أصدر مركز الجزيرة للدراسات ضمن سلسلة أوراق الجزيرة كتابا بعنوان انعكاسات العولمة على الوطن العربي لمؤلفه د وليد عبد الحي وهو الرقم 21 من هذه السلسلة.
من خلاصات الكتاب المفيدة، التي عرضها الباحث الأردني عبد الحي، أن مواجهة كل دولة عربية بمفردها للعولمة ليست الخيار المصيب بل التكامل بين الدول هو الخيار شبه الحتمي، مع الأسف فليس ثمة ما يشير إلى عمل مشترك جاد من أجل هذا تحقيق هذا التكامل. والكتاب بحث في جذور الأزمة المركزية للدول العربية في مواجهة النظام العالمي الجديد، ومحاولة تقديم آليات للتكيف، ولا ترى مخرجاً سوى بمزيد من التكامل العربي، والابتعاد عن البدائل التقليدية مثل القبيلة والمذهب والطائفة إذا أراد العرب أن يحتلوا مكانة بين دول العالم.
ويؤكد المؤلف على ضرورة الأخذ بالاعتبار أن ظاهرة العولمة... هي عملية لم تكتمل بعد، بل هي متواصلة، ويبقى السؤال: إلى أين سينتهي هذا الترابط المتواصل بين الأنساق المختلفة وعلى المستويات كافة محلياً وإقليمياً وعالمياً؟ وما هي الآثار التي تتركها هذه الظاهرة على التوجهات الوحدوية والتكاملية العربية؟ وما هو أثرها في الثقافة القومية بأبعادها المختلفة؟
ويعتبر المؤلف أن المؤشر السياسي هو الأكثر وضوحاً بين مؤشرات العولمة في الوطن العربي، كذلك تبيّن الدراسة أن الدول العربية تحتل مراتب متأخرة للغاية في أغلب المؤشرات سواء في مجال السياسة أو الاقتصاد، أو الاجتماع.
ويخلص المؤلف في النهاية إلى نتيجة هامة وهي: أن هناك صعوبة شديدة في "نمذجة" الظواهر في الوطن العربي، الأمر الذي يدل على عمق الاضطراب والفوضى في البنية العربية القائمة، فأغلب الفرضيات التي تنطبق بمستوى أو آخر في الدول الأخرى لا نجدها في الدول العربية قابلة للتطبيق، فالدول الأكثر غنًى هي الأكثر تخلّفاً والأقل تحرراً سياسياً ولو في الحدود الدنيا، ولا علاقة بين التعليم وبين مستوى تمكين المرأة، فبعض الدول الأقل في مستويات التعليم هي الأكثر تمكيناً للمرأة، بل إن الأحزاب المحافظة الدينية فيها تمكين للمرأة أكثر من الأحزاب العلمانية بأطيافها المختلفة.
عنوان الكتاب: انعكاسات العولمة على الوطن العربي
المؤلف: وليد عبد الحي تاريخ النشر: 16/03/2011
الناشر: مركز الجزيرة للدراسات بالاشتراك مع الدار العربية للعلوم ناشرون
عدد الصفحات: 119 صفحة
الطبعة: الأولى.
السنة: 1432هـ - 2011م.
ويمكن قراءة الكتاب أو تحميله من خلال (الرابط التالي)