جدلية الاستيطان وآفاق التسوية

أصدر مركز الجزيرة للدراسات كتاب "جدلية الاستيطان وآفاق التسوية"ويتناول مكانة الأرض في التفكير الصهيوني، حيث وثقت الحركة الصهيونية مكانة الأرض والاستعمار الاستيطاني في كم كبير من الوثائق السياسية.
(الجزيرة)

 

نواف الزرو

هنالك سؤال كبير كثيرا ما يثار على أجندة المفاوضات السياسية،
هل لهذه المفاوضات السياسية أن تنجح وهل يمكن أن يتحقق السلام فى ظل سياسات الاستيطان والتهويد النشطة في القدس وأنحاء الضفة.

كتب يوري أفنيري أحد أهم أقطاب "معسكر السلام"الإسرائيلي وأحد أبرز الخبراء في السياسات الصهيونية منذ بدايات عملية المفاوضات على سبيل المثال قائلاً: "إن الحرب الحقيقية في الضفة ليست في شارع الشلالة في الخليل، وإنما تدور رحاها في أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، تتكون أسلحتها من الخرائط والقرارات والأوامر العسكرية، وهي حرب مصيرية يرتبط بها مصير ملايين الإسرائيليين والفلسطينيين، فإما الحياة وإما الموت".

وتتمثل أدوات هذه الحرب الوجودية حسب أفنيري وبحسب التقارير الفلسطينية المختلفة في الخرائط والقرارات والأوامر العسكرية الإسرائيلية.

والخرائط هنا هي خرائط الأراضي والمصادرات والمستعمرات والجدران، والقرارات هي تلك الصادرة عن المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية المتعلقة بتلك الخرائط، أما التعليمات العسكرية فهي تلك التي تصدر للأسلحة الإسرائيلية المختلفة وكذلك لوحدات المستوطنين اليهود وعنوانها العريض: أهجموا..!

يحمل الهجوم الإسرائيلي الاحتلالي هنا كل عناوين ومعاني وتطبيقات الحرب الشاملة ضد الأرض والإنسان الفلسطيني.

وتحدث تقرير فلسطيني صادر عن معهد "أريج" للأبحاث التطبيقية عن "أن إسرائيل تكرس ضمّ الكتل الاستيطانية الكبرى لضرب الوحدة الجغرافية للدولة الفلسطينية، وأنها تعتزم عزل منطقة الغور التي تشكل 22% من مساحة الضفة الغربية"، ويتحدث تقرير فلسطيني آخر صادر عن "المركز القانوني للدفاع عن الأرض عن"وجود نحو مليون و111 ألف مستوطن و 243 مستوطنة في أنحاء الضفة الغربية وأن مساحة البناء الاستيطاني تصل الى 142 مليون م2".

وكان شارون قد صرح:"لولا وجود المستوطنات اليهودية في الجولان ويهودا والسامرة /أي الضفة/ لعادت إسرائيل منذ زمن بعيد الى الخط الأخضر". ويقول الكاتب الاسرائيلي "يهودا ليطاني"إن الجرافة صارت أداة حرب بيد الجيش الإسرائيلي، تلك الأداة التي تشبه الدبابة وترمي إلى الدمار وليس إلى البناء".كما يقول الكاتب الإسرائيلي"عوفر شيلح"،"تواصل صديقتنا الجرافة تصميم الواقع في الضفة الغربية".

وكتبت الصحفية الإسرائيلية المناهضة لسياسات الاحتلال"عميره هس" في هآرتس تؤكد: "التفاؤل بعملية السلام شيء، والجرافات شيء آخر، فإسرائيل تبني للفلسطينيين في الضفة الغربية محميات هندية مبعثرة هنا وهناك".

وتؤكد تقارير حركة "السلام الآن الإسرائيلية" أن "إسرائيل"تواصل البناء الاستيطاني بينما تتحدث عن السلام".

وكي نقترب من خطوط التماس الحقيقية التي تبين لنا آفاق السلام واحتمالات التسوية السياسية في ظل معطيات الاستيطان الاستعماري الصهيوني المتواصل على الأراضي الفلسطينية، لنتابع معا عبر الفصول الخمسة التالية للكتاب أدبيات الاستيطان ومرتكزاته في فكرهم واستراتيجيتهم، وتطبيقاته ووقائعه على الأرض التي تعيش عمليا احتمالات وآفاق التسوية.

لقراءة الكتاب بنسخة pdf إضغط على الرابط

ويمكن قراءة الكتاب أو تحميله من خلال (الرابط التالي)

 

 

نبذة عن الكاتب