الجزيرة للدراسات يصدر العدد الأول من مجلة الجزيرة للاتصال والإعلام

صدر عن مركز الجزيرة للدراسات العدد الأول من مجلة الجزيرة للاتصال والإعلام، وهي مجلة بحثية محكَّمة نصف سنوية، تُعْنَى باستكشاف واستقصاء الظواهر الإعلامية وتحليل القضايا الاتصالية، والتَّفَكُّر في تفاعلها مع متغيرات البيئة الإعلامية ومحيطها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي. وتركز المجلة على الدراسات النظرية والتطبيقية والمقارنة والبحوث الاستشرافية باعتماد مقاربات منهجية عابرة للتخصصات. وستكون المجلة منصة معرفية وعلمية مفتوحة للباحثين والأكاديميين المشتغلين في هذا الحقل، ورافدًا لإثراء الإنتاج الفكري الإعلامي والاتصالي نظريًّا ومنهجيًّا وتطبيقيًّا، لاسيما في ظل المشكلات التي يعيشها هذا الحقل في العالم العربي، وافتقار المؤسسات الأكاديمية للإبداع في البرامج العلمية، وقلة البحوث التطويرية والمستقبلية.

يتضمن العدد الأول من مجلة الجزيرة بحوثًا ودراسات علمية تنغمر في النقاش الراهن حول قضايا إعلامية تحظى باهتمام واسع في المجتمع البحثي، وتنطلق من أهداف المجلة في تعميق البحث حولها عبر منظور منهجي متعدد وعابر للتخصصات، والمساهمة في إثراء المعرفة الإعلامية من خلال مقاربة أبعاد المشكلات البحثية التي تطرحها. وتركز الدراسة الأولى للأكاديمي نصر الدين لعياضي، بعنوان "أزمة الصحافة الورقية العربية وعسر التحول في البيئة الرقمية"، على فهم أسباب هشاشة الصحافة العربية من خلال إبراز العلاقات السببية لمتغيرات متعددة، وتحليل عوامل استمرار تشبُّثها بالنموذج التقليدي المُحدِّد لماهية الصحافة والصحافي والقراء. وتحاول الدراسة الإجابة على سؤال إشكالي: لماذا لا تزال هذه الصحافة تواجه الأزمة التي استطاعت بعض الصحف الأميركية والأوروبية تجاوزها؟ وإن كانت تلتقي مع العديد من الدراسات التي ترى أن أزمة الصحافة العربية ذات طبيعة سياسية واقتصادية؛ إذ تعود إلى غياب الديمقراطية في الممارسة الصحفية، وصعوبة بناء نموذج اقتصادي بديل.

وتتناول دراسة الأكاديمي، الدكتور الصادق الحمامي، والباحث، عبد العزيز قطاطة، "نحو الصحافة الشاملة: الصحافة من منظور مستقبلي"، تطورات الصحافة في سياق التحولات التكنولوجية وما يُسمَّى الاضطراب المعلوماتي. وتقوم الدراسة برصد أهم التقارير الدولية التي تناولت اتجاهات الصحافة في العالم، مركِّزة على المشكلات التي عالجتها المدونة (ثمانية تقارير دولية)، على غرار تراجع الصحافة الورقية وعائدات الإشهار والاستثمار، ومنافسة المنصات الاجتماعية والرقمية، والمخاطر التي تحف بالصحافة باعتبارها مرفقًا عموميًّا، وتراجع الثقة في الصحافة، وتأثير استمرار انتشار الأخبار الزائفة والمُضلِّلة على أدوار الصحفيين في المجال العمومي، وتحولات سوق الإعلانات، وخصائص المبتكرات التحريرية الجديدة، ورهانات الذكاء الاصطناعي. وترى الدراسة أن مقاربة الصحافة من منظور "الصحافة الشاملة" يأخذ في الاعتبار الجمع بين المبادئ المعيارية الكونية التي تقوم عليها الصحافة وأدوارها الأساسية السياسية، والمبتكرات التحريرية والتكنولوجية التي تحتاجها الصحافة حتى تُجدِّد نفسها.

وتستقصي دراسة الباحث، عبد الله سالم باخريصة، دور الأخبار الزائفة وتصريحات السياسيين على منصات التواصل الاجتماعي في ظهور آليات التحري في الوقائع، وبروز نماذج من صحافة التحري في العمل الصحفي المهني في اليمن. أُجرِيت الدراسة على عينة قصدية تتكوَّن من 120 صحفيًّا وصحفية ممن يمارسون عملهم الصحفي باليمن. واعتمدت المنهج الوصفي في مقاربة أبعاد المشكلة البحثية. ويرى باخريصة أن انتشار الأخبار الزائفة وتصريحات السياسيين في اليمن أدى إلى اهتمام الصحفيين بعملية التثبُّت من المعلومات والتحري فيها، وأن الأحداث والوقائع التي شهدها اليمن بعد العام 2011 ساعدت في انتشار المعلومات والصور والفيديوهات بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.

وتحاول الدراسة التي أعدَّتها الأكاديمية، الدكتورة منال المزاهرة، الإجابةَ على سؤال رئيسي: ما الإشكاليات التي تواجهها البحوث الإعلامية العربية في سياق البيئة الرقمية الجديدة؟ استنادًا إلى تحليل كيفي لعيِّنة قصدية من البحوث الإعلامية العربية شملت 66 دراسة، واعتمادًا على رؤية نقدية تبحث في ملاءمة المناهج والنظريات التقليدية للبيئة الرقمية وقدرتها على تأطير الظواهر الجديدة وتحليلها. وترى الدراسة أن معظم البحوث الإعلامية العربية في ظل البيئة الإعلامية الرقمية تعتمد على المنهج المسحي، وتفتقد إلى التنوع في استخدام أدوات جمع البيانات، كما تواجه إشكالية تطويع العديد من النظريات التي استخدمت في بحوث الإعلام التقليدي وتطبيقها على الإعلام الجديد، إضافة إلى أن العديد من البحوث والدراسات لا يستند إلى رؤى نظرية.

وفي زاوية "قراءة في كتاب"، التي أعدَّها الأكاديمي، الدكتور محمود قلندر، يقارب كتاب: "مستقبل وسائل الإعلام: النظرية والجماليات"، للمؤلِّفيْن، كريستوف إرنست وجينز شرويتر، المستقبل المحيط بوسائل الإعلام من واقع نظري وجمالي، بالنظر إلى الخيال حول المستقبل باعتباره الموحي بالواقع الحالي في مجال وسائل الإعلام. وبذلك يعتبر وسائل الإعلام العنصر الذي يمكن من خلاله التحكُّم في المستقبل. يتحدث المؤلِّفان عن نظريات التخيل الذهني وصلتها بمستقبل وسائل الإعلام، ويقومان، في هذا الصدد، بمناقشة أربعة أمثلة: التصورات ذات الصلة بالتليفزيون التفاعلي وعلاقته بالوسائل في الجوانب الأدبية، و"الحوسبة الفاعلة" وحضورها المستمر حتى اليوم، والتصوير المعاصر القائم على الأبعاد الثلاثية (الهولوغرافية) في سينما اليوم، والتخيل المرتبط بالحوسبة الكمية وكيفية استيعابها في أدب الخيال العلمي. ويركز الكتاب على معالجة التطورات التكنولوجية في العالم أكثر من النظر إلى وسائل الإعلام، ويهتم كثيرًا بالجوانب ذات الصلة بالتكنولوجيا أكثر من تركيزه على الواقع الثقافي والاجتماعي للناس. فهو مثلًا لم يتناول قضايا حيوية ذات صلة بوسائل الإعلام، خاصة في تطورها نحو وسائل التواصل الاجتماعي.

ويُقدِّم العدد الأول لمجلة الجزيرة لدراسات الاتصال والإعلام اللبنة الأولى في مشروع المعجم الإعلامي الحديث، الذي يمثِّل إسهامًا معرفيًّا لمركز الجزيرة للدراسات في صناعة معجمية تحقق التراكم المعرفي الإعلامي. وتزداد أهمية هذا المشروع باعتبار هذه الصناعة وسيطًا علميًّا يُوثِّق الصلة بمجال اشتغاله، ويُكْسِب المتلقي وعيًا عميقًا بالكيفية التي يُعَبِّر بها النسق المعجمي عن صيرورة الظواهر والقضايا التي يعالجها من خلال البحث في أصول الكلمات وتَشَكُّل المصطلحات وبلورة المفاهيم واستقصاء تطورها التاريخي. وقد أعدَّ المادة العلمية لهذه اللبنة الأولى الأكاديمي، الدكتور كمال حميدو، رئيس قسم الإعلام سابقًا بجامعة قطر.

للاطلاع على العدد كاملًا وتحميله يرجى (الضغط هنا)

ويسر المجلة أن تدعو الباحثين والخبراء والأكاديميين الراغبين في التعاون البحثي والمشاركة في أحد أعدادها المقبلة لأن يتواصلوا مع رئاسة تحريرها عبر هذا البريد الإلكتروني: (AJCM@aljazeera.net). وسيصدر العدد الثاني في الأول من يوليو/تموز 2023. ويُشترط أن يكون البحث أصيلًا، مُعدًّا على نحوٍ خاص للمجلة، وألا يكون مجتزأً من رسالة جامعية، أو نُشِر جزئيًّا أو كليًّا في أية وسيلة نشر ورقية أو إلكترونية، أو عُرض في أحد المؤتمرات أو قُدِّم للنشر في إحدى الدوريات، وأن يكون حجمه بين 7 آلاف و9 آلاف كلمة شاملًا الهوامش والمراجع.