مركز الجزيرة للدراسات يبحث تحولات الأزمة السورية واتجاهات التسوية

المرحلة العسكرية في الأزمة السورية تكاد تبلغ منتهاها لكنها ليست نهاية الأزمة (رويترز).

عقد مركز الجزيرة للدراسات، في 18 فبراير/شباط 2020، بالدوحة، حلقة نقاش حول "تحولات الأزمة السورية واتجاهات التسوية"، لمراجعة واقع الأزمة السورية والمسار الذي بلغته، والوقوف على الاستحقاقات والتحديات القادمة لمعرفة كيفية التعامل معها أو مقاربتها. أهم التحديات التي لحظها المشاركون، أن المرحلة العسكرية في الأزمة السورية تكاد تبلغ منتهاها، وأن أدوار الفاعلين المحليين ليست مؤثرة إلا بقدر ارتباطها بالفاعلين الخارجيين، في حين أن التناقضات بين الأطراف الإقليمية آخذة في التزايد، لاسيما بين إيران وتركيا وروسيا، وذلك بغضِّ النظر عن طرق معالجة الأطراف لها وما قد تصل له من اتفاقات وتفاهمات. يبدو أن مسار الأزمة السورية محكوم بجملة من الاستحقاقات، من أبرزها انتخابات الرئاسة في يوليو/تموز 2021؛ إذ ستحرص الأطراف المؤيدة للنظام السوري على إعادة تجديد الرئاسة لبشار الأسد وإعادة تأهيل نظامه، كمدخل لأية تسوية، في حين أن المعارضة السورية ترفض شرعية الانتخابات لرفضها شرعية الدستور الحالي بالأساس.

وعلى صعيد مستقبل القضية السورية، ليس بالضرورة أن يكون التقدم العسكري انتصارًا سياسيًّا مبرمًا للنظام، لأن الاستقرار السياسي في سوريا موقوف على عدد من الاعتبارات التي لا يمكن تجاوزها في أية عملية تفاوض، مثل: إعادة الإعمار والاستقرار الاقتصادي ووجود القوات الأجنبية في سوريا لاسيما الإيرانية منها وهو ما ترفضه واشنطن، فضلًا عن كيفية استعادة شرعية النظام في ظل الرفض الشعبي له وعودة المهجَّرين، وسواها كثير. كما أن الظروف الدولية والإقليمية لا يمكن التنبؤ بتحولاتها وبمساراتها في ظل السيولة الكبيرة في مواقف الأطراف وتحالفاتها، وهناك انتخابات أميركية مقبلة في نهاية هذا العام، سيكون لها تأثيراتها في المنطقة، لاسيما على الأزمة السورية ومسارات الحل أو التأزيم فيها.