العلاقات المصرية-الإسرائيلية بعد ثورة 25 يناير

يرصد الكتاب التحولات والتطورات التي طرأت على العلاقات المصرية-الإسرائيلية في عهد حسني مبارك مرورًا بحكم المجلس العسكري ومحمد مرسي وانتهاءً بعبد الفتاح السيسي، كما يُعنى بالوقوف على التقييم الإسرائيلي لعوائد التعاون الاستراتيجي مع نظام السيسي.
906f2ebde1c944ecaffe5c79ed48bc59_18.jpg
(الجزيرة)

على قدر أهمية ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، باعتبارها حدثًا تاريخيًّا وتأسيسيًّا في تاريخ مصر، أدَّى في مرحلته الأولى إلى خلع حسني مبارك الذي مكث في السلطة 30 عامًا، وفتح المجال واسعًا لتحولات سياسية كبيرة في البيئة السياسية المحلية بمجيء جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة لأول مرة في تاريخها السياسي، فإنها فتحت أيضًا الباب على مصراعيه أمام تحولات في علاقات مصر بمحيطها الإقليمي، خاصة العلاقات المصرية-الإسرائيلية؛ إذ مسَّت (التحولات) طابع هذه العلاقات واتجاهاتها، وهي الأبعاد التي يرصدها الكتاب الجديد الصادر عن مركز الجزيرة للدراسات بعنوان "العلاقات المصرية-الإسرائيلية بعد ثورة 25 يناير". 

ونظرًا لأن الثورة التي تتواصل على شكل موجات من التحولات، فتحت المجال أمام تغيير بيئة نظام الحكم في مصر، وضمن ذلك النخب القيادية، ورفعت من مكانة الرأي العام المصري كعامل أصيل ضمن اعتبارات صنع القرار، يرى المؤلِّف، الدكتور صالح النعامي، أن بيئة العلاقات المصرية-الإسرائيلية منذ 25 يناير/كانون الثاني 2011، تعرضت لعدة تحولات أثَّرت على اتجاهات هذه العلاقة. لذلك فإن التعرف على تأثيرات الثورة في بيئة العلاقات المصرية-الإسرائيلية، يكتسب أهمية كبيرة؛ لأنه يمنح الفرصة لاستكشاف طابع التحولات التي طرأت عليها وما تتركه من تأثيرات على الإقليم، إلى جانب السماح باستشراف مستقبلها. 

ونظرًا للوتيرة العالية التي تتواصل بها الأحداث في مصر منذ تفَجُّر الثورة، فقد ظلت الأدبيات العربية التي تصدَّت لدراسة هذه العلاقات قاصرة عن الإحاطة بطابع التحولات التي طرأت عليها. وحسب رصد الباحث، لم يحدث أن تصدَّت دراسة لطابع التحولات التي طرأت على العلاقات المصرية-الإسرائيلية منذ تفجُّر الثورة وحتى الآن، وهذا ما يُكسِب هذه الدراسة أهمية خاصة. 

وقد اعتمد الدكتور صالح النعامي في معالجة مشكلة الدراسة المنهج التاريخي في تتبع تطور العلاقات المصرية-الإسرائيلية، كما أن الحاجة إلى الوقوف على طابع هذه العلاقات في عهد حسني مبارك مرورًا بحكم المجلس العسكري ومحمد مرسي وانتهاءً بعبد الفتاح السيسي، استدعت اعتماد المنهج المقارن للتعرف على طابع التحولات التي طرأت على هذه العلاقة في كل عهد. وقد تم اعتماد منهج صنع القرار للتعرف على طابع تأثير النظام السياسي المصري على العلاقة مع إسرائيل، إلى جانب المنهج الوصفي من خلال ملاحظة طابع التفاعلات والسلوك والمناشط التي عبَّرت وتُعبِّر عن هذه العلاقة. 

وتشتمل الدراسة على أربعة فصول، وخاتمة؛ يناقش الفصل الأول محددات وبيئة وسمات العلاقات المصرية-الإسرائيلية قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011. ويتناول الفصل الثاني التحولات التي طرأت على العلاقات المصرية-الإسرائيلية بعد الثورة وحتى انتخاب محمد مرسي، والتعرف على بيئة ومحددات العلاقة في هذه الفترة، إلى جانب رصد مسوغات القلق الإسرائيلي من الثورة وتداعياتها، والإحاطة بآليات التحرك الإسرائيلي لإحباط الثورة والاستعداد لمواجهة تبعاتها. ويرصد الفصل أيضًا مواقف النخب السياسية المصرية من إسرائيل خلال هذه الفترة، ويتتبع التحولات التي طرأت على العلاقات الثنائية. 

ويتطرق الفصل الثالث للعلاقات المصرية-الإسرائيلية في عهد محمد مرسي، وطابع المحددات التي ضبطتها والتحولات التي طرأت عليها، وتأثيرات رئاسة مرسي للدولة على الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ومسوغات القلق الإسرائيلي من الإجراءات التي أقدم عليها مرسي على الصعيد الداخلي والخارجي. ويعرض الفصل لميكانيزمات التحرك الإسرائيلي في التعاطي مع هذه المرحلة. 

ويناقش الفصل الرابع محددات العلاقة بين إسرائيل ومصر في عهد السيسي وسماتها ومسوغات طابع هذه العلاقة؛ إلى جانب رصد تحولات العلاقة المصرية-الإسرائيلية ومظاهر التعاون بين الجانبين في هذه المرحلة وتداعياتها، لاسيما الشراكة في مواجهة المقاومة الفلسطينية. وسيُعنى الفصل بالوقوف على التقييم الإسرائيلي لعوائد التعاون الاستراتيجي مع نظام السيسي.

 

معلومات عن الكتاب

العنوان: العلاقات المصرية-الإسرائيلية بعد ثورة 25 يناير

تأليف: صالح النعامي

الناشر: مركز الجزيرة للدراسات-الدار العربية للعلوم ناشرون

التاريخ: 2017