
تستضيف جامعة بوغازيجي في مدينة إسطنبول، يومي 16 و17 يونيو/حزيران 2025، أعمال مؤتمر دولي مشترك يعقد تحت عنوان: "التنافس بين القوى الكبرى والشرق الأوسط: إعادة رسم طرق التجارة والشبكات"، الذي ينظمه قسم العلاقات الدولية في جامعة بوغازيجي، بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات، ومؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (SETA)، ومركز الدراسات التركية بجامعة شنغهاي، والمؤسسة النمساوية للأبحاث الدولية والتنمية.
ويهدف المؤتمر، الذي يُعقد على مدى يومين متتاليين، إلى تقديم قراءة معمقة للتطورات العالمية الراهنة، وتحليل أبعاد التنافس الدولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخاصة في سياق إعادة تشكيل طرق التجارة العالمية، وشبكات الربط الإقليمي والدولي، والتحالفات الاقتصادية والسياسية الجديدة. كما يسعى المؤتمر إلى تعزيز الحوار الأكاديمي متعدد التخصصات بين الخبراء والباحثين وصنَّاع القرار من مختلف أنحاء العالم، لفهم طبيعة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، وتقديم رؤى استراتيجية حول كيفية التعامل مع تداعيات التنافس بين القوى الكبرى على مستقبل المنطقة.
تتضمن فعاليات المؤتمر جلسة افتتاحية تتحدث فيها الشخصيات الممثلة للجهات المنظمة، وست جلسات نقاشية متخصصة، بالإضافة إلى جلسة ختامية عبارة عن مائدة مستديرة للنقاش المفتوح، تتيح المجال لتبادل الرؤى والأفكار بين المشاركين حول القضايا المطروحة.
سيناقش المؤتمر في جلساته المختلفة مجموعة من المحاور والقضايا الحيوية، من بينها: المعايير والتحالفات الناشئة في الهيكل التجاري العالمي الجديد، وآفاق منافسة طرق التجارة والشبكات، وتأثير ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على المعايير الدولية، إلى جانب تداعيات المنافسة المستمرة بين الولايات المتحدة والصين على منطقة الشرق الأوسط، وتأثير التحولات في الديناميكيات العالمية للقوى على التسلسل الهرمي للمنظمات الدولية والتحالفات والهيمنة الأميركية الأحادية.
كما يبحث المؤتمر في سؤال محوري يتعلق بما إذا كانت المبادرات الكبرى، مثل: الحزام والطريق، والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والمبادرة العالمية للاتحاد الأوروبي، ومشروع طريق التنمية، ستُعمِّق التفتُّت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أم ستوفر فرصة حقيقية لتعزيز التعاون الإقليمي والسلام.
كما يسلط المؤتمر الضوء على الطموحات الإستراتيجية للقوى الكبرى المتنافسة، مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإمكانية تطوير المنطقة لممراتها التجارية الخاصة، أو إنشاء مبادرات تكامل تجاري إقليمي بعيدًا عن الضغوط الدولية.
من بين الأسئلة الجوهرية التي يناقشها المؤتمر أيضًا: هل يمكن لمشروع طريق التنمية أن يوفر بديلًا مستدامًا أو آمنًا للطاقة الروسية بالنسبة لأوروبا؟ وما وضع الهند والصين في سلاسل الإمداد العالمية؟ وكيف تطورت أدوارهما خلال السنوات الأخيرة؟ وما التداعيات الإستراتيجية للتنافس بين الهند والصين على سلاسل الإمداد وطرق التجارة في منطقة الشرق الأوسط؟
يأتي انعقاد المؤتمر في ظل مشهد دولي وإقليمي معقد؛ حيث تشهد المنطقة تحولات عميقة في التوازنات الجيوسياسية، واشتداد المنافسة بين القوى الكبرى، وتنامي أهمية الشرق الأوسط في المعادلات الاقتصادية والتجارية والأمنية العالمية، بما يستدعي طرح الأسئلة الكبرى حول مستقبل المنطقة، وإمكانات تطوير إستراتيجيات فاعلة للتعامل مع المتغيرات، والبحث عن فرص التعاون المشترك بين دول الشرق الأوسط في ظل خارطة الطرق والمبادرات العالمية الجديدة.
يؤكد القائمون على تنظيم المؤتمر أن هذا الحدث يمثِّل منصة علمية مهمة تجمع بين الأكاديميين والباحثين وصنَّاع القرار، وتسعى إلى تقديم مخرجات عملية قابلة للتطبيق، بما يسهم في تعميق الفهم العالمي للقضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، وتحديد فرص التعاون والتكامل الإقليمي، وتقديم رؤى إستراتيجية حول التعامل مع تداعيات التنافس بين القوى الكبرى وآثاره بعيدة المدى على المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة.