إستراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي في ضوء التحولات الجيوإستراتيجية

(الجزيرة)

أصدر مركز الجزيرة للدراسات، اليوم 17 أغسطس/آب 2022، كتابًا جديدًا بعنوان "إستراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي في ضوء التحولات الجيوإستراتيجية"، لمؤلفه صالح النعامي، الأكاديمي والباحث المختص في الشأن الإسرائيلي.

يعرض الكتاب مبادئ ومكونات إستراتيجية الأمن القومي الإسرائيلية كما صاغها بن غوريون في الخمسينات من القرن الماضي، ويرصد العوامل التي أثَّرت في بلورتها على النحو الذي استقرت عليه، ثم يتتبع التحولات الإقليمية والدولية التي غيَّرت بيئة هذه الإستراتيجية، وقلَّصت من فاعلية وصلاحية مبادئها ومكوناتها، ويُبرز الكتاب الإجراءات التي أقدمت عليها إسرائيل لمواءمة إستراتيجية أمنها القومي، ويختبر المؤلف مدى إسهام الاتجاهات التي تبنَّتها في مواءمة إستراتيجية تمكِّنها من احتواء المخاطر الناجمة عن تحولات بيئتها الجيوإستراتيجية، فضلًا عن استشرافه تأثير قصور مواءمة إستراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي للتحولات التي تحيط به في قدرة هذه الدولة على تحقيق مصالحها مستقبلًا.

ويخلص الكتاب إلى أن بعض التحولات الإقليمية أسهمت في تحسين مكانة إسرائيل الإستراتيجية نسبيًّا وعززت من قدرتها على تحقيق مصالحها الوطنية، إلا أن الهوامش التي تتفاعل فيها مناشطها العسكرية والسياسية والدبلوماسية، بهدف الحفاظ على هذه المكانة وتلك القدرة تبقى ضيقة على الرغم من تعاظم ميل ميزان القوى العسكري والتكنولوجي لجانبها؛ وذلك بسبب قصور مبادئ ومكونات إستراتيجية أمنها القومي عن احتواء تداعيات التحولات الإقليمية والدولية الأخرى.

كما يخلص الكتاب أيضًا إلى أن حالة البيئة الإقليمية غير المستقرة ترسم الكثير من علامات الاستفهام حول مدى قدرة إسرائيل على الحفاظ على الإنجازات التي حققتها بفعل التحول الذي طرأ على بيئتها الإستراتيجية. ويرى المؤلف أن التحسن الذي طرأ على مكانة إسرائيل الإستراتيجية خلال العقود الأربعة الماضية لم يكن بسبب قدرتها على استثمار مواردها الذاتية فقط، بل كان أيضًا نتيجة تحولات شهدتها البيئة السياسية في العالم العربي، وتحديدًا ذلك التغيير الذي طرأ على موقف بعض أنظمة الحكم العربية من إسرائيل والتوجه نحو التطبيع. وهذا يعني -حسب ما يخلص إليه المؤلف- أنه إن حدثت تحولات في سياسات الدول العربية ومواقفها من إسرائيل، أو صعدت إلى سدة الحكم أنظمة لا تتبنَّى سياسة التطبيع، فإن ذلك قد يفضي إلى تآكل قدرة إستراتيجية أمنها القومي على تحقيق مصالحها الوطنية. والحال كذلك إن حدثت تحولات إقليمية مهمة، كبروز محور تركي-مصري على سبيل المثال؛ فإنه يمثل "سيناريو الرعب" الذي خشيت إسرائيل تحققه في أعقاب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 المصرية، وعدَّته آنذاك أحد أخطر التحولات الجيوإستراتيجية التي يمكن أن تؤثر في بيئتها الأمنية.

ويؤكد المؤلف أن ميزان القوى الإستراتيجي بين إسرائيل وأعدائها لا يتوقف فقط على الفروق في الإمكانيات العسكرية كمًّا ونوعًا، بل يتأثر أيضًا بحصانة المجتمع الإسرائيلي ومنظومة القيم التي تحكمه، فضلًا عن موازين القوى الديمغرافية داخله، وقدرته على تجنيد موارده الذاتية التي تؤثر في مدى استعداده لتحمل تبعات تنفيذ السياسات العسكرية والأمنية.

ومؤلف الكتاب هو صالح النعامي، أستاذ مساعد غير متفرغ في قسم الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الإسلامية في غزة. باحث متخصص في الشأن الإسرائيلي، يتعاون مع العديد من مراكز الأبحاث العربية، ويكتب بانتظام في بعض الصحف والمواقع الإخبارية العربية. شارك في العديد من المؤتمرات البحثية التي ناقشت قضايا الصراع العربي-الإسرائيلي، ونشر مجموعة من الكتب، أبرزها: "الصحافة والعسكر في إسرائيل"، و"في قبضة الحاخامات: تعاظم التيار الديني الصهيوني في إسرائيل وآثاره الداخلية والإقليمية"، و"العقل الإستراتيجي الإسرائيلي: قراءة في الثورات العربية واستشراف لمآلاتها"، و"النخبة الإسرائيلية الجديدة دراسة في أثر صعود التيار الديني على مراكز صنع القرار". كما ترجم العديد من الأعمال من العبرية إلى العربية.

لمزيد من التفاصيل؛ بالإمكان قراءة الكتاب أو تحميله من خلال (الرابط التالي).

نبذة عن الكاتب