الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود (الجزيرة) |
استضاف مركز الجزيرة للدراسات الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أمس الثلاثاء 5 مارس/ آذار 2013، حيث ألقى محاضرة تناولت تعقيدات الحاضر الصومالي وتحديات المستقبل وذلك أمام جمهور يتكون من عدد الدبلوماسيين والباحثين وبعض مسؤولي وصحفيي شبكة الجزيرة فضلا عن العديد من أعضاء الجالية الصومالية بالدوحة.
حركة الشباب.. التحدي الأبرز
تمثل قضية "حركة الشباب المجاهدين في الصومال" وفق رؤية الرئيس حسن شيخ محمود وجها من أوجه انتشار الحركات الجهادية المسلحة في العالم، وهو أمر لا يخص بالصومال وحده بل يشكل تحديا عالما. وقد ذكرت المحاضرة أن هذه الحركة باتت قدرتها التنظيمية مفككة بل إنها ظلت في حالة فرار دائم. ومع ذلك فالعناصر الصومالية في هذه الحركة مدعوة من طرفة الحكومة الحالية إلى نبذ العنف والتخلي عن السلاح والاندماج في المجتمع والانخراط في العملية السياسية. وخلصت المحاضرة إلى أن البطالة والجهل والفقر من بين الدوافع الرئيسة لانضمام بعض الشباب الصومالي إلى هذه الحركة بغية الحصول على مبلغ يتراوح بين 50 إلى 100 دولار شهريا؛ بل إن هناك نحو %75 من الأطفال في سن الالتحاق بالمدارس محرومون من التعليم، وهذا سبب آخر لانضمام مثل هؤلاء إلى حركة الشباب أو إلى القراصنة.
وهنا تأتي أهمية وضع خطة تجمع ين الحكومة والعقلاء والحكماء وزعماء القبائل والقادة الدينيين للتأثير على الشباب والسعي إلى بناء مؤسسات لإعادة تأهيلهم وتمكينهم للحد من انخراطهم في أعمال العنف. وكما جاء في تصور المحاضر فإن على المقاتلين الأجانب في صفوف حركة الشباب إلى مغادرة الصومال، وإدماج الشباب في الحياة النشطة باستثناء المتهمين بارتكاب جرائم حرب.
وفضلا عن علاقات الحكومة الصومالي بحركة الشباب فمن الضروري إيجاد أطر للمصالحة الصومالية تجمع كافة الأطراف من أجل التعاون وتيسير الحوار، وهو أحد أهداف الحكومة التي تسعى في المقام الأول إلى كسب قلوب وعقول الصوماليين في كل مناطق الصومال.
محاولات إصلاحية رغم جسامة التحديات
على الرغم من وعي الحكومة الصومالية بالتعقيدات والديناميكيات والتحديات التي يواجهها الشعب الصومالي حكومة وشعبا، فإن وضع الصومال الحالي قد أحرز –حسب ما ورد في المحاضرة- تقدما محققا تغييرا وانتقالا سلميا للسلطة عبر الحل السياسي والحوار، مما يعد أحد المكاسب التي أحرزت خلال الفترة المذكورة. فالكثيرون لم يتخيلوا أن يستطيع الصومال إجراء انتخابات رئاسية يتم من خلالها انتقال السلطة دون دماء وعنف، مشددا على أنه ليس هناك سبيل للعودة إلى نقطة الصفر. وستقوم الحكومة الصومالية في مرحلة مقبلة بإجراء انتخابات المجالس المحلية والبلديات ثم الأقاليم، تليها مرحلة بناء الوحدة الفيدرالية الاتحادية (جمهورية فيدرالية).
الصومال والسياقات المختلفة
لعل في غياب التمثيل الدبلوماسي العربي بمقديشو أمرا مقلقا لذلك على الدول العربية والإسلامية أن تفتتح سفاراتها في الصومال لتعزيز ثقة المجتمع الدولي بهذا البلد. ومن شأن هذا الافتتاح -لو تم- أن يعزز من ثقة المجتمع الدولي ويقدم إلى العالم صورة مختلفة عن الصومال. ومن دون شك فإن الأمن ما فتئ عائقا أساسيا أمام فتح مثل هذه السفارات. فمن بين جميع الدول العربية والإسلامية لا يوجد في الصومال سوى سفارات: السودان واليمن وتركيا.
ومن البديهي أن الظروف التي مرت بها البلاد أجبرت الصومال على قبول تواجد هذه قوات أجنبية إفريقية وإن كان أغلبها من دول الجوار وخصوصا كينيا وإثيوبيا. وحينما تتمكن الحكومة من إعادة بناء الثقة بين أبناء الشعب الصومالي ومعالجة مختلف القضايا عن طريق الحوار فغنها –حسب تصور المحاضر- ستطلب من هذه القوات الأجنبية أن ترحل.
وقد شعفت المحاضرة بنقاش ومداخلات وسعت من آفاق التناول وأوضحت جوانب بحاجة إلى التوضيح في مداخلة الرئيس الصومالي، فجاءت الردود مكملة لما لم يتم ذكره في المداخلة.