أفغانستان.. قلق إيران الدائم

"ضمان أمن الحدود" هو الهدف الذي أعلنته إيران لمناوراتها التي أجرتها مؤخرًا على حدودها مع أفغانستان مستخدمة فيها أسلحة متطورة، وعاتبت أفغانستان الجارة إيران لأنها لم تبلغها مسبقًا بهذه المناورات، وعدم الإبلاغ بحد ذاته يقول بأن طهران أرادت أن توصل رسائل عدة للحكومة الأفغانية وللأميركيين على حد سواء.
16 مايو 2012
201251613173432734_20.jpg
تمتد الحدود الإيرانية-الأفغانية إلى 945 كلم، وتفتح الباب واسعا أما شتى أنواع التهديدات لأمن إيران (الجزيرة)

"ضمان أمن الحدود" هو الهدف الذي أعلنته إيران لمناوراتها التي أجرتها مؤخرًا على حدودها مع أفغانستان مستخدمة فيها أسلحة متطورة، وعاتبت أفغانستان الجارة إيران لأنها لم تبلغها مسبقًا بهذه المناورات، وعدم الإبلاغ بحد ذاته يقول بأن طهران أرادت أن توصل رسائل عدة للحكومة الأفغانية وللأميركيين على حد سواء، خاصة فيما يتعلق بالمعاهدة بين الجانبين.

إستراتيجية إيران وتوازن القوة

يتخذ الحديث عن العلاقة الإيرانية-الأفغانية أبعادًا أمنية وسياسية واقتصادية فضلاً عن البعد الاجتماعي، كما تفتح الحدود الإيرانية-الأفغانية التي تصل إلى 945 كلم، المجال واسعًا لتهديدات كثيرة، مثل: تهريب المخدرات،  والهجرة غير الشرعية، وغياب الأمن عن المناطق الحدودية، ومهاجمة النقاط الأمنية الحدودية. وتقول إيران: إنها (أي الحدود) تشكل "عبئًا ماليًا وأمنيًا"، مع الإشارة إلى أنه في السنوات الأخيرة قد برزت تحديات أمنية أخرى مثل جماعة جند الله والطائرات الأميركية بدون طيار. وتظل أفغانستان على العموم مركزا للضغط على إيران، ويغذي ذلك كله، الفقر في المدن على طرفي الحدود.

خلق غزو واحتلال أفغانستان من قِبل الولايات المتحدة، العديد من المشاكل لهذا البلد، وتعدّى ذلك إلى تحديات ومخاوف على الصعيد الإقليمي لمختلف البلدان المجاورة، خاصة لإيران وآسيا الوسطى وروسيا. ورغم قرار الانسحاب إلا أن ما رتبه الاحتلال من تحالف إستراتيجي تمثل بمعاهدة بين واشنطن وكابل عزّز من مخاوف إيران.

فالغرب يخرج عاجزًا من أفغانستان دون تقديم حلول، خاصة للاضطرابات التي ترتفع وتيرتها، ودون أن تصل المفاوضات مع حركة طالبان إلى نتيجة واضحة مما دفع العديد من المحللين إلى القول بأن أفغانستان تفقد شيئًا فشيئًا أهميتها بالنسبة للناتو (حلف شمال الأطلسي) وأميركا، وأن الغرب يسعى لجعل المشكلات الأمنية الموجودة بمثابة إرث ثقيل لدول المنطقة وإيران.

وعلى الطرف الآخر تسود حالة من الخلاف داخل أفغانستان بشأن "النفوذ الإيراني"، ففيما تواصِل العديد من الصحف الأفغانية الحديث بحرارة عن "الأخ والجار والشريك" الإيراني، تواصل جهات أخرى المطالبة بالتصدي للنفوذ الإيراني، وتثير التصريحات الإيرانية بشأن العلاقة مع أميركا على وجه التحديد واتهامها بأنها عامل عدم الاستقرار الأول في المنطقة، احتجاجات يرى أصحابها أنها تمثل تدخلاً في شؤون بلادهم(1).

ويختلف التقييم الإيراني لحالات الاحتجاج الأفغانية التي تستهدف سياساتها، لكنها في المجمل تصب في خانة ما تسميه طهران بـ"مخطط مريب للتخويف من إيران"(2)، وبالمثل قرأ الإيرانيون التظاهرات التي جرت أمام سفارتهم في كابل -احتجاجًا على طريقة معاملة اللاجئين الأفغان وإعدام سجناء(3)- بأنها تأتي في نفس السياق أي ضمن عملية "التخويف" هذه.
 
تنظر السياسة الخارجية الإيرانية بكثير من الاهتمام إلى أفغانستان، ويدعم ذلك وجود مشتركات ثقافية وعرقية ولغوية وتاريخية ودينية تراهن عليها طهران في بناء علاقات تعزز من نفوذها الإقليمي ومن مصالحها السياسية. قدمت إيران الدعم لحكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على مدى ثلاث دورات(4). كما لم يمنعها التاريخ العدائي مع طالبان من تقديم الدعم لهذه الأخيرة في مواجهة قوات التحالف(5) ، الأمر الذي يثير الكثير من الأسئلة بشأن الأبعاد التي تحكم السياسة الإيرانية تجاه أفغانستان(6). ومن الأجوبة التي يمكن التعويل عليها أن طهران تهدف من خلال دعمها المرحلي لحركة طالبان إلى إيجاد إستراتيجية توازن القوة مع أميركا وحلفائها (السعودية وباكستان) وكذلك لردع أي هجوم أميركي على منشآتها النووية(7). والدعم لطالبان لم يحُل دون استمرار طهران في سعيها لنزع خطورة مشروع إعادة طالبان إلى الحياة السياسية وقبولها كشريك سياسي، كما أنه جاء مرتبطًا بصورة كبيرة بالهجمات التي يشهدها إقليم سيستان وبلوشستان، فإيران أكدت أن هذه الهجمات تنتهك حرمة أراضيها وتتم بدعم أميركي لجماعة "جند الله "المناوئة(8).

مراحل زمنية وخلافات

على اختلاف المراحل الزمنية، کانت المصالح الأميركية والإيرانية كثيرًا ما تتقاطع في أفغانستان على الرغم من القطيعة والعداء، وهو ما دفع بعض الباحثين المختصين بالعلاقات بين البلدين من أمثال محمد إکرام أنديشمند وتيرداد بنکدار، إلى القول بأن تجاهل إيران لهذه الحقيقة أفقدها الكثير من الفرص لتعزيز دورها ونفوذها. وحال النفوذ الثقافي والمذهبي لإيران بين القوميات الناطقة بالفارسية والشيعة الأفغان من إقصاء إيران بالكامل عن الساحة الأفغانية، لكن باكستان استطاعت عبر تبادل للمصالح والتعاون مع واشنطن من تهميش دور إيران إلى حد بعيد(9). ونجحت أميركا كدولة مركز في النظام العالمي، وكذلك كل من باكستان والسعودية من خلال تحالفهما مع الولايات المتحدة في تدعيم نفوذهما في أفغانستان، واليوم لا يمكن بحث مستقبل العلاقات الأفغانية-الإيرانية بعيدًا عن النفوذ الباكستاني(10).

وتبدو الحكومة الإيرانية الحالية ميالة للدولة العلمانية وتفضلها على الدولة الإسلامية السنية في أفغانستان، وهذه الرغبة الإيرانية قديمة ومذكرات السفراء الأفغان في طهران خلال الحكم الشيوعي في أفغانستان تدل على ذلك. في المقابل يحاول الأميركان احتواء حركة الطالبان السنية وتهيئتها لمواجهة إيران(11).

أحبط سوء العلاقات الأميركية-الإيرانية فرص التعاون في أفغانستان، رغم أنه فتح بابًا لذلك حين اتبعت إيران سياسة مرنة في نهجها تجاه الولايات المتحدة، وجاءت متوائمة مع السياسات الداخلية والخارجية للرئيس محمد خاتمي (1997- 2005)، إلا أن إدراج الولايات المتحدة لإيران ضمن ما أسمته دول "محور الشر" في عام 2002، وتصاعد حدة التوتر الدائر حول طموحات إيران النووية، شكّل عقبات رئيسية بقيت تعترض السعي الأميركي للاستفادة من النفوذ الإيراني في أفغانستان(12). وعزز من ذلك أيضًا الديناميات السياسية الداخلية المعقدة على الساحة الإيرانية؛ حيث تعاظم الدور السياسي والاقتصادي لمؤسسة الحرس الثوري خلال الفترة من 2005 إلى اليوم، وازداد نفوذ المؤسسة وعدد من قياداتها في مجالات عدة من ضمنها السياسة الخارجية. وترى هذه الأطراف ضرورة جعل التعاون مع الولايات المتحدة في أفغانستان أكثر صعوبة لتحقيق مكتسبات سياسية.

 في المجموع مرت العلاقات الإيرانية-الأفغانية بمنعطفات عدة تعززت فيها نسبيًا وتراجعت كثيرًا لكنها لم تنقطع، باستثناء ثلاث فترات تاريخية تتعلق أولاها بالخلاف بشأن نهر هيرمند(13) الذي ما زال الخلاف بشأنه قائمًا، وثانيها بوصول الشيوعيين إلى الحكم في أفغانستان عام 1978، ثم بقيام الثورة الإسلامية في إيران حيث وقف الخلاف الأيديولوجي سدًا أمام تحسين العلاقات بين البلدين لا بل تراجعت في المجال الاقتصادي والسياسي إلى الصفر. أما ثالثها وأكثرها حدّة فيتعلق بفترة حكم طالبان ومقتل الدبلوماسيين الإيرانيين(14) في مزار شريف عام 1998(15)، ولا تخفي إيران اليوم خشيتها من عودة طالبان.

مشكلة اللاجئين
تقف مشكلة اللاجئين الأفغان في إيران في مقدمة قضايا الخلاف المزمنة بين البلدين، وتشير الأرقام الأفغانية إلى 900 ألف مهاجر، أمّا الأرقام الرسمية الإيرانية فتتحدث عن رقم يفوق ذلك بكثير، فوفق تقرير أخير لوكالة الأنباء العمالية "إيلنا" يوجد في إيران 900 ألف لاجيء أفغاني دخلوا بصورة قانونية، يعيش معظمهم في المدن في حين تعيش نسبة ضئيلة تقل عن 3% في معسكرات خاصة. وهناك ما يزيد عن المليون و400 ألف مهاجر دخلوا بصورة غير قانونية(16)، تتمركز غالبيتهم في مناطق طهران وخراسان الكبرى، ومصنفون ضمن صورة نمطية كالآتي: الأفغان الخطرون، اللصوص، المجرمون، مسببو البطالة(17).

وانتهجت حكومة نجاد منذ العام 2005 سياسة إعادة اللاجئين الأفغان إجباريًا إلى بلادهم بغية توفير آلاف فرص العمل للإيرانيين(18). ويشكو المهاجرون الأفغان من التمييز والمعاملة غير الإنسانية(19)، ويفتقد الكثير منهم للحقوق الأساسية وفي مقدمتها التعليم والسكن(20)، وبعد سنوات من اللجوء كان «المجتمع الأفغاني المهاجر» يفقد قاعدته الاجتماعية ويعجز -على عكس الكثير من المجتمعات المهاجرة- عن بناء هوية جديدة لنفسه في المجتمع الإيراني(21). وتعود قضية اللاجئين إلى الواجهة مع كل تطور أو توتر تشهده علاقات البلدين، ويعبر ذلك عن نفسه من خلال إجراءات تصعيدية وقرارات بالإبعاد من قبل الطرف الإيراني وبتظاهرات احتجاج على سوء المعاملة من الطرف الأفغاني.

القواعد العسكرية الأميركية

مع اقتراب خروج أول دفعة من الجنود الأميركيين أخذت ردود الفعل الإيرانية تعبر عن قلق مما سيرتبه هذا  الخروج على الصُّعد الأمنية والسياسية، خاصة مع التأكيدات الإيرانية المتكررة بأن "أمن أفغانستان هو أمن إيران"(22). ومنذ أن دخلت الحكومة الأفغانية في محادثات مع الولايات المتحدة الأميركية "لتقنين التواجد العسكري الخارجي في أفغانستان"(23)، وإيران لا تكف عن الحديث عن التأثيرات الخطيرة لهذا التطور خاصة مع تزايد الحديث عن بقاء قواعد عسكرية أميركية في أفغانستان(24)، وهو ما أكده الرئيس الأفغاني حامد كرزاي(25)؛ حيث ستُبقي الولايات المتحدة الأميركية قواعد عدة في نقاط إستراتيجية في هرات وقندهار ومزار شريف وبغرام ولغمان(26).

معاهدة أوباما-كرزاي
رشح القليل عن بنود المعاهدة التي وقعت بين الولايات المتحدة الأميركية وأفغانستان، لكن المعاهدة الإستراتيجية التي وقّعها أوباما وكرزاي لم تتضمن العديد من البنود موضع الخلاف ومن بينها أماكن استقرار القواعد الأميركية وتعدادها، ورشحت أنباء عن أن هذه القضايا سيتم ترتيبها والتوقيع عليها في معاهدة منفصلة يُتوقع أن يجري التوقيع عليها في اجتماع بين أوباما وكرزاي، على هامش اجتماع لقادة الناتو في شيكاغو قريبًا(27). وتشبه هذه الاتفاقية اتفاقيات عديدة وقّعتها واشنطن مع عدد من الدول ومنها الهند وإيطاليا وتحوي نصًا يضمن حصانة الجنود الأميركيين(28).

ورغم الحساسية التي أوجدتها قضية القواعد الأميركية في أفغانستان، لكن الواقع يشير إلى قبول أفغاني، ويجري النقاش حاليًا حول عدد هذه القواعد بين مقترحات تتراواح بين ثلاث وخمس وسبع قواعد ستستقر في مناطق عدة من أفغانستان.

ولن تقبل واشنطن بأقل من ثلاث قواعد، لأن روسيا والصين وإيران والهند ودول آسيا الوسطى تقع في دائرة الإستراتيجية الأميركية التي تحاك في أفغانستان، وستكون قاعدة بغرام - التي تصفها إيران بأنها تهديد أمني لجيران أفغانستان- أهمها، بسبب تجهيزاتها المتقدمة إذ بلغت تكلفة إقامتها أكثر من 200 مليون دولار، وتمتد على مساحة تتجاوز 20 هكتارا، وتضم سجنا سريا -يحتجز فيه 700 سجين- تجري فيه عمليات استجواب وتحقيق. وتقول إيران أن أميركا توظف هذه القاعدة لإنجاز المهام السرية ولتطبيق سياستها تجاه دول المنطقة. وتؤكد طهران أن طائرة التجسس من دون طيار التي أسقطتها أطلقت من قاعدة في أفغانستان يرجح أنها بغرام. كما أعلنت مؤخرا عن إلقاء القبض على "جاسوس أميركي تلقى تدريبا في هذه القاعدة"، لذا لهذه الأسباب تصفها إيران بأنها "تهديد أمني "لجيران أفغانستان"(29).

وتُجمع الأطراف الأفغانية على أن القواعد الأميركية ستساهم في تحقيق الاستقرار في البلاد وتأمين المساعدات مع ملاحظة أن الدخل القومي لأفغانستان لا يتجاوز خمسة مليارات دولار (تصل عائدات أفغانستان من المخدرات إلى 70 مليار دولار يقل عائد الحكومة منها عن 5%). وتعاني أفغانستان كذلك من ضعف في البنية التحتية والاقتصادية وتشهد تدهورًا في الحالة الأمنية، ويعلم الأفغان أن دولاً أخرى من ضمنها روسيا لن تستطيع تقديم مساعدة لأفغانستان تضاهي تلك المقدمة من أميركا.

وما زال يتواجد على الأرض الأفغانية ما يتراوح بين 150 إلى 160 ألف جندي من 37 دولة، ومع تنفيذ المعاهدة سيتخذ التواجد الأميركي شكلاً أكثر تحديدًا سواء من حيث الموقع أو عدد الجنود، وأيًّا يكن هذا الشكل فإنه سيشكّل تحديًا أو تهديدًا أمنيًا أو إستراتيجيًا للدول المجاورة وفي مقدمتها إيران.

وبالفعل أعربت إيران عن قلقها من توقيع المعاهدة(30)، وهي تقدم ثلاثة أسباب جوهرية لمعارضتها(31):

  1. المعاهدة ستُخرج أفغانستان من كونها بلدًا محايدًا لأنها ستكرّس الوجود الأميركي في أفغانستان بعد عام 2014 وبمحاذاة الحدود مع إيران، وهو ما تعتبره طهران بحد ذاته تهديدًا لمصالحها ولأمنها القومي حيث لا يخفى العداء الإيراني المتبادل مع واشنطن. وتؤكد طهران في هذا السياق أن "حياد أفغانستان" مسألة مهمة في المعادلة الإقليمية للسياسة الإيرانية التي تشكّل دولة أفغانستان جزءًا مهمًا منها.
  2. أما السبب الثاني الذي تسوقه طهران فيقول بأن إبرام تحالف إستراتيجي بين أميركا وأفغانستان يعني تراجع مستوى العلاقات الإيرانية مع أفغانستان. وبعبارة أخرى: إن علاقات إيران مع أفغانستان في مختلف جوانبها العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية، ستأتي متأثرة بمقتضيات العلاقة بين إيران وأميركا؛ فالأخيرة تحاول منذ مدة محاصرة الأنشطة الإيرانية في أفغانستان بتوسعة إطار القضايا السياسية والأمنية للعلاقات الإيرانية-الأميركية، وسيكون لهذه المعاهدة تأثيرها من حيث عدم السماح بتقديم مساعدات اقتصادية كالتي اعتادت إيران على تقديمها للحكومة الأفغانية من جهة، ومن جهة أخرى ستقف واشنطن حائلاً دون توسيع استثمار ونشاط البنوك الإيرانية في أفغانستان.
  3. وتتحدث إيران ثالثًا، عن أن وجود أميركا الدائم في أفغانستان، حتى وإن جاء بشكل غير مباشر، فإنه سيعزز من الاضطرابات والمواجهات الطائفية والعرقية في أفغانستان، وسيقود إلى تباطؤ في عملية بناء نظام الحكم فضلاً عن إطالته لأمد حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن على الحدود الشرقية الطويلة لإيران(32).

وتبدي طهران قلقًا من نص مبهم في المعاهدة يقول بأن أفغانستان "لن تكون منطَلقًا لعمل عسكري أميركي ضد دولة أخرى"، ويتعلق السؤال بإمكانية أن تكون أفغانستان نقطة عبور أو توقف في أي عمل عسكري أميركي ضد إيران. كما أن الإبهام ما زال يحيط بموضوع القواعد العسكرية(33)، وكذلك الوظائف والأدوار التي ستضطلع بها هذه القواعد(34).

ويبدو أن القلق الإيراني يأخذ في الاعتبار ما يجري على حدودها الشمالية مع أذربيجان، خاصة وأن القاعدة الجوية الأميركية هناك هي "الحل" الذي تتحدث عنه إسرائيل على صعيد تزويد طائراتها بالوقود أثناء شن هجوم على إيران. وتربط إيران بين التواجد الأميركي على حدودها الشرقية في أفغانستان مع التواجد الذي يتعزز بالقرب من حدودها الشمالية، آخذة بالاعتبار السياسات الأميركية في منطقة بحر قزوين، والتي تسعى إلى ضرب عزلة جيوسياسية على إيران، ومد خطوط النفط بمحور الشرق من أذربيجان إلى تركيا في الغرب، وتعزيز حضورها العسكري المباشر في تلك المنطقة، فضلاً عن تعزيز تواجدها في بلدانها المستقلة حديثًا نسبيًا. إن التواجد الأميركي في منطقة بحر قزوين يرتبط بعدة مهددات لأمن إيران:

  • فهو سيؤدي حتمًا إلى تكاثر الشركات التجارية المرتبطة بأميركا وإسرائيل والتي قد تشكّل غطاءً لنشاطات تستهدف أمن إيران. 
  • ويشكّل خطرًا محتملاً على وحدة نسيج المجتمع الإيراني، إذا ما دعمت واشنطن -مستفيدة من تواجدها بالقرب من حدود إيران الشمالية- بعض القوميات التي لها امتداد في الداخل الإيراني.

ويؤكد مخاوف إيران هذه سعي الولايات المتحدة إلى تعزيز نفوذها في منطقة بحر قزوين بطريقة مشابهة لنفوذها وتواجدها العسكري في منطقة الخليج، وتحقيقًا لهذه الغاية تحاول جرّ قدم الناتو إلى هذه المنطقة، وتسعى إلى جعل شركات النفط والغاز الأميركية صاحبة يد طولى هناك.

إيران بين الصين وروسيا
ومن الملاحظ أن الغرب يشجع الصين على الاستثمار في أفغانستان، ليتمكن من الخروج من هذا البلد قبل عام 2014، وتأتي هذه الدعوات ضمن الحديث عن دور مقبل للصين(35)، ولا شك أن تقديم امتيازات لبكين في المنطقة لاسيما على صعيد النفط، من شأنه أن يؤثر على موقفها من العقوبات على إيران بما يتوافق مع السياسة الأميركية.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت أن هدف عملياتها العسكرية في أفغانستان هو القضاء على حركة طالبان والإرهاب لكن يبدو أن لها أهدافًا طويلة الأجل تتعلق بمصالحها في هذا البلد، فأفغانستان أصبحت اليوم بوابة أميركا إلى آسيا الوسطى ولها دور مهم في سعي أميركا للسيطرة على جزء كبير من احتياطيات النفط والغاز في عموم هذه المنطقة(36).

فالولايات المتحدة تجهد للسيطرة على حقول النفط والغاز في تركمانستان -الواقعة شمال أفغانستان- بشكل جدي منذ عقد من الزمن، وتخطط لأنابيب نفط من تركمانستان عبر أفغانستان لتصل إلى بحر العرب، ولخط غاز من تركمانستان إلى باكستان مرورًا بأفغانستان، وذلك للحد من النفوذ الروسي والإيراني في هذه المنطقة. كما أن ذلك يُعَد إجهاضًا لمشروع خط الغاز بين إيران وأفغانستان، وإفشالاً لخط النفط الذي يجمع بين تركمانستان وإيران وصولاً إلى بحر العرب. وتحضر الولايات المتحدة في المناطق الحساسة والإستراتيجية في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز تحت غطاء الناتو من خلال معاهدات واتفاقيات اقتصادية وسياسية، وتهدف من ذلك إلى تقييد إيران وروسيا.

لهذا تنظر روسيا بقلق إلى التواجد الغربي-الأميركي في جوارها القريب وفي منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى، وقد تشكّل إيران بسياستها الحالية سدًّا أمام التمدد الغربي، ما سيدفع بروسيا لرسم خطط ومشاريع إستراتيجية مع إيران لمواجهة هذا النفوذ، ويبدو أن إيران باتت في حاجة إلى اتفاقية أمنية مع روسيا خاصة مع تطورات الوضع في أفغانستان.

العلاقات المستقبلية وسيناريوهاتها

تشير تطورات الساحة الأفغانية إلى أن إيران ملزمة ببذل الكثير من الجهد على صعيد سياستها الخارجية لتكون قادرة على توظيف الحدث الأفغاني لمصلحتها، كما أنها ملزمة باتباع سياسة جديدة مختلفة مع المهاجرين الأفغان ومحاولة تخفيف معاناتهم إذا ما أرادت تحسين صورتها لدي الأفغان، خاصة وأن المؤشرات لا تنبئ بعودة قريبة لهم، بل إن هذه المشكلة مهيأة للزيادة بانسحاب القوات الأميركية بشكل كامل، لأن الانسحاب قد يفتح صفحة جديدة للصراع بين الأحزاب المقاتلة والمنظمات التي وضعت قواعدها على أسس عرقية، خاصة وأن أفغانستان بلد مشكّل من الأقليات العرقية التي تجد امتداداتها في دول أخرى(37).

وتفتح العلاقات المستقبلية بين إيران وأفغانستان على سيناريوهات عدة(38)، تحكمها في المجمل تطورات الساحة الأفغانية وحضور الجماعات والتيارات السياسية الأفغانية دون أن يغيب تأثير الجهات الخارجية والدول ذات النفوذ، وفي المجموع يمكن الحديث عن السيناريوهات المستقبلية التالية:

  1. هزيمة طالبان: تضمن تواجدًا زمنيًا طويلاً لأميركا. ويهدف هذا البقاء إلى تعزيز المصالح الأميركية بعد التخلص من طالبان التي تحمل تضادًا أيديولوجيًا مع إيران، وتدعو إلى الخلافة الإسلامية في مواجهة ولاية الفقيه. وتدرك طهران أن القضاء بصورة كاملة على طالبان يعني تهيئة الظروف المناسبة لتستدير الولايات المتحدة وتهاجمها، لذلك فإن الإبقاء على طالبان وجعلها قادرة على مشاغلة أميركا أمر لم تسقطه إيران من حساباتها، وترى فيه وسيلة للحد من خطر كل من أميركا وطالبان.
  2. هزيمة أميركا والناتو: ولا يتحدث هذا السيناريو عن هزيمة عسكرية كاملة لأميركا في أفغانستان وإنما عن فشل في تحديد إستراتيجية معينة لمواجهة طالبان. وسيكون لشكل الخروج الأميركي من أفغانستان أثره في تحديد التطورات اللاحقة. وتحاول واشنطن إدارة هذا الفشل وشكل الخروج من أفغانستان خاصة على الصعيد الإعلامي. ومن المؤكد أن خروجًا مذلاً للقوات الأميركية يشبه خروجها من فيتنام، سيصب في مصلحة طالبان وسيشجعها على الانتقال إلى مرحلة جديدة من تحقيق أهدافها، وسيكون في مقدمتها مواجهة إيران والشيعة.
  3. التسوية: إذا نجحت القوى الأفغانية في الوصول إلى عملية توافق وتسوية سياسية فإن ذلك يعني تحقق الخيارات التالية:
  • أن تأتي التسوية لصالح الولايات المتحدة الأميركية، ويعني ذلك تراجع الهجمات العسكرية، لكنه يعني أيضًا توجه الاهتمام الأميركي نحو إيران. 
  • إذا جاءت التسوية بصورة تضمن تفوق طالبان، فذلك سيعطي فرصة كبيرة لمجموعات "متشددة" داخل الحركة للسعي نحو تحقيق أيديولوجيتها، وتجديد وإحياء الأهداف التي سادت في فترة حكمها. وستسعى حينها طالبان إلى إخراج كامل ونهائي لقوات الاحتلال ومهاجمة إيران. ولا يبدو خيار تفوق طالبان بعيدًا بل يُلمح بوضوح في رضوخ كرزاي وموافقته على رئاسة صبغة الله مجددي للجنة الشورى العليا للمصالحة، العضو الوحيد الذي لم يتصادم مع طالبان داخل اللجنة. فقرار كرازي يعد مؤشرًا على تراجع الحكومة، ويدعم هذا التحليل قيام الحكومة الأفغانية بتقديم طلب إلى الأمم المتحدة لإزالة أسماء بعض قادة طالبان من القوائم السوداء والإفراج عن عدد من السجناء ذوي العلاقة بالحركة من السجون الأفغانية. فضلاً عن أن التفاوض مع الحركة بحد ذاته يعد دليلاً على فشل القوات الغربية في تحقيق أهدافها.
  • إذا جاءت التسوية بصورة متساوية بين جميع الأطراف، فقد يحمل ذلك تهديدًا أمنيًا لإيران التي قد تصبح هدفًا لكل من واشنطن وطالبان. وكما أن القضاء على طالبان كان هدفًا مشتركًا لكلٍّ من أميركا وإيران فقد تصبح مواجهة إيران سببًا لتحالف بين طالبان والإدارة الأميركية. وتنظر الجمهورية الإسلامية إلى هذا الخيار على أنه الأكثر خطرًا على أمنها. وتراقب طهران بكثير من التوجس المحادثات التي تجريها الحكومات الأفغانية وغير الأفغانية مع طالبان. 
  • تواجد طويل الأمد لأميركا مع نهج عسكري دون الوصول إلى تسوية مع طالبان أو خروج بعد مدة زمنية طويلة مع الحفاظ على قواعد عسكرية في أفغانستان مشابهة للموجودة في كوريا واليابان. وهذا الاحتمال يعني إدامة الوضع القائم واستمرار المواجهة بين أميركا وحركة طالبان وتستمر كل من إيران وأميركا بالنظر إلى بعضهما كتهديد، وبما أن واشنطن تعرّف مصالحها بشكل عالمي فإن وجهة نظر مسؤوليها تقوم على أن إيران تشكّل تهديدًا حقيقيًا لمصالحها في المنطقة والعالم وهو ما لن تستمر أميركا في تحمله.

    ويقدم التواجد في أفغانستان فرصة مناسبة للولايات المتحدة لمواجهة إيران وتستطيع واشنطن أن تجعل من تواجدها عن طريق القواعد العسكرية في أفغانستان أمرًا عالي الکلفة لإيران، وإذا ما أُضيف التواجد العسكري في أفغانستان إلى سلسلة القواعد العسكرية الغربية في باكستان والخليج وتركيا فذلك معناه إحكام محاصرة إيران.

  • الفيدرالية وتقسيم أفغانستان لمنطقتين: الأولى لطالبان والثانية لمعارضي الحركة وغير المؤيدين لنهجها. ومقترح الفيدرالية هو مقترح بريطاني للحد من نفوذ وانتشار حركة طالبان وفي الوقت ذاته يمكّنها من إدارة المناطق الخاصة بها.

ولا تبدو أميركا وقوات التحالف قادرين على إلحاق هزيمة نهائية بطالبان، خاصة وأن الحركة لها مجتمع حاضن يمتد على جانبي الحدود الأفغانية-الباكستانية، وهو مجتمع يبلغ تعداده من 25 إلى 42 مليون شخص، ويتكون من قبائل مسلحة معادية للقوات الأجنبية "المحتلة". على الطرف الآخر من المعادلة لا تبدو طالبان هي الأخرى قادرة على إلحاق هزيمة قطعية بالجيش الأميركي وقوات الناتو المجهزة والحديثة. لذلك يبدو خيار الحوار بين الناتو والحكومة الأفغانية من جهة وحركة طالبان من جهة أخرى هو الحل الأكثر قابلية للتحقيق. لن يكون هذا الحل مكلفًا لإيران على المدى القصير، لكنه على المدى البعيد يعني عودة طالبان وهو بلا شك يعني القضاء على بؤر النفوذ الإيراني، لذلك فإن بقاء القوات الأميركية وإدامة المواجهة المسلحة مع طالبان يصب في مصلحة إيران. 

من الواضح أن أميركا تصوغ نهجًا جديدًا لشرق آسيا وهو ما يُعد متغيرًا جديدًا في علاقاتها مع أفغانستان نجد التأكيد عليه في الوثائق العسكرية الأميركية. وهذا النهج قد يقدم فرصة لروسيا والصين وإيران لتعزيز أمنها من خلال بناء نظام للأمن الإقليمي، وساعد على ذلك مجيء بوتين الذي يُعرَف عنه تبنيه لنهج يقدم التوجه نحو أوراسيا وتعزيز العلاقات بين دولها. وعلى الرغم من الغموض في موقف الصين من تدابير الأمن الإقليمي للمنطقة، إلا أن بكين أبدت استعدادًا للتعاون في مجال السياسة الخارجية.
 
وقد وجّه في الفترة الأخيرة باحثون إيرانيون دعوات إلى الحكومة الإيرانية بأن الفرصة مناسبة لتعاون إيراني-روسي في أفغانستان، ولايجب تفويتها، خاصة وأن أفغانستان مؤهل كبلد ليكون ذا تأثير كبير في مستقبل دول المنطقة.
____________________________________
فاطمة الصمادي-باحثة متخصصة في الشأن الإيراني

الهوامش والمراجع
1 - اعتراض نمايندگان مجلس أفغانستان به سخنان احمد وحيدي (اعتراض نواب مجلس أفغانستان على خطاب أحمد وحيدي)، إيران ديپلماسي، 1 تير 1390:
http://www.irdiplomacy.ir/fa/news/58/bodyView/14018/اعتراض.نمايندگان.مجلس.أفغانستان.به.سخنان.احمد.وحيدي.html
2 - ضرورت هوشياري سياست خارجي ايران در قبال أفغانستان (ضرورة الحذر في السياسة الخارجية لإيران تجاه أفغانستان)، ديپلماسي ايراني،25 ارديبهشت 1389:
http://www.irdiplomacy.ir/fa/news/62/bodyView/7579/0/%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%AA.%D9%87%D9%88%D8%B4%DB%8C%D8%A7%D8%B1%DB%8C.%D8%B3%DB%8C%D8%A7%D8%B3%D8%AA.%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%DB%8C.%D8%A7%DB%8C%D8%B1%D8%A7%D9%86.%D8%AF%D8%B1.%D9%82%D8%A8%D8%A7%D9%84.%D8%A7%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86.html
3 - تظاهرات در کابل در اعتراض به اعدام افغان‌ها در ايران (تظاهرات في كابل احتجاجًا على إعدام أفغانيين في إيران)، راديو فردا،13/2/1389:
http://www.radiofarda.com/content/F11_Iran_Afghanistan_Demonstration_Kabul/2030640.html
4- حسن خامه يار، مروري بر روابط إيران وأفغانستان در نيم قرن گذشته، (استعراض لعلاقات إيران وأفغانستان خلال نصف قرن)، ياران، العدد 59، مهرماه 1389، ص 74.
5 - Wikileaks Afghanistan: Iran accused of supporting Taliban attacks , telegraph, 27 Jul 2010,available at:
http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/asia/afghanistan/7910926/Wikileaks-Afghanistan-Iran-accused-of-supporting-Taliban-attacks.html
I ran’s Balancing Act in Afghanistan, Alireza Nader, Joya Laha,rand,2011, available at:
http://www.rand.org/pubs/occasional_papers/OP322.html
7- يرى تقرير لمؤسسة راند أن ما قدمته إيران من دعم للمجموعات الشيعية في العراق من (تدريب واسع النطاق، وتمويل، وتوفير الأسلحة المتطورة)  يفوق كثيرًا ما قدمته لحركة طالبان، وهو ما يعكس تعاملاً مرحليًا.
8 - جعفري: جندالله تحت حمايت آمريکا، انگليس وپاکستان است، راديو فردا، 27/7/1388:
http://www.radiofarda.com/content/F7_Jafari_Comment_After_Sarbaz_Suicide_Attack/1855415.html
9 - تير داد بنك دار ، بررسي روابط ايران و أفغانستان در شش دهه اخير (بحث العلاقات الإيرانية-الأفغانية خلال العقود الست الأخيرة)، صحيفة مردم سالاري ، 7/12/1386:
http://www.mardomsalari.com/Template1/News.aspx?NID=21608
10 - مقابلة للباحثة مع الباحث بشير أنصاري.
11- مقابلة للباحثة مع الباحث بشير أنصاري.
12-I ran’s Balancing Act in Afghanistan, Alireza Nader, Joya Laha,rand,2011, available at:
http://www.rand.org/pubs/occasional_papers/OP322.html
13 - في فترة تولي  موسي شفيق لرئاسة الوزراء في أفغانستان ظهرت أولى الخلافات الإيرانية-الأفغانية إلى السطح، حين نشب خلاف بشأن تقسيم مياه نهر هيرمند، وهو الخلاف الذي انتهى عام 1973 بتوقيع معاهدة مائية قبلت إيران فيها حصة متواضعة لم تتعد الخمس من مياه هيرمند، و عاد  الخلاف إلى الظهور في السنوات الأخيرة. انظر:
نقش هيرمند در روابط سياسي ايران وأفغانستان، (دور هيرمند في العلاقات السياسية الإيرانية-الأفغانية) صحيفة جام جم، 31تير ماه 1389، عدد خاص بالتاريخ المعاصر (ايام) العدد 58، ص 3+6:
http://www.jamejamonline.ir/Media/pdfs/1389/04/31/100881069516.pdf
14 - دخلت قوات طالبان المدينة وأقدمت على قتل 11 دبلوماسيًا إيرانيًا وصحفيًا تابعًا لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
15- سيد‌ محمد‌ رضا موسوي، همسايه شرقي (الجار الشرقي)، صحيفة همشهري، 11/ترديبهشت 1389:
http://www.hamshahrionline.ir/news-106307.aspx
16 - کمک سه مليون يورويي اتحاديه اروپا به مهاجران أفغانستاني مقيم ايران (ثلاثة ملايين يورو مساعدة قدمها الاتحاد الأوروبي للمهاجرين الأفغان في إيران) 1391/1/27، وكالة أنباء العمل الإيرانية (إيلنا) :
http://ilna.ir/newsText.aspx?id=256085
17- فاطمة الصمادي، مرارة اللاجئ الأفغاني في طهران تطيح معاني "أخوّة" روّجت لها "قيم الثورة"، صحيفة الحياة اللندنية، 6 يوليو/تموز 2010:
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/159874
18 - سياست هاي جديد إيران در مورد مهاجران افغان، (السياسة الأفغانية الجديدة تجاه المهاجرين الأفغان) بي بي سي الفارسية ، 19/2/2006:
http://www.bbc.co.uk/persian/iran/story/2006/02/060219_mv-afghans-iran.shtml
19- افغان‌هاي تهراني؛ مهماناني كه به راحتي مي‌آيند و نمي‌روند وتهراني مي‌شوند! كودكاني كه كابل را با تهران مي‌شناسند، (أفغانيو طهران، الضيف الذي يأتي بسهولة ولايذهب ويصبح طهرانيًا) وكالة أنباء إيسنا الطلابية، 14/11/2008 :
http://www.isna.ir/ISNA/NewsView.aspx?ID=News-1234744&Lang=P
20- ايجاد مدارس جداگانه براي افغاني‌ها؛ لطف يا ظلم در حق آنها؟400هزار کودک افغاني همچنان ازتحصيل در ايران محروم هستند (مدارس منفصلة للأفغان، مساعدة أم ظلم؟ 400 ألف طفل أفغاني محروم من التعليم في إيران)، خبر أونلاين، 9 مهر1389:
http://www.khabaronline.ir/news.aspx?id=96593
21- محمد حسين فياض ،كارگران افغاني، مهاجرت ودهها ميليون دلار سود براي إيران (العمال الأفغان، الهجرة وملايين الدولارات لصالح إيران)، 27 بهمن 1388:
http://nayzar.com/home.php?p=1&id=467
22- وزير دفاع: سياست راهبردي ايران در قبال أفغانستان در دو مولفه توسعه وامنيت قرار دارد (وزير الدفاع: إستراتيجيتنا تجاه أفغانستان تتكون من عنصرين: الأمن والتنمية)، صحيفة همشهري، 28 خرداد،1390:
http://www.hamshahrionline.ir/news-137891.aspx
23 - Status of Forces Agreement
24 - سفر بي‌سابقه وزير دفاع ايران به أفغانستان (سفر غير مسبوق لوزير الدفاع الإيراني إلى أفغانستان)، دويچه‏وله، 19/6/2011:
http://www.dw-world.de/dw/article/0,,15172781,00.html
25 -  کرزي از تمايل آمريکا به ايجاد پايگاه دائمي در أفغانستان خبر داد (كرزاي أعلن عن رغبة أميركية بإيجاد قاعدة عسكرية دائمة في أفغانستان)، بي بي سي الفارسية ، 19 بهنت 1390:
http://www.bbc.co.uk/persian/afghanistan/2011/02/110208_k01_karzai_us_base.shtml
26 - مقابلة للباحثة مع الباحث بشير أنصاري بواسطة البريد الإلكتروني، 30 يونيو/حزيران 2011.
27- نشست تخصصي ايراس: «پيمان راهبردي أميركا وأفغانستان؛ ابعاد وتبعات منطقه‌اي» (جلسة متخصصة حول المعاهدة الإستراتيجية بين أميركا وأفغانستان: الأبعاد والتبعات الإقليمية) ، مركز أبحاث ايراس الإيراني ، ?? ارديبهشت ????:
http://www.iraneurasia.ir/fa/pages/?cid=22164
28- نشست تخصصي ايراس: «پيمان راهبردي أميركا وأفغانستان؛ أبعاد وتبعات منطقه‌ اي» (جلسة متخصصة حول المعاهدة الإستراتيجية بين أميركا وأفغانستان: الأبعاد والتبعات الإقليمية)، مركز أبحاث ايراس الإيراني، ?? ارديبهشت ????:
http://www.iraneurasia.ir/fa/pages/?cid=22164
29-  نقلت مواقع إيرانية عن مصادر إخبارية باكستانية أن مدير (السي أي إي) زار قاعدة بغرام ثلاث مرات في 72 ساعة، عقب إعلان إيران عن اعتقال "الجاسوس الأميركي". انظر: محسن پاک آيين، بگرام، تهديد آمريکا براي منطقه بغرام ، (تهديد أميركي للمنطق)، موقع تابناك، 10 دي 1390:
http://www.tabnak.ir/fa/news/212121/بگرام-تهديد-آمريکا-براي-منطقه.
وكانت قد ترددت بعض المعلومات عن هذه القاعدة منها أن جسد بن لادن وضع فيها قبل نقله إلى أميركا، وأن شاهدا على اغتيال برهان الدين رباني لجأ إليها حتى لا يتم استجوابه من قبل المحققين الأفغان. ويذكر في هذا السياق أن عددا من منظمات حقوق الانسان احتجت على سجن قاعدة بغرام، لأنه سجن غير قانوني، وبحسب شهادات صدرت عن سجناء سابقين اطلق سراحهم منه،  أن صنوفا من التعذيب تمارس في هذا السجن.
30 - مهمانپرست: از امضاي پيمان همکاري راهبردي آمريکا وأفغانستان نگرانيم (مهمان برست: قلقون من توقيع معاهدة التعاون الإستراتيجي بين أميركا وأفغانستان)، عصر إيران، ?? ارديبهشت ????:
http://www.asriran.com/fa/news/212845/%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%BE%D8%B1%D8%B3%D8%AA-%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%85%D8%B6%D8%A7%DB%8C-%D9%BE%DB%8C%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%87%D9%85%DA%A9%D8%A7%D8%B1%DB%8C-%D8%B1%D8%A7%D9%87%D8%A8%D8%B1%D8%AF%DB%8C-%D8%A7%D9%85%D8%B1%DB%8C%DA%A9%D8%A7-%D9%88-%D8%A7%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%86%DA%AF%D8%B1%D8%A7%D9%86%DB%8C%D9%85
31- زهرا توکلي، إيران وپيمان استراتژيک آمريکا با أفغانستان، (إيران والمعاهدة الإستراتيجية بين أميركا وأفغانستان):
http://www.payam-aftab.com/fa/print/16848/
32 - توكلي مرجع سابق.
33- اظهارات كرزي خلاف توافقنامة استراتژيك است (تصريحات كرزاي تخالف المعاهدة)، ?? ارديبهشت ????:
http://jawedan.com/اظهارات- كرزي- خلاف- توافقنامة- استراتژيك- است
34 - مهمانپرست: از امضاي پيمان همکاري راهبردي آمريکا وأفغانستان نگرانيم  (مهمان برست: قلقون من توقيع معاهدة التعاون الإسراتيجي بين أميركا وأفغانستان)، عصر إيران، ?? ارديبهشت ????:
http://www.asriran.com/fa/news/212845/%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%BE%D8%B1%D8%B3%D8%AA-%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%85%D8%B6%D8%A7%DB%8C-%D9%BE%DB%8C%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%87%D9%85%DA%A9%D8%A7%D8%B1%DB%8C-%D8%B1%D8%A7%D9%87%D8%A8%D8%B1%D8%AF%DB%8C-%D8%A7%D9%85%D8%B1%DB%8C%DA%A9%D8%A7-%D9%88-%D8%A7%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%86%DA%AF%D8%B1%D8%A7%D9%86%DB%8C%D9%85
35- Camille Maubert, China in Afghanistan: Valuable Ally or Emerging Threat?, 17th March, 2012:
http://inpec.in/2012/03/16/china-in-afghanistan-valuable-ally-or-emerging-threat/
36 - بررسي پيمان استراتژيک ايالات متحده وأفغانستان (بحث لمعاهدة التعاون الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وأفغانستان)، بهمن ?، ????:
http://peace-ipsc.org/fa/%d8%a8%d8%b1%d8%b1%d8%b3%db%8c-%d9%be%db%8c%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%da%98%db%8c%da%a9-%d8%a7%db%8c%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%aa%d8%ad%d8%af%d9%87-%d9%88-%d8%a7/
37 - يسكن أغلب الطاجيك في طاجيكستان، أما طاجيك أفغانستان فهم يُعتبرون أقلية بالمقارنة مع إخوانهم في دول آسيا الوسطى، وأعداد البشتون الذين يسكنون باكستان أكثر بكثير من البشتون الذين في أفغانستان، والأزبك الذين في أوزبكستان أكثر من أزبك أفغانستان وكذلك الحال بالنسبة  للتركمان وغيرهم. من مقابلة للباحثة مع الباحث بشير أنصاري بواسطة البريد الإلكتروني، 30 يونيو/حزيران 2011.
38- مهرداد پهلواني "سناريوهاي پيش روي ايران در أفغانستان" (سيناريوهات إيران في أفغانستان)، سياست، 12/4/1390:
http://www.siasatema.com/NSite/FullStory/News/?Id=20790

نبذة عن الكاتب