أصدر مركز الجزيرة للدراسات ضمن سلسلة أوراق الجزيرة كتابا بعنوان صهر الوعي أو إعادة تعريف التعذيب وهو الرقم 15 من هذه السلسلة.
من داخل سجن الجلبوع الإسرائيلي كتب وليد نمر دقة كتابه "صهر الوعي" وهو الذي عاش خمسة وعشرين عاماً معتقلا، فعلمته تلك التجربة القاسية والظالمة أن فلسطين هي قضية الأسرى الأولى فمن أجلها أسروا أصلاً.
لم يعد جسد الأسير هو المستهدف مباشرة، وإنما المستهدف هو روحه وعقله. فالمراد إعادة صياغة عقل الأسير الفلسطيني وفق رؤية إسرائيلية عبر صهر وعيه، لا سيما صهر وعي النخبة المقاومة في السجون؛ وبالتالي تصبح دراسة حياة الأسرى كعينة مصغرة عن حياة المواطنين في الأراضي المحتلة يُمكنها تبسيط الصورة وإيضاحها لفهم المشهد الفلسطيني برمته.
وهذه النقطة، من بين نقاط أخرى كشفت عنها هذه الدراسة، بينت أن السياسات الإسرائيلية باتت تستهدف التدخل في تفكير الأفراد في عملية مسخ دماغي زاحف ومتدرج وممنهج، محاولة هندسة الجماعة السياسية للتدخل في العمليات الاجتماعية والسيطرة عليها وعلى نتائجها. وثيقة وليد دقة، وهو من فلسطينيي 48 وقد ولد سنة 1961، قدم لها الباحث والسياسي الفلسطيني عزمي بشارة الذي التقى بالأسير دقة قبل أربعة عشر عاما.
يقول الدكتور عزمي بشارة: "وللكتابة عن السجون حساسية لا يدركها إلا من عاشها فالأسرى منشغلون بأدق التفاصيل، تستحوذ عليهم أمور تبدو من خارج السجن قليلة الأهمية، ولكنها تبدو مصيرية للأسير..". والسجن كان دائماً مدرسة في الصمود، وفي تعلم الانضباط وتجذير أصول التنظيم، وصقل القيم وفولذة الإرادة من خلال التحكم بالغرائز (...) لقد أصبح السجن حالياً مؤسسة داخلية للاستفراد بجيل كامل من الشباب الفلسطيني لغرض إعادة تشكيل وعيه (...) صارت سلطة السجن تسمح بمد كافة الجسور الممكنة لكي تنتقل أمراض المجتمع المأزوم، وإحباطات الحركة الوطنية الفلسطينية المأزومة إلى السجن....
العنوان: صهر الوعي أو إعادة تعريف التعذيب...
المؤلف: وليد نمر دقة
تقديم: عزمي بشارة
الناشر: مركز الجزيرة للدراسات+ الدار العربية للعلوم
عدد الصفحات: 87
السنة: 2010
ويمكن قراءة الكتاب أو تحميله من خلال (الرابط التالي)