ينظِّم مركز الجزيرة للدراسات، بالتعاون مع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، الدورة الثانية من "الحوار العربي-الإيراني" بالعاصمة القطرية، الدوحة، خلال الفترة من 27-29 مايو/أيار 2023، تحت عنوان "الأمن والاقتصاد والأزمات: مقاربات وحلول"، وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء من كلا الجانبين.
يتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر: الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، والدكتور عادل عبد المهدي، رئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق، والدكتور كمال خرازي، رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية ووزير خارجية إيران الأسبق، والدكتور عبد العزيز العويشق، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات بمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
يتحاور المشاركون للوصول إلى تقارب مشترك في وجهات النظر بشأن "النموذج الأمني الأنسب للعلاقات العربية-الإيرانية"، آخذين بعين الاعتبار تداعيات الأزمات والصراعات التي نشبت في المنطقة على مدى السنوات الماضية، والتي كان من آثارها اهتزاز الثقة بين الجانبين، ومحاولة كل طرف تحميل مسؤولية تدهور العلاقات للطرف الآخر.
كما يستعرض المتحدثون أوضاع "الأمن الاقتصادي" في المنطقة وما يتعرَّض له من تهديدات بسبب الانقسام الجيوسياسي والاقتصادي المتنامي بين القوى الكبرى، والذي تصاعد بدرجات ملحوظة منذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية قبل عام ونيِّف. وفي هذا السياق، يبحث المشاركون سبل تعزيز التعاون الاقتصادي سبيلًا لتحقيق الأمن بين الجانبين.
ومن قضايا الأمن والاقتصاد تنتقل جلسات الحوار العربي-الإيراني إلى السياسة وملفاتها، فتفرد مساحات من النقاش للحديث عن المقاربات التي من شأنها الإسهام في إيجاد حلول للعديد من الأزمات والتحديات التي تواجه اليمن وسوريا والعراق وفلسطين، فضلًا عن الأسئلة التي يثيرها الملف النووي الإيراني، لاسيما المتعلق منها بتداعياته على أمن واستقرار الخليج والشرق الأوسط.
تأتي الدورة الثانية من "الحوار العربي-الإيراني" بعد نحو شهرين من التقارب السعودي-الإيراني، والذي تكلل بإعلان الطرفين عن قرب عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وما رافق ذلك من أجواء تفاؤل أنعشت الآمال بإمكانية انعكاس هذا التقارب على العديد من قضايا وأزمات المنطقة.
وكانت الدورة الأولى من "الحوار العربي-الإيراني" قد انعقدت في العاصمة القطرية، الدوحة، العام الماضي، بمشاركة نخبة من الخبراء والسياسيين من الجانبين، وتركزت نقاشاتها على استكشاف نقاط الاختلاف وأوجه الاتفاق بين الطرفين، واستماع كل طرف لما يراه الطرف الآخر تهديدًا لأمنه وزعزعة لاستقراره، ودور ومسؤولية كلٍّ منهما في ذلك، فضلًا عن استعراضها للمقاربات التي من شأنها تهدئة المخاوف وبناء الثقة بين الجانبين.
ومن المقرر أن يواصل "الحوار العربي-الإيراني" جلسات دورته الثانية هذا العام، حيث تنعقد الجلسة الافتتاحية العلنية يوم السبت، 27 مايو/أيار الجاري، السابعة مساءً، بفندق سانت ريجيس بالدوحة، تعقبها جلسات حوارية مغلقة في اليومين التاليين.