برزت في الأشهر القليلة الماضية تطورات جديدة على صعيد العلاقة بين الغرب والحركات الإسلامية في الوطن العربي ولا سيما تجاه حركة حماس وحزب الله، إذ شهدنا للمرة الأولى عقد لقاءات علنية بين وفود أوروبية رسمية وقياديين من حركة حماس، بعد أن كان الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر قد عقد سلسلة لقاءات مع قيادات حماس في دمشق وغزة.
قاسم قصير |
كما حث تسعة(1) من أبرز المسؤولين الأميركيين السابقين (بينهم مسؤول حالي في البيت الأبيض) في رسالة بعثوها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما "على ضرورة فتح حوار مع حركة حماس لتقرير ما إذا كان من الممكن تخليها عن الخيار العسكري والانضمام إلى حكومة السلطة الفلسطينية".
وقال أحد موقعي الرسالة، مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق جورج بوش (الأب) برنت سكوكروفت، في حوار مع صحيفة بوسطن غلوب "إنه لا يرى أي سبب لعدم إجراء حوار مع حماس".
كما وجه أحد عشر مفاوضا دوليا بارزا للسلام ممن تقلدوا مهمات دولية كبيرة رسالة علنية في 26 فبراير/شباط الماضي بعنوان "التوصل إلى السلام لا يكون إلا بالتحاور مع حماس" رأوا فيها أن "الوقت حان لوضع حد للسياسة القائمة على عزل حماس".
فهذه بعض المؤشرات التي تدل على وجود اتجاه جديد وجدي لدى الأوساط الغربية بشأن الحوار مع حماس وحزب الله، ويجب ملاقاته وعدم تجاهله مع الوقوف على أسباب هذا التوجه وسبب تشجيعه للحوار.
أسباب الدعوة للحوار مجددا
الأهداف الغربية الحالية من الحوار
الرؤية الإسلامية
مطالب الإسلاميين
الحاجة للحوار
الآثار السلبية لعدم الحوار
توصيات للإسلاميين بشأن الحوار
تزايدت الدعوات الغربية للحوار مع الحركات الإسلامية المقاومة ولا سيما حزب الله وحماس في هذه الفترة، ويمكن إيراد عدة أسباب رئيسية ساهمت في تزايد هذه الدعوات في هذه المرحلة ومنها:
حرب يوليو/تموز 2006 والتطورات السياسية والأمنية في لبنان في مايو/أيار 2008 والتي أدت إلى بروز حزب الله كقوة سياسية وعسكرية لا يمكن تجاوزها والتوصل إلى اتفاق الدوحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية فضلا عن دور حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية وخاصة الحكومي منه.فشل مشروع "دول الاعتدال العربي" في محاصرة سوريا أو عزل حزب الله وحماس وقوى المقاومة يعد أحد أسباب تزايد الدعوات الغربية للحوار مع الحركات الإسلامية المقاومة - حرب غزة وصمود حركة حماس وعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على إنهاء حكم الحركة في غزة أو توجيه ضربة قاسية عسكرية للحركة، مما جعل الحركة قوة أساسية في المشهد الفلسطيني.
- انتخاب باراك أوباما رئيسا أميركيا وإنهاء حقبة عهد الرئيس جورج بوش وبروز تغيرات أساسية على صعيد السياسة الأميركية تجاه المنطقة وإطلاق مبادرات حوارية جديدة تجاه إيران وسوريا.
- التطورات في العراق والتوصل إلى الاتفاقية الأمنية الأميركية –العراقية ووضع جدول زمني للانسحاب الأميركي من العراق ونجاح قوى المقاومة العراقية في توجيه ضربات قاسية للأميركيين.
- التطورات في أفغانستان وفشل السيطرة الأميركية وفشل مشروع "دول الاعتدال العربي" في محاصرة سوريا أو عزل حزب الله وحماس وقوى المقاومة.
هذه هي أبرز التطورات التي دفعت الغربيين للبحث عن أشكال جديدة للعلاقة مع الحركات الإسلامية ولا سيما حزب الله وحماس والدعوة للحوار معهما فضلا عن سواهما من الحركات والجهات الإسلامية الفاعلة الأخرى.
الأهداف الغربية الحالية من الحوار
تختلف الأهداف التي يسعى إليها الغربيون من وراء الدعوة مع الحركات الإسلامية من بلد إلى بلد ومن جهة إلى أخرى، وإن كانت معظم المبادرات الحوارية سواء كانت رسمية أو غير رسمية قد أكدت "أنه لم يعد بالإمكان التعاطي مع الأوضاع في الشرق الأوسط من دون "الحوار مع قوى المقاومة أو الاستمرار في عزلها".
وكما جاء في الرسالة التي وجهها المفاوضون الدوليون السابقون (2) "إذا كانت أي أزمة تعتبر فرصة للتحرك، فقد حان الوقت لإعادة التفكير في إستراتيجية التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط، فقد أظهر النزاع الأخير الدامي بين إسرائيل وحركة حماس أن سياسة عزل الحركة غير كفيل بتحقيق الاستقرار. وكوننا مفاوضين سلام سابقين، نعتقد أنه من المهم التخلي عن السياسة الفاشلة التي تقوم على عزل حركة حماس والعمل على إشراكها في العملية السياسية ".
أما المسؤولون البريطانيون فقد اعتبروا "أن الحوار مع حزب الله ضروري لمتابعة الأوضاع في لبنان ولدعم الاستقرار في هذا البلد".
ويسعى الغربيون من وراء الحوار مع الحركات الإسلامية إلى إشراك هذه الحركات في عملية السلام في المنطقة والعمل على احتواء دورها على الصعيد العسكري ودفعها لاتخاذ خيارات سياسية وتعزيز مشاركتها في الحياة السياسية تمهيدا لإنهاء دورها المقاوم.
كما يعمل الغربيون من وراء الحوار للتعرف عن قرب على وجهة نظر هذه الحركات من كافة القضايا من أجل نقلها إلى أصحاب القرار. وأحيانا يتم الاستفادة من الحوار لمعالجة بعض الملفات الساخنة كقضية الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط والذي تحتجزه حركة حماس في غزة أو للمساهمة في إطلاق بعض الرهائن الغربيين حيث تسعى الحكومة البريطانية للحصول على دعم حزب الله لإطلاق الرهائن البريطانيين في العراق والذين تحتجزهم مجموعات عراقية قريبة من التيار الصدري.
ليس هناك رؤية موحدة لدى الحركات الإسلامية على صعيد أهداف الحوار مع الغرب أو المدى الذي يمكن أن يصل إليه أو الجدوى من محاورة بعض الشخصيات أو الجهات الغربية دون أخرى.
ليس هناك رؤية موحدة لدى الحركات الإسلامية على صعيد أهداف الحوار مع الغرب أو المدى الذي يمكن أن يصل إليه أو الجدوى من محاورة بعض الشخصيات أو الجهات الغربية دون أخرى. |
وتسعى حماس من وراء الحوار مع الغربيين إضافة لشرح وجهة نظرها حول ما يجري في فلسطين، إلى الحصول على شرعية لحكومتها في غزة أو لأية حكومة فلسطينية يمكن أن تشارك فيها، خصوصا أن معظم الأطراف الغربية وضعت سابقا عدة شروط للتعاطي مع أية حكومة ترأسها أو تشارك فيها حماس ومنها "إعلانها وقف العنف ضد إسرائيل والاعتراف بإسرائيل والقبول بالاتفاقات الدولية" وهذا ما رفضته حماس، وإن كانت الحركة لم تمانع بحصول هدنة مع إسرائيل لعدة سنوات والقبول بدولة فلسطينية على حدود الأراضي المحتلة عام 1967.
وأما على صعيد حزب الله فهو أبدى الاستعداد للحوار مع الغربيين (ما عدا الإدارة الأميركية الرسمية) وذلك لشرح وجهة نظره وللتأكيد على أن تشكيله أية حكومة لبنانية مستقبلا لن يكون له انعكاسات سلبية على الوضع اللبناني وكذلك من أجل حماية الاستقرار في لبنان.
ولقد سبق أن شارك وزراء حزب الله في الحكومة اللبنانية في لقاء مع مسؤولين غربيين، كما أن الوزير السابق طراد حمادة (المقرب من الحزب) التقى مسؤولين أميركيين وزار أميركا قبل حرب يوليو/ تموز 2006. ولكن الحزب تحفظ لاحقا على عقد أي لقاء مع مسؤولين أميركيين سواء مباشرة أو بشكل غير مباشر.
وأما المرجع الديني الشيعي السيد محمد حسين فضل الله (وهو من الشخصيات الإسلامية الفاعلة) فهو يدعو دائما للحوار مع الغرب وإن كان يتحفظ على عقد لقاءات مع مسؤولين أميركيين رسميين، مع أنه أشاد بالمواقف التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه العالم الإسلامي داعيا لتحويلها إلى خطوات عملية.
ومن خلال مراجعة التجارب السابقة في الحوار بين الإسلاميين والغربيين نجد أن هذه الحوارات كان لها نتائج إيجابية سواء على صعيد شرح وجهة نظر الإسلاميين أو لجهة معالجة بعض الملفات والقضايا الساخنة، وأن الحوار ينعكس إيجابا على صعيد تصحيح "الصورة النمطية السلبية عن الإسلاميين" ويساهم في تذليل بعض العقبات لجهة تعزيز مشاركة الإسلاميين في الحكم كما حصل في لبنان خلال التطورات السياسية والأمنية التي جرت عامي 2007 و2008.
لدى الإسلاميين عدد من الموضوعات أو المطالب التي يمكن أن يطرحوها في أي حوار مع الجهات الغربية سواء كانت إدارات رسمية أو مؤسسات مستقلة أو قوى نافذة في المجتمع الغربي:
القسم الأول: ويتناول القضايا الأساسية كالاحتلال الإسرائيلي أو الغربي لبلاد المسلمين، أو الموقف من الكيان الإسرائيلي وممارساته، أو حالة العداء التي تكنها الإدارات الغربية للعالم الإسلامي وللإسلاميين بسبب مشكلات تاريخية أو حاضرة كالموقف الغربي من الملف النووي الإيراني أو الآثار الناتجة عن خطف الرهائن وقتلهم في لبنان أو ملف الإساءات الغربية للرموز الإسلامية.
وفي هذا القسم من غير المتوقع أن يقدم الإسلاميون تنازلات أساسية فهم لا يمكن أن يقبلوا أي احتلال لبلادهم ووقف المقاومة، وكذلك لا يمكن أن يوافقوا على الاعتراف بإسرائيل كما يطالب الغربيون. ولكن حركة حماس قدمت "اجتهادا" في هذا المجال بطرحها "هدنة طويلة الأمد لمدة عشر سنوات "على قاعدة إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 بعد الانسحاب الإسرائيلي، وقد يشكل هذا الطرح أساسا لتطور الحوار وتثميره.
وأما حزب الله فهو مستمر بالمقاومة من حيث المبدأ ولن يعترف مطلقا بإسرائيل وهذا موقف ديني شرعي بالنسبة له، وليس هناك من صيغة للتراجع عن ذلك سواء منه أو من غيره، ولكن يمكن للإسلاميين القبول بالأمر الواقع إذا اعترفت الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية بإسرائيل، فيصبح دور الإسلاميين رفض التطبيع والتزام الواقعية في مقاربة الواقع الجديد، حتى ولو لم يصدر عنهم مواقف بالاعتراف بالكيان الإسرائيلي أو وقف المقاومة.
القسم الثاني: يتعلق بموقف الإسلاميين من الشأن السياسي في بلادهم وما يطرحونه من مشاريع سياسية إصلاحية أو قضايا الديمقراطية وكيفية تطويرها، والمجال واسع أمامهم في هذه القضايا حيث من المتوقع أن يسهبوا في شرح وجهة النظر الإسلامية وخصوصا على صعيد الديمقراطية وأهمية مشاركة الإسلاميين في العملية السياسية وعرض للتجارب العملية على هذا الصعيد.
القسم الثالث: ويتعلق بالقضايا ذات الصلة بالمسائل الفكرية والاجتماعية كالموقف من حقوق المرأة ومسألة صراع الحضارات أو القضايا الاجتماعية العالمية التي يواجهها العالم، ومن الممكن جدا التوصل إلى مواقف مشتركة واتفاق على التعاون بين الطرفين في مواجهة المخاطر التي يواجهها العالم على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
وعلى العموم كلما نجح المفاوضون الإسلاميون في امتلاك لغة عصرية وفهم الأسس التي ينطلق منها الغربيون في النظر إلى الأوضاع العالمية، كلما نجح الإسلاميون في عرض وجهة نظرهم حتى لو لم يؤد ذلك إلى إقناع الغربيين بوجهة نظرهم ولكن في الحد الأدنى يمكنهم تغيير الصورة النمطية عنهم.
مع العلم أن الحوار أو المفاوضات لا تتوصل إلى نتائج عملية إلا إذا امتلك المحاور أو المفاوض نقاط قوة يستند إليها، وأن فشل الغرب وإسرائيل في القضاء على قوى المقاومة دفعها وسيدفعها للاعتراف بها والتفاوض معها مباشرة أو غير مباشرة.
فشل الغرب وإسرائيل في القضاء على قوى المقاومة دفعها وسيدفعها للاعتراف بها والتفاوض معها مباشرة أو غير مباشرة. |
وقد لعبت بعض الجهات الغربية كألمانيا مثلا دورا أساسيا في المفاوضات بين حزب الله وإسرائيل في ملف الأسرى، كما أن لفرنسا دورا هاما إلى جانب أمريكا في تفاهم أبريل/نيسان 1996 بين إسرائيل وحزب الله، والذي أعطى المقاومة هامشا كبيرا في التحرك وصولا لعملية التحرير، كما أن اللقاءات التي عقدها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر مع قيادات حماس ساهمت في شرح وجهة نظرها ولصدور مواقف هامة من كارتر لصالح الفلسطينيين.
ولا ننسَ ما يقوم به الكثير من الغربيين من نشاطات لدعم قضايانا العادلة كرفض الحرب على العراق وأفغانستان ودعم الشعب الفلسطيني، ودور الحوار في تعزيز هذه الفئة وحججها.
وبالنسبة للغرب فإن هناك حاجة ماسة للحوار، وعلى وجه الخصوص في هذه المرحلة وذلك للخروج من المآزق التي وقع فيها أو من أجل التخفيف من نقاط التوتر في العالم، وكي يتفرغ لمعالجة قضاياه الأساسية في ظل الأزمة المالية التي يواجهها وكذلك لفشله في تحقيق أي من أهدافه في العراق وأفغانستان وكذلك معالجة أزمة الصراع العربي- الإسرائيلي.
ولم يعد الغرب قادرا على تجاوز الحركات الإسلامية الفاعلة وإذا لم يتحاور معها فإنه سيجد نفسه مرة أخرى في مواجهة قوى "أشد تطرفا وتشددا"، لأن عدم الحوار مع الحركات الإسلامية المقاومة وصاحبة المشروع السياسي الواضح، سيؤدي لبروز قوى ومجموعات إسلامية متشددة تعمل بشكل سري ولا يمكن السيطرة عليها.
جرّب المسلمون والغرب والعرب حالة الصدام وانعدام الحوار طيلة السنوات الماضية مما أدى لسقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى وتعرض العالم لأزمات خطيرة اقتصادية واجتماعية وأمنية، وضاعت السنوات الماضية دون تحقق السلام والأمن.
شهدت السنوات الثمان من حكم الرئيس الأميركي جورج بوش عدة حروب في أفغانستان والعراق ولبنان وغزة لم تؤد إلا للدمار والقتل، والحوار سيكون الخطوة الأولى نحو الخروج من هذه الحقبة ومعالجة نتائجها، مع إدراك أنه لن تكون هناك نتائج إيجابية سريعة لأن أميركا والغرب لن يتخلوا عن دعم إسرائيل ومصالحها وأمنها، لكنهم سيدركون أن الاستمرار بتجاهل مصالح الشعب الفلسطيني وعدم الاعتراف بحقوقه سيكون له نتائج كارثية.
واليوم وفي ظل مجيء حكومة إسرائيلية يمينية سيواجه الغرب معضلة خطيرة في المنطقة خصوصا في ظل الشعارات التي تطرحها هذه الحكومة والتي ستقضي على عملية السلام.
كما أن القادة العرب والذين طرحوا مرارا مبادرات السلام سيواجهون بأن مسار التسوية قد فشل حتى الآن رغم كل ما بذل فيه، في حين أن الحركات الإسلامية التي حققت انتصارات هامة على الصعيد الميداني بحاجة للاستفادة مما حققت على الصعد السياسية والإعلامية، من هنا فهي بحاجة للحوار مع الغرب لشرح وجهة نظرها ومن أجل التأكيد على حقوقها الشرعية وأنها لا تسعى لتدمير الغرب وأن "خيار المقاومة" هو الخيار الاضطراري لمواجهة الاحتلال.
إن المرحلة الحالية ونظرا للتطورات التي شهدناها مؤخرا وخصوصا في ظل إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما تشكل الفرصة المناسبة لإطلاق حوار حقيقي وعميق وصريح بين الغرب والحركات الإسلامية.
ينبغي على الإسلاميين التمسك بمجموعة من المسائل في حوارهم مع الغرب:
أولها إدراك أن التعاطي الإيجابي مع الدعوات الغربية للحوار أمر ضروري على أن يكون الحوار واضحا وصريحا وله برنامج محدد.المرحلة الحالية ونظرا للتطورات التي شهدناها مؤخرا وخصوصا في ظل إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما تشكل الفرصة المناسبة لإطلاق حوار حقيقي وعميق وصريح بين الغرب والحركات الإسلامية. - أن اللقاء مع شخصيات غربية سواء كانت رسمية أو غير رسمية لشرح وجهات نظر الإسلاميين هو واجب وضروري لأنه يساهم في إرساء قناعات جديدة للطرف المقابل ولو لم تؤد إلى تغييرات في موقفه.
- على الإسلاميين العمل امتلاك خبرات خاصة للحوار مع الغربيين، وخصوصا لجهة فهم العقل الغربي والعناصر المؤثرة في هذا العقل، وموقع كل جهة أو مؤسسة على صعيد اتخاذ القرارات، وتقديم وجهات النظر بأسلوب عملي مكثف، لأن ما يقنع الرأي العام العربي قد لا يقنع الرأي العام الغربي.
- أن امتلاك ملفات واضحة حول كل القضايا وتقديمها للمحاورين الغربيين هو أمر مهم ويجب اعتماد الأرقام والصور والإحصائيات لأنها أكثر قدرة على التأثير وعلى فهم توجه المصالح الغربية وكيفية التأثير عليها، ومن ذلك على سبيل المثال التأكيد على أن دعم الغرب المطلق لإسرائيل سيؤدي إلى انعكاسات سلبية على مصالحه في منطقتنا والعالم.
- ضرورة الاستفادة من صراع المصالح بين الدول الغربية، لأن هذه الدول لا تتبنى وجهة نظر واحدة تجاه كل القضايا.
- ضرورة إشراك المسلمين الذين يعيشون في الغرب في هذا الحوار، ومن كل التخصصات الممكنة من أكاديميين وإعلاميين وحتى سياسيين.
_______________
صحافي وناشط متابع للحوار بين الغرب وحركتي حماس وحزب الله.
هوامش
(1) أسماء المسؤولين الأمريكيين الموقعين على الرسالة للرئيس أوباما:
1- مستشار أوباما للشؤون الاقتصادية بول ولكر.
2- مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق جورج بوش الأب، برنت سكوكرفت.
3- مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق جيمي كارتر، زبيغنيو بريجنيسكي.
4- السفير السابق في الأمم المتحدة والكيان الصهيوي، توماس بيكرينغ.
5- الرئيس السابق للبنك الدولي، جيمس وولفنسون الذي كان مبعوثا خاصا لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي في عهد بيل كلينتون.
6- الممثل التجاري الأمريكي في عهد الرئيس الأسبق جيرالد فورد كارلا هيلز.
7- المستشار القانوني للرئيس الأسبق جون كينيدي ثيودور سورينسون.
8- تشاك هاغل عضو سابق في مجلس الشيوخ الأميركي.
9- نانسي كاسيباوم بيكر عضو سابق في مجلس الشيوخ الأميركي.
(2) الرسالة الموجهة من المفاوضين الدوليين السابقين26/2/2009 ونشرتها صحيفة التايمز وتدعو إلى إشراك حماس في العملية السلمية. وقع الرسالة عدد من الساسة والدبلوماسيين الكبار من بينهم مايكل أنكرام اللورد أشداون والدكتور شلومو بن عمي وزير خارجية إسرائيل السابق (2000-2001)، وألفارو دي سوتو منسق الأمم المتحدة الخاص لشؤون الشرق الأوسط ومبعوث الرباعية الدولية ما بين سنتي 2005 و2007، وجاريث إيفانز وزير خارجية أسترالي سابق، وجيري كيلي عضو جمعية أيرلندا الشمالية عن الشين فين، وجون هيوم زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي لأيرلندا الشمالية ما بين عامي 1979 و2001، واللورد باتن أوف بارنز السياسي البريطاني المحافظ وآخر حكام هونج كونج والمفوض الأوروبي السابق.
مضمون الرسالة
تذكر الرسالة بالحرب الأخيرة على غزة وبالقول إن من بين ما يستخلص من هذه الحملة العسكرية "الدموية" هو أن "سياسة عزل حماس لا يمكنها أن تجلب الاستقرار. وتقول الرسالة: "نعتقد بصفتنا مفاوضين سابقين بضرورة التخلي عن سياسة العزل الفاشلة، وبضرورة إشراك حماس في العملية السلمي، ." وأن حماس لن تعترف بإسرائيل عن طريق سياسة العزل.
ويعتبر الموقعون "أن الشروط التي فرضتها الرباعية الدولية على حماس لبدء المفاوضات شروط غير عملية بالمرة"، وأن فك العزلة عن حماس من شأنه أن يساهم في رأب الصدع في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية وخلق "شروط مواتية لبروز طرف فلسطيني مفاوض ذي مصداقية"، كما من شأنه أن يعزز من موقف المعتدلين في الحركة.