الجزيرة للدراسات يصدر تقريرًا عن التطورات الجيوسياسية في العالم العربي والشرق الأوسط

(الجزيرة)

أصدر مركز الجزيرة للدراسات تقريرًا بعنوان "2021 تسويات ومصالحات"، ويضم مجموعة من الملخصات ترصد التحولات التي جرت خلال العام 2021 في الكثير من دول العالم وأقاليمه. ولاحظ التقرير أن بعض تلك التحولات، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، كأنه يسير في اتجاه البحث عن مصالحات وتسويات لأزمات ميزت المشهد في السنوات الماضية. 

ومما رصده التقرير أن الأزمات الإقليمية التي تصاعدت حدتها خلال العام 2020، ووصل بعضها حدَّ الصراع المسلح، مثل الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان، توصل الطرفان إلى تسوية فرضها تغير موازين القوى على الأرض في ظل معادلة استراتيجية إقليمية بدا أنها تميل لصالح الطرف الأذري. وفي شرق المتوسط، هدأ التوتر الذي ساد المنطقة لأشهر خلال العام الماضي بسبب الخلافات التركية-اليونانية حول الحدود البحرية والنزاع الإقليمي على حقوق التنقيب على الطاقة. كما هدأ التوتر في القرن الإفريقي بشأن سدِّ النهضة الذي كاد يشعل حربًا إقليمية بين مصر والسودان وإثيوبيا؛ إذ تراجعت لغة التهديد باستخدام القوة واختفت المناورات العسكرية على الجانبين، بعدما أنجزت إثيوبيا الملء الثاني للسد ووصلت الأزمة إلى أروقة مجلس الأمن.

وفي نفس اتجاه هذه التسويات، أشار التقرير السنوي لمركز الجزيرة للدراسات إلى أن منطقة الخليج شهدت انفراجًا للأزمة التي دامت أكثر من ثلاث سنوات. فمع بداية العام 2021، رفعت السعودية والإمارات والبحرين حصارها عن قطر وعادت العلاقات الدبلوماسية بين الأشقاء. وفي منطقة الخليج أيضًا، تراجعت التهديدات المتبادلة بين إيران وجيرانها على الضفة الأخرى من مياه الخليج، بعدما تصاعدت إلى حدِّ السعي لتشكيل أحلاف متقابلة وإجراء مناورات متعددة المستويات والأطراف.

وذكر التقرير أن هذه السياقات المتجهة عمومًا نحو التسوية وخفض التوتر، أسهم فيها بأقدار متفاوتة، التغيرُ الذي حصل على رأس الإدارة الأميركية مع بداية العام 2021. فقد بعث مجيء بايدن إلى مختلف أطراف النزاعات في الشرق الأوسط بعدة رسائل، أبرزها أن أولويات أميركا الاستراتيجية في العالم قد تغيرت، وأن غطاءها العسكري والسياسي لبعض النزاعات الإقليمية أصبح يتقلَّص لفائدة مناطق أخرى.