الجزيرة للدراسات ينظم ندوة: انتخابات الرئاسة الأميركية وانعكاساتها على القضايا العربية في ضوء مواقف كلينتون وترامب

نظَّم مركز الجزيرة للدراسات حلقة نقاشية مغلقة بعنوان: إسرائيل والربيع العربي: الخاسر والرابح. واستضاف فيها الباحث الدكتور باسم الزبيدي، أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشأن الإسرائيلي.
2015531102242815734_20.jpg
تمكَّنت إسرائيل من الاستفادة من انبعاث هويات إقليمية جديدة، أساسها الاختلاف والاقتتال، بالتسويق لفكرة الدولة اليهودية الصرفة (الجزيرة)

نظَّم مركز الجزيرة للدراسات حلقة نقاشية مغلقة بعنوان: إسرائيل والربيع العربي: الخاسر والرابح. واستضاف فيها الباحث الدكتور باسم الزبيدي، أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشأن الإسرائيلي.

واستهل الزبيدي الحلقة بالقول: إنه لم يكن لدى إسرائيل رؤية واحدة في التعامل مع الثورات العربية، وانقسمت هذه الرؤى بين السياسي والأمني والعسكري فضلًا عن تأثير الرأي العام، ولكن الرؤية الطاغية كانت أن هذه الثورات جاءت نتيجة عقود من الاستبداد والفقر في المنطقة العربية، معزِّزة نظرتها بأنها واحة الديمقراطية في المنطقة. ولم تَرَ إسرائيل في هذه الثورات نسقًا واحدًا؛ حيث اختلف تعاملها مع ثورتي مصر وسوريا القريبتين من حدودها، وتعاملها مع ثورات تونس وليبيا واليمن؛ ففي مصر وسوريا تملَّكها هاجس انتصار الثورات وإزاحة أنظمة الحكم القديمة التي كانت على وفاق مع تل أبيب، وفي بقية الدول البعيدة لم تكن لتعادي هذه الثورات على اعتبار أن تأثيرها بقي بعيدًا عن إسرائيل، ولكن أطرافًا أخرى داخل الكيان رأت في الثورات العربية شتاء أصوليًّا مليئًا بالمفاجآت والخبايا ينبغي الاستعداد للتصدي له لحماية إسرائيل من هذا الخطر الداهم.

وفي كل الأحوال، فقد كان غياب الاهتمام بفلسطين عربيًّا وتراجع مكانتها لدى الجماهير والحكومات، مدعاة للغبطة والسرور لدى إسرائيل وفتح المجال أمامها للتحكم بمخرجات العملية السياسية واستمرار الاستيطان والتهويد دون أي رادع أو حساب. وقد تمكَّنت إسرائيل من الاستفادة من انبعاث هويات إقليمية جديدة، أساسها الاختلاف والاقتتال، بالتسويق لفكرة الدولة اليهودية الصرفة. إلا أن الباحثين رأوا أن فوائد إسرائيل قد تتلاشى مع الزمن خصوصًا إذا حكمت أصوليات في المنطقة، كما أن فلسطين ستظل حاضرة في قلوب وعقول العرب مهما جرى من تطورات في المنطقة، ومن زاوية ثانية يرى الباحثون أن الخريطة الإقليمية الجديدة متمثلة بصعود إيران في المنطقة والمنافسة مع تركيا في النفوذ فيها، ستشغل إسرائيل على المدى القريب بكيفية التعامل مع هذه القوى لاسيما أن الدور الأميركي قد تراجع في المنطقة لصالح هذه القوى.