دور الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة في تزويد النخب السياسية الأردنية بالمعارف

30 مارس 2023
(الجزيرة)

الملخص

هدفت الدراسة التعرف إلى دور الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة في تزويد النخب السياسية الأردنية بالمعارف، والتعرف إلى التأثيرات الناتجة من تعرض عينة الدراسة للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة من خلال إجراء دراسة ميدانية بالاعتماد على المنهج المسحي على عينة قوامها (300) مفردة باستخدام أسلوب العينة العشوائية البسيطة، موزعة على النخب السياسية الأردنية: (نواب، أعيان، قادة أحزاب، أساتذة العلوم السياسية، العاملين في السلك الدبلوماسي).

وكشفت الدراسة أن (63.7 %) من عينة الدراسة يتعرضون للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة، وجاءت درجة اعتماد النخب السياسية الأردنية الذين يتعرضون للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة متوسطة وبنسبة (50.3 %)، بينما جاءت درجة ثقتهم بالمعلومات التي تقدمها الأفلام الوثائقية كبيرة وبنسبة (54.5 %).

 وبينت نتائج الدراسة أن أهم أسباب تعرض النخب السياسية الأردنية للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة هي: "متابعة ملف تجارة الوباء حول فيروس كورونا المستجد والجدل حول احتمالية تصنيعه" ثم "متابعة ملف انتهاكات حقوق الإنسان وقضايا معتقلي الرأي في سجون الأنظمة العربية"، ثم "متابعة ملف الانقلابات العسكرية"، والتعرف إلى "كواليس الصراع في ليبيا". وجاءت أبرز التأثيرات الناتجة من تعرض عينة الدراسة لهذه الأفلام على النحو التالي: التأثيرات المعرفية، وكان أبرزها "أسهمت الأفلام الوثائقية في كشف التفاصيل الغامضة في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي"، ثم التأثيرات الوجدانية، وكان أبرزها "أسهمت الأفلام الوثائقية، من خلال تناولها لبعض القضايا الحساسة، في خلق مشاعر التعاطف والتضامن لدي مع الأطراف المتضررة"، ثم التأثيرات السلوكية، وكان أبرزها "دعوتُ زملائي لمشاهدة الأفلام الوثائقية لما تقدمه من معلومات مهمة".

المقدمة

يمثل الفيلم الوثائقي أحد أهم المواد التلفزيونية وأكثرها تأثيرًا، نظراً لِما للأفلام الوثائقية من أهمية معرفية، وثقافية، وإعلامية، وتعليمية بالنسبة للمجتمعات، وأهمية الدور التسجيلي للفيلم الوثائقي في تجسيد الواقع ورواية الحقائق.. لهذا انعكس الاهتمام بهذا النوع من الأفلام بشكل ملفت للنظر من قبل الباحثين والمنظرين ومنتجي الأفلام الوثائقية ومخرجيها (جاد، وعلي،١٩٩٧، ص١٤٣). وقد انطلق مصطلح "الفيلم الوثائقي" من خلال محاولات خجولة لم تُقدِّم بقوة مضامين الأفلام الوثائقية التي تُعرض اليوم، فحين بدأ رواد الأعمال في أواخر القرن التاسع عشر لأول مرة في تسجيل أفلام لأحداثٍ من واقع الحياة، أطلق البعض على ما كانوا يصنعونه اسم "أفلام وثائقية"، بيد أن المصطلح ظل غير ثابت لعقود، فيما أطلق آخرون على أفلامهم "تعليمية"، و"واقعية"، و"تشويقية".. في إشارة إلى موضوع الفيلم، وقد عُرِّف الفيلم الوثائقي بأنه "التجسيد الفني للواقع"، وهو التعريف الذي أثبت صموده ومرونته. (أوفدرهايدي، ٢٠١٣، ص١١).

ويعرّف الفيلم الوثائقي بأنه نوع من أنواع الأفلام غير الروائية التي لا تعتمد على القصة أو الخيال، بل يتخذ مادته من واقع الحياة، مع إعادة تكوينها وتعديلها على أن تبقى قريبة من الحياة الواقعية (شلبي،١٩٩٤، ص٢٩٥).

وتحتوي الأفلام الوثائقية على كمٍّ كبير من الحقائق العلمية، أو التاريخية، أو السياسية، أو الطبيعية، حيث يعرض فيه المخرج الموضوع المطروح بحيادية تامة دون إبداء الرأي الشخصي. وتتميز الأفلام الوثائقية عن غيرها من الأفلام بأنها لا تصنع للترفيه، وتمتاز بالدقة والمصداقية والوضوح في الهدف، والتركيز على المضمون والمصادر الموثوقة واختزال المعلومات الوثائقية، وتعتبر في كثير من الأحيان مادة علمية يُرجع إليها في بعض الدراسات والأبحاث.

وتمثل الصراعات السياسية والتاريخية أحد أهم مضامين الأفلام الوثائقية، حيث تقدم هذه الأفلام، من خلال تفسيرها للأحداث والقضايا العربية والدولية، معلومات ووثائق تساعد في الوصول إلى الحقائق، ومحاولة بناء وجهة نظر متكاملة وشاملة حول موضوع ما.

ومع بداية سنوات التغيير والتحول السياسي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وسرعة الحراك النخبوي الذي أدى إلى اختفاء نخب سياسية وظهور أخرى، بسبب تغير أنظمة الحكم في العديد من الدول (أبو زيد، 2018، ص9)، تمكنت الأفلام الوثائقية من أن تكون شاهدًا ووثيقةً مهمة على هذه الأحداث.

 وتشكل النخب السياسية عنصرًا من أهم عناصر القوى الفاعلة والمؤثرة داخل أي مجتمع والمحرك الأساسي للعديد من الأحداث، ففهم طبيعة النظام السياسي داخل أي دولة لا تكتمل إلا بفهم طبيعة النخب السياسية المكونة له، سواء النخب السياسية الحاكمة، المتمثلة في السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية)، أو النخب السياسية غير الحاكمة كالأحزاب السياسية. (أبو زيد، ٢٠١٨، ص٣) ونتيجة لأهمية النخب السياسية في المجتمع ودورها في صنع القرار واتخاذه، جاءت أهمية دراسة دور الأفلام الوثائقية التي تبثها قناة الجزيرة في تزويد النخب السياسية الأردنية بالمعلومات والمعارف السياسية والثقافية والتاريخية، لما تطرحه هذه الأفلام من موضوعات تسلط بها الضوء على انجازات ومساوئ الشخصيات العامة، وتتبع حياة النخب منذ نشأتها وحتى وصولها إلى السلطة، ودراسة المراحل التاريخية التي تعاقبت عليها الأنظمة الحاكمة، وغيرها من موضوعات.

  وتعد قناة الجزيرة قناة تلفزيونية فضائية ذات طابع إخباري، تأسست في عام (1996) ويقع مقرها في الدوحة، وهي تابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية، انطلقت القناة في بداياتها لتغطية الأنباء العربية، والأحداث والشؤون الجارية لتصبح شبكة إعلامية دولية بعدد من المنابر، منها القنوات التلفزيونية المتخصصة في لغات متعددة في عدة مناطق من العالم، من أهمها الخدمات الإخبارية المقدمة باللغتين العربية والانجليزية، والمواقع الالكترونية التابعة للقنوات عبر شبكة الإنترنت، وقد ساهمت القناة في طرح الآراء المتضادة والمتعارضة، وإمكانية خلق مساحة من الحوار والنقاش بين وجهات النظر المتعددة.

  تميزت قناة الجزيرة بتقديم عدد من الوثائقيات، رصدت من خلالها العديد من الموضوعات والقضايا بالغة الأهمية على الساحة السياسية العربية والدولية، واستخدمت القناة، في تنفيذها لسلاسل الوثائقيات، أدوات البحث الاستقصائي، الذي يراعي الدقة، والحقيقة، والمصدر الموثوق للمعلومات، ويقدم تفسيرًا وتحليلًا منطقيًا للأحداث، ويكشف عن استنتاجات جديدة، ويلتزم بالتتابع الزمني لتفاصيل السجل التاريخي والسياسي للوقائع، والقضايا السياسية في الوطن العربي والعالم.

وعليه جاءت هذه الدراسة للتعرف إلى دور الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة، وما تقدمه من معلومات ومعارف للنخب السياسية الأردنية.

مشكلة الدراسة:

شكلت الأفلام الوثائقية أداة تواصل مهمة في صياغة الواقع وعرض الوقائع التاريخية ومجريات الزمن الحالي، إذ ترتبط أهميتها بفكرة الجمهور كظاهرة اجتماعية، وتطرح عددًا من الموضوعات والقضايا التي تتسم بالواقعية، وتساهم في توثيق الحقيقة ونقل المعرفة. وقد أسهمت الأفلام الوثائقية في كشف الجوانب الخفية للقضايا المطروحة من خلال الأسلوب الاستقصائي في البحث عن الحقيقة.

وقد دأبت قناة الجزيرة على تقديم العديد من الأفلام والبرامج الوثائقية، تناولت موضوعاتها العديد من الجوانب السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، وغيرها من الموضوعات التي تحظى بالاهتمام والمتابعة من العديد من الفئات الاجتماعية، لا سيما المثقفين في العديد من الأقطار العربية.

وعليه، فإن مشكلة الدراسة تكمن في التعرف إلى الدور الذي تمثله الأفلام والبرامج الوثائقية في قناة الجزيرة في تزويد النخب السياسية الأردنية بالمعلومات والمعارف، والتعرف إلى أبرز الموضوعات التي تطرحها هذه الأفلام، ونوعية المعلومات التي تقدمها.

أهمية الدراسة:

تندرج أهمية الدراسة في النقاط التالية:

  1. تستمد الدراسة أهميتها من كوْن الأفلام الوثائقية من أهم المصادر التوثيقية المرئية والسمعية، والتي تجمع بين الصوت والصورة كقوى مؤثرة أكثر جذبًا مقارنة بالكتب والأبحاث والدراسات التي توثق المعلومات والحقائق، ويساهم هذا النوع من الأفلام في تشكيل وصياغة معارف الرأي العام والنخب في المجتمع.
  2. تأتي الدراسة استجابة لحاجة المكتبة الإعلامية العربية إلى المزيد من الدراسات المتخصصة في الأفلام الوثائقية، ونظراً لقلة الدراسات العلمية في هذا المجال.
  3. إبراز أهمية الدور الذي تمثله الأفلام الوثائقية في تزويد الجمهور والنخب السياسية بالمعارف والمعلومات المختلفة.
  4. تنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية الفئة المستهدفة فيها، والمتمثلة بالنخب السياسية الأردنية، الذين يمثلون شريحة اجتماعية لها دورها الفاعل والمؤثر في المجتمع في المجالات كافة.
  5. تنامي الدور الذي تلعبه الأفلام الوثائقية كمصدر للمعلومات، في ظل ما تشهده المنطقة العربية والعالم من أحداث وقضايا ومشكلات.
  6. يفيد موضوع الدراسة في فتح المجال لباحثين آخرين في مجال الإعلام والاتصال للتعمق في دراسات جوانب بحثية أخرى ذات صلة بموضوع الدراسة.

أهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة للتعرف إلى دور الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة في تزويد النخب السياسية الأردنية بالمعارف كهدف رئيس، وينطلق من هذا الهدف أهداف فرعية تتمثل بالتعرف إلى ما يلي:

  1. أسباب تعرض النخب السياسية الأردنية للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة.
  2. أسباب عدم تعرض النخب السياسية الأردنية للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة.
  3. عادات وأنماط تعرض النخب السياسية الأردنية للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة.
  4. الأفلام الوثائقية الأكثر مشاهدة لدى النخب السياسية الأردنية في قناة الجزيرة.
  5. مدى اعتماد النخب السياسية الأردنية على الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة كمصدر للمعلومات والمعارف.
  6. درجة ثقة النخب السياسية الأردنية بالمعلومات السياسية التي تقدمها الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة.
  7. التأثيرات المعرفية، والوجدانية، والسلوكية المتحققة من التعرض للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة.

تساؤلات الدراسة:

تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة عن التساؤل الرئيس المتمثل بـ"ما دور الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة في تزويد النخب السياسية الأردنية بالمعارف؟" ويتفرع عنه التساؤلات الفرعية التالية:

  1. ما أسباب تعرض النخبة السياسية الأردنية للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة؟
  2. ما أسباب عدم تعرض النخب السياسية الأردنية للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة؟
  3. ما عادات وأنماط تعرض النخب السياسية الأردنية للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة؟
  4. ما أكثر الأفلام والبرامج الوثائقية مشاهدة لدى النخب السياسية الأردنية في قناة الجزيرة؟
  5. ما مدى اعتماد النخب السياسية الأردنية على الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة في تزويدهم بالمعارف؟
  6. ما درجة ثقة النخب السياسية الأردنية بالمعلومات السياسية والمعارف التي تقدمها الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة؟
  7. ما التأثيرات المعرفية والوجدانية والسلوكية الناتجة عن دور الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة في تزويد النخب السياسية الأردنية بالمعارف؟

فروض الدراسة:

  1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة اعتماد النخب السياسية على الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة للتزود بالمعلومات والمعارف، تُعزى للمتغيرات الديموغرافية: المستوى التعليمي، والفئة العمرية، والنوع الاجتماعي، والوظيفة.
  2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة ثقة النخب السياسية بالمعلومات التي تقدمها الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة، تُعزى للمتغيرات الديمغرافية: الفئة العمرية، والمستوى التعليمي، والنوع الاجتماعي، والوظيفة.
  3. توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين أسباب تعرض النخب السياسية للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة والتأثيرات المعرفية والوجدانية والسلوكية الناتجة عن هذا التعرض.
  4. وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجة ثقة النخب السياسية الأردنية بالمعلومات التي تقدمها الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة وبين عدد ساعات تعرضهم لها أسبوعيًّا للحصول على المعلومات والمعارف.

منهج الدراسة:

اعتمدت الدراسة على المنهج المسحي، وفي إطار هذا المنهج اعتمدت الدراسة على أسلوب مسح جمهور وسائل الإعلام، بهدف التعرف على درجة اعتماد النخب السياسية الأردنية على الأفلام الوثائقية في تزويدهم بالمعارف والمعلومات.

مجتمع الدراسة وعينتها:

1-مجتمع الدراسة

يتكون مجتمع الدراسة من أفراد من النخب السياسية الأردنية، ويرجع اختيار الباحثة تطبيق الدراسة على النخب السياسية الأردنية لكون هذه الشريحة تتولى الشؤون السياسية وتتفاعل مع مختلف القضايا والأحداث المحلية والعربية والدولية، وتتمتع في ذات الوقت بمجموعة من الصلاحيات التي تجعلها صاحبة قرار.

2-عينة الدراسة

تم اختيار ما مجموعه (300) مفردة من النخب السياسية وهم: النواب، الأعيان، قيادات الأحزاب، العاملين في السلك الدبلوماسي، وأساتذة العلوم السياسية.. وتم اختيارهم وفق أسلوب العينة العشوائية البسيطة.

النتائج والتوصيات

خلاصة نتائج الدراسة

توصلت الدراسة في سعيها للتعرف إلى دور الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة في تزويد النخب السياسية الأردنية بالمعارف إلى عدد من النتائج، وفيما يلي أبرزها:

1- أن 191 مبحوث من أصل 300 فقط يتعرضون للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة بنسبة بلغت (63,7%).

2- جاءت أبرز أسباب عدم تعرض عينة الدراسة للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة على النحو الآتي:
أولًا "أُفضِّل مشاهدة الأفلام الوثائقية التي تعرضها قنوات فضائية أخرى" وبمتوسط حسابي بلغ (3,59), تلاها في المرتبة الثانية "الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة تفتقد للموضوعية في تفسير الموضوعات والقضايا السياسية"، و"اتجاهات الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة تدعم أيديولوجيات سياسية لا أتفق معها" وبمتوسط حسابي بلغ (3,47)، ثم في المرتبة الثالثة "اتجاهات الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة تعادي أيديولوجيات سياسية معينة أتفق معها" وبمتوسط حسابي بلغ (3,35).

3- كشفت النتائج أن (58,6%) من عينة الدراسة يقضون من ساعة إلى ساعتين في التعرض للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة. (42,9) من عينة الدراسة يتعرضون لهذه الأفلام في فترة المساء، و(52,4) يتعرضون لها في فترات غير محددة.

4-جاءت درجة اعتماد عينة الدراسة على الأفلام الوثائقية كمصدر للمعلومات والمعارف متوسطة، وبنسبة بلغت (50,3%)، وجاءت درجة ثقتهم بالمعلومات السياسية التي تقدمها هذه الأفلام كبيرة وبنسبة (54,5%).

5- جاء ترتيب الأفلام والبرامج الوثائقية الأكثر مشاهدة على النحو الآتي: (ما خفي أعظم) ثم (نهايات غامضة) ثم (الصندوق الأسود). وجاء ترتيب الأفلام والبرامج الوثائقية الأقل مشاهدة على النحو الآتي: (المسافة صفر) ثم (أرشيفهم وتاريخنا) وأخيرًا (الجهات الأربع).

6- أظهرت النتائج أبرز أسباب تعرض عينة الدراسة للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة على النحو الآتي:
أولًا "متابعة ملف تجارة الوباء حول فيروس كورونا المستجد والجدل حول احتمالية تصنيعه" وبمتوسط حسابي بلغ (4,09)، ثم جاء ثانيًا "متابعة ملف انتهاكات حقوق الإنسان وقضايا معتقلي الرأي في سجون الأنظمة العربية" وبمتوسط حسابي بلغ (4,07)، فيما احتل السببان "متابعة ملف الانقلابات العسكرية" و"التعرف إلى كواليس الصراع في ليبيا" المرتبة الثالثة وبمتوسط حسابي بلغ (4,04).

7- كشفت نتائج أبرز التأثيرات المعرفية الناتجة من تعرض عينة الدراسة للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة على النحو الآتي:
أولًا "أسهمت الأفلام الوثائقية في كشف التفاصيل الغامضة في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي" وبمتوسط حسابي بلغ (3,84)، ثم تلاها في المرتبة الثانية "أوضحت الأفلام الوثائقية انتهاكات حقوق الإنسان وقضايا التعذيب والاعتقال السياسي"، وبمتوسط حسابي بلغ (3,73)، واحتل المرتبة الثالثة "كشفت نتائج التحقيقات الوثائقية الاستقصائية تفاصيل بعض القضايا السياسية العالقة"، وبمتوسط حسابي بلغ (3,70).

8- أوضحت النتائج أبرز التأثيرات الوجدانية الناتجة من تعرض عينة الدراسة للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة على النحو الآتي: جاء في المرتبة الأولى "أسهمت الأفلام الوثائقية من خلال تناولها لبعض القضايا الحساسة في خلق مشاعر التعاطف والتضامن لدي مع الأطراف المتضررة"، وبمتوسط حسابي بلغ (3,51)، ثم تلاها في المرتبة الثانية "أسهمت الأفلام الوثائقية في تأكيدي على حرية التعبير والرأي"، وبمتوسط حسابي بلغ (3,48)، وفي المرتبة الثالثة "متابعتي للأفلام الوثائقية حثتني على محاربة الإرهاب ورفض العنف بكافة أشكاله"، وبمتوسط حسابي بلغ (3,43).

9- بينت النتائج أبرز التأثيرات السلوكية الناتجة من تعرض عينة الدراسة للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة على النحو الآتي: جاء في المرتبة الأولى "دعوت زملائي لمشاهدة الأفلام الوثائقية لما تقدمه من معلومات مهمة"، وبمتوسط حسابي بلغ (3,57)، وتلاها في المرتبة الثانية "أسهمت الأفلام الوثائقية في تعرضي المستمر لهذا النوع من الأفلام والبرامج للحصول على معلومات دقيقة ومفصلة"، وبمتوسط حسابي بلغ (3,56)، وجاء في المرتبة الثالثة "أسهمت الأفلام الوثائقية في زيادة اهتمامي بالبحث عن تاريخ القضايا السياسية الراهنة"، وبمتوسط حسابي بلغ (3,41).

خلاصة اختبار فروض الدراسة

  1. ثبت عدم صحة الفرض الأول القائل بوجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة اعتماد النخب السياسية الأردنية على الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة كمصدر للمعلومات والمعارف تُعزى للمتغيرات الديموغرافية: (النوع الاجتماعي، الفئة العمرية، والمستوى التعليمي) باستثناء متغير (الحقل الوظيفي) الذي ثبت وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاعتماد على الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة كمصدر للمعلومات والمعارف تُعزى لمتغير (الحقل الوظيفي).
  2. ثبت عدم صحة الفرض الثاني القائل بوجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة ثقة النخب السياسية بالمعلومات التي تقدمها الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة تُعزى للمتغيرات الديموغرافية: (النوع الاجتماعي، والفئة العمرية، والمستوى التعليمي، والحقل الوظيفي).
  3. ثبت صحة الفرض الثالث القائل بوجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين أسباب تعرض النخب السياسية للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة والتأثيرات الناتجة عن هذا التعرض.
  4. ثبت صحة الفرض الرابع القائل بوجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجة ثقة النخب السياسية الأردنية بالمعلومات التي تقدمها الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة و بين عدد ساعات تعرضهم لها أسبوعيًّا للحصول على المعلومات والمعارف.

التوصيات

بناءً على نتائج الدراسة توصي الباحثة بما يلي:

  1. نظرًا للنتائج التي أسفرت عنها الدراسة فيما يتعلق بنسبة تعرض أفراد عينة الدراسة للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة، والتي بلغت (63,7%)، وهي نسبة تدل على معدل مشاهدة مرتفع، توصي الباحثة بزيادة اهتمام قناة الجزيرة بالموضوعات التي تشتمل على قضايا الشأن الأردني، والشخصيات السياسية الأردنية.
  2. زيادة عدد الأفلام والبرامج الوثائقية التي تعرضها قناة الجزيرة.
  3. زيادة الاهتمام بنوعية المعلومات التي تقدمها الأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة حول القضايا السياسية.
  4. زيادة الاهتمام بمضامين الأفلام الوثائقية التي تقدمها قناة الجزيرة في الفترة المسائية لكونها من الأوقات المفضلة لدى المبحوثين للتعرض لها.
  5. الاهتمام بدراسة العوامل المحيطة بالنخب السياسية الأردنية والتي تزيد من مستوى تعرضهم للأفلام الوثائقية في قناة الجزيرة.
  6. إجراء المزيد من الدراسات التي تبحث في العلاقة بين النخب السياسية والأفلام الوثائقية.

للاطلاع على النص الكامل لرسالة الماجستير (اضغط هنا)

نبذة عن الكاتب