بُعيد قليل من الساعة الثالثة وخمس عشرة دقيقة فجرًا بالتوقيت المحلي من يوم 13 يونيو/حزيران لعام 2025، اهتزت طهران تحت وقع وابل من الانفجارات. وما بدأ على هيئة عدد محدود من التفجيرات سرعان ما كشف عن نفسه بوصفه التحرك الافتتاحي في حملة مُحكمة التنظيم استهدفت المجمعات النووية والصاروخية الإيرانية.
كان سلاح الجو الإسرائيلي (IAF)، إلى جانب عناصر تخريبية داخلية مزودة بطائرات مسيرة انتحارية وأسلحة مضادة للدروع(1)، قد مهَّد الطريق باتجاه العاصمة عبر قمع أجزاء من شبكة الدفاع الجوي الإيرانية في المحافظات الشمالية الغربية. وبحلول نحو الساعة السادسة والنصف صباحًا، كانت أكثر من 200 طائرة مقاتلة قد هاجمت عشرات الأهداف في مختلف أنحاء إيران ضمن خمس موجات متتالية.
استمرت الضربات الجوية الإسرائيلية خلال الأيام الاثني عشر التالية، بإجمالي طلعات بلغ 1500 طلعة جوية. وقد نُفذت هذه الهجمات في إطار خطة عملياتية واسعة النطاق عُرفت باسم "عملية الأسد الصاعد".
وردًّا على ذلك، أطلقت إيران أكبر وأكثف ضربة مضادة باستخدام صواريخ باليستية في إطار عملية "الوعد الصادق 3"، وقد أدى الإطلاق اليومي لعشرات المقذوفات -بما مجموعه أكثر من 500 صاروخ باليستي خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة- إلى تغيير جوهري في التقديرات السابقة لدى الجانب الإسرائيلي.
بالنسبة إلى معظم المراقبين المطلعين، كان الاصطدام المباشر بين إيران وإسرائيل مسألة وقت لا أكثر، لاسيما بعد أن واصلت ارتدادات صدمة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 دفع الطرفين نحو حافة المواجهة. وقد تصاعد التوتر بالفعل في مناسبتين سابقتين عبر رشقات صاروخية ومسيرات إيرانية -في إطار "الوعد الصادق 1"، بتاريخ 13 أبريل/نيسان 2024، و"الوعد الصادق 2"، بتاريخ الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024- غير أن نقطة الانكسار الفعلية تمثَّلت في حرب الأيام الاثني عشر.
وكانت إسرائيل قد شرعت في تهيئة المسرح العملياتي قبل ذلك بأشهر. ففي غارتين دقيقتين محددتي الأهداف، عطَّلت مكونات رئيسية من أربع بطاريات دفاع جوي من طراز S-300 منتشرة حول أصفهان وطهران. ثم، في أعقاب "الوعد الصادق 2"، دمرت رادارين بعيدَي المدى للإنذار المبكر قرب الحدود العراقية؛ ما أدى إلى تقليص قدرة إيران على رصد التهديدات العميقة القادمة. وعلى امتداد تلك الفترة، واصل سلاح الجو الإسرائيلي (IAF) رفع وتيرة الطلعات الجوية إلى أن تحول نمطها المتكرر إلى ضجيج تشغيلي بالنسبة للمستشعرات الإيرانية.
وقد أُطلقت العملية في توقيت دقيق، تزامنًا مع انخراط جزء من قدرات القوة الصاروخية التابعة للحرس الثوري الإيراني (IRGC)، وكذلك قوات الدفاع الجوي المشتركة لكل من الجيش النظامي (ارتِش) والحرس الثوري، في مناورة عسكرية سنوية. واستندت هذه العملية المعقدة إلى عقيدة "الصدمة المنهجية" (Systemic Shock) ، المصممة لإحداث ضربة دقيقة ومفاجئة تستهدف التسبب بانهيار نفسي-تنظيمي وتعطيل شبكة القيادة والسيطرة والاتصالات (C3) لدى الخصم.
في إطار "عملية الأسد الصاعد"، جرى التخطيط لعدة عمليات فرعية، من بينها الاغتيال الموجه لعدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني (IRGC)-من ضمنهم حسين سلامي، ومحمد باقري، وأمير حاجي زاده، وغلام علي رشيد- وذلك ضمن عملية حملت الاسم الرمزي "عملية الزفاف الأحمر". وفي عملية منفصلة، أُطلق عليها اسم "نارنيا"، نُفِّذت هجمات استهدفت عددًا من العلماء المدنيين المرتبطين بالبرنامج النووي، وكذلك أفرادًا من عائلاتهم في طهران.
سعت إسرائيل إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية. تمثل الهدف الأول في تعطيل وشَلِّ منظومات الدفاع الجوي الإيرانية -من خلال استهداف الرادارات، ومدارج الطيران، ومواقع صواريخ (SAM) أرض/جو- بما يهيئ البيئة العملياتية لتحقيق الهدف الثاني، وهو توجيه ضربة قاسية للبرنامج النووي الإيراني. وقد شملت هذه الضربات، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة في إطار "عملية مطرقة منتصف الليل"، استهداف منشآت مثل فوردو، ونطنز، ومركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، ومفاعل آراك للماء الثقيل، غير المكتمل. أما الهدف الثالث، فقد تمثل في شل الترسانة الصاروخية عبر تدمير مصانع الإنتاج والمستودعات، وهو أولوية تصدرت قائمة الأهداف بعد أن كشفت رشقات "الوعد الصادق" عن نقاط ضعف بنيوية لدى الجانب الإسرائيلي. ومع ذلك، لم تنجح هذه الهجمات المركزة في منع الرد الإيراني المضاد.
ثم كان أن أطلقت القوة الجو-فضائية، التابعة للحرس الثوري الإيراني بعد أقل من ثلاث ساعات على الموجة الإسرائيلية الأولى، سِرْبَها الافتتاحي من الطائرات المسيرة قرابة الساعة السادسة صباحًا؛ حيث اندفعت عشرات الطائرات المسيرة الانتحارية بعيدة المدى باتجاه إسرائيل. ومع اقتراب ليل 13 يونيو/حزيران، وبالتزامن مع الخطاب الأول للمرشد الإيراني، وقع الهجوم الصاروخي الإيراني الأول عند نحو الساعة 21:30 بالتوقيت المحلي. ولم يكن ذلك سوى تمهيد لسلسلة من 22 موجة واسعة النطاق من الهجمات الصاروخية على امتداد اثني عشر يومًا فقط. وقد استهدفت هذه الصواريخ، على خلاف العمليات الإيرانية السابقة، طيفًا أوسع من الأهداف. ففي عمليتَي إطلاق الصواريخ السابقتين، كانت إيران قد ركزت حصريًّا على أهداف عسكرية، خاصة منها قواعد سلاح الجو الإسرائيلي.
غير أن نطاق الضربات الإسرائيلية تجاوز بكثير الأهداف العسكرية؛ إذ شمل منشآت نووية ومباني حكومية ومستشفيات ومناطق سكنية وأحياء حضرية كثيفة؛ ما أدَّى إلى توسيع رقعة الصراع. وفي طهران وحدها، كان الضرر الذي أُلحق بالمرافق الطبية بالغًا: إذ تعرَّض كل من مستشفى حكيم للأطفال، ومستشفى حضرة فاطمة (س) للولادة والأطفال، ومستشفى مصطفى الخميني، ومركز الشهيد مطهري لعلاج الحروق، ومستشفى لبافينجاد لأضرار جسيمة. وفي كرمنشاه، تعرَّض مستشفى الفارابي لدمار شديد. كما جرى تدمير تسع سيارات إسعاف وستة مراكز إسعاف طارئ؛ وسُوِّيت نقطة الطوارئ في هويزة وعيادة الأمومة وحديثي الولادة في كرمنشاه بالأرض. ولم يعد إلى منازلهم ستة أطباء، وأربع ممرضات، وأربعة من العاملين في الهلال الأحمر.
إن استهداف الأهداف المدنية، وخاصة الشقق السكنية والمنازل، لم يكن موجهًا فقط ضد القادة والعلماء وأفراد عائلاتهم، بل أسفر كذلك عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين غير المشاركين في القتال. ووفقًا لبيانات وزارة الصحة والتعليم الطبي الإيرانية، قُتل نحو 700 مدني وأُصيب أكثر من 5000 مدني في هذه الهجمات. ومن بين القتلى، وردت أسماء ما لا يقل عن 49 امرأة و13 طفلًا. وفي حادثة أخرى، حاولت إسرائيل قصف اجتماع سري لسياسيين إيرانيين عُقد في المجلس الأعلى للأمن القومي -حضره أيضًا رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)- في خضم الحرب.
وقد دفعت هذه المعطيات إيران، ضمن خطتها الدفاعية، إلى عدم قصر ردها على استهداف المراكز العسكرية والأمنية، بل شمل الاستهداف كذلك أهدافًا حكومية وبنى تحتية، كان بعضُها واقعًا داخل بيئات حضرية. ورغم أن إيران لم تُفصح عن العدد الدقيق للمقذوفات التي أُطلقت، إلا أن مصادر عبرية أفادت بإطلاق أكثر من 500 صاروخ باليستي، مع تقديرات تراوحت بين 574 و631 مقذوفًا، وهو ما يعادل معدلًا يوميًّا يتراوح بين 40 و52 عملية إطلاق.
ومع بدء الهجمات الصاروخية الإيرانية، عمد مكتب الرقيب العسكري في الجيش الإسرائيلي، وهو جهة تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان (AMAN، إلى فرض إجراءات مشددة شملت حجب الأخبار، وضبط تدفق المعلومات، وتقييد نشر الصور المتعلقة بنتائج وتداعيات الضربات الصاروخية، سواء في وسائل الإعلام الرسمية أو غير الرسمية. ومع ذلك، تُظهر الصور والمعلومات المحدودة التي أُتيح نشرها أن الأهداف الإيرانية يمكن تصنيفها ضمن ثلاث فئات رئيسية: عسكرية-أمنية، واقتصادية-بنيوية، ومناطق سكنية. وسنستعرض لاحقًا أبرز المواقع المستهدفة بصورة تفصيلية.
- مصفاة حيفا للنفط
- البرجان التوأم (رامات غان)
- معسكر رابين (قاعدة هاكيريا)
- مبنى الموساد
- معسكر غيلوت
- برج بات يام
- منطقة نِڤه يام
- معهد وايزمان للعلوم
- قاعدة تل نوف (القاعدة الجوية 8)

الجزء الأول: الأهداف العسكرية–الأمنية
معسكر رابين–الكِرياه، تل أبيب
أفادت تقارير إخبارية متعددة بشأن الموجة الصاروخية الافتتاحية الإيرانية بوقوع ضربة في وسط تل أبيب. وكان الموقع المستهدف هو معسكر رابين -المعروف سابقًا باسم معسكر ماتكال-128- والذي يضم خمسة أقسام محورية، هي: برج هيئة الأركان العامة الذي يحتضن كلًّا من هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع؛ وبرج مارغنيت، وهو المركز الإداري لهيئة الأركان وعقدة الاتصالات المركزية؛ وأبراج كناري التي تضم عددًا من المكاتب العسكرية، ومن بينها مقر قيادة سلاح الجو؛ والمبنى رقم 22، المعروف باسم "بيت شمعون بيريز"، ويُستخدم من قبل وزارة الدفاع ومكتب رئيس الوزراء؛ وأخيرًا مقر القيادة العليا تحت الأرض، المعروف باسم "الحفرة" أو "قلعة صهيون"، والذي يُفعَّل لعمليات هيئة الأركان خلال حالات الطوارئ.
وتُظهر الصور التي نُشرت من ليلة الهجوم إصابة واحدة على الأقل داخل المجمع. كما أفادت نشرة إخبارية آنية بوقوع إصابات في وزارة الدفاع الإسرائيلية أثناء الضربة(2)(3).

قاعدة تل نوف الجوية – كريات عكرون–رحوفوت
تستضيف قاعدة تل نوف الجوية، المعروفة أيضًا باسم القاعدة الجوية رقم 8، السربين 106 و133 (مقاتلات F-15C/D، والسربين 114 و118 )، ومروحيات النقل الثقيل CH-53K/D))، والسرب 210 (طائرات إيتان المسيرة للاستطلاع والقتال)، والسرب 5601 (مركز اختبار الطيران)، والوحدة 555 (مركز الحرب الإلكترونية المحمولة جوًّا)، والوحدة 669 (البحث والإنقاذ القتالي)، والوحدة 888 (القوات الخاصة).
وتؤكد مقاطع مصورة نشرها الجيش الإسرائيلي أن المقاتلات المُتمركزة في هذه القاعدة شاركت في الغارات الجوية ضد إيران خلال عملية يوم التوبة وعملية الأسد الصاعد. وتُظهر صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 12 يوليو/تموز 2025 أنه خلال الرشقات الصاروخية الإيرانية في حرب الأيام الاثني عشر، تضررت أو دُمِّرت أربعة مبانٍ على الأقل في القطاع المركزي من القاعدة. كما يشير فحص أدق إلى أن الحي السكني التنظيمي التابع للقاعدة -والذي سبق أن تعرض لضربة خلال "الوعد الصادق 2"- قد أصيب مجددًا؛ حيث دُمرت ثمانية مبانٍ سكنية على الأقل، وهي حاليًّا قيد إعادة الإعمار.



معسكر غيلوت–هرتسيليا، شمال تل أبيب
تغطي معسكرات غيلوت مساحة تقارب 2 كيلومتر مربع عند مفترق غيلوت في هرتسيليا شمال تل أبيب، وتُعد القاعدة الرئيسية للوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان). ويضم الموقع معسكر هرتسوغ (مدرسة الاستخبارات العسكرية)، ومعسكر ديان (الكليات العسكرية)، ومركز تراث الاستخبارات والنصب التذكاري الواقع شرق طريق أيالون السريع. وعلى الجانب المقابل للطريق، إلى الغرب منه مباشرة، يقع المقر الرئيسي لجهاز الموساد.
وتُظهر صور مأخوذة من الضربات الصاروخية الإيرانية، في 17 يونيو/حزيران، على شمال تل أبيب، إصابة مباشرة واحدة على الأقل لحظيرة داخل محيط غيلوت. وعلى الرغم من محاولات الرقيب العسكري الإسرائيلي حجب التغطية، فإن الصور الأولية -التي تُظهر بوضوح شعارات شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) على اللافتات- أكدت أن المنطقة المتضررة تتبع للاستخبارات العسكرية.


معهد وايزمان للعلوم–رحوفوت، جنوب تل أبيب
يُعد معهد وايزمان مؤسسة بحثية رائدة تعمل في مجالات الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة والكيمياء الحيوية. وإلى جانب البحث العلمي البحت، يشارك المعهد في مشاريع تكنولوجية ذات استخدام مزدوج عسكري-مدني، تشمل أجهزة الاستشعار، وأنظمة التصوير، والاستشعار عن بُعد، وقمر ULTRASAT الصناعي، الذي يُطوَّر بالشراكة مع شركة إلبيت للأنظمة والصناعات الجوية الإسرائيلية.
وبعد يومين من الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران، تعرض المعهد لقصف صاروخي إيراني، في 15 يونيو/حزيران. وقد وثقت مقاطع إخبارية وتقارير في صباح اليوم التالي تدمير مبنيين وإلحاق أضرار بالمختبرات. وتؤكد صور الأقمار الصناعية وقوع إصابات مباشرة بصواريخ باليستية في مبنى أولمان (علوم الأحياء) ومبنى الكيمياء الجديد (قيد الإنشاء منذ عام 2021). كما تظهر آثار الانفجار على أربعة مبانٍ إضافية على الأقل: مبنى إسحاق وولفسون، ومبنى وولفسون، ومنشأة لوكي، ومبنى موسكوفيتش. ويُرجح أن يكون المعهد قد استُهدف ردًّا على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية الإيرانية "سِباند". وقد أفادت وسائل إعلام عبرية (4)بأن الهجوم دمر مبنيين بالكامل وألحق أضرارًا بـ112 مبنًى آخر -من بينها 52 مبنى سكنيًّا و60 منشأة مختبرية. كما تتطلب خمسة مبانٍ إعادة بناء كاملة، في حين دُمِّر 52 مختبرًا بحثيًّا وستة مختبرات خدمية. وقد أدت الضربة إلى تعطيل ما بين 20 و25 في المئة من نشاط المعهد، وتسببت في أضرار مادية تُقدر بما بين 450 و600 مليون دولار أميركي(5).




الجزء الثاني: الأهداف الاقتصادية–البُنى التحتية
مصفاة حيفا النفطية
عقب الغارة الجوية الإسرائيلية في 14 يونيو/حزيران على مستودع شهران النفطي في طهران، ردَّت إيران، في16 يونيو/حزيران، برشقة صاروخية استهدفت مصفاة حيفا. وكانت المنشأة مملوكة سابقًا لـ مجموعة ICL، قبل أن تُنقل ملكيتها إلى مجموعة بازان للبتروكيماويات (Bazan Petrochemical Group) ، في سبتمبر/أيلول 2022.
وبحسب بيانات عام 2024، توفر مجموعة بازان65 في المائة من الديزل المستخدم في قطاع النقل داخل إسرائيل، و59 في المائة من البنزين، و52 في المائة من كيروسين الطيران.
وقد سُجلت ثلاثة مواقع إصابة على الأقل داخل مجمع المصفاة. وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة عمال، كما أدى إلى تأجيل إعادة التشغيل الكامل للمصفاة حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول. وقدَّرت مصادر عبرية حجم الأضرار بما بين 150 و200 مليون دولار أميركي، في حين لم يُصرف من صندوق التعويضات الوطني سوى48 مليون دولار دفعة مقدمة(7)(8).

برجا رامات غان التوأم–رامات غان، تل أبيب
يقع البرجان التوأم في رامات غان داخل قلب منطقة بورصة الألماس في تل أبيب، ويُستخدمان أساسًا كمساحات مكتبية تجارية. وخلال الموجة الصاروخية الإيرانية، في 19 يونيو/حزيران، تعرض محيط بورصة الألماس -وتحديدًا المنطقة المجاورة للبرجين التوأم- للاستهداف.
وأكدت تقارير إخبارية أن أحد المباني انهار بالكامل، في حين لحقت أضرار ناتجة عن الانفجار بالمباني المجاورة، بما فيها البرجان التوأم(9)(10).

الجزء الثالث: المناطق السكنية
في مسحٍ للمناطق التي تعرضت لإصابات جرَّاء الصواريخ الباليستية الإيرانية خلال حرب الأيام الاثني عشر، تبين أن المناطق السكنية كانت من بين المواقع التي رُصدت فيها آثار ارتطام. ويمكن إرجاع أحد أهم أسباب استهداف هذه المناطق إلى اعتماد إيران على صواريخها الباليستية القديمة؛ وهو قيدٌ نشأ نتيجة تعطل القواعد الغربية الإيرانية -المعروفة باستضافتها الجيل الجديد من الصواريخ العاملة بالوقود الصلب- ما دفع إيران إلى الاعتماد المكثف على الجيل الأقدم من الصواريخ العاملة بالوقود السائل في هجماتها الصاروخية.
تتميز الصواريخ الإيرانية العاملة بالوقود السائل بدقة أقل مقارنةً بالصواريخ العاملة بالوقود الصلب من عائلتي "خيبر شكن" و"فتاح"، وذلك بسبب ارتفاع قيمة الخطأ الدائري المحتمل (CEP)لديها. وتعتمد هذه الصواريخ على أنظمة توجيه GPS/GNSS، وهي أنظمة يمكن تشويشها عبر الحرب الإلكترونية؛ مما يؤدي إلى أخطاء ملاحية في المرحلة النهائية من الطيران (مرحلة عودة الرؤوس الحربية RV/MaRV إلى الغلاف الجوي).
وقد كانت الأخطاء الكامنة في الصواريخ الباليستية الإيرانية، إلى جانب تموضع بعض المنشآت العسكرية والأمنية الإسرائيلية بالقرب من الكيبوتسات والمناطق الحضرية والسكنية المكتظة، من بين الأسباب التي

أدت إلى سقوط عدد من الصواريخ داخل مناطق سكنية. ومن الأمثلة على ذلك نشر منصات دفاع جوي مضاد للصواريخ في معسكر رابين الواقع في منطقة هَكِريا (HaKirya) وسط تل أبيب. واستنادًا إلى الصور المنشورة للموجة الأولى من الهجمات الصاروخية الإيرانية على تل أبيب، مساء 13 يونيو/حزيران -والتي أسفرت عن إصابة واحدة على الأقل- يظهر بوضوح انتشار منصات أنظمة الدفاع الجوي في وسط تل أبيب وبالقرب من أحياء سكنية.
مبنى سكني من 11 طابقًا-بات يام، تل أبيب
في ليلة15 يونيو/حزيران، تعرض وسط إسرائيل -بما في ذلك تل أبيب- لقصف صاروخي إيراني. وفي مدينة بات يام جنوب تل أبيب، أدَّت إصابات صواريخ باليستية إلى تدمير برج سكني مكون من 11 طابقًا ومبنى مجاور من أربعة طوابق؛ ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل. وتُظهر صور الأقمار الصناعية، المؤرخة في 12 يوليو/تموز، بوضوح آثار ركام المبنيين(11).

حي نِڤه يام–ريشون لتسيون، جنوب تل أبيب
تعرض حي نِڤه يام السكني في ريشون لتسيون -خامس أكبر مدن إسرائيل ويبلغ عدد سكانها أكثر من 250 ألف نسمة بحسب تعداد 2023- لهجوم مساء14 يونيو/حزيران. وتُظهر لقطات مصورة من الهجوم وصور أقمار صناعية، بتاريخ12 يوليو/تموز، أن مبنيين في الحي دُمِّرا بالكامل نتيجة إصابات مباشرة، وقد أُزيل حطامهما لاحقًا. كما توثق صور إخبارية إضافية أضرارًا متفاوتة الشدة لحقت بما لا يقل عن 11 مبنى محيطًا(12).


خليط الصواريخ الباليستية الإيرانية
تمثلت إحدى السمات البارزة للحرب في الخليط غير المتوقع من الصواريخ الباليستية الإيرانية المستخدمة. فقد اعتمدت معظم عمليات الإطلاق على صواريخ عاملة بالوقود السائل، وعلى الأجيال الأقدم من منظومات "غدر" و"عماد"، وهي نماذج مشتقة من منصة شهاب-3. وقد كُشف عن عائلة غدر، المزودة برأس حربي منفصل بسيط (RV)، عام 2009، في حين كُشف عن صاروخ عماد، المجهز برأس حربي منفصل قابل للمناورة (MaRV)، عام 2015. كما أُعلن عن نسخة محسنة أخرى في عام 2023.
وبالمقارنة مع الأجيال الحديثة مثل "حاج قاسم" و"خيبر شكن"، تتمتع هذه المنظومات ببصمة أكبر ودقة أقل وسرعة أدنى ومعدلات فشل أعلى؛ ما يجعل اعتراضها أسهل نسبيًّا بالنسبة للمدافع.


وقد برز هذا التحدي نتيجة تمركز المخزون الإيراني الحديث بعيد المدى أساسًا في القواعد الغربية والجنوبية الغربية والشمالية الغربية. وبالاستناد إلى خبرة سابقة، نفَّذت إسرائيل ضربات متكررة ضد مواقع صاروخية في محافظات أذربيجان الغربية، ولورستان، وكرمانشاه، وخوزستان -التي تضم أكثر من عشرة مرافق تحتوي على المنظومات الأحدث-. وأتاحت الدوريات الجوية الإسرائيلية المستمرة تحديد منصات الإطلاق، وتدمير مداخل الأنفاق، وتعطيل خطوط الإمداد. وعلى الرغم من أن معظم المخازن تحت الأرض بقيت سليمة، فإن تعطيل نقاط الوصول أدى فعليًّا إلى إغلاقها.
تحول جغرافي في منصات الإطلاق
عمليًّا، وبعد اليوم الرابع من الحرب، انتقل العبء الرئيسي لعمليات الإطلاق إلى مستودعات وسط وشمال إيران في محافظات أصفهان وطهران وفارس وقزوين، وهي مناطق كانت مجهزة أساسًا بصواريخ قديمة نسبيًّا لكنها لا تزال بعيدة المدى. واستُخدم عدد محدود من المنظومات المتقدمة -مثل خيبر شكن-2 وحاج قاسم- بانتقائية شديدة. وتمثَّل النمط العملياتي في إغراق الدفاعات بوابل متزامن من الصواريخ الباليستية العاملة بالوقود السائل، مع الاحتفاظ بالأسلحة الدقيقة العاملة بالوقود الصلب -وهي نادرة نسبيًّا- لأهداف عالية القيمة وحساسة زمنيًّا.

شبكة الدفاع الصاروخي الإسرائيلي والدور الأميركي
في حين لم تتمكن إيران من توظيف كامل قدراتها، شهدت شبكة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية تعزيزًا غير مسبوق. وخلال الصراع، أظهرت الولايات المتحدة وإسرائيل مستوىً واسعًا من التعاون الاستخباراتي والقيادي والعملياتي، إضافة إلى تكامل أنظمة الدفاع الصاروخي. ومع تناقص مخزونات الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية تحت وطأة الهجمات الإيرانية الكثيفة، ازداد اعتماد تل أبيب على الأنظمة الدفاعية الأميركية. وتشير تقديرات إلى أن الولايات المتحدة أطلقت أكثر من 230 صاروخًا اعتراضيًّا مضادًّا للصواريخ الباليستية دفاعًا عن إسرائيل.
وشملت الدرع الدفاعية الإسرائيلية متعددة الطبقات خلال هذه الفترة صواريخ اعتراض خارج الغلاف الجوي مثل SM-3 وArrow-3 وTHAAD، إضافة إلى صواريخ اعتراض داخل الغلاف الجوي مثل Arrow-2 وSM-6.

وقد أبرزت الكلفة الباهظة التي تحملتها الولايات المتحدة نتيجة استنزاف مخزونها المحدود من الصواريخ الاعتراضية الدورَ المحوري للمظلة الدفاعية الصاروخية الأميركية في ضمان صمود إسرائيل. كما شكَّل تعزيز هذه الدرع -المتقدمة تقنيًّا لكنها محدودة السعة- عاملًا حاسمًا في الحرب الإيرانية–الإسرائيلية؛ إذ ضاعف فعليًّا معدل الاعتراض الإسرائيلي خلال فترة قصيرة.
القدرات الاعتراضية والتكاليف الإستراتيجية
تشير التقديرات إلى أن إسرائيل قادرة على إطلاق ما يصل إلى 100 صاروخ Arrow مضاد للصواريخ الباليستية في آنٍ واحد. وتتيح منصات الإطلاق المتحركة والملاجئ الخرسانية المحصنة في أربعة مواقع معروفة -بالماخيم، وعين شيمر، وتل شاحر، وإيلات- تحقيق ذلك من دون الحاجة إلى دورات إعادة تلقيم.
وفيما نشرت الولايات المتحدة بطاريتي ثاد THAAD دعمًا لإسرائيل -الأولى: في جنوب كريات غات قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2024، والثانية: قرب قاعدة نيفاتيم الجوية في أبريل/نيسان 2025- تضم كل بطارية ست منصات إطلاق مزودة بـ 48 صاروخًا اعتراضيًّا، مع إمكانية التوسع إلى تسع منصات لكل حقل بطاريات.
وبحسب تقرير لـ "وول ستريت جورنال"، أُطلق خلال المعركة أكثر من 150 صاروخ ثاد ونحو80 صاروخ SM-3 وهو رقم يعادل الاستهلاك الكامل لثلاث بطاريات ثاد. وتشير التقديرات إلى أنه من أصل574 صاروخًا باليستيًا على الأقل أُطلقت، حاولت إسرائيل اعتراض 257 صاروخًا، نجح201 منها اعتراضًا كاملًا، و20 اعتراضًا جزئيًّا، فيما فشلت36 محاولة اعتراض. وفي الوقت نفسه، خضعت مواقع سقوط الصواريخ الإيرانية داخل إسرائيل لرقابة إعلامية صارمة.
آفاق مستقبلية واختلالات الردع
تشير التقديرات إلى أن المستقبل القريب قد يفتح فرصًا إستراتيجية مهمة لإيران، تشمل مراجعة شاملة للعقائد العسكرية، وإعادة بناء البنية الصناعية المرتبطة بالصواريخ، وتحديثًا مرنًا للمنظومات القائمة، وإدخال الجيل القادم من الأسلحة إلى الخدمة العملياتية. غير أن بلوغ هذه القدرات ذروتها سيظل مرهونًا باستعادة شبكة الدفاع الجوي وأطقمها بالكامل.
في المقابل، فإن العملية المكلفة والطويلة لإعادة بناء الدرع الصاروخية الإسرائيلية قد تؤدي إلى ميل ميزان الردع لمصلحة إيران على المدى المتوسط.
الدروس العملياتية الإيرانية
وفقًا لتصريحات رسمية صادرة عن قيادات إيرانية رفيعة -من بينهم الأدميرال علي شمخاني، ممثل المرشد الأعلى والأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي، ومحمد باقر قاليباف، القائد السابق لسلاح الجو في الحرس الثوري والرئيس الحالي لمجلس الشورى الإسلامي- لم تكن لإيران خبرة قتالية مباشرة مع إسرائيل قبل أبريل/نيسان 2024. وعليه، شكلت عملية "الوعد الصادق 1" أول احتكاك عملياتي لإيران مع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية. ومن منظور القيادة العليا للقوات المسلحة الإيرانية، وعلى الرغم من أن العملية وفرت معطيات تقنية قيمة، فإن أثرها العملياتي لم يرقَ إلى مستوى التوقعات.
في تلك الضربة، أُطلق أكثر من 150 طائرة مسيرة و100 صاروخ باليستي في آنٍ واحد نحو أهداف عميقة داخل إسرائيل. غير أن التفاوت الكبير في خصائص الطيران -من9 إلى 10 ساعات للطائرات المسيرة، ونحو ساعتين ونصف للصواريخ الجوالة، و12 إلى 20 دقيقة فقط للصواريخ الباليستية- جعل التنسيق الزمني الدقيق بين الموجات بالغ الصعوبة. وقد أسهم هذا الدرس، المكتسب بكلفة عالية، مباشرةً في تصميم عمليتي "الوعد الصادق 2" و"الوعد الصادق 3"؛ ما أتاح قدرًا أكبر من الاستقلالية التكتيكية لقيادة الصواريخ في الحرس الثوري، واعتماد تسلسل إطلاق متدرج؛ الأمر الذي حسَّن بشكل ملحوظ معدلات الإصابة والاختراق لمنظومات الدفاع الإسرائيلية.
الاحتفاظ بالقدرات الإستراتيجية
يبدو أن جزءًا معتبرًا من الأصول الإستراتيجية الإيرانية جرى الاحتفاظ به عمدًا. فقد بقيت الصواريخ الباليستية بعيدة المدى مثل سجيل وخرمشهر-3 وخرمشهر-4، والطائرة المسيرة شبه الجوالة شاهد-238، وصواريخ كروز أرض–أرض مثل "أبو مهدي" و"باوه" ضمن الترسانة. ونظرًا إلى عدم وجود قيود مدى تحول دون استهداف العمق الإسرائيلي، يشير هذا القرار إلى اعتبارات ردعية واحتفاظ إستراتيجي بالقدرة لمراحل محتملة لاحقة من الصراع.
وتُعد عائلة صواريخ "خرمشهر" من أحدث إنجازات إيران الباليستية؛ إذ تتميز بأنظمة ملاحة حديثة، ونظم تحكم متقدمة بالطيران، وتصميم محسَّن لتجاوز الدفاعات الصاروخية متعددة الطبقات. ويمكن النظر إلى عدم استخدام هذه الصواريخ في حرب الأيام الاثني عشر على أنه مؤشر إلى الاحتفاظ بقدرات إستراتيجية للمستقبل.


البنية الصناعية الصاروخية الإيرانية
خلال الحرب، تعرضت عدة منشآت مرتبطة بإنتاج الوقود الصلب والمتفجرات عالية القدرة وأجزاء من البنية التحتية لبرنامج الصواريخ الإيراني لغارات جوية إسرائيلية. ويتمحور السؤال الجوهري حول مدى نجاح هذه الضربات في تعطيل سلسلة إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية. وتشير صور نشرتها وسائل إعلام ومحلِّلون مستقلون إلى أن جزءًا كبيرًا من عمليات تجميع الصواريخ الإيرانية يتم داخل مجمعات تحت أرضية محصنة -لاسيما خط تجميع صواريخ "دزفول" الباليستية الذي كُشف عنه في فبراير/شباط 2019-. وعمليًّا، يجعل ذلك القضاءَ الكاملَ على سلسلة الإنتاج خارج القدرة الإسرائيلية الحالية.
ومن المرجح أن يتسارع اتجاه نقل إنتاج الصواريخ إلى باطن الأرض. وعلى الرغم من أن إنتاج الوقود الدافع والمتفجرات تحت الأرض يفرض تحديات هندسية جسيمة، فإنه سيصب في مصلحة إيران على المدى المتوسط. وحتى في حال تعطل الإنتاج، تُقيَّم المخزونات الإيرانية الحالية بأنها قادرة على دعم جولات قتالية متتالية متعددة.
استنزاف القدرات الدفاعية الغربية
تمثل صواريخ خيبر شكن وفتاح -العاملة بالوقود الصلب والقريبة من السرعات الفرط-صوتية، والتي يُرجح أنها لعبت دورًا رئيسيًّا في ضربة مصفاة حيفا- تحدياتِ حادَّةً للدفاعات الصاروخية. وقد جرى نقل جزء كبير من هذه الاحتياطيات، التي لم تُمس في القواعد الشمالية الغربية، وتوزيعها وسط إيران.
في المقابل، تُقدَّر النفقات الدفاعية الإسرائيلية في صراع مماثل بأنها فلكية وقريبة من حدود الاستدامة. وعلى الرغم من أن المخزونات الدقيقة للصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية تبقى سرية، غير أن مسؤولين أميركيين وصفوا الوضع بأنه حرج. وحذَّر تقرير لـ"فايننشال تايمز"، صدر بتاريخ 15 أكتوبر/تشرين الأول 2024، من نقصٍ وشيكٍ في الصواريخ الاعتراضية. ووصفت دانا سترول، المسؤولة السابقة عن سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون، وضع الذخائر الإسرائيلية بأنه "خطير للغاية". كما أكد المدير التنفيذي لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) أن خطوط إنتاج الصواريخ الاعتراضية تعمل بثلاث ورديات يوميًّا لمجرد تعويض جزء من المخزون المستنزف.
ولا يبدو وضع الولايات المتحدة أفضل كثيرًا. فبحلول عام 2025، لم تكن لوكهيد مارتن قد سلمت سوى نحو 900 صاروخ "تالون" Talon؛ خُصِّص منها 192 للإمارات العربية المتحدة و50 للمملكة العربية السعودية. ومن أصل658 صاروخًا متبقيًا لدى الولايات المتحدة، استُهلك نحو 25 في تدريبات ونحو 150 في الحرب الأخيرة؛ ما خفض المخزون التشغيلي إلى أقل من 500 صاروخ، أي ما يعادل تخصيص ربع بطاريات ثاد الأميركية الثماني المنتشرة ميدانيًّا للدفاع عن إسرائيل.
ويبلغ سقف الإنتاج السنوي 100 صاروخ فقط: منها 12في 2025 و 37في 2026. وسيستغرق التجديد الكامل أكثر من ثمانية عشر شهرًا، وقد يؤخر طلبيات خارجية مثل عقد السعودية البالغ 360 صاروخًا.
وأطلقت القطع البحرية الأميركية المزودة بنظام "إيجيس" نحو 80 صاروخ Standard-3 خلال الحملة. وحتى عام 2024، لم يكن قد سُلَّم للبحرية الأميركية سوى398 صاروخ SM-3. ومن2023 حتى يناير/كانون الثاني 2025، استُهلك أكثر من 400 مقذوف -منها 120 SM-2، ونحو 80 SM-6، و20 SM-3، إضافة إلى صواريخ ESSM- في مواجهة هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة والصواريخ. وبإضافة12 صاروخ SM-3 في "الوعد الصادق 2" و 80في "الوعد الصادق 3"، يكون قد استُهلك نحو23 في المائة من إجمالي مخزون SM-3. ومع مدى اشتباك يتراوح بين 700 و900 كيلومتر، يبقىSM-3 إحدى الأدوات الأميركية القليلة القادرة على مواجهة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية.
وفي أي مواجهة مستقبلية، إذا عجزت الولايات المتحدة عن الحفاظ على مظلة دفاعية فعَّالة فوق إسرائيل، فإن حجم الأضرار سيتضاعف دون شك.
- Yossi Melman and Dan Raviv, “Israel Secretly Recruited Iranian Dissidents to Attack Their Country From Within”, ProPublica, 7 August 2025, https://tinyurl.com/4tcfkuj4 (accessed 17 December 2025).
- “Air raid sirens sound off as Iran begins retaliation on Israel” (Video), Fox News, 13 June 2025, https://tinyurl.com/36t2p29z (accessed 17 December 2025).
- “Trey Yingst details ‘unspeakable’ escalation in Israel-Iran tensions” (Video), Fox News, 13 June 2025, https://tinyurl.com/u9ynj4zj (accessed 17 December 2025).
- Shahar Ilan, “מכון ויצמן מצמצם בחצי את מספר תלמידי הרפואה בעקבות נזקי טילים [The Weizmann Institute Halves the Number of Medical Students Due to Missile Damage]”, Ynet, 13 August 2025, https://tinyurl.com/4x7hh4yz (accessed 17 December 2025).
- AP Archive, “Israeli scientists reel after Iranian missile strikes premier research institute”, YouTube, 24 June 2025, https://tinyurl.com/3zs8dnaa (accessed 17 December 2025).
- Interactive map of the Weizmann Institute Campus, Weizmann Institute of Science, https://tinyurl.com/whkw4uyc (accessed 17 December 2025).
- Matan Khudurov, “אחרי הפגיעה: חיפה דורשת לפנות את בתי הזיקוק, בזן נערכת לשקם [After the Hit: Haifa Demands Evacuation of the Oil Refineries, Bazan Prepares to Rebuild], 13tv, 23 July 2025, https://tinyurl.com/5n86jx7p (accessed 17 December 2025).
- “Haifa oil refinery partly reopens after shutdown caused by deadly Iran strike”, The Times of Israel, 29 June 2025, https://tinyurl.com/336cyw67 (accessed 17 December 2025).
- “Buildings damaged in Ramat Gan following Iranian attacks” (Video), The Washington Post, 29 June 2025, https://tinyurl.com/mwt9hd55 (accessed 17 December 2025).
- Associated Press, “Scenes from central Israel after Iran missile strike”, YouTube, 19 June 2025, https://tinyurl.com/s6c2a723 (accessed 17 December 2025).
- “Israel begins demolishing buildings hit in 12-day war with Iran” (Video), EuroNews, 10 July 2025, https://tinyurl.com/46zb32c7 (accessed 17 December 2025).
- Maayan Lubell and Parisa Hafezi, “Israel says attacks on Iran are nothing compared with what is coming”, Reuters, 14 June 2025, https://tinyurl.com/4vz9afuj (accessed 17 December 2026).