
تحتضن العاصمة القطرية، الدوحة، خلال الفترة من 10 إلى 12 مايو/أيار 2025، أعمال الدورة الرابعة من مؤتمر الحوار العربي-الإيراني، الذي ينعقد هذا العام تحت عنوان "علاقات قوية ومنافع مشتركة"، وينظمة مركز الجزيرة للدراسات والمجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسط مشاركة نخبة من المسؤولين والخبراء والباحثين المتخصصين في الشؤون الإقليمية والدولية.
يأتي انعقاد هذه الدورة في سياق إقليمي دقيق يشهد تحولات كبرى وتحديات متزايدة؛ مما يضفي على أعمال المؤتمر أهمية استثنائية بوصفه منصة مفتوحة لتعزيز قنوات الحوار بين العالم العربي وإيران، والعمل على بناء شراكات قائمة على المصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي.
يهدف المؤتمر إلى تعميق النقاش حول آليات تعزيز الحوار العربي-الإيراني، واستكشاف سبل إقامة شراكة إستراتيجية مستدامة قادرة على التصدي للتحديات المتعددة التي تواجه المنطقة. ومن خلال جلساته المتنوعة، يسعى المشاركون إلى وضع إطار نظري وعملي لتطوير التعاون الإقليمي، استنادًا إلى قاعدة من الفهم المشترك والثقة المتبادلة.
تتناول أجندة الدورة الرابعة عددًا من الملفات المهمة، في مقدمتها التحديات الكبرى التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على تأثيرات التصعيد والتهدئة في موازين القوى الإقليمية. كما تتطرق النقاشات إلى الوضع الداخلي في لبنان، ومستقبل "حزب الله" عقب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت بنيته العسكرية والتنظيمية؛ ما يفتح باب النقاش حول السيناريوهات المحتملة للمشهد اللبناني.
في السياق السوري، تناقش الجلسات العلاقات الإيرانية-السورية في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، والفرص المتاحة لإعادة صياغة تحالفات جديدة تخدم استقرار المنطقة.
يحضر الملف اليمني في أعمال المؤتمر، عبر مناقشة فرص تحقيق سلام شامل ومستدام، بالاستناد إلى مسار مقترح لحوار يمني-يمني، مع إيلاء اهتمام خاص للتحديات السياسية والإنسانية التي لا تزال تعترض طريق هذا المسعى.
تخصص الدورة الحالية مساحة واسعة للقضية الفلسطينية؛ إذ يناقش المشاركون تداعيات عملية "طوفان الأقصى" على مسار المشروع الوطني الفلسطيني، مع تسليط الضوء على التصورات العربية والإيرانية لمستقبل هذا المشروع في ظل واقع سياسي متغير.
تُختتم أعمال المؤتمر ببحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية وإيران. ومن المقرر أن يتبادل الخبراء المشاركون الرؤى حول فرص الاستثمار المشترك وتطوير التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والتنمية والتكنولوجيا.
تنطلق الجلسة الافتتاحية العلنية للمؤتمر يوم السبت، 10 مايو/أيار 2025، عند الساعة السابعة مساءً في العاصمة القطرية، الدوحة، بحضور شخصيات بارزة تمثل مختلف الأطراف المعنية بالحوار العربي-الإيراني.
يُذكر أن مؤتمر الحوار العربي-الإيراني قد رسَّخ حضوره بوصفه منتدى حيويًّا منذ انطلاق دورته الأولى في الدوحة عام 2022؛ حيث عُقدت الدورات الثلاث السابقة وفق التسلسل التالي:
- الدورة الأولى: الدوحة، 21-23 مايو/أيار 2022، تحت عنوان "العرب وإيران: حوار حول أزمات المنطقة".
- الدورة الثانية: الدوحة، 27-29 مايو/أيار 2023، تحت عنوان "الأمن والاقتصاد والأزمات: مقاربات وحلول".
- الدورة الثالثة: طهران، 12-15 مايو/أيار 2024، تحت عنوان "إيران والعرب: حوار من أجل التعاون والتفاعل".
وتؤكد دورة هذا العام على أهمية استمرارية الحوار وتعميقه، انطلاقًا من قناعة مشتركة بأن بناء علاقات قوية قائمة على المنافع المشتركة هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام والتنمية المستدامة في المنطقة.