تثير السياسة الخارجية التركية تساؤلات عن تأثيرها على تحالفاتها الأطلسية وعلاقتها بإسرائيل، ومدى استفادتها من الموروث العثماني في علاقتها بجوارها. وحققت الدبلوماسية التركية الجديدة نجاحات صفّت خصومات قديمة لكنها تواجه تحديات من قوى كبرى أثارها استقلالها وطموحها.
تثير السياسة الخارجية التركية الجديدة تساؤلات كثيرة عن مغزاها وأهدافها الحقيقة، خاصة بعد تزايد استقلالها عن حلفائها الغربيين وتصفية خصوماتها مع جوارها العربي الإسلامي، فهناك من فسّر الأمر على أنه تحول تركي عن توجهها الغربي الأطلسي الذي شكل سياستها الخارجية منذ قيام الجمهورية على يد كمال أتاتورك، بينما ترد القيادة التركية الحالية بأن التوجهات الجديدة لا تتعارض مع القديمة، وبأن تركيا باتت في وضع يؤهلها لأن تخط لنفسها سياسة خارجية مستقلة تجعل منها مركزا للاستقرار بالمنطقة.
وحققت هذه السياسة الخارجية نجاحات كثيرة انطلاقا من مبدأ "صفر مشاكل" الذي أرساه وزير الخارجية التركي الحالي أحمد داوود أوغلو، لكنها تواجه تحديات أخرى على عدة جبهات، مع الحليف الأمريكي الذي أبدى امتعاضه من الوقوف التركي المتكرر في وجهه، والصديق الإسرائيلي الذي يضغط على أنقرة حتى لا تحد من حرية حركته الخارجية، والجار الروسي الذي لا يتردد في وضع الخطوط الحمراء أمام الطموح التركي.
ويتناول برهان كور أوغلو وبشير نافع بالتحليل هذين الجانبين من السياسة الخارجية التركية:
- فيبحث الأول، في "السياسة الخارجية التركية الجديدة بين الشرق والغرب"، مغزى التحولات الجديدة.
- ويفحص الثاني، في "السياسة الخارجية التركية أمام تحديات جديدة"، مختلف الاستراتيجيات التي تشكلت في مواجهة الدور التركي الجديد.