في أمسية حوارية بالعاصمة القطرية، الدوحة، أعلن أمس الثلاثاء (30 يناير/كانون الثاني 2018) مركز الجزيرة للدراسات عن ترتيب العشر الأوائل لمراكز الفكر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما وردت في التقرير السنوي للمؤشر العالمي لمراكز الفكر الصادر عن جامعة بنسلفانيا الأميركية، وقد جاء ترتيب مركز الجزيرة للدراسات الثالث عربيًّا والأول خليجيًّا والخامس على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيما جاء ترتيبه العالمي في المرتبة 141 متقدمًا سبع درجات عن العام الماضي، وحافظ على مكانته في المرتبة 57 عالميًّا من حيث معيار النزاهة والجودة البحثية.
واستهل مدير مركز الجزيرة للدراسات محمد المختار الخليل الأمسية بالإعراب عن سروره بهذه المكانة المتقدمة التي أحرزها المركز، وقال إن ذلك يعود إلى حرص شبكة الجزيرة ومركزها للدراسات على المعايير المهنية التي تحظى بتقدير المتخصصين في تقييم مراكز الفكر حول العالم. وعقب إعلان مركز الجزيرة للدراسات عن المؤشر العالمي الذي ينظِّمه بالتنسيق مع جامعة بنسلفانيا بدأ نقاش حواري حول أهمية مراكز الفكر ودورها والمشاكل التي تعترضها وسبل التغلب عليها، في ندوة حملت عنوان "أهمية مراكز الفكر في عصر الفوضى الرقمية والسياسية"، وقد تحدث فيها مدير البحوث بمركز بروكنغز الدوحة، نادر القباني، وزهرة بابار، مدير البحوث في مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورج تاون في قطر، وعز الدين عبد المولى، مدير البحوث في مركز الجزيرة للدراسات.
استهل المتحدثون مداخلاتهم بالتفريق بين المراكز الأكاديمية التابعة للجامعات ومراكز الفكر المستقلة أو التابعة لمؤسسات حكومية أو إعلامية، واتفقوا على أن كليهما مهمان، فالأول يأخذ وقته لإعداد الدراسة وما يلزمها من زيارات ميدانية وتجميع للمعلومات والمعطيات والحقائق ثم تحليلها ونشرها، وهو وقت قد يأخذ عامًا أو بضعة أعوام، في حين أن الثاني يهتم بتحليل القضايا الآنية والاستجابة الملحَّة لحاجة الرأي العام وصانع القرار للفهم والتحليل حتى يتخذ موقفًا أو قرارًا أو يتبنى سياسة، وهي حاجة لا تنتظر.
وعن مشاكل مراكز البحث والفكر، وخاصة في العالم العربي، فقد عدَّدها المتحدثون في مجموعة من العناصر بعضها له علاقة بضعف التمويل أو بتدخل الجهة المموِّلة في توجيه البحث مما يؤثِّر سلبًا على نزاهته وجودته العلمية، وبعضها له علاقة بعزوف الجمهور المستقبِل لمخرجات هذه المراكز عن القراءة الجادة والمتعمقة وذهابه إلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي تقدم المعلومة السريعة والخاطفة، والبعض الآخر -كما رأى المتحدثون- له علاقة بالمناخ السياسي وسيطرة أنظمة الحكم الشمولية على عديد من البلدان في المنطقة، فضلًا عن أجواء التعصب والاستقطاب التي تعوق حرية الفكر والرأي.
* ولمزيد من التفاصيل بشأن مجريات إعلان التقرير السنوي لمراكز الفكر ونقاشات الندوة سابقة الذكر يمكنك مشاهدتها من هنا