وقَّعت إيران والصين، يوم السبت، 27 مارس/آذار 2021، "وثيقة برنامج التعاون الشامل بين إيران والصين لـ25 عامًا"، وتزامن ذلك مع استمرار التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية وفشل الجهود الرامية لإحياء الاتفاق النووي الذي وقَّعته إيران مع مجموعة (5+1)، في 2015، وانسحبت منه الإدارة الأميركية في عهد دونالد ترامب، عام 2018، فارضة مزيدًا من العقوبات الأميركية على إيران.
ووقَّع الوثيقة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ونظيره الصيني، وانغ يي، في الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين طهران وبكين خلال زيارة لوزير الخارجية الصيني إلى طهران استمرت ليومين. وأشار ظريف في تغريدة له على تويتر إلى توقيع وثيقة خطة التعاون الشامل بين إيران والصين، وأضاف أنه تبادل بشكل جيد للغاية وجهات النظر مع نظيره الصيني حول توسيع التعاون الثنائي والإقليمي والعالمي في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين تكلل بتوقيع خارطة طريق استراتيجية تاريخية مدتها 25 عامًا .
وجاءت هذه الوثيقة ثمرة مباحثات على مستويات عدة منذ العام 2015 خلال زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى طهران، وتتضمن جوانب تعاون اقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية، وفق ما تشير إليه المعلومات المسربة حول الوثيقة.
ووفقًا للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، فهذا التوقيع يمثِّل مرحلة جديدة في العلاقات، وقد تقرر خلال زيارة بينغ أن تقوم طهران وبكين بـ"تعزيز العلاقات والوصول بها إلى المستوى الاستراتيجي والشامل"؛ حيث كان من "الضروري تنظيم العلاقات بأبعادها المتعددة في إطار وثيقة".
وقد أثارت الوثيقة ردود فعل بعضها مرحِّب، وبعضها معارِض في الداخل الإيراني، وركزت الأصوات المعارضة على تسريبات تقول بأن الاتفاقية تعطي الصين جزرًا إيرانية وقواعد على الأراضي الإيرانية، وهو ما نفاه أكثر من مسؤول إيراني.
كما تعرضت لانتقادات من الإدارة الأميركية، ورَدَّ بايدن على سؤال أحد الصحفيين بشأن هل الرئيس الأميركي قلق من الشراكة بين الصين وإيران؟ قائلًا:لديَّ قلق تجاه الشراكة المتزايدة " بين الصين وإيران منذ سنوات". وفي ردِّه على تصريحات بايدن، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني: إن التعاون الاستراتيجي مع الصين سيسرِّع وتيرة تراجع قوة الولايات المتحدة. وأشار شمخاني في تغريدة على تويتر إلى أن توقيع إيران على مذكرة التفاهم الاستراتيجية مع الصين جزء من استراتيجية بلاده للمقاومة.
وكُنَّا في مركز الجزيرة للدراسات قد نشرنا ورقة تحليلية سابقة تتناول أبعاد هذه الاتفاقية، ونعيد نشرها حيث تناقش أبعادها الاقتصادية والجيوسياسية وتأثيرها على مستقبل العلاقة بين إيران والصين.
إيران والصين ومعاهدة الـ25 عامًا: هل تتحول العلاقات إلى شراكة استراتيجية عميقة؟