مركز الجزيرة للدراسات يستقبل وفدًا بحثيًّا من أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية

استقبل مركز الجزيرة للدراسات، يوم الثلاثاء 26 يونيو/حزيران 2018، وفدًا بحثيًّا من أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية في إطار جولة له بمراكز الفكر والبحث في قطر.
cd7488f0b32d46c88fc671d54913f96f_18.jpg

استقبل مركز الجزيرة للدراسات، يوم الثلاثاء 26 يونيو/حزيران 2018، وفدًا بحثيًّا من أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية في إطار جولة له بمراكز الفكر والبحث في قطر. ورأس الوفد الصيني البروفيسور يان شوانغ، المدير التنفيذي للأكاديمية، وبصحبته البروفيسور وانغ جيان، مدير معهد التاريخ، والبروفيسور شو يلون، نائب رئيس دائرة العلوم الاجتماعية والفلسفية، والسيد جانغ جيا، مسؤول برامج التعاون الدولي. ومن مركز الجزيرة للدراسات كان في استقبالهم مدير المركز، الدكتور محمد المختار الخليل، ومجموعة من الباحثين المتخصصين.

استهل اللقاء الدكتور محمد المختار الخليل بالتعريف بمركز الجزيرة للدراسات ومجالات اهتمامه الرئيسية، وتطرق إلى دور شبكة الجزيرة في تقديم الصين للمشاهد العربي، وفي هذا الصدد، قال: إن قناة الجزيرة هي أول قناة عربية فتحت عيون العالم العربي على الصين حضارةً وثقافة وسياسة واقتصادًا من خلال مكتبها في الصين.

وأضاف أن مركز الجزيرة للدراسات التابع لشبكة الجزيرة الإعلامية اهتم كذلك بالصين منذ إنشائه، فخصص باحثًا مسؤولًا عن شؤون آسيا عمومًا وفي القلب منها الصين، وأنتج طوال السنوات الماضية العديد من الملفات البحثية المعمقة عن هذه الدولة المهمة عالميًّا، من هذه الملفات: الصين والعالم ويضم 18 دراسة، وطريق الحرير ويضم 5 دراسات، كما نشر عشرات التقارير والتحليلات بأقلام خبراء صينيين وعرب.

وعن تجربة نشر تقارير وتحليلات المركز باللغة الصينية، قال دكتور محمد المختار الخليل: إن مركز الجزيرة للدراسات هو أول مركز دراسات عربي يقدم إنتاجه البحثي باللغة الصينية على صفحات التواصل الاجتماعي الصينية، وثمة استعدادات لإنتاج مواد المركز البحثية على موقع الجزيرة باللغة الصينية.

وأشار إلى تبادل الزيارات بين المركز ومؤسسات الفكر والبحث الصينية وذكر في هذا الصدد أنه في كل عام تقريبًا يستقبل المركز وفدين من الصين فيما يزور وفد من مركز الجزيرة للدراسات الصين مرة في العام لتوثيق الصلة بالمؤسسات البحثية والجامعات، وكان آخرها الزيارة التي قام بها وفد من المركز للصين في 20 و25 أبريل/نيسان 2017 بدعوة من معهد دراسات الشرق الأوسط، في جامعة شنغهاي للدراسات الدولية، وإقامة ندوة مشتركة بعنوان "مبادرة الحزام والطريق والتعاون الصيني-العربي"، كما عقد الوفد عدَّة لقاءات بحثية وفكرية مع عدد من الباحثين والأكاديميين والمسؤولين الصينيين شملت إلى جانب جامعة شنغهاي للدراسات، معهد الصين للدراسات الدولية (بكين)، وجامعة نورث ويست بمقاطعة شيآن.

وأرجع مدير مركز الجزيرة للدراسات هذا الاهتمام بالشأن الصيني إلى ما تتمتع به بكين من حضور وتأثير قويين على الساحة العالمية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وانعكاس ذلك على منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي والخليج، مؤكدًا أن الاهتمام بالصين بحثيًّا بالنسبة للمركز يركز على العلاقات الإقليمية والدولية.

ودار نقاش مفتوح بين الباحثين من الطرفين، وقد أجاب الباحثون بمركز الجزيرة للدراسات عن سؤال وُجِّه إليهم خاص برؤية العرب وتقييمهم للسياسة الصينية في منطقتهم خصوصًا والشرق الأوسط عمومًا، فذهبوا إلى أن الدور الصيني في الشرق الأوسط يبدو مترددًا وتابعًا وليس حاسمًا ومبادرًا.

وبدورهم، تساءل الباحثون في المركز عن تحويل الحضور الاقتصادي والعسكري الصيني لاسيَّما في منطقة القرن الإفريقي إلى حضور سياسي فاعل وملموس يوازن الحضور الغربي، وأشار الوفد الصيني في هذه المسألة إلى أن الشرق الأوسط عمومًا لم يكن يحظى بأولوية بالنسبة للحكومة الصينية السابقة بينما في ظل الحكومة الحالية فإن قضاياه على الأصعدة السياسية والاقتصادية أصبح لها مكانة متقدمة عن ذي قبل.

وتطرق النقاش إلى الحرب التجارية التي بدأت نذرها تلوح في الأفق بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، وأشار الباحثون الصينيون في هذا الصدد إلى الاختلافات التي يرونها بين إدارتي الرئيسين الأميركيين: باراك أوباما ودونالد ترامب، وتوقعاتهم بشأن مسار الحرب التجارية وألمحوا إلى صعوبة توقع قرارات الرئيس ترامب ومعرفة ما يفكر فيه، ولذلك فإنهم يتوقعون سنوات مع هذا الرئيس غير مستقرة في العلاقة بين البلدين.

وفي ختام اللقاء بين مركز الجزيرة للدراسات ووفد أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، اتفق الجانبان على استكمال النقاشات عبر أنشطة وفعاليات بحثية مشتركة تقام في قطر والصين خلال الفترة المقبلة.