يستأنف منتدى الجزيرة انعقاده بعد توقف دام ثلاثة أعوام بسبب جائحة كورونا، وتنعقد الدورة الرابعة عشرة من المنتدى هذا العام بالعاصمة القطرية، الدوحة، تحت عنوان "الشرق الأوسط في سياق حرب روسيا على أوكرانيا: أزمات متفاقمة وتحديات ماثلة"، يومي 11 و12 مارس/ آذار 2023، بمشاركة نخبة من الباحثين والسياسيين والخبراء.
يتناول المنتدى حرب روسيا على أوكرانيا، التي اندلعت في فبراير/ شباط 2022، بالنقاش والحوار، محاولًا رصد تداعياتها المباشرة وغير المباشرة، على أطرافها الرئيسية وعلى غيرها ممن تأثروا بها سلبًا أو إيجابًا. ويقدم المشاركون في المنتدى ضمن هذا السياق قراءاتهم لخريطة توزيع القوة في العالم بعد عام من تلك الحرب.
يحاول المتحدثون في الجلسة الأولى معرفة ما إذا كانت حربا روسيا على أوكرانيا تُمثِّل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين أم يمكن النظر إليها باعتبارها فرصة لتشكيل نظام عالمي جديد أكثر توازنا. في هذا الإطار ينظر المشاركون في تلك الجلسة إلى تاريخ العلاقة بين روسيا والغرب، وهل كانت الصبغة التي اصطبغت بها تلك العلاقة هي التعاون أم أنها اكتست على الدوام بسمت المخاوف والتهديدات المتبادلة، وانعكاس ذلك في كلتا الحالتين، على تطور العلاقة بينهما.
كما تسلط الجلسة الضوء على احتمال استخدام الأسلحة غير التقليدية سواء في ميادين القتال داخل أوكرانيا أو عند امتداد الحرب إلى بلدان أخرى، والآثار التي يمكن أن تنجم عن ذلك. فضلًا عن مناقشة الجلسة لتداعيات الحرب عمومًا على الأمن النووي والأمن الغذائي وأمن الطاقة.
وتختتم الجلسة نقاشها بالحديث عن احتمال نجاح روسيا وحلفائها في إقامة كتلة شرقية مكافئة وموازية للغرب، والتداعيات الاستراتيجية والجيوسياسية لذلك عند تحققه.
ومن الحديث عن تأثير الحرب في بنية النظام العالمي إلى تأثيرها في روسيا والغرب، يتحدث المشاركون في الجلسة الثانية عن أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الحرب، ومعرفة إلى أي حد تحقق الخطط والاستراتيجيات التي وضعها هذه الأهداف. كما يسلطون الضوء على العقوبات المتبادلة بين روسيا وأوروبا وتكلفة ذلك على الطاقة والغذاء والأمن والهجرة.. والعلاقة بين ذلك كله وبين صعود اليمين المتعصب إلى دوائر صنع القرار. كما يستعرضون بدائل الغرب، الذي قرر فك الارتباط مع روسيا، ومدى توفر هذه البدائل واستطاعتها تلبية النقص الذي سيخلفه فك الارتباط بين الطرفين.
تناقش الجلسات الثالثة والرابعة والخامسة من المنتدى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية في الشرق الأوسط؛ فيتحدث المشاركون فيها عن ملامح هذا التأثير في قضايا بعينها مثل التسلُّح والملف النووي الإيراني والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، فضلًا عن رصد تداعيات الحرب على عدد من البلدان العربية مثل لبنان والعراق والسودان وليبيا ومصر، والفرص التي يمكن لدول مثل دول الخليج العربي وتركيا استثمارها.
ويختم المنتدى أعماله في جلسته السادسة بتقييم التغطيات الإعلامية لهذه الحرب، سواء من قبل الإعلام الروسي أو الغربي، متتبعًا السرديات التي يحاول كل طرف أن يقدمها إلى الرأي العام المحلي والدولي لإقناعه بصواب موقفه، وحشد الدعم والتأييد له، كما تستعرض الجلسة شهادات بعض المراسلين الميدانيين الذين غطوا وقائع تلك الحرب ولا يزالون يعملون في جبهاتها.
يذكر أن منتدى الجزيرة الرابع عشر هذا العام سيقام في فندق روتانا سيتي سنتر بالعاصمة القطرية الدوحة، يومي 11 و 12 مارس/ آذار القادم، وستبث جلساته عبر شاشة الجزيرة مباشر والمنصات الرقمية لمركز الجزيرة للدراسات على مواقع التواصل الاجتماعي.