فرح الليبيون والكثير من العرب بمقتل القذافي، ورأوا في موته خلاصا من اثنتين وأربعين سنة من الحكم المتسلط، ومن تبديد الثروات الليبية الهائلة، ومن التضييق على السكان في الداخل ومصادرة حرياتهم، ومن تشريد المعارضة في الخارج نفيا أو تقتيلا...
وفي الوقت نفسه كانت إفريقيا ساسة ونخبا وإعلاما تبكي "ملك ملوكها" وترى فيه الثوري المناضل والأخ المعين والزعيم الوحيد الذي قدم لها من التمويلات ما دعم البنى التحتية وأسس شركات الاتصال الكثيرة ونهض بالقطاعات المصرفية في قارة تركها العالم أجمع لتواجه مصيرها وحدها وقد تكالبت عليها الحروب والفقر والكوارث الطبيعية والأوبئة...
لماذا إذن ينظر إلى القذافي من زوايا مختلفة؟ وكيف كان القذافي مستبدا في ليبيا غير مرغوب فيه عربيا، لكنه من ناحية أخرى كان بطلا في إفريقيا؟ وكيف ستتعامل السلطات الليبية الجديدة مع الملف الإفريقي؟ وكيف سيكون مصير العلاقات بين العرب وإفريقيا بشكل عام؟ طرح مركز الجزيرة للدراسات هذه التساؤلات على كاتبين: عربي وإفريقي لمعرفة معنى هذه الازدواجية وللتطلع إلى مستقبل هذين العالمين العربي والإفريقي المتقاربين واقعا وتطلعات والمشتركين في أهم التحديات والمشاكل؛ فكانت إجابتهما كالتالي:
العالم العربي وإفريقيا ما بعد القذافي.. وجهة نظر عربية
يرى محمد سالم ولد محمد أن رحيل القذافي سيطوي صفحة مثيرة من العلاقات العربية الإفريقية، شابها كثير من الاضطراب ثم تميزت بكثير من الحميمية والتوافق، وستظل إفريقيا، رغم ضعفها الاقتصادي وتشتت قرارها السياسي، عمقا استراتيجيا للعرب وحليفا شبه دائم للقضايا العربية والإسلامية مما يتطلب سياسة جديدة... |
العالم العربي وإفريقيا ما بعد القذافي.. وجهة نظر إفريقية
يرى لوك أوبالا أن العديد من الدارسين يتسرعون بالقول إن العلاقات المستقبلية بين ليبيا وبقية الدول الأفريقية ستكون صعبة غير أن الأمر سابق لأوانه، فسوف تظهر عوامل عديدة وسيحتاج النظام الجديد إلى أصدقاء بداخل أفريقيا وبخارجها خصوصا وأن إفريقيا تتمتع بموارد عديدة تحتاجها ليبيا... |