الإدماج السياسي للإسلاميين بالمغرب

بين المؤلف أن واقع اندماج الإسلاميين السياسي أبرز مجموعة من التناقضات السياسية والإيديولوجية في علاقتهم بالمؤسسة الملكية، وفي علاقتهم بالقوى السياسية المغربية وهو ما أفضى إلى تأزم العلاقة بين السلطة والإسلاميين فتم احتوائها بتقديم الإسلاميين للعديد من التنازلات كثمن لعملية الإدماج

 

 

أصدر مركز الجزيرة للدراسات ضمن سلسلة كتب الجزيرة كتابا بعنوان: الإدماج السياسي للإسلاميين في المغرب للباحث رشيد مقتدر.

وكان المركز قد نشر سابقا تقديما لهذا العمل الجاد الذي قدمه صاحبه لنيل الدكتوراه في العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بالمغرب.  

وقد حاول مقتدر أن يثير أسئلة عديدة من أبرزها: ماذا حقق الإسلاميون برهانهم على العمل السياسي؟ وكيف استطاع النظام السياسي توظيف وسائله لتذويب الإسلاميين ضمن بنيته؟ وكيف نقيم مسار الإدماج السياسي للإسلاميين؟ وما أبرز العوائق والمشاكل التي اعترضته؟ وما استراتيجية الإسلاميين في التعامل مع النظام؟ وهل استطاعوا الاندماج داخل النظام السياسي؟

وقد اعتمد الباحث منهجا نظريا قوامه المنهج التاريخي، المنهج الوصفي، المنهج المقارن، المنهج الإحصائي. فضلا عن منهج ميداني يرتكز على تقنية المقابلة مع عدد من قيادات الحركة الإسلامية وبرلمانييها، بالإضافة إلى مزجها بتقنية الملاحظة بالمشاركة.

وبين الباحث أن تجربة الإسلاميين السياسية في المغرب اطلعت بالوظائف الآتية: شرعنة السلطة وتقويتها، والمساهمة في التنفيس عن الاحتقانات والتذمرات الاجتماعية، وإعطاء دينامية جديدة للعمل البرلماني. القيام بوظيفة الرقابة الأخلاقية داخل الحقل السياسي، ثم إبراز مدى قدرة النظام السياسي على الاحتواء والمحافظة على الاستقرار السياسي.

كما أفضت هذه التجربة في محك العمل السياسي إلى النتائج التالية:

إن واقع اندماج الإسلاميين داخل المجال العام أبرز مجموعة من التناقضات السياسية والإيديولوجية في علاقتهم أولا بالمؤسسة الملكية، وفي علاقتهم من جهة ثانية بالقوى السياسية المشكلة للأغلبية الحكومية خاصة اليسارية منها، وهو ما أفضى إلى تأزم العلاقة بين السلطة والإسلاميين التي تم احتوائها بتقديم الإسلاميين للعديد من التنازلات كثمن سياسي لعملية الإدماج.

سعيها لتطوير بعض المفاهيم الملتبسة وإنضاجها من قبيل الديمقراطية وعلاقتها بالشورى، المشاركة السياسية والمغزى من الرهان على العمل السياسي، التعددية السياسية والثقافية ودورها في الحد من الرؤية الإطلاقية التي ترى في مشروعها الكفيل بإخراج الأمة من مشاكلها ومعضلاتها، الحداثة وكيفية الاستفادة من إنجازاتها، التعايش مع الآخر المختلف مرجعيا وأيديولوجيا وسياسيا.

أنها شكلت محكا حقيقيا لمدى نجاعة المشاريع الفكرية والسياسية للإسلاميين، ومناسبة لإبراز صدقية طروحاتهم وقدرتهم على إنجاز ما لم يحققه غيرهم من القوى اليسارية واللبرالية، ومدى تمكنهم من التشبع بقيم الحوار وتطوير القيم والممارسات السياسية الحضارية، وجعلها أكثر نضجا وديمقراطية، في ظل ثقافة سياسية عربية إسلامية قيد التحول لتجاوز معضلة التسلط السياسي والاجتماعي.

الانتقال من النظرة التبسيطية للحكم وممارسة الشأن العام بفضل الممارسة السياسية، إلى تكوين رؤية أكثر واقعية بحكم نضج التجربة السياسية داخل المؤسسات السياسية للدولة، والاحتكاك مع مختلف القوى السياسية واحتراف العمل السياسي، عبر آليات اشتغال البرلمان وهيئاته، كاللجان البرلمانية والأسئلة الشفوية والكتابية، وتقديم ملتمس الرقابة وغيرها من الوسائل والطرق، الشيء الذي أدمج بعدا جديدا في تجربة هذا التيار وطور بعض طروحاته ومشاريعه بالاحتكاك بالواقع السياسي الفعلي.

معلومات عن الكتاب:
العنوان:
الإدماج السياسي للقوى الإسلامية في المغرب
المؤلف: رشيد مقتدر
تاريخ النشر: سبتمبر 2010
الناشر: مركز الجزيرة للدراسات بالإشتراك مع الدار العربية للعلوم ناشرون
عدد الصفحات: 397 صفحة.

ويمكن قراءة الكتاب أو تحميله من خلال (الرابط التالي)

نبذة عن الكاتب