديدة كانت ردّة فعل على تصدّع الأطر الرمزية والاجتماعية الموروثة تحت ضغط الحداثة ونتيجة لاستنبات أطرها ومؤسّساتها وفكرها".

وتبقى هذه الموجة التكفيرية الجديدة أوسع انتشارا وأبلغ أثرا بالمقارنة مع موجات الستينات والسبعينات وهي ذات طابع مركب حيث انها ظاهرة تتنوع تعبيراتها وتتداخل أسبابها وتتعدد مستويات الحديث عنها.

وقد اختار المؤلف، وهو تونسي متخصص في علم الإجتماع الديني، في كتابه هذا مقاربة التكفير كممارسة اجتماعية وأيديولوجية في الإطار الإسلامي بوصفه ظاهرة اجتماعية تاريخية، سعى إلى فهمها بالاستعانة بمساهمات العلوم الإجتماعية المهتمة بالدين وخاصة منها علم اجتماع الأديان.

المؤلف: عبد اللطيف الهرماسي
الناشر: مركز الجزيرة للدراسات+ الدار العربية للعلوم
عدد الصفحات: 76
السنة: 2010

ويمكن قراءة الكتاب أو تحميله من خلال (الرابط التالي)

نبذة عن الكاتب