ينظِّم مركز الجزيرة للدراسات وقناة الجزيرة مباشر ندوة بحثية بعنوان "مسار ومصير الأزمة السودانية"، يوم الأربعاء 14 فبراير/شباط 2024، بالعاصمة القطرية، الدوحة، يشارك فيها حسن حاج علي، أستاذ العلوم السياسية، الباحث الزائر في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بقطر، وحمزة بلول، القيادي بقوى الحرية والتغيير، وزير الإعلام السابق، مزمل أبو القاسم، الصحفي والكاتب والمحلل السياسي.
تستعرض الندوة ما آلت إليه الأوضاع في السودان سياسيًّا وعسكريًّا واجتماعيًّا جرَّاء الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل/نيسان 2023، كما تبحث أسباب الإخفاق في التوصل إلى تسوية سياسية لها حتى الآن، وتستشرف مسارات وسيناريوهات هذه الحرب، وتداعياتها على السودان ودول الجوار في حال استمرارها لمدة أطول.
يُذكر أن الصراع الدائر في السودان قد عرف تطورات عديدة غاب أغلبها عن واجهة الإعلام المنشغل بالعدوان الإسرائيلي على غزة، من أبرزها تجميد الخرطوم عضويتها بالهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا "إيغاد"، بعدما اتهمتها بإضفاء الشرعية على قوات الدعم السريع التي تنظر إليها الخرطوم على أنها "مجموعة متمردة".
كما شهدت الساحة السودانية مؤخرًا دعوات للمقاومة الشعبية؛ انتشر حراكها والدعوة إليها بين عديد المدن والقرى، وناصرها بعض قادة القبائل والعشائر، في محاولة لتكوين ظهير شعبي للجيش السوداني.
تنعقد الندوة في وقت لم تنجح فيه الجهود الأميركية-السعودية، أو ما يُعرف بمنبر جدة، في احتواء هذه الأزمة، وبالتزامن مع محاولات أخرى تقودها البحرين للتقريب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمشاركة مسؤولين من مصر والسعودية والبحرين والإمارات والولايات المتحدة.
كذلك تأتي الندوة بعدما طال أمد الحرب وراح ضحيتها حتى الآن أكثر من 13 ألف قتيل، وأكثر من 7.5 ملايين نازح، وتسببت في احتياج ما يقرب من نصف سكان السودان، البالغ عددهم 49 مليون نسمة، إلى المساعدات الغذائية والطبية العاجلة.
تتساءل الندوة عن كيفية تحريك الإرادات السودانية المختلفة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوداني المتضرر، وتبحث فيما إن كان الطرفان المتحاربان قد عجزا عن حسم المعركة عسكريًّا أم لا يزال الرهان قائمًا من أحدهما على هزيمة الآخر، وتناقش الاحتمالات التي لا تزال قائمة لحل الأزمة سياسيًّا، والمآلات المتوقعة في حال إطالة أمد الحرب أكثر من ذلك.