صراع على الاتفاق النووي الإيراني: نقاشات الداخل والخارج (متابعة تحليلية)

في هذه المتابعة التحليلية، يقدم مركز الجزيرة للدراسات ورقتين تتناولان النقاش الدائر بشأن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، وتفصل في نقاط الالتقاء والخلاف بين الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية بشأن هذه المسألة، وتستعرض الورقتان مواقف إيران ومختلف الأطراف مع نقاش مستفيض للسيناريوهات المتوقعة.
36fb1bd4086d4b2dafe0dc0970920a64_18.jpg
ترامب وماكرون تقارب بشأن دور إيران وبرنامجها الصاروخي وخلاف بشأن الاتفاق النووي (رويترز)

في اللقاء الذي جمع بين الرئيسين: الأميركي، دونالد ترامب، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، كان من الواضح وجود اختلاف في مواقف الطرفين تجاه الاتفاق المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، الذي توصلت إليه طهران مع مجموعة "5+1" في العاصمة النمساوية، فيينا، يوم 14 يوليو/تموز 2015، لكن ذلك لا ينفي وجود نقاط التقاء محورية فيما يتعلق بعدد من القضايا في مقدمتها دور إيران في المنطقة وبرنامجها الصاروخي. وكان من الواضح أيضًا أن ترامب ما زال متمسكًا بموقفه من الاتفاق الذي وصفه بأنه "غير معقول"، فيما كان يصفه سابقًا بـ"الأسوأ على الإطلاق". وتشاطر أوروبا وفرنسا على وجه التحديد الولايات المتحدة موقفها بشأن برنامج إيران الصاروخي، ولا يُخفي ماكرون رغبة فرنسا في "احتواء إيران" في المنطقة. 

من جانبها، صعَّدت إيران من لهجة الرد، وهددت بـ"عواقب وخيمة لمن أراد أن يخون العهد" وفق ما صرح به الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ووجه حديثه لترامب بالقول: "لِيعلمْ من هم في البيت الأبيض سواء التزموا بتعهداتهم أو لم يلتزموا، سواء التزموا بقيمهم الحضارية والإنسانية أو لم يلتزموا، أن الشعب الإيراني سيرد وبقوة على أية مؤامرات يستهدفون بها إيران". وسبق روحاني وزير خارجيته، جواد ظريف، لما خاطب ماكرون في تغريدة على حسابه في تويتر، مستبقًا لقاءه مع ترامب: "إما الاتفاق كاملًا أو لاشيء". 

ودخل  أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، على خط التصريحات مهددًا بانسحاب إيران من معاهدة الحد من الانتشار النووي إذا تعرض أمنها القومي للتهديد، كأحد الخيارات المطروحة، وقال: إن إيران ستلجأ إلى إجراءات "صادمة" إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي. وما بين التهديد والتصعيد يجري تداول عدد من السيناريوهات، التي يقدمها مركز الجزيرة للدراسات في هذه المتابعة التحليلية، بمشاركة د. فاطمة الصمادي ود. حسن أحمديان: