مركز الجزيرة يلتقي مبعوث الحكومة الصينية الخاص بالقضية السورية

استبعد الدكتور جودت بهجت، أستاذ شؤون الأمن القومي في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا في جامعة الدفاع الوطني لدراسة الاستراتيجية، أن يؤدي تراجع اعتماد الولايات المتحدة الأميركية على نفط منطقة الشرق الأوسط إلى تراجع اهتمام واشنطن بالمنطقة لما تمثِّله من أهمية كبرى للمصالح الأميركية في العالم.
2015513114035311734_20.jpg
(الجزيرة)

استبعد الدكتور جودت بهجت، أستاذ شؤون الأمن القومي في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا في جامعة الدفاع الوطني لدراسة الاستراتيجية، أن يؤدي تراجع اعتماد الولايات المتحدة الأميركية على نفط منطقة الشرق الأوسط إلى تراجع اهتمام واشنطن بالمنطقة لما تمثِّله من أهمية كبرى للمصالح الأميركية في العالم.

وفي حلقة نقاشية باللغة الإنجليزية تحت عنوان: "أمن الطاقة وتأثيره على السياسة الخارجية الأميركية" عقدها مركز الجزيرة للدراسات، قال الدكتور بهجت: إنه ليس صحيحًا أن العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج تقوم على مبدأ النفط مقابل الأمن فقط، فإن للولايات المتحدة مصالح حيوية عديدة في المنطقة وليس النفط فقط، مضيفًا: إنه حتى لو لم يكن النفط موجودًا فإن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن دول الخليج لأن في ذلك حماية لمصالحها.

وأوضح أن الولايات المتحدة باعتبارها صاحبة أكبر اقتصاد في العالم معنية بالدفاع عن ضمانات إمدادات النفط ليس لها فقط وإنما لشركائها الاقتصاديين الكبار، مثل: اليابان والصين والهند، مشيرًا إلى المصالح الاقتصادية والتجارية المتشابكة بين أميركا وهذه الدول.

وأشار إلى أن هناك مصالح مشتركة عديدة بين الولايات المتحدة ودول الخليج بعيدًا عن النفط وفي مقدمتها الحرب على التطرف والإرهاب وخطر تنظيم داعش وكذلك منع الانتشار النووي.

وفيما يتعلق بالاتفاق النووي المرتقب بين إيران والغرب اعتبر بهجت أن ذلك لن يكون على حساب الدول الخليجية بل لصالحها، وقال: إن خفض التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة سيكون مفيدًا لدول الخليج والمنطقة كلها مشيرًا إلى أن واشنطن حريصة للغاية على ضمان استقرار منطقة دول الخليج لأن أي تهديد لهذا الاستقرار يعني تهديدًا لمصالح الولايات المتحدة لاسيما في ظل حالة عدم الاستقرار والفوضى التي يشهدها معظم دول المنطقة حاليًا سواء في ليبيا أو سوريا أو العراق وحتى مصر.

وفيما يخص الموقف الأميركي من بعض أزمات المنطقة وخصوصًا في سوريا، أوضح بهجت أن أسباب ارتباك الموقف الأميركي من الأزمة السورية تعود إلى عدَّة عوامل، من بينها: عدم وضوح البديل الذي يمكن أن يتولى السلطة في سوريا عقب سقوط بشار الأسد، وكذلك الموقف البريطاني الرافض للتدخل في سوريا فضلًا عن دور إيران والتي تعتبر أن بشار الأسد خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه.

وبالنسبة للموقف من الأزمة في مصر، رأى بهجت أن الولايات المتحدة تواجه مأزقًا في التعامل مع المشهد الراهن في مصر عقب الإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي، فواشنطن متهمة من طرفي الأزمة سواء السلطة أو المعارضة بأنها تقف مع الطرف الآخر، وقال: إن مصر مهمة جدًّا بالنسبة للولايات المتحدة وهناك مصالح مشتركة بين البلدين سواء فيما يخص السلام في الشرق الأوسط أو قناة السويس وما يهم واشنطن في المقام الأول هو أن تبقى مصر مستقرة بغضِّ النظر عن النظام الحاكم. ورأى أن واشنطن لا تملك الكثير من أوراق الضغط التي يمكن أن تمارسها على الأطراف المختلفة في مصر لاسيما فيما يتعلق بورقة المعونة التي لم تعد مهمة كثيرًا للسلطة الحالية التي أصبحت أكثر اعتمادًا على المساعدات الخليجية.