الدكتورة الصمادي تحاضر حول الحالة الاحتجاجية الإيرانية

قدمت الدكتورة فاطمة الصمادي، الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات، محاضرة بعنوان "الاحتجاجات في إيران: الطبيعة والتاريخ"، في مكتبة الشبكة العربية للأبحاث والنشر- إسطنبول، وذلك يوم الأربعاء، 17 ديسمبر/كانون الأول 2019.
محاضرة الدكتور الصمادي في مكتبة الشبكة العربية فرع إسطنبول (الجزيرة)

قدمت الدكتورة فاطمة الصمادي، الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات، محاضرة بعنوان "الاحتجاجات في إيران: الطبيعة والتاريخ"، في مكتبة الشبكة العربية للأبحاث والنشر- إسطنبول، وذلك يوم الأربعاء، 17 ديسمبر/كانون الأول 2019. 

وتناولت الدكتورة الصمادي في محاضرتها المرتكزات التاريخية التي أوجدت الحالة الاحتجاجية في إيران بدءًا من انتفاضة التبغ وفتوى آية الله الشيرازي، عام 1890، والتي استهدفت سيطرة الشركات البريطانية وتغلغلها في إيران، ومهدت للثورة الدستورية التي شهدتها إيران مطلع القرن العشرين وكانت مؤشرًا على الاقتدار السياسي لرجال الدين، وكيف أسهم كتاب آية الله نائيني "تنبيه الأمة وتنزيه الملة"، الصادر عام 1907، في توفير الأرضية الفقهية للثورة خاصة أنه يمكن اعتباره أول كتاب خارج المدونة الفقهية الشيعية فيما يتعلق بمنظومة الحكم، خاصة مع تأكيده على لزوم مشروطية الحكومة المنتخبة لتقليل الظلم على أفراد الأمة وترقية المجتمع، معتبرًا الاستبداد السياسي متعارضًا مع التوحيد في الإسلام، وأشارت الدكتور الصمادي إلى أن الحركة الإصلاحية في إيران ممثَّلة بالرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، استعادت أطروحات النائيني في مجال المجتمع المدني عندما تحدث عن مجتمع "مدينة النبي". وناقشت الحالة الاحتجاجية في عهد الشاه والتي أنتجت الثورة الإسلامية مشيرة إلى أنها جاءت مزيجًا من التنظير الفكري السياسي من خلال الخميني وعدد آخر من رجال الدين وحالة شعبية عارمة مدعومة من الـ"بازار" مع حضور كبير للتيارات السياسية على اختلاف توجهاتها السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وأوضحت أن الحالة الاحتجاجية لم تتوقف بعد الثورة بل استمرت على شكل موجات احتجاجية متفاوتة الشدة على فترات مختلفة من عمر الجمهورية الإسلامية كان أبرزها احتجاجات الحركة الخضراء، عام 2009، مبينة أنها جاءت بأشكال مختلفة بعضها اجتماعي وبعضها اقتصادي وبعضها الآخر سياسي. وناقشت ما أطلقت عليه: احتجاج الخفاء، من خلال الموسيقى والسينما. 

وخلصت إلى أن مستقبل الاحتجاجات في إيران مرهون بمجموعة عوامل، أهمها: تماسك النخبة الحاكمة، والقدرة على تنظيم الحالة الاحتجاجية في خط فكري واضح والقدرة على تسييس حالة عدم الرضى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لتكون مؤثرة سياسيًّا. وأكدت أن الاحتجاجات التي شهدتها الجمهورية الإسلامية تؤكد وصف المجتمع الإيراني بأنه مجتمع احتجاجي لم تصل فيه الحالة الاحتجاجية إلى خاتمتها بعد.

للاطلاع على المحاضرة كاملة( اضغط هنا )