(الجزيرة) |
الثورات العربية كانت حصيلة لمجموعة من العوامل الداخلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بجانب العوامل الخارجية التي كان لها دور محدود، وهذه الثورات شكَّلت التغيير السياسي الذي زعزع بنية الدولة التسلطية في العالم العربي؛ مما ساعد في سقوط بعض الأنظمة العربية.
حول حصيلة هذه الثورات، وتأثيرها على المنطقة، وآفاق المستقبل، نظَّم مركز الجزيرة للدراسات حلقة نقاشية مغلقة تحدث فيها المؤرخ والباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور بشير نافع.
واتفق المشاركون على ثلاثة أسباب رئيسية أسهمت في اندلاع الثورات العربية، أهمها: أزمة الدولة الوطنية، والشعور بفقدان الكرامة الإنسانية، وتغوُّل الأنظمة على حقوق وحريات الأفراد والجماعات، وأزمة النظام الإقليمي.
كما ناقشوا أسباب تقدم الثورة المضادة، وأجملوها بالانقسامات السابقة في المجتمع والتي جعلت القوى المشاركة في الثورة لا تتفق على أهدافها ومطالبها، والتماهي بين الدولة والنظام وميزان القوى لم يكن مقتصرًا على حدود الدولة.
وما زالت الثورات تراوح مكانها دون تحقيق أهدافها التي نادت بها، بل قابلتها وواجهتها الثورات المضادة؛ حيث أشار المجتمعون إلى أن ما جرى ليس غريبًا، فكل الثورات المضادة في التاسع عشر هُزمت على يد الثورة المضادة (باستثناء بريطانيا).
وخلصت الحلقة إلى أن المنطقة مقبلة على تغيير لا محالة وأن ما حدث من تقدم الثورة المضادة في العامين الماضيين لن يستمر أو يستقر.
وأشار المشاركون إلى متغيرات وقعت مؤخرًا في المنطقة ستؤدي إلى كبح جماح الثورة المضادة، منها: التغيير في الحكم في السعودية وتنامي الشعور بالخطر الطائفي من خلال تحالف إيران مع الحوثيين فضلًا عن إخفاقات الثورة المضادة في ليبيا.