بين اللوم والتوجس قراءة إيرانية مرتبكة لأحداث مصر

تقرأ هذه الورقة ردود الفعل الإيرانية تجاه تطورات الأحداث في مصر وعزل الرئيس محمد مرسي والتي جاءت بشكل متناقض ومرتبك فهي من جانب بدت مرحبة،ومن جانب آخر أظهرت توجسا من النتائج وتأثيراتها السلبية على الموقع الإقليمي والدولي لإيران، خاصة مع السعي لإحياء "محور الإعتدال" العربي.
29 يوليو 2013
201372913497329734_20.jpg
الرئيس المصري المعزول محمد مرسي (يمين) خلال كلمته التي ألقاها  في طهران

عادت القراءة الباحثة عن حسنات "تصدير النموذج الإيراني" لتتقدم المحاولات التفسيرية الإيرانية لتطورات المشهد العربي الصاخب. ولا يمكن القول بوجود قراءة إيرانية واحدة ونهائية لما شهده ويشهده الوطن العربي من ثورات وانتفاضات، ولكن يمكن الحديث عن قراءة حملت بُعدًا تفكيكيًا واضحًا ومرت بمراحل متعددة، ودخلت هذه القراءة مرحلة جديدة مع التطورات التي تشهدها مصر عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. اتسمت هذه القراءة بالارتباك والتناقض، وهي وإن بدت مرحّبة بـ "إسقاط الإخوان" بسبب موقفهم من النظام السوري، وإبطاء مسار التقارب مع إيران، فهي أيضًا متخوفة من النتائج السلبية التي لن تصب في مصلحة إيران على المدى البعيد خاصة مع السعي الحثيث لإحياء محور "الاعتدال العربي".

القراءة الأولى

منذ البداية تعاملت إيران مع الثورات كحدث مؤثر في تكوين مستقبل المنطقة، ويجب أن يكون لإيران دور فيه؛ فـ"المستبدون المعتمدون على أميركا والغرب يتساقطون الواحد تلو الآخر، ومستقبل الشعوب أمام احتمالات متنوعة، وينبغي رصد هذه الاحتمالات بشكل دقيق"(1).

وبدا هذا الرصد ضرورة ملحة لتعيد إيران طرح مفهوم الديمقراطية الدينية للشعوب المسلمة ونظريات الخميني في الحكم، بهدف "ملء الفراغ الموجود بخصوص الاتجاهات المستقبلية لهذه الأحداث". و"الديمقراطية الدينية" التي يتحدث عنها خامنئي "يمکن أن تملأ فراغات مستقبل التطورات في المنطقة، ويجد ذلك طريقه من خلال التبشير بالنموذج الثوري الإيراني والدعوة إلى نظام "حكم الشعب الديني". فالثورات العربية مقدمة لـ"صحوة  إسلامية، تحمل روحية الثورة الإسلامية الإيرانية"، وهو ما سبق وعبّر عنه خامنئي في كلمته أمام مؤتمر دولي للصحوة الإسلامية، عام 2011، حين قال: "الانتفاضات العربية استلهمت من الثورة الإسلامية الإيرانية مفاهيمها ومعانيها"(2).

مبكرًا توقعت عملية الرصد الإيرانية أن تمسك النخبة الدينية بزمام الأمور، لكنها لم تُسقط احتمالات "عودة عملاء الأنظمة الديكتاتورية السابقة بظواهر مختلفة"، من خلال "الخطر الكبير، المتمثل بقيام أنظمة تابعة للغرب تحت غطاء الديمقراطية والحرية"، كما أنه "من الخطأ الظن بأن سقوط الأنظمة هو النتيجة المطلوبة" "النظام العميل لا يسقط بخروج المكشوفين من رموزه. لو حلّ محلّ هذه الرموز أشخاص من بطانتهم لم يتغيّر شيء، بل إنه الشَّرَك الذي يُنصَب أمام الشعب"(3).

كانت إيران وهي تستقبل موجات "الربيع العربي" واحدة تلو الأخرى تقر بأن نهضة الشعوب ترتبط بظروفها الجغرافية ‌والتاريخية ‌والسياسية والثقافية الخاصة بكل بلد ومجتمع، ولا يمكن توقع أن يحدث في مصر أو تونس أو أي بلد آخر ما حدث في الثورة الإسلامية الكبرى في إيران قبل أكثر من ثلاثين عامًا، لكن الخطاب الإيراني بقي متمسكًا بشدة بوجود مشتركات، وكان واضحًا النظر باهتمام شديد للثورة في مصر(4)، وما يمكن أن تتركه من تأثير في المحيط العربي وعلاقات إيران مع شمال إفريقيا.

اعتبرت إيران في ثورتي مصر وتونس فرصة تاريخية لنسج علاقات قوية معها بقياداتها الجديدة، لكن ردود الأفعال الصادرة عن قيادات إسلامية في مصر وتونس أطفأت جذوة الحماس الإيراني، عندما رفضت أن تكون تكرارًا لنموذج ولاية الفقيه.

جرى الحديث عن وجوه مشتركة بين الحركات الإسلامية (إسلاميو إيران وإسلاميو مصر)، مثل العودة إلى الذات، من الناحية الدينية والوطنية، مواجهة التبعية والاستعمار وسلطة الغرب ومواجهة الظلم. وشهدت الساحة الإيرانية تحذيرات للإسلاميين في مصر من تقديم نموذج متطرف باسم الدين(5)، وتحذير الحركة الوطنية عمومًا من التفريط والركون إلى نموذج غربي يشكّل انقطاعًا مع الإسلام. وفيما كان رجال الدين يصرون على "وصفتهم الجاهزة" للعالم العربي، كانت  "أزمة النموذج" تثار في إيران نفسها ومن خلال خطاب قيادات فكرية وسياسية إيرانية، بدأت تُطرح الأسئلة حول ما إذا كانت إيران تشكّل نموذجًا يُحتذى؟ لتأتي الإجابات في الغالب حاملة الكثير من النقد والتشكيك.

سوريا خارج "الصحوة الإسلامية"

لم يتكرر الحماس الذي قابلت به إيران "الصحوات الإسلامية" في عدد من الدول، مع سوريا، وكان هذا الموقف محورًا لخلاف عميق بين الجمهورية الإسلامية والإخوان المسلمين في مصر. لم تتوانَ إيران ببعدها الرسمي، ممثلة بالمرشد الأعلى للثورة والتيار الأصولي وعدد من المرجعيات الدينية عن الإعلان عن موقف مؤيد للحكومة السورية منذ بداية الثورة. وصاغ النظام الإيراني رواية تعيد إنتاج الرواية الرسمية السورية. وركزت على مجموعة من العناوين، أهمها: أن الثورة في سورية لا تملك شرعية الثورات العربية الأخرى، وهي مرتبطة بالخارج وهدفها القضاء على المقاومة.

استخدم التيار الأصولي الإيراني، مصطلحات مماثلة للمصطلحات التي استُخدمت في مواجهة حالة الاحتجاج التي شهدتها إيران عقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009. وفي مقدمة هذه المصطلحات مصطلح "الفتنة"، وبقيت إيران تعترف -ولو في الحد الأدنى- بوجود معارضة سورية لها مطالب وتقر بسقوط ضحايا أبرياء. لكن، وبعد سنوات على الثورة السورية كان الخطاب الإيراني يحافظ على الرواية الأولى من حيث دوافع الثورة السورية، لكنه أدخل تعديلاً جوهريًا يغيّب وجود معارضة وطنية سورية شريفة، ويجعل من سوريا ساحة من ساحات الصراع الإيرانية بعد أن كانت حليفًا استراتيجيًا، ولذلك فمن الطبيعي في "الخطاب الإيراني" أن يتواجد مقاتلو حزب الله والحرس الثوري. كما أن مصطلح "الفتنة" التي يسقط فيها أبناء الوطن الواحد لم يعد يصدق على سوريا بل هي مواجهة من قبل نظام مقاوم لطرف آخر فيها هو في الغالب "ظلامي وإرهابي وعميل".

وعلى مدى الأشهر الماضية عززت إيران بصورة كبيرة من نفوذها وتدخلها في صفوف الجيش السوري، ويوجد تسريبات تتحدث عن قيام إيران بتكوين مجموعات داخل الجيش السوري مستفيدة من تجربتها في بناء الحرس الثوري. وتحاول إيران من وراء ذلك تعزيز فرصها وموقعها في التفاوض أو التعامل مع حالة الفوضى في سوريا ما بعد الأسد. ولا يخفي الإيرانيون أهمية الموقع الجيوستراتيجي لسوريا، بالنسبة لإيران، وقد تكون تصريحات نائب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني أحمد رضا دستغيب مشخصة للحالة عندما شدّد على "ارتباط المصالح الإيرانية العليا بالجغرافيا السياسية لسوريا"(6). إن محاولة إيران لجعل النتائج في سوريا تأتي لصالحها، هي نفسها السبب الذي يجعلها تواصل دعم الأسد بشراسة، لكنها مع ذلك تدرس خيارات تغيير الخارطة السياسية مستقبلاً في سوريا. ومن الواضح أن العالم سيختبر نوعًا جديدًا من "التكيف السياسي الإيراني".

اندفاعة وتراجع

إن ما يميز القراءة الإيرانية رغم ارتباكها وتناقضها أنها بقيت محافظة على بعدها الأيديولوجي، ومصرة على أن "الشعوب العربية تحتاج" النموذج الإيراني وتطبيق "حكم الشعب الديني". وترى أن فشل الإخوان المسلمين في مصر مرده إلى "رفضهم الإصغاء لنصائح مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي". وخرجت هذه القراءة من على منابر صلاة الجمعة(7) حين دعا خطيب جمعة طهران آية الله أحمد خاتمي إلى ضرورة قيام الإخوان المسلمين بإصلاح فكرهم السياسي والديني، فـ"ضعف الأداء" هو ما أوجد الأرضية وسهّل للجيش للإطاحة بمرسي(8). وتحدث آية الله إمامي كاشاني في خطبة أخرى عن "المصيبة التي ألمت بمصر" مُرجعًا سببها إلى "غياب نظام ولاية الفقيه"(9)، وبينما كان أئمة المساجد يقدمون "وصفة العلاج" للشعب المصري، انشغلت الصحافة الإيرانية باستعادة تصريحات خامنئي المبكرة حول مقولات "حكم الشعب الديني"، وتحذير شعوب المنطقة من الخلط بين "الديمقراطية الإسلامية التي تُعلي من مكانة القيم وتلتزم بالخطوط الإسلامية، والديمقراطية الغربية المعادية للدين"(10).

في البداية وقعت إيران في شباك رد فعل "انتقامي" احتفى على استحياء أحيانًا، وبوضوح أحيانًا أخرى بـ"سقوط الإخوان"؛ فإيران لم تنس لمرسي خطابه الذي تحدى المنظومة الفكرية الشيعية في عقر دارها، ووجّه النقد إلى دور الجمهورية الإسلامية في سوريا خلال زيارة إلى طهران لم تتجاوز الساعات الأربع تجنب خلالها مقابلة مرشد الثورة علي خامنئي. وغلبت نبرة تبريرية على القراءة العجولة لما حدث في مصر؛ فمرسي لم يتخذ "موقفًا متشددًا من إسرائيل كما كان متوقعًا، وتراجع عن مبادرته لحل الأزمة في سوريا سلميًا، وارتكب الكثير من الأخطاء"، وتجاوز ذلك إلى وصفه بـ"قلة الكفاءة والغرور"(11). ونشرت وكالة فارس للأنباء تحليلاً للخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط "محمد رضا مرادي" نقض فيه محاولات المقاربة بين ما حدث في فنزويلا والإطاحة المؤقتة بشافيز وما حدث في مصر، ونصح مرادي الإخوان بـ"القبول بالأمر الواقع وإقناع أتباعهم بالانسحاب من الشارع إذا أحبوا البقاء في العملية السياسية؛ إذ ليس بمقدور الحركة الصمود أمام أكثرية الشعب المصري"، لكنه قال: "بالطبع من المحتمل أن يكون الإخوان المسلمون قد وصلوا إلى هذه النتيجة، وما إصرارهم على البقاء في الشارع إلا كأداة للضغط والحصول على تنازلات من الجيش في أي تفاوض مستقبلي محتمل"(12).

تلك الاندفاعة المرحبة بشكل أو بآخر أعقبها توقف وتراجع إلى الخلف، وإعادة قراءة المشهد بصورة أخرى؛ فما يحدث في مصر يعطي مؤشرات كبيرة على ترتيبات سياسية تعيد تشكيل محور الاعتدال العربي بصورة لن تصب في مصلحة إيران. ورغم أنه لم يغير من لهجته المليئة بلوم حركة الإخوان، بدأ الرصد الإيراني يأخذ اتجاهًا متوجسًا تجاه الفرصة التي أصبحت تهديدًا، وما كانت تسميه "الصحوة الإسلامية" يتحول اليوم إلى أرق يقض مضاجع الأمة الإسلامية.

كانت إيران تعول على علاقات جيدة مع مصر، وكانت ترى في الإسلاميين طرفًا "كفؤًا" لعلاقات استراتيجية مؤثرة، تعزز بصورة أو بأخرى النفوذ الإيراني في إفريقيا. لكن الانقلاب العسكري يعني تحكم الجيش في مسار الأمور ومستقبل العلاقة، وهو الجيش الذي وقف على مدى ثلاثين عامًا وأكثر من القطيعة بين إيران ومصر ضد تحسين العلاقات، بل ولعب دورًا كبيرًا في إجهاض كل محاولات التقارب التي قام بها مفكرون حينًا وحزبيون وسياسيون من كلا الجانبين حينًا آخر.

ورغم الشرخ الذي أصاب العلاقة مع حماس بقيت إيران تنتظر عودة الحركة، وأوعزت إلى الصحافة الإيرانية بتجنب مهاجمة حماس لكن "سقوط الإخوان" في مصر شكّل ضربة كبيرة لحماس وحكومة غزة وقد يكون ذلك مقدمة لعدوان إسرائيلي يستهدف القطاع ويضعف حماس قبل أن يتيح لإيران الوقت الذي تحتاجه لجسر الهوة خاصة مع تصاعد الجدل داخل صفوف حماس حول شكل العلاقة مع إيران.

مقولات الإسلام السياسي

ورغم الدراسات الكثيرة التي تناولت الثورات العربية ودور الشباب فيها بوصفها ثورات تتجاوز طروحات الإسلام السياسي والشعارات الأيديولوجية نحو شعارات المواطنة والحكم المدني، بقيت القراءة الغالبة في إيران تصر على أن الحراك الشبابي في البلدان الإسلامية يمثل "ضربة مباشرة للمدارس المادية"(13).

وبعد أن هدأت فورة "الاحتفاء" بسقوط مرسي، بدأت تتعالى الأصوات الإيرانية المحذرة من تبعات حالة سياسية يقوم بصياغة ملامحها الجيش بالتعاون مع القوى العلمانية وتحاول نزع صفة "الإسلامية" عن مصر. ومهما بلغت حدة الخلافات ما زالت إيران تفضل أن يحكم مصر الإخوان وتعوّل على علاقة تاريخية أوجدت الكثير من التقارب منذ أن أطلق دعوتها الإمام حسن البنا وآية الله كاشاني في أربعينيات القرن العشرين، ورافقها تبني الجامع الأزهر لفكرة التقريب وتشكيل "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية" عام 1948 بمساهمة من عدد من كبار العلماء ورجال الدين المصريين والإيرانيين.

وبعد أن كانت الثورة في مصر وتونس وليبيا والبحرين واليمن توصف في إيران بأنها "ألطاف إلهية" يجب أن "تنهي تمامًا هيمنة الأعداء"، يجري التوجس من نتائجها اليوم. ونجد هذا التوجس واضحًا في رسالة وجهها القيادي الإيراني حبيب الله عسكر أولادي إلى الإخوان المسلمين، ونشرتها صحيفة "رسالت"، ويميل عسكر أولادي إلى إرجاع الأزمة في مصر إلى السذاجة السياسية التي تعامل بها الإخوان مع الولايات المتحدة الأميركية حين أسقطوا الحذر منها. ويرى عسكر أولادي أن أزمة الإسلاميين ستتعدى حدود مصر إلى تركيا ودول أخرى مما يقتضي مراجعة للمسار الذي سلكه الإخوان والأخطاء التي ارتكبوها خلال الفترة الماضية(14).

خلاصة

قبل أشهر كان أستاذ العلاقات الدولية والأكاديمي البارز في إيران الدكتور محمود سريع القلم، محقًا في القول بأن "إيران خسرت الربيع العربي"، وأن "دولاً أخرى كانت الرابحة من هذه الثورات". ومع الأزمة المصرية تبدو تركيا خاسرة بعد أن كانت من الدول الرابحة، لكن خسارة تركيا لا تعني فوز إيران؛ إذ ستكون خاسرة أيضًا رغم المكاسب الآنية المتعلقة بتقوية موقف بشار الأسد.

وبعد أن أفرغت إيران غضبها وعبّرت عن خيبة أملها في الإخوان المسلمين وحكومة مرسي في مصر بدأت تدرك أن  تبعات الانقلاب العسكري، أو ما يسميه البعض بـ"الموجة الجديدة للثورة المصرية" لن تأتي في صالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية على المدى المتوسط والبعيد(15). إن ظهور السعودية والإمارات العربية المتحدة في بؤرة المشهد المصري وكذلك الزيارة التي قام بها ملك الأردن عبد الله الثاني إلى مصر وبالتزامن مع ذلك الحديث عن بدء مفاوضات إسرائيلية-فلسطينية يعطي مؤشرًا قويًا على محاولات كبيرة وجادة لإحياء محور الاعتدال العربي، وهذا المحور إن قام سيشكّل ضغطًا مضاعفًا على طهران، وسيكون له تأثير في تحديد شكل سوريا ما بعد الأسد. يعمّق من حالة الضغط هذه أن ما كان يسمى بـ"محور المقاومة" يواجه أزمة بعد خروج الطرف السني منه ممثلاً بحركة حماس وتحفظات حركة الجهاد الإسلامي، وهذا المحور اليوم هو ما يمكن أن نطلق عليه "المحور الإيراني" الذي يضم سوريا والعراق وحزب الله.

ورغم "خطب الجمعة" التي تسوّق للحل القائم على ولاية الفقيه، إلا أن إيران تدرك أن تضعيف نموذج الإسلام السياسي يدخلها هي الأخرى في أزمة النموذج، ويجعل من الحديث عن الصحوة الإسلامية ضربًا من الشعارات الأيديولوجية التي لا تجد لها سندًا على أرض الواقع. ولا ينفع مجرد الحديث عن تقديم البديل الإيراني والنموذج الإيراني، فهذا النموذج بات مرفوضًا من قبل العرب أكثر من أي وقت مضى بعد أن اتخذت العلاقات العربية-الإيرانية شكل صراع طائفي سني-شيعي مارسته إيران منذ احتلال العراق ويستمر اليوم في سوريا وانجرت إليه جماعة الإخوان المسلمين في مصر. ومع أن العلاقات بين إيران والإخوان المسلمين دخلت مرحلة الأزمة عقب التشكيك والاتهام إلا أن الجماعة تبقى الأقرب بالنسبة لإيران خاصة مع تنامي التيار السلفي في مصر ومشاركته في المسار السياسي المناوئ للإخوان.

___________________________________
* باحثة متخصصة في الشأن الإيراني.

الهوامش والمصادر
1- الإمام الخامنئي: الديمقراطية الدينية يمكن أن تملأ فراغات مستقبل التطورات في المنطقة، الموقع الرسمي لمرشد الثورة الإسلامية،8 سبتمبر/أيلول 2011:
http://arabic.khamenei.ir//index.php?option=com_content&task=view&id=1207&Itemid=125
 2-منتقدًا تدخل الناتو في ليبيا، خامنئي يمتدح الثورات ويتجاهل سوريا، الجزيرة نت ، 17 سبتمبر/أيلول 2011:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8E7F1D81-F7FF-40A0-A9A5-4D13776F6B4A.htm?GoogleStatID=20
 3-الإمام الخامنئي: الديمقراطية الدينية يمكن أن تملأ فراغات مستقبل التطورات في المنطقة، الموقع الرسمي لمرشد الثورة الإسلامية، 8 سبتمبر/أيلول 2011:
http://arabic.khamenei.ir//index.php?option=com_content&task=view&id=1207&Itemid=125
 4-رهبر انقلاب در نخستين اجلاس بيدارياسلامي:وقتي ملت مصر را در ميدانتحريرديدم به پيروزي آنها يقينکردم، (قائد الثورة في المؤتمر الأول للصحوة الإسلامية: عندما رأيت شعب مصر في ميدان التحرير أيقنت بانتصاره)، تابناك ، 26 شهريور 1390:
http://www.tabnak.ir/fa/news/191007/%D9%88%D9%82%D8%AA%DB%8C-%D9%85%D9%84%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%B1%D8%A7-%D8%AF%D8%B1-%D9%85%DB%8C%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%DB%8C%D8%B1-%D8%AF%DB%8C%D8%AF%D9%85-%D8%A8%D9%87-%D9%BE%DB%8C%D8%B1%D9%88%D8%B2%DB%8C-%D8%A2%D9%86%D9%87%D8%A7-%DB%8C%D9%82%DB%8C%D9%86-%DA%A9%D8%B1%D8%AF%D9%85

 5-با اشاره به تحولات مصرسيد محمد خاتمي: انسان گرسنگي را تحمل ميکندوليتحقير را نه! (في إشارة إلى تطورات مصر، سيد محمد خاتمي: الإنسان يتحمل الجوع لكنه لايتحمل الإهانة)، انتخاب نيوز، 19 بهمن 1389:
http://www.entekhab.ir/fa/news/1210/%D8%B3%DB%8C%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AE%D8%A7%D8%AA%D9%85%DB%8C-%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%DA%AF%D8%B1%D8%B3%D9%86%DA%AF%DB%8C-%D8%B1%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%85%DB%8C-%DA%A9%D9%86%D8%AF-%D9%88%D9%84%DB%8C-%D8%AA%D8%AD%D9%82%DB%8C%D8%B1-%D8%B1%D8%A7-%D9%86%D9%87!-%D8%A8%D8%A7%DB%8C%D8%AF-%D8%AF%D8%B1-%D8%B3%D8%A7%D8%B2-%D9%88-%DA%A9%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AC%D8%AF%DB%8C%D8%AF-%D9%86%D8%B8%D8%B1-%D8%B4%D9%88%D8%AF

 6-نايب رئيس کميسيون امنيتملي مجلس باتشريح منافع ايران در سوريه: مسئولان در مورد سوريهبا مردم شفاف سخن بگويند (نائب رئيس لجنة الأمن الوطني في مجلس الشورى في بيان لمنافع إيران في سوريا: على المسؤولين أن يحدّثوا الناس بشفافية حول سوريا)، عصر إيران، ??مرداد????:
http://www.asriran.com/fa/news/226135/%D9%85%D8%B3%D8%A6%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D8%B1-%D9%85%D9%88%D8%B1%D8%AF-%D8%B3%D9%88%D8%B1%DB%8C%D9%87-%D8%A8%D8%A7-%D9%85%D8%B1%D8%AF%D9%85-%D8%B4%D9%81%D8%A7%D9%81-%D8%B3%D8%AE%D9%86-%D8%A8%DA%AF%D9%88%DB%8C%D9%86%D8%AF

7- حمله شديد ائمه جمعه بها خوان المسلمين ودولت مرسي: اود شمنپير وان اهل بيت (ع) بود (أئمة الجمعة يهاجمون الإخوان المسلمين وحكومة مرسي بشدة: كان عدوًا لأتباع أهل البيت)، 15 تير 1392:
http://hodat.ir/index.aspx?siteid=25&pageid=42273&newsview=44649
 8- خطيب جمعة طهران: سوء أداء المسؤولين سبب الانقلاب في مصر، وكالة أنباء فارس:

http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9204022786
 9-امام جمعه تهران: شرايط مصريک مصيبت بزرگيا ستچونرهبري عادل، فقيه وولايت ندارند (إمام جمعة طهران: أوضاع مصر مصيبة كبيرة لأنها تفتقد للقائد العادل وللولاية)، العربية فارسي،12 ژوئيه 2013:
http://farsi.alarabiya.net/fa/iran/2013/07/12/%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%87-%D8%AA%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D8%A7%DB%8C%D8%B7-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%DB%8C%DA%A9-%D9%85%D8%B5%DB%8C%D8%A8%D8%AA-%D8%A8%D8%B2%D8%B1%DA%AF%DB%8C-%D8%A7%D8%B3%D8%AA-%DA%86%D9%88%D9%86-%D8%B1%D9%87%D8%A8%D8%B1%DB%8C-%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84%D8%8C-%D9%81%D9%82%DB%8C%D9%87-%D9%88-%D9%88%D9%84%D8%A7%DB%8C%D8%AA-%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%AF.html
 10-آيت‌ الله خامنه ‌اي، نگرانرسيدنسونامي بهار عربي به ايران است» (آية الله خامنئي: قلق من وصول تسونامي الربيع العربي إلى إيران " دويچه وله، 17/9/2011:
http://www.dw-world.de/dw/article/0,,6620698,00.html
  11-مرسي کم ظرفيت ومتکبر بود (مرسي كان ضعيف القدرة ومتكبرًا)، تصريح للنائب الإيراني محمد دهقان في تعليقه على عزل الرئيس محمد مرسي، موقع راهبو، ?? تير ????:
http://rahpoo.net/post/464
 12- تحليل "مرسي 2013 ليس تشاويز 2002!"، وكالة فارس للأنباء، 26/7/2013: http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9204027214#sthash.5i9YH8dB.dpuf
 13-كلمة الإمام الخامنئي في لقائه المشاركين في المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، الموقع الرسمي لخامنئي، 2 سبتمبر/أيلول 2011:
http://alkhamenai.com/speech/2011-09-12:536
 14-حبيب‌ الله عسکراولادي، سخنيب ارهبران اخوان المسلمين (خطاب إلى قادة الإخوان المسلمين)، وكالة فارس للأنباء، 92/04/19:
http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13920419000184

 15-مصطفى اللباد، إيران بعد سقوط «الإخوان»، السفير، 22 يوليو/تموز 2013: 
http://assafir.com/Article.aspx?EditionId=2520&ChannelId=60800&ArticleId=2002&Author=%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89+%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%AF#.Ue2Nam1DmK5

 

نبذة عن الكاتب