المشهد السياسي التركي: مسارات الإصلاح ومحاولة الانقلاب

يُقدِّم هذا الملف قراءة في تطورات المشهد السياسي والاجتماعي والديني والعسكري في تركيا، ويتتبَّع دورات الصراع والصدام بين حكومة العدالة والتنمية مع جماعة عبد الله غولن (جماعة الخدمة) منذ نهاية العام 2012 في سياق المحاولة الانقلابية الفاشلة لشبكة العسكريين الـمُتَّهَمَة بالانتماء إلى جماعة غولن، والتي تُسمِّيها الحكومة التركية بـ"الكيان الموازي"، في 15 يوليو/تموز 2016. ويرصد الملف أيضًا، في أوراقه البحثية التي أنجزها مركز الجزيرة للدراسات حول الشأن التركي خلال فترات متقاربة بين عامي 2012-2016، اتجاهات المسار الديمقراطي التركي مع حزمة الإصلاحات السياسية الديمقراطية التي أعلنتها الحكومة التركية في العام 2013 بشأن الحقوق العامة والخاصة والنظام الانتخابي المرتبط بطبيعة النظام السياسي، ثم الانتقادات الموجَّهة لهذه الإصلاحات من قِبَل مُكَوِّنات سياسية متعددة. كما يعالج الملف الجدل حول الدستور ونظام الحكم وهوية الأمة التركية، والقضية الكردية، وإشكالية التَّدَيُّن والحسِّ المحافظ في المجالات السياسية والاجتماعية ونظرة الرأي العام تجاه موقع التَّدَيُّن في المجتمع التركي.

وفي ضوء ذلك، تناقش الأوراق دور الفاعلين الثلاثة في المشهد السياسي التركي: حزب العدالة والتنمية الذي وصل السلطة عام 2002 وفاز في الانتخابات التشريعية الثلاث (2007 و2011 و2015 في دورتي يونيو/حزيران ونوفمبر/تشرين الثاني)، ثم حركة الخدمة التي يتزعمها فتح الله غولن منذ أوائل العام 1970 بمدينة أزمير التركية، والذي كان أحد حلفاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبل توتر العلاقة بين حكومة العدالة والتنمية وجماعة غولن في نهاية العام 2012، والانقسام العلني في 2013، ثم هناك المؤسسة العسكرية التي ظلت تُمثِّل منذ الانقلاب الأول عام 1908 نظام الوصاية على الحياة السياسية في البلاد.