شارك الأستاذ الحواس تقية، الباحث في مركز الجزيرة للدراسات، بمحاضرة عن التحالف السعودي-الإماراتي: الدواعي والآفاق، في المؤتمر السنوي عن السياسة والمجتمع الذي نظمته جامعة صقاريا، بين 10-12 أكتوبر/تشرين الأول 2018. وقد تناول سياقات هذا التقارب التي تتميز بشكل أساس في بحث البلدين عن أطر للتعاون بديلة عن التعاون الخليجي لأنهما يعتبران الأعضاء الآخرين لا يشاركانهما نفس الرؤية للمخاطر وسبل مواجهاتها، وخلص إلى أن هذا التحالف غير قابل للبقاء لأن البلدين يفتقدان القدرات على تحقيق أهدافه، وهما بشكل أساس: القدرة على خوض القتال البري الضروري للسيطرة على الأراضي، والقدرة المالية التي تمول الحملات العسكرية الطويلة والانتشار في مناطق واسعة لفترات طويلة.
وأسهم الحواس في إدارة جلسة الباحثين الشباب المخصصة للقوى الناهضة، وكان التركيز على السياسي والاقتصادي في الاستراتيجية الصينية، وتأثيرات ذلك على الخليج والعالم العربي، وقد تركز النقاش على التعارض بين التوسع الاقتصادي الذي يحتاج إلى سياسة خارجية صينية غير صدامية وغير توسعية وانتهاج الصين سياسة خارجية نشطة تخيف جيرانها وشركاءها وقد تدفعهم إلى التكتل إلى مواجهتها ورفض الشراكة الاقتصادية معها.
أما على المستوى الإقليمي، فإن الصين تواجه على الأقل معضلتين، تتعلق الأولى بحاجتها إلى الشراكة الاقتصادية مع كل من إيران والسعودية لكن هذين البلدين خصمان سياسيان وقد يشترطان على الصين الاختيار فيما بينهما في الشراكة الاقتصادية، أما المعضلة الثانية فتتعلق بجمع الصين بين علاقاتها الاقتصادية المتنامية مع إسرائيل من جانب والدول العربية من جانب آخر، لكن احتمالات نشوب حرب بين الجانبين قد تضطر الصين إلى الاختيار بينهما. وخلص النقاش إلى الترابط بين الجوانب الاقتصادية والسياسية في النمو الصيني واستحالة التفريق بينهما كما بيَّنت الخسائر الصينية في ليبيا بعد الثورة.