أسرار "المختوم": الدبلوماسية ومنطق التفاوض في كتب المذكرات الإيرانية

يأتي كتاب "راز سر به مهر" أو "سر المختوم" الذي شارك في كتابته كل من وزير الخارجية السابق، محمد جواد ظريف، ومساعدوه ليسلِّط الضوء على مجريات المفاوضات النووية وفي الوقت ذاته لتوضيح معالم التفكير السياسي للفريق الإيراني المفاوض. وكذلك كان كتاب "تراجيديا الأمل" يوثِّق جزءًا من الحياة السياسية للرئيس حسن روحاني وخلاصة لأعمال مئة يوم الأولى من توليه الرئاسة في إيران. تناقش الورقة هذه المذكرات لتكشف من خلالها عن معالم السياسة الإيرانية وآليات صنع القرار في الملفات الكبرى.
يسلِّط كتاب "راز سر به مُهر" أو "سر المختوم" لجواد ظريف، ومساعديه الضوء على مجريات المفاوضات النووية (الجزيرة للدراسات)

لم تعد المذكرات التي تكتبها الشخصيات وخاصة تلك التي كان لها دور في مراكز القرار أو في العمل بالشأن السياسي وبالتسيير الحكومي مجرد سرد لأحداث تاريخية فقط، فالكثير منها أصبح مرجعًا في استنباط طريقة العمل والرؤية التي تحكم دولة أو جهازًا ما. في إيران ومذكرات بعض شخصياتها السياسة تبرز تلك المسألة بوضوح، فإنه يمكن وبالوقوف على آخر ما صدر من هذه المذكرات فهم الكثير عن نمط التفكير السياسي في إيران وآليات اتخاذ القرار.

عمل عدد من الشخصيات في حكومة الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، على نشر تفاصيل تعتبر مهمة في التاريخ السياسي الإيراني وفي فهم تنظيم العلاقات بين المؤسسات الرسمية في البلاد وطريقة اتخاذ القرار.

جاء كتاب "راز سر به مهر" أو "سر المختوم"(1) الذي شارك في كتابته كل من وزير الخارجية السابق، محمد جواد ظريف، ومساعداه، عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، ليسلط الضوء على مجريات المفاوضات النووية وفي الوقت ذاته توضيح معالم التفكير السياسي للفريق الإيراني المفاوض، وما يدور في كواليس السياسة الإيرانية، وكذلك كان كتاب "تراجيديا الأمل"(2) وهو ملخص بسيط لجزء من الحياة السياسية للرئيس حسن روحاني وخلاصة لأعمال مئة يوم الأولى من توليه الرئاسة في إيران.

قد يختلف التعاطي مع المذكرات؛ حيث يمكن معالجة مواضيعها من بوابة الأحداث التاريخية أو من خلال دور الشخصيات الرئيسة والتي جرت الإشارة إليها ومدى الدور الذي لعبته، ويمكن التعاطي مع المذكرات في السياق الموضوعي للأحداث ويجري البناء على المواضيع لإعطاء رؤية إيران لهذه الملفات، وتأتي هذه الورقة لتناقش هذه المذكرات بشكل موضوعي، مركزة على موضوعات ترتسم معها بعض معالم السياسة الإيرانية في الملفات الكبرى داخليًّا وخارجيًّا.

1-مذكرات "سر المختوم" (راز سر به مهر)

شكَّل الاتفاق النووي، أو ما اصطُلح عليه بخطة العمل المشتركة الشاملة الموقَّع عام 2015 بين إيران ومجموعة 5+1(3)، إنجازًا دبلوماسيًّا مهمًّا؛ فقد كان التفاوض حول الاتفاق الإطار الذي سهَّل اللقاء الإيراني-الأميركي المباشر لحل ملف بحجم الملف النووي، واستطاع تطبيع المجتمع الدولي مع البرنامج النووي الإيراني بعد سلسلة من العقوبات الدولية التي فُرضت عليه.

بدأ النظر للاتفاق النووي على أنه يمكن اعتباره نموذجًا للاتفاقات النووية مستقبلًا بشأن منع الانتشار النووي(4)، وهناك من كان له رأي سلبي بشأن الاتفاق سواء في الداخل الإيراني(5)، أو من أطراف دولية كإسرائيل أو بعض دول المنطقة، وحتى في الداخل الأميركي. وفي ظل هذه الأجواء من التضارب، جاءت مذكرات "سر المختوم" لتكشف الكثير مما دار في كواليس الدبلوماسية عن المفاوضات داخل مجموعة 5+1 إلى اللقاءات السرية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية التي كانت تتم بوساطة عمانية، إلى مفاوضات لوزان وجنيف وفيينا، والتوصل إلى الصيغة النهائية للاتفاق النووي.

المذكرات تعتبر توثيقًا لأحد أهم الأحداث السياسية في إيران والعالم، ولا تختلف في إخراجها ونشرها عن موسوعة اختارت منهج الوصف وأضافت إليه آلية التاريخ، لرسم تفاصيل كل مراحل العملية التفاوضية. ويمكن القول بأنها تنقل القراءة الإيرانية أو الأصح قراءة الفريق الدبلوماسي لحكومة الرئيس الإيراني لذلك الحراك الدبلوماسي.

المجموعة جاءت في ستة مجلدات بعناوين مختلفة: الكتاب الأول يحمل عنوان "اتفاق جنيف المؤقت"، والثاني "من اتفاق مؤقت إلى غرفة الصياغة"، والثالث "جدال حول النص"، والرابع "المرحلة الباردة والصعبة في المفاوضات"، والخامس "ولادة خطة العمل المشتركة الشاملة"، أما الكتاب السادس فهو عبارة عن ملحقات. وتحظى هذه المجموعة بأهمية لأن من كتبها هم من خطُّوا الاتفاق النووي من وزير الخارجية وقتها، محمد جواد ظريف ورئيس منظمة الطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، إلى مساعدي ظريف، عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي، وقال عنها علي أكبر صالحي: إنها جهد جماعي يرمي إلى زيادة مستوى معرفة المجتمع الإيراني بالمتطلبات التي تواجهها الدولة في تنظيم علاقاتها الدولية(6).

المذكرات لم تسلم من الانتقاد كذلك فهناك من قرأها على أنها محاولة من الفريق الإيراني المفاوض للدفاع عن إنجازه السياسي خاصة بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، عام 2018، في عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والتأكيد على صحة اختيارهم بأسلوب دقيق ومتقن(7).  

2-تراجيديا الأمل "تراردى امید"

مذكرات تراجيديا الأمل هي مذكرات للرئيس الإيراني، حسن روحاني، لم تأت حتى الآن في كتاب خاص وإنما جاءت كملحق في العدد الرابع لمجلة "الوعي الجديد" (آگاهی نو)، ولم يكتبها الرئيس روحاني بقلمه بل جاءت بقلم محمد قوجاني مدير المجلة، وتنقل تلك المذكرات مراحل من التاريخ السياسي لروحاني فضلًا عن مئة يوم الأولى من توليه الرئاسة في إيران.

 "تراجيديا الأمل" مذكرات تتناول الحياة السياسية لحسن روحاني (الجزيرة للدراسات)
"تراجيديا الأمل" مذكرات تتناول الحياة السياسية لحسن روحاني (الجزيرة للدراسات)

جاءت هذه المذكرات مقتضبة في حدود 60 صفحة وهي نتاج لست جلسات حوار أجراها قوجاني مع روحاني، وتجدر الإشارة هنا إلى أن قوجاني كان يعمل في مؤسسة الرئاسة الإيرانية أيام روحاني مستشارًا إعلاميًّا.

جاءت المذكرات بنسق وأسلوب مختلف حيث تدخل قوجاني في صياغتها بأسلوبه الخاص ولم يعتمد في صياغتها طريقة السؤال والجواب، ونقل المذكرات من تراتبية السرد التاريخي إلى حالة يغلب عليها الطابع القصصي معتمدًا في ذلك على أسلوبه الصحفي.

أُخرجت هذه المذكرات في ستة عشر فصلًا مختصرًا ترسم مراحل من تاريخ روحاني وعلاقته بالمرشد الإيراني وحضوره في عدد من مؤسسات القرار خاصة في مجلس الأمن القومي وإشرافه على أولى مراحل المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية بعد عام 2002 إلى مرحلة التسيير الحكومي والاتفاق النووي لعام 2015.

قد تكون هذه المذكرات سواء الأولى أو الثانية تعكس وجهة نظر واحدة باعتبار أنها للفريق الحكومي الذي ترأسه الرئيس روحاني، لكنهما يحملان الكثير من الإشارات والمعلومات عن كيفية صياغة القرار السياسي في إيران والرؤية الإيرانية للعلاقات الدولية، والنهج الدبلوماسي الإيراني في تجاوز ما يمكن أن تواجهه إيران من عقد في الدبلوماسية العالمية، ولا تخفي هذه المذكرات الحذر الذي تتعامل به إيران قبل الوصول إلى أية مرحلة من مراحل العمل الدبلوماسي على الصعيد الدولي. لذلك سنحاول في هذه الدراسة الوقوف وألا نغوص في التفاصيل المملة للأحداث التاريخية ولكن سنقف عند عدد من الملفات والقضايا التي قد ترسم -وإن بشكل بسيط- ما يدور بكواليس السياسة الإيرانية.

3-إيران الاتفاقيات، الغرب وأميركا

بنى وزير الخارجية البريطاني السابق، جاك سترو(8)، رؤية توضح الموقف الإيراني من الاتفاقيات وكيف بدأت تنظر إليها(9)، وكان السبب في معالجة هذا الموضوع هو الرسالة التي تسلَّمها من قوات التعبئة "بسيج" في مدينة يزد أثناء سفر سياحي قام به مع زوجته لإيران عام 2015. يقول سترو في مقالة نشرها في صحيفة "ديلي ميل": كان الشبان يرتدون ملابس سوداء وكانوا في انتظارنا، على استعداد مع عريضة من صفحتين. تقول العريضة: "على الرغم من أنه من تقاليدنا كإيرانيين أن نرحب بالضيوف، فإن لفتة الترحيب هذه لا تنطبق عليك!" "ليس لدى شعب إيران ذكريات طيبة عنك وعن النظام البريطاني...أنت تعرف أكثر منَّا عن الجرائم والمؤامرات الكثيرة التي ارتكبتها بلادك ضد أهل هذه الأرض".

وتضمنت العريضة التي تسلَّمها سترو بالتفصيل "كل الأشياء الرهيبة التي قامت بها بريطانيا ضد إيران..". إن التعريج على الكثير من الأحداث التي شهدتها إيران أسهم بشكل كبير في تشكيل الموقف الإيراني من المفاوضات ومن الاتفاقيات مع الأطراف الدولية. جعل إعطاء الامتيازات غير المعقولة والغريبة الذاكرةَ التاريخية للإيرانيين تتذكر القوى الأجنبية بسوء أعمالها وطمعها(10) وجعلت الطرف الإيراني يضع مبدأ الشك ومسلك الحذر في أي تحرك دبلوماسي باتجاه أي تفاوض أو اتفاق بشأن مصالحه الوطنية. ولم تقف التجربة التاريخية لإيران عند دولة بعينها، بل خاضت تجارب تفاوضية واتفاقيات متعددة منذ القرن الثامن عشر مع بريطانيا وروسيا وفرنسا والعثمانيين، وتجارب في السياسة مع الولايات المتحدة الأميركية. وحتى في المخيال التاريخي الإيراني يحضر الأجنبي كفاعل يحاول اقتناص الفرص لأخذ امتيازات من الطرف الإيراني(11).

هذه الحمولة التاريخية غيرت من السلوك التفاوضي الإيراني، وقد تبلورت الرؤية الجديدة للإيرانيين بشكل كبير بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، عام 1979، وصعود جيل جديد من السياسيين يريد إحداث القطيعة مع الماضي وبناء علاقات سياسية ودبلوماسية بناء على مبدأ الندية(12)، وبدأت تتبلور بعض المصطلحات التي تعكس السلوك الدبلوماسي للإيرانيين من قبيل دبلوماسية حياكة السجاد، أو دبلوماسية الفستق(13)، وهو المصطلح الذي أطلقه وزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم، وكلا التعريفين يرميان إلى وصف السلوك الدبلوماسي لدى الإيرانيين بالصبر والهدوء وعدم التسرع في اتخاذ القرار.

4-المفاوضات: صناعة القرار في القضايا المفصلية

تفتح المذكرات سواء "سر المختوم" أو "تراجيديا الأمل" فصولًا ولحظات في صياغة الموقف الإيراني والوصول إلى اللحظة الأخيرة من القرار. قد يكون للمرشد الإيراني القول الفصل في القضايا المفصلية السياسية والأمنية والعسكرية في إيران وذلك بناء على ما يخوله إياه الدستور الإيراني(14)، ويعتبر ملف الحوار مع الولايات المتحدة الأميركية من الملفات الإشكالية والشائكة في إيران فهناك انعدام ثقة كبير بواشنطن، يقول المرشد الإيراني في هذا الشأن: إن المفاوضات مع واشنطن لن ينتج عنها غير الخسائر المادية والمعنوية(15)، ويبقى دائمًا السؤال: هل يمكن تصنيف الحوار مع واشنطن ضمن تابوهات السياسة الإيرانية؟ قد لا يبدو الأمر كذلك خاصة أن الطرفين تفاوضا في ملفات مختلفة كأفغانستان والعراق، وتشير مذكرات "سر المختوم" إلى نجاح المحاولة التي قام بها علي أكبر صالحي عندما كان وزيرًا للخارجية الإيرانية للدفع بالحوار مع واشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني(16) رغم وجود تشكيك من المرشد بجدوى هذا الحوار، لكن لم يمنع هذا الحوار بهدف إقامة الحجة على واشنطن، بحسب ما قاله علي أكبر صالحي.

هذه المذكرات أو "تراجيديا الأمل" تعيد إلى الواجهة الحوار الإيراني-الأميركي لكن مؤطرًا بشروط حددها المرشد الإيراني، أهمها أن تكون مقتصرة فقط على الملف النووي الإيراني وأن تكون هناك ضمانات لاعتراف أميركي صريح بحق إيران في دورة نووية كاملة تشمل تخصيب اليورانيوم. لا تخفي المذكرات سواء سر المختوم أو تراجيديا الأمل الاختلاف الداخلي الحاصل بين مجلس الأمن القومي الإيراني ووزارة الخارجية الإيرانية بشأن التفاوض بشكل مباشر مع الولايات المتحدة الأميركية أو الاكتفاء بصيغة مجموعة الاتفاق النووي المعروفة بمجموعة 5+1، وضمن هذا الخلاف ترسم تلك المذكرات دور القيادة العليا من خلال آية الله خامنئي في المنظومة السياسية الإيرانية بضبط إيقاع الاختلاف بين المؤسسات وإيجاد توازن بين رؤيتيهما.

تنقل المذكرات مستوى النقاش إلى مجالات أخرى ترتبط حتى بالاستراتيجيات الكبرى لإيران(17)، وهذا ما أشار إليه الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، حينما كان أمينًا لمجلس الأمن القومي الإيراني وفتح نقاشًا حول الاستراتيجية القومية لإيران حضر فيها عن التيار الإصلاحي سعيد حجاريان وعن التيار المحافظ محمد جواد لاريجاني، واختلفت الآراء بين ثلاث استراتيجيات للنظام:

  1. استراتيجية تنموية تولي أهمية لتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي.
  2. استراتيجية ذات بُعد أمني باعتبار أن إيران معرضة للتهديدات والمخاطر.
  3. استراتيجية لنظام شمولي تشبه نموذج الاتحاد السوفيتي السابق.

تنقل "تراجيديا الأمل" عن خامنئي سؤاله للمتحاورين الثلاثة: لماذا الاختيار بين أحدهم؟ لماذا لا نجمع بين الثلاثة، مع إيمان روحاني بالاستراتيجية التنموية للبلاد؟ وتنقل المذكرات أن واشنطن وصلت إلى قناعة أنها لم تكن تحاور نظامًا شموليًّا كما كانت تعتقد، ويتعامل بالأوامر الفوقية، بل تحاور نظامًا تتدخل في صياغة قراراته مؤسسات مختلفة.

خلاصة ما يمكن فهمه من المذكرات هو التالي:

  1. أن القرارات الاستراتيجية في إيران هي نتاج نقاش داخلي لرؤى مختلفة بشأن ملفات حساسة.
  2. الحوار مع واشنطن ليس من المحظورات في السياسة الإيرانية لكنه مشروط دائمًا بأنه يجب ألا يتجاوز مستوى معينًا سواء على مستوى الملفات أو على مستوى التمثيل في اللقاءات(18).
  3. القائد الأعلى في إيران وإن كانت له صلاحيات كبيرة في الدستور الإيراني فإنه في مراحل من الحوار الداخلي يلعب دور المنظم وضابط الإيقاع للحوار.
  4. الملفات عادة تخوَّل من قبل القائد الأعلى إلى الرئيس لإدارتها(19).

5-المذكرات والاتفاق النووي

حفلت مذكرات "سر المختوم" بكل التفاصيل التي أدت إلى التوصل للاتفاق النووي وهو ما جعل إخراجها يأتي في خمسة كتب مع كتاب سادس للوثائق والمستندات، وعرَّجت تراجيديا الأمل على الموضوع باختصار، وتجتمعان في الخطوط الكبرى كون المفاوضات والاتفاق النووي يشكِّلان أهم جزء في البرنامج السياسي لحكومة الرئيس روحاني ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف. وبالوقوف على تفاصيل تلك المرحلة ودون الدخول في التفاصيل المملة المرتبطة بمسار المفاوضات النووي، يمكن للمذكرات أن ترسم المنطلق السياسي والرؤية التي حكمت الحكومة الإيرانية آنذاك بالانخراط بشكل عملي ومتسارع في المفاوضات بعد مرحلة الانسداد التي وصلتها المفاوضات في عهد حكومة الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، وإدارة سعيد جليلي، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني وقتها، مع مجموعة 5+1.

أ-إيران: البرنامج النووي والقرار الدولي 1929

دخلت إيران مرحلة حرجة في علاقاتها الدولية بعد صدور القرار الدولي 1929، في يونيو/حزيران 2010(20)، وذلك على خلفية برنامجها النووي، وهو قرار من سلسلة قرارات سابقة، 1696،1737،1747،1803، ومثَّلت قرارات دولية صدرت ضد إيران ما بين عام 2006 إلى عام 2008(21). وما يميز القرار الدولي 1929 عن القرارات السابقة هو أن الولايات المتحدة الأميركية هي من صاغته وصُنِّف على أنه قرار عقابي خطير ويشبه إلى حدٍّ ما في صياغته القرار الدولي 687 الصادر ضد العراق(22).

وهذا الوضع القانوني الذي وجدت إيران نفسها فيه، حاولت مذكرات "سر المختوم" توضيح تفاصيله والوصول إلى خلاصة تحتم خوض مفاوضات لفك الاشتباك الحاصل على برنامج إيران النووي، وخروج إيران من مظلة تلك القرارات الدولية وتداعياتها على إيران سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي، ويمكن وضع تلك الرؤية ضمن محددات ثلاثة:

  • مخاطر القرار الدولي 1929

القرار أكد على العقوبات السابقة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي وشدَّدها وتشير المذكرات إلى محاور لفهم خطورة هذا القرار الدولي على إيران، ويمكن تحديد تلك المخاطر في النقاط التالية:

1-قيود على البرنامج النووي الإيراني.

2-قيود على البرنامج العسكري والصاروخي لإيران.

3-قيود كبيرة على النشاط الاقتصادي لإيران ومنع التعامل مع الأفراد والشركات الإيرانية بشكل مباشر وغير مباشر أو عبر وسطاء.

4- قيود على حركة الطيران والملاحة البحرية.

5-وجود خيار عسكري مفتوح للتعامل مع إيران عند الضرورة وتنظيم طريقة القيام بأية عملية عسكرية.

  • أهداف الولايات المتحدة الأميركية

جاء انخراط واشنطن بشكل جدي في مواجهة إيران والعمل على الحد من برنامجها النووي من خلال الدعم الذي لقيته في مجلس الأمن الدولي، وترسم المذكرات الخطوط العريضة للسياسة الأميركية ضد إيران:

1- سلب الإجماع عن البرنامج النووي ورسم صورة لإيران كدولة متمردة ومهدِّدة للأمن والاستقرار.

2-وقف كامل للبرنامج النووي الإيراني عبر العودة لمجلس الأمن باعتباره المؤسسة القادرة على فرض قيود عليه.

3- ممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران.

4-توفير الأرضية لفرض عقوبات أحادية أميركية على إيران.

  • أخطاء في التقييم السياسي

تحاول المذكرات، سواء "سر المختوم" أو تراجيديا الأمل، أن تصف المرحلة ما بين عام 2005 إلى 2012 بأنها مرحلة كانت صعبة على مستوى التفاوض بشأن برنامج إيران النووي، ويرجع جزء من ذلك إلى نظرة الدول الغربية إلى الحكومة الإيرانية آنذاك والتي كان يرأسها الرئيس محمود أحمدي نجاد(23)، ويتحدث محمد جواد ظريف عن آثار بعض الخطوات السياسية والتي أثَّرت على موقف إيران التفاوضي وحصرها في النقاط التالية:

1-بيان طهران الخاص بعملية تبادل الوقود وهو الاتفاق التركي/البرازيلي/الإيراني(24)، هذا الاتفاق اعتُبر هزيمة تكتيكية واستراتيجية لإيران لأنه لم يمنع صدور القرار الدولي 1929.

2-انزعاج الطرف الروسي من اتفاق طهران، كون روسيا كانت جزءًا من اتفاق فيينا لتبادل الوقود الذي تراجعت عنه طهران.

3-تحول اليورانيوم المخصب إلى ورقة محروقة بعدما جرى إدخاله في صفقة لتبادل الوقود وليس لأخذ امتيازات مهمة في المفاوضات.

3-إدخال بعض الملفات الإقليمية في المفاوضات النووية.

ب-رؤية حل لملف النووي الإيراني

شكَّل الملف النووي الإيراني المحور الأساس في السياسة الخارجية لحكومة الرئيس حسن روحاني(25)، وهذا القرار نابع من مجموعة من الشروط التي تلت تولي روحاني الرئاسة.

وبدأ الحديث عن أهمية المفاوضات بعد صدور القرار الدولي 1929، وتركيبة الفريق الإيراني الجديد -محمد جواد ظريف وزير الخارجية وعلي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية- وعدم فاعلية المفاوضات عبر الوسطاء، وهناك دعم سياسي من رجالات النظام في إيران.

وحدَّد القادم إلى وزارة الخارجية الإيرانية -محمد جواد ظريف- رؤية ذات جوانب متعددة للتعاطي مع الملف النووي والمفاوضات وكانت تلك الرؤى الأساس في رسم معالم المفاوضات النووية التي أفضت إلى التوصل للاتفاق النووي المعروف بخطة العمل المشتركة الشاملة لعام 2015.

- الخطوط الكبرى للتعامل مع المفاوضات والملفات الحساسة

تكشف مذكرات "سر المختوم" عن طبيعة التفكير السياسي لمحمد جواد ظريف في التعامل مع القضايا والملفات الدولية وذلك من باب خبرته كمفاوض إيراني في ملفات متعددة، كقرار وقف إطلاق النار مع العراق ومحادثات برلين بشأن أفغانستان والمحادثات النووية الأولى في عهد الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي. يضاف إلى ذلك حضوره لسنوات كممثل إيران بالأمم المتحدة. وبدأت القراءة الأولى بتحديد الأهداف السياسية طويلة المدى للولايات المتحدة الأميركية من وراء تشديد العقوبات على إيران والتي يمكن حصرها في النقاط التالية:

1-تراجع مكانة إيران على المستوى الدولي وتحولها من دولة بوضع عادي إلى دولة لها وضع خاص.

2-فرض عزلة سياسية واقتصادية وعسكرية تحت طائلة العقوبات وارتفاع تكلفة التعامل مع إيران كدولة تخضع لعقوبات.

3-تعمل العقوبات على تراجع القدرات السياسية والاقتصادية والعسكرية والشعبية للدولة وتنخفض مع هذا التراجع تكلفة أية مواجهة عسكرية معها.

  • ملاحظات باتجاه التفاوض

لم يعد البرنامج النووي الإيراني محكومًا ببعده التقني والفني، فبعد 2002 وكشف منظمة مجاهدي خلق عن معلومات ترتبط به وما وصلت إليه إيران في مجال التقنية النووية، أدت إلى أن ينتقل الملف إلى مرحلة محكومة بأبعاد سياسية وأمنية(26)؛ ما جعل الأمر يحتاج إلى خطط أمنية.

وللحفاظ على ما وصلت إليه إيران نوويًّا وسياسيًّا تحتاج إلى فريق دبلوماسي قوي قادر على خلق توازن في المفاوضات مع الأطراف الأخرى؛ الأمر الذي استدعى إيجاد تنسيق بين وزارة الخارجية الإيرانية ومنظمة الطاقة الذرية وذلك منذ المفاوضات النووية الأولى ما بين 2003 و2005.

يأتي وزير الخارجية السابق، محمد جواد ظريف، لإعادة رسم بعض المنطلقات الأساسية في أية عملية تفاوضية وبالأخص في ملف حساس كالملف النووي وتتجلى تلك المنطلقات على الشكل التالي:

1-في عملية التفاوض وعند اختلاف الرؤى بين المتفاوضين فما يحكم تلك المفاوضات هو التضاد في المواقف وليس المصالح، وأن التوصل إلى مواقف مشتركة يتطلب مفاوضات صعبة لكن شريطة أن تكون بنَّاءة وفي جو يحكمه الهدوء.

2-لا يمكن بناء مفاوضات دون تحديد سقف الملفات المتفاوض حولها، لكن بعد كل أزمة فإن أساس التفاوض لأجل الوصول إلى الحل يجب أن يبدأ من أدنى نقطة خلافية.

3-قد يكون الوقت مهمًّا في التفاوض لجميع الأطراف، أما الأهم في مسألة الزمن هو عدم الاستعجال للوصول إلى الحل كون نتائج ذلك قد تكون عكسية، أما نتيجة تحديد سقف زمني للتفاوض فهو الحكم مسبقًا على المفاوضات بالفشل.

  • حكومة الأمل وأساسيات حل الملف النووي

تشير كلتا المذكرتين "سر المختوم" و"تراجيديا الأمل" إلى المكانة السياسية التي يحظى بها محمد جواد ظريف في النظام السياسي الإيراني ولدى المرشد الإيراني(27) كدبلوماسي مخضرم، هذه المكانة جعلت منه مرجعًا في موضوع الاتفاقيات الدولية.

وعند أول اختبار بتعيينه وزيرًا للخارجية من قبل روحاني قدَّم مشروعًا يبدو متكاملًا في مسألة إعادة صياغة جديدة للتفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني. هذه الرؤية ذكرها في مذكرات "سر المختوم"، وهي محاولة ترمي إلى رسم موقف داخلي بشأن التفاوض، وتحديد الخطوط التي تؤطر عمل المفاوضين.

  1. داخليًّا، يرى ضرورة توافر إجماع داخلي ووفاق وطني.
  2. إفشال الإجماع الأمني على إيران من خلال إبطال القرارات الأممية وخاصة القرار الدولي 1929، وتغيير الرؤية الأمنية والعسكرية المرتبطة بإيران، ووضع حدٍّ للمشاكل التي تقف أمام مسار التنمية في البلاد.
  3. ملفات التفاوض يجب أن تحافظ على المكتسبات الإيرانية من خلال الحفاظ على الإنجازات التي وصلتها إيران في برنامجها النووي.
  1.  إخراج البرنامج النووي من الدائرة الأمنية التي وُضع فيها بعد القرارات الدولية وعودته إلى وضعه الطبيعي كملف له أبعاد تقنية وصناعية.

6- ما بعد الاتفاق النووي

لم تغفل المذكرات مرحلة الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018، ورسمتا المحدد الأميركي لذلك الانسحاب:

 1- في "سر المختوم"، ارتبط الخروج الأميركي برؤیة للرئیس الأميركي، دونالد ترامب، وإدارة البیت البیضاوي آنذاك للاتفاق(27)، وقد اعتبر الاتفاق خسارة للولایات المتحدة الأميركیة، وما حصلت علیه إیران في الاتفاق لا یتناسب مع ما حصلت علیه واشنطن.

 2-في تراجیدیا الأمل كان للرئیس روحاني رأي آخر في مسألة الانسحاب الأميركي من خطة العمل المشتركة الشاملة(28)، فالدافع في هذه الحالة هو سبب داخلي ویرتبط بالاحتجاجات التي شهدتها إیران عام 2017 والتي فهمها الرئیس ترامب كمحطة لزیادة الضغط على إیران وإجبارها على الجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء العمل باتفاق عام 2015 وبناء اتفاق جدید على مزاج ترامب، لم تغفل المذكرات كیف تعاملت إیران مع هذا الانسحاب الأميركي:

- مقاومة الإجراءات الأميركیة، ويكشف روحاني عن مقترحات قُدِّمت له بمغادرة الحياة السیاسیة والاستقالة لكنه رفض كل تلك المقترحات وواصل مهامه.

 - تفعیل البندین 36 و37 من الاتفاق النووي واللذان قامت إیران على أساسهما بإعادة تفعیل برنامجها بخطوات نوویة خمس.

- ضمن الخط الذي رسمه القائد الأعلى الإیراني في التعامل مع ما بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وهو شعار "لا حرب، لا تفاوض"، قام روحاني بخط مسار جدید للتفاوض ینبني على قاعدة الحفاظ على استراتیجیات النظام وهي رفع العقوبات الاقتصادیة والحفاظ على حق إیران في تخصیب الیورانیوم.

وعُرف هذا المسار التفاوضي بمفاوضات فیینا، وتشیر مذكرات "سر المختوم"(29) إلى الجولات الست في فیینا والتي وضعت الخطوط العریضة للتفاوض بین إیران ومجموعة 4+1 (فرنسا، وألمانیا، وبریطانیا، وروسیا، والصین) وبحضور للولایات المتحدة الأميركیة دون أن یكون هناك لقاء مباشر بین المفاوضین الإیرانیین والأميركیین.

-رفض أي لقاء مع الأميركيين سواء ضمن مجموعة الاتفاق النووي أو لقاءات مباشرة مع المسؤولين الأميركيين، وتشير المذكرات إلى رفض روحاني لقاء ترامب في نيويورك على خلفية اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة(30)، وفشل المساعي الفرنسية لعقد لقاء بين محمد جواد ظريف ودونالد ترامب أو أي من المسؤولين الأميركيين خلال قمة الدول السبع في بياريتس الفرنسية(31).

یتوقف مسار ظریف كوزير للخارجية بعد انتخاب إبراهيم رئيسي خلفًا للرئيس روحاني في انتخابات يونيو/حزيران 2021، ويكمل فريق جديد مسار التفاوض في فيينا، ویختتم ظریف المذكرات بقوله: "وآخر دعوانا".

خلاصة

جاءت مذكرات "سر المختوم" و"تراجيديا الأمل" لترسم معالم مهمة في السياسة الإيرانية سواء على مستوى السياسة الداخلية وكيف تدار الأمور وحدود عمل مختلف المؤسسات الدستورية الإيرانية ومستوى التنسيق بينها.

وعلى مستوى السياسة الخارجية فقد كان الملف النووي النقطة المهمة والمحورية والذي حدد بعضًا من معالم السلوك السياسي الإيراني في معالجة الملفات على مستوى العلاقات الدولية، من إدارة ملف الوساطات، إلى التفاوض المباشر مع طرف يصنَّف سياسيًّا عدوًّا استراتيجيًّا لإيران إلى صياغة اتفاق وبعدها إدارة الملف ما بعد الاتفاق، وبمفهوم آخر إدارة مرحلة الأزمات.

تتحدث إيران من خلال المذكرات عن أن إيران تمكنت من وضع واشنطن في الزاوية على المستوى الدولي وعزلها سياسيًّا بعد فشلها في إعادة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، ومحاصرة طهران دبلوماسيًّا. ولم تُخف المذكرات آثار العقوبات الأميركية بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي خاصة في الشق الاقتصادي وتداعيات ذلك على الوضع الداخلي، واصطلحت حكومة روحاني على تسمية الإجراءات الأميركية بالإرهاب الاقتصادي.

وبرز سلوك طهران الدبلوماسي في قضايا دولية كبرى بالتعامل بمنطقين: منطق البراغماتية السياسية على قاعدة "جلب المصالح"، ومنطق ما يمكن أن نصطلح عليه بالحزم الأيديولوجي. براغماتيًّا، بالبحث عن امتيازات مهمة وتقديم تنازلات تكون بحجم الامتيازات التي حصلت عليها، ومنطق الحزم الأيديولوجي وهو ما يُصطلح عليه بالخطوط الحمراء، والتي جرت الإشارة إليها في الكثير من المرات في مذكرات "سر المختوم" أو "تراجيديا الأمل"، كعدم التنازل عن الإنجازات النووية وخاصة تخصيب اليورانيوم وعدم الخوض في ملفات أخرى غير الملف النووي وتحديد مستوى اللقاء مع الطرف الأميركي على مستويات دنيا في مراحل أولى من المفاوضات، ومنعه كليًّا بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

وقد ترسم المذكرات الإيرانية نمطًا سياسيًّا إيرانيًّا في التفكير يراد منه إعادة رسم مفهومي الحقوق والواجبات دوليًّا بناء على ما تنص عليه القرارات الدولية، وهو ما يفسر إصرار طهران على امتلاك دورة نووية كاملة. وهو ما جاءت المذكرات سواء "سر المختوم" أو "تراجيديا الأمل" لتؤكده.

نبذة عن الكاتب

مراجع

1-راز سر به مُهر (سر المختوم): محمد جواد ظريف؛ عباس عراقجي؛ علي أكبر صالحي؛ مجيد تخت روانجي، جمع وتدوين سيد علي قوجاني، انتشارات اطلاعات، 2021 (١٤٠٠ هجري شمسي). و"سر به مُهر" هو تعبير يطلق في اللغة الفارسية على المراسلات ذات الطبيعة السرِّية.

2- محمد قوجاني،  تراژدی امید (تراجيديا الأمل)، مجلة آگاهی نو (الوعي الجديد)، العدد الرابع، صيف 2021، صص 353-416.

3-مجموعة 5+1 هي المجموعة التي فاوضت إيران يشأن برنامجها النووي وتضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين) بالإضافة إلى ألمانيا.

4-خين زاك، فرزان ثابت، من الاتفاق النووي الإيراني إلى منطقة خالية من السلاح النووي، سلسلة المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، ترجمة علي عليوات، 2021، (تاريخ الدخول: 8 فبراير/شباط 2022):

https://bit.ly/3Jn4mLD

5- لحظه آتش زدن برجام ىر صحن علني مجلس(لحظة حرق نص الاتفاق النووي في الجلسة العلنية للبرلمان)، وكالة تسنيم، 19 ارديبهشت 1397 ش، (تاريخ الدخول: 9 فبراير/شباط 2022):

https://bit.ly/3JoG2sM

6- أهمية نشر مجموعة سر المختوم حول المفاوضات النووية برؤية صالحي (اهمیت انتشار مجموعه ۶ جلدی "راز سر به مهر" درباره مذاکرات هسته‌ای از نگاه صالحی)، حاميان ولايت، 13 مرداد 1400، (تاريخ الدخول: 6 فبراير/شباط 2022):

https://bit.ly/3Jk28Na

7-سيد جواد هاشمي فشاركي، تسريبات كتاب سر الختم لظريف، 13 شهريور 1400، (تاريخ الدخول: 6 فبراير/شباط 2022):

https://bit.ly/3uJBA3O

8-جاك سترو: وزير خارجية بريطانيا بين عامي 2001 و2006.

9-جاك سترو:كار كار انگلیسی ها (the English job )، ترجمة رضا اسكندري آذري، دار النشر خوب، ط الرابعة 2020، ص 57.

10-المصدر السابق ص 65.

11-نور الدين الدغير: "الإسطوغرافيا": رهاب الخارج ونظرية المؤامرة في السياسة الخارجية لإيران، موقع مركز الجزيرة للدراسات، 30 يونيو/حزيران 2019، (تاريخ الدخول: 6 فبراير/شباط 2022):

https://studies.aljazeera.net/ar/issues/2019/06/190630110533971.html

12- محمد مهدي ياقوتي، تحليل سياست خارجي وهويت سياست خارجي جمهوري اسلامي ايران (تحليل السياسة الخارجية وهوية السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية)، فصلنامه سياست خارجي، العدد 1، 2010، (تاريخ الدخول: 9 فبراير/شباط 2022): https://bit.ly/3oLlVgG

13-حوار لوزير الخارجية القطري السابق مع جريدة القبس الكويتية، 9 فبراير/شباط 2022، (تاريخ الدخول: 12 فبراير/شباط 2022):  https://bit.ly/3Icrpc2

14-الدستور الإيراني (قانون اساسي جمهورى اسلامى ايران)، الفصل الثامن، البند 110، مهام وصلاحيات القائد الأعلى.

15-آية الله علي خامنئي: بيان الخطوة الثانية للثورة، الفقرة الثانية من التوصية السادسة، 22 فبراير/شباط 2016.

16-محمد جواد ظريف وآخرون راز سر به مهر(سر المختوم)، ص 245.   

17-تراژدی امید (تراجيديا الأمل): مجلة آگاهی نو (الوعي الجديد)، العدد الرابع، ص 83.

18-المصدر السابق، ص 390.

19- محمد جواد ظريف وآخرون، مرجع سابق، ص 247.

20-موقع الأمم المتحدة، القرار الدولي 1929 (2010)، (تاريخ الدخول: 13 فبراير/شباط 2022): https://undocs.org/pdf?symbol=ar/S/RES/1929(2010)

21-المصدر السابق.

22-موقع الأمم المتحدة، القرار الدولي 687، (تاريخ الدخول: 15 فبراير/شباط 2022):

https://undocs.org/ar/S/RES/687(1991)

23- محمد قوجاني، تراژدی امید (تراجيديا الأمل)، مجلة آگاهی نو (الوعي الجديد)، العدد الرابع، ص 387.

24- متن كامل بيانيه مشترك ايران، تركيه وبرزيل (النص الكامل للبيان المشترك الايراني التركي البرازيلي)، وكالة مهر،27 ارديبهشت 1397 (تاريخ الدخول: 14 فبراير/شباط 2022):

https://bit.ly/3gP1cUG

25- تراژدی امید (تراجيديا الأمل): مجلة آگاهی نو (الوعي الجديد)، العدد الرابع، ص392.

26-المصدر السابق، ص386.

27-المصدر السابق، ص393.

28-محمد جواد ظريف وآخرون، مصدر سابق، الجزء الخامس، الطبعة الثانية، ص 547.

29-المصدر السابق، صص 580-591.

30-محمد قوجاني: تراژدی امید (تراجيديا الأمل)، مجلة آگاهی نو (الوعي الجديد)، العدد الرابع، ص 397.

31-محمد جواد ظريف وآخرون، مرجع سابق، الجزء الخامس، الطبعة الثانية ص 570.