المصدر [الجزيرة]
|
ملخص تهدف هذه الدراسة إلى مسح مصادر التوتر بين إيران وأذربيجان والتي تتنوع بين أسباب تاريخية تتعلق بالحدود الجغرافية والأقليات والولاء الديني وأسباب سياسية تتعلق بالنفوذ الأميركي والإسرائيلي في باكو وعلاقة إيران بنزاع "نجورنو قرباغ", مع التركيز على التداعيات الأمنية لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة على النفوذ الإيراني في منطقة القوقاز. وفي الجزء الأخير من هذه الورقة تلقي الضوء على احتمالات التقارب بين البلدين. وتخلص الورقة إلى توقع أن تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين عدة تطورات، أهمها: - تطور على المستوى السياسي سيبدأ باختبار كل طرف للآخر ومدى مرونته في معالجة الإشكالات العالقة بين البلدين, دون أن يصل تطور العلاقات إلى مستوى نوعي. - سيسعي الطرفان إلى تعزيز علاقاتهما بزيادة حجم التبادل التجاري والتخطيط لمشروعات اقتصادية مشتركة لزيادة الثقة وكأساس لمزيد من التعاون السياسي. |
تشترك إيران وأذربيجان في حدود مباشرة يزيد طولها على 760 كيلومترًا، إضافة إلى إطلالهما على بحر قزوين الذي يعتبر مخزنًا غنيًا بالنفط والغاز. ويجمع البلدين كذلك روابط ثقافية وعرقية ودينية حيث ينتمي ما يقرب من ثلث الإيرانيين إلى العرق الأذري؛ وهم الفئة التي تتحدث الفارسية والتركية الأذرية في الوقت نفسه، ويدين 93 بالمئة من الأذريين البالغ عددهم 9.5 مليون نسمة بالإسلام، ويعتنق غالبيتهم المذهب الشيعي الاثني عشري، ويتبعون مراجع دينية في قم أو مدينة تبريز التي تعتبر مركز إقليم أذربيجان الإيراني.
لكن عوامل التقارب والالتقاء بين البلدين لم تمنع من ظهور خلافات عميقة ومعقدة على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية؛ مما أوجد أزمة في العلاقة تتصاعد حدتها تبعًا لعدد من المؤثرات التي ترصدها هذه الورقة.
تهدف هذه الدراسة إلى تقديم مسح بمصادر التوتر بين إيران وأذربيجان والتي تتوزع على أسباب تاريخية تتعلق بالحدود الجغرافية والأقليات والولاء الديني، وأسباب سياسية تتعلق بالنفوذ الأميركي والإسرائيلي في باكو وعلاقة إيران بنزاع "نجورنو قرباغ", مع التركيز على التداعيات الأمنية لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة على النفوذ الإيراني في منطقة القوقاز. وفي الجزء الأخير من هذه الورقة سيتم إلقاء الضوء على احتمالات التقارب بين البلدين.
جذور الأزمة
في إبريل/نيسان من العام الجاري اقترح حسين شريعتمداري رئيس تحرير جريدة كيهان الإيرانية (المُقرب من المرشد)، في مقال تحت عنوان "دور باكو"، إجراء استفتاء شعبي في أذربيجان لضمها إلى إقليم أذربيجان الإيراني، على اعتبار أن التعداد السكاني لأذربيجان الذي يبلغ تقريبًا 10 مليون من المسلمين الشيعة الذين تربطهم علاقات ثقافية ودينية ممتدة بالإيرانيين الأذريين (الذين يزيد عددهم عن عدد ساكني جمهورية أذربيجان ذاتها) مما يجعل سكان أذربيجان جزءًا من إيران. (1)
جاء مقال شريعتمداري ردًا على مؤتمر عقدته "جبهة التحرير القومي لجنوب أذربيجان" (جاماح) (2) في 30 مارس/آذار في أحد فنادق باكو حول "مستقبل جنوب أذربيجان". حضر المؤتمر مسؤولو الجبهة وعدد من المسؤولين الأذريين السابقين، ناقشوا مستقبل منطقة أذربيجان الواقعة داخل الحدود الإيرانية. في أعقاب المؤتمر استدعت الخارجية الإيرانية السفير الأذري للاعتراض على عقد المؤتمر وحذرت من أنه سيقود إلى تدهور العلاقات الثنائية بين البلدين.
لاحقًا في منتصف شهر إبريل/نيسان اقترح أحد النواب في البرلمان الإيراني مراجعة اتفاقية تركمانچاي التي عُقدت بين إيران وروسيا القيصرية عام 1828 ونتج عنها انفصال الجزء الأكبر من إقليم أذربيجان عن إيران القاجارية ليصبح جزءًا من روسيا. وانتقد وزير الخارجية الأذري إيلمار محمد ياروف الاقتراح والنقاش الذي دار آنذاك في البرلمان الإيراني. (3)
في 25 مايو/أيار من العام الحالي زار شيخ الإسلام باشزاده (مدير شؤون المسلمين في القوقاز) طهران للقاء الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد لتهدئة التوترات بين البلدين، سبقها زيارة لسكرتير مجلس الأمن القومي الأذري إلى إيران. وصرح أحمدي نجاد بأن "لأذربيجان وأهلها مكانة خاصة في قلوب الإيرانيين". وعزا التوترات إلى "مؤامرات الأعداء التي تحاول زرع الشقاق بين الأشقاء". (4)
في يونيو/حزيران من هذا العام أغلقت الحكومة الأذرية مقر جبهة التحرير القومي لجنوب أذربيجان ومقر المجلس التنسيقي لأذريي العالم في حركة تستهدف تهدئة الجانب الإيراني. (5)
لم تكن هذه الحوادث الأولي من نوعها بل سبقها الكثير. وبدأت منذ تأسيس الجمهورية الأذرية حين دعا أبو الفضل إيلشي بيج، أول رئيس لأذربيجان إلى ضم أذربيجان الإيرانية إلى الجمهورية الأم. (6) وما زالت الأصوات الأذرية تتصاعد لإعادة توحيد الشمال والجنوب الأذري من حين لآخر. وفي 2012 على ضوء توتر العلاقات مع إيران طالب نائب في البرلمان الأذري بتغيير اسم جمهورية أذربيجان إلى جمهورية شمال أذربيجان في إشارة إلى إقليم أذربيجان الإيراني. (7)
مصادر التوتر
في العلاقة بين البلدين يمكن رصد عدد من مصادر التوتر التي تتوزع ضمن محاور سياسية وجغرافية ودينية واجتماعية:
الولاء الديني والقومي
يرى كل من إيران وأذربيجان في الأخرى عمقًا استراتيجيًا يُشكّل مصدرًا للقلق والخطر المحتمل. ومنذ تفكك الاتحاد السوفيتي واستقلال أذربيجان يخشى النظام الإيراني من صعود أصوات انفصالية في الإقليم الأذري في شمال البلاد ويخشى من تأثير باكو على ولاء مواطنيه الأذريين الذين يزيد عددهم عن 17 مليون نسمة، لما يمكن أن تشكّله أذربيجان من دولة جاذبة لهم. وتعتبر إيران علمانية وقومية النظام الأذري منافسًا ومهددًا لأيديولوجيتها الإسلامية فيما يتعلق بتأثيرها على الأذريين. ويمثل الأذريون كتلة تصويتية لها وزنها؛ مما سيجعل لأية تغييرات ثقافية انعكاساتها المؤثرة على شرعية النظام على المدى البعيد.
في المقابل تخشى أذربيجان من نظام ولاية الفقيه في إيران الذي يسعي لكسب ولاء سكان أذربيجان الشيعة الذين يشكّلون الأغلبية بالإضافة إلى الأقلية المتحدثة بالفارسية. وتشكّل المراجع الدينية أداة إيران للتغيير الناعم في أذربيجان؛ حيث إن الأذريين الشيعة يختارون في الغالب مراجع تقليد دينية إيرانية. وتخشي باكو من علاقات المراجع الإيرانيين ذوي النفوذ في أذربيجان بالنظام الإيراني وما يمكنه أن يحدثه ذلك من "تسييس" للخطاب الديني. كما تخشى باكو من تأثير الإعلام الإيراني الموجه باللغة الأذرية. (8) وفي ظل وجود نظام علماني قمعي تخشي باكو أيضًا من دعم إيراني لجماعات شيعية مسلحة في أراضيها.
نزاع نجورنو – قرباغ
لخشية طهران من النظام الأذري بسبب تحالفات باكو الإقليمية المعادية لطهران وشكوكها في محاولة باكو منازعتها ولاء مواطنيها الأذريين سعى النظام الإيراني إلى دعم أرمينيا بشكل غير مباشر (اقتصاديًا) في صراعها مع أذربيجان المعروف بنزاع نجورنو-قرباغ الذي بدأ في 1988 حيث احتلت أرمينيا ما يقرب من 20% من الأراضي الأذرية بحلول 1992 لتتحول المنطقة إلى جمهورية نجورنو-قرباغ المستقلة (جزء من أرمينيا)، وتوصل الطرفان لاتفاق لوقف إطلاق النار في 1994. تستخدم إيران النزاع للعب دور الوسيط بين أذربيجان وأرمينيا بغية تقديم ذاتها كلاعب إقليمي في المنطقة لتحقيق مكاسب تمكّنها من كسر الحصار الغربي عليها وتوسيع نفوذها. وفي 1992 رعت إيران مفاوضات بين الرئيسين الأذري والأرميني لتسوية النزاع عُرفت بـ"إعلان طهران". يضاف إلى ما سبق طموحات النظام الإيراني على المستوى الإقليمي؛ إذ تخشى طهران من أن يؤدي توسع الصراع الأذري-الأرميني إلى تدخل غربي يهدد أمنها القومي من ناحية حدوها الشمالية.
في عام 2007 أعلنت الدول الراعية لمؤتمر مبادئ مدريد Madrid Principles عن ضرورة نشر قوات دولية لحفظ السلام في المنطقة المتنازع عليها، ورأت إيران في وجود قوات لدول (مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية) لا تنتمي للمحيط الإقليمي ضمن قوات حفظ السلام تهديدًا لنفوذها وأمنها في منطقة القوقاز. عوضًا عن ذلك اقترحت إيران في عام 2008 مبادرة 3+3 (جورجيا-أرمينيا-أذربيجان-إيران-روسيا-تركيا) لحل الأزمة. (9)
في مقابل الدعم الروسي (اقتصاديًا وعسكريًا) والإيراني (بفك الحصار الأذري-التركي اقتصاديًا) لأرمينيا ضد أذربيجان في نزاع نجورنو-قرباغ؛ سعت باكو إلى تحسين علاقاتها بالولايات المتحدة وإسرائيل لتعزيز موقفها ولتحويل ميزان القوة لصالحها؛ وهو ما أدى إلى المزيد من التوتر في العلاقات بين طهران وباكو.
إن ما ترغب فيه طهران هو استمرار النزاع على أن يبقى بمستوى يمكن التحكم فيه واحتواؤه، بحيث يُمَكّنها من لعب دور وسيط وفي ذات الوقت لا يهدد أمنها القومي والإقليمي, من جهة أخري فإن تسوية للنزاع بين باكو ويريفان يعني المزيد من الاندماج الأرميني مع الدول الغربية والابتعاد النسبي عن مدار موسكو-طهران.
علاقات باكو مع الولايات المتحدة
اعترفت الولايات المتحدة بجمهورية أذربيجان منذ استقلالها وانفصالها عن الاتحاد السوفيتي. ومن خلال حزمة من البرامج الإصلاحية الليبرالية حاولت الولايات المتحدة إبعاد أذربيجان عن المدار الروسي. وحثّت الولايات المتحدة باكو على إجراء إصلاحات سياسية ومدنية للاتجاه نحو قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وتوسيع الحريات. أما على الصعيد الاقتصادي, فسعت الولايات المتحدة إلى الضغط لإجراء إصلاحات اقتصادية لتحرير الأسواق بهدف تفكيك شبكات المصالح والنفوذ السوفيتي لصالح شبكات مصالح جديدة. وبموجب صفقة القرنContract of the century حصلت شركات غربية على حصص عملاقة في قطاعات النفط والغاز الأذري, ومن خلال الاستثمارات الغربية ربطت باكو بين استقرارها السياسي والأمني وبين المصالح الغربية. (10) وعلى الرغم من ذلك تبقى باكو مدركة لضرورة توسيع وتنويع شبكة علاقاتها وحلفائها الإقليميين والدوليين وترك الباب مفتوحًا لإيران خاصة بعد إحجام الإدراة الأميركية عن دعم حليفتها جورجيا في حربها مع روسيا في 2008؛ مما جعل أذربيجان قلقة من تخاذل أميركي محتمل في حالة حدوث مواجهة مستقبلية بين أذربيجان وروسيا.
ويرجع قلق طهران من علاقات باكو القوية مع واشنطن إلى أسباب عدة، أهمها: 1- محاولة الولايات المتحدة تضييق مساحات الاستثمار الإيراني في قطاع الطاقة الأذري. 2- خشية إيران من استخدام القواعد العسكرية الأذرية لشن هجوم على منشآتها النووية واستخدامها في عمليات استخباراتية.
علاقات باكو مع إسرائيل
تظل العلاقات بتل أبيب من أكثر النقاط خلافية بين طهران وباكو. وبدأت العلاقات الثنائية بين تل أبيب وباكو تتوثق منذ عام 1991 حين سعت إسرائيل إلى تعزيز علاقاتها مع أذربيجان خاصة بعد تدهور العلاقات بين تل أبيب وتركيا في عام 2009. تمثل تل أبيب وكيلاً لمصالح الولايات المتحدة في أذربيجان وقناة وسيطة بين باكو وواشنطن وتسعى من خلال تواجدها في أذربيجان إلى التضييق على طهران من خلال تشكيل جماعات ضغط في باكو لزعزعة مصالحها الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى تأمين مصدر يستطيع يمدها بالنفط على المدي الطويل. (11)
منذ استقلال أذربيجان بدأ التعاون التجاري في النمو حتى أصبحت إسرائيل الشريك التجاري السادس لباكو. وفي إطار تعزيز التعاون التجاري أسس الطرفان العديد من المنتديات التجارية. (12) ويربط تل أبيب بباكو تعاون ممتد في قطاع الطاقة فبحلول 2009 كانت أذربيجان تُصدّر لإسرائيل 25-30 بالمائة من حاجتها النفطية لترتفع مؤخرًا إلى 40 بالمائة. (13) بالإضافة لذلك ينشط عدد من الشركات الإسرائيلية في قطاع الطاقة الأذري. (14)
أما على صعيد التعاون العسكري والأمني, كانت إسرائيل ومنذ تسعينيات القرن العشرين مصدر السلاح الرئيسي إلى باكو الذي تحصل منه على أسلحة وتقنيات عسكرية متقدمة في ظل الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على بيع السلاح لباكو بين 1993 و2002 خشية تعزيز محاولات أذربيجان تحرير أراضيها بالقوة. وفي إطار إتفاقيات التعاون الأمني تُدرب تل أبيب أفرادًا من أجهزة الأمن والاستخبارات الأذرية. يؤدي هذا التوثيق المستمر للتعاون إلى قلق طهران من تزايد النفوذ الإسرائيلي على حدودها الشمالية. في عام 2004 أرسلت إيران وفدًا رفيع المستوي من القادة العسكريين لباكو لإقناع القيادة السياسية بوقف التعاون العسكري وعدم استقبال مسؤولين عسكريين واستخباراتيين من تل أبيب. في 2012 تزامنًا مع تزايد الزيارات وإبرام صفقات التسليح وزيادة التعاون التجاري بين الطرفين اتهمت طهران باكو بإيواء شبكات للموساد وعملاء إسرائيليين على ضوء اغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين. (15) وفي أكتوبر/تشرين الأول 2012 اعتقلت باكو 22 فردًا اتهمتهم بتلقي تدريبات على يد الاستخبارات الإيرانية لشن هجمات على منشآت إسرائيلية وأميركية. جاءت حملة الاعتقالات هذه بعد زيارة للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في ذات الشهر لباكو وصف فيها العلاقات الثنائية بأنها "أخوية وعميقة".
تحاول باكو باستمرار الحفاظ على نوع من التوازن بين علاقاتها بالجانب الإيراني وعلاقاتها بتل أبيب؛ ففي أعقاب زيارة لوزير الخارجية الأذري لإسرائيل في 21 إبريل/نيسان من العام الجاري أرسلت باكو -محاولة استرضاء طهران- وفدًا رفيع المستوي بقيادة رامز مهدييف سكرتير مجلس الأمن القومي الأذري ليلتقي بالرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وعددًا من المسؤولين الإيرانيين. كان الهدف من الزيارة إرسال رسالة مفادها أن باكو تتمسك بعلاقاتها مع طهران وأنها لن تسمح بتحويل أراضيها إلى قاعدة لشن أية عملية عسكرية ضدها في المستقبل. (16)
شبكة العلاقات الإقليمية وأبعادها الطاقوية
ويمكن تحت هذا العنوان الحديث عن تعزيز التعاون بين مثلث: تركيا-أذربيجان-جورجيا (TAG) وانعكاساته الإقليمية؛ فقد كانت المشكلة أن الدول الغنية بالنفط والغاز في منطقة بحر قزوين، سعت للكشف عن المزيد من الاحتياطيات في أراضيها واستخراجها، مع بحث كيفية نقل المواد المستخرجة عبر خطوط من المحتم أن تمر في دول مجاورة لها حساباتها السياسية والاستراتيجية المختلفة. وكانت كل من إيران وروسيا العقبة الرئيسية لنقل احتياطيات الطاقة الأذرية بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ فالقوى الغربية لا ترغب في تعزيز موقع إيران الجغرافي بجعلها معبرًا لخطوط الطاقة, وهو الدور الذي كان مرسومًا لتركيا.
في التسعينيات من القرن العشرين سعت روسيا لاحتكار نقل النفط الأذري عبر خط من باكو إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي المُطل على البحر الأسود ولكن لم يكن الخط مصممًا لاستيعاب ونقل كميات كبيرة من النفط تسمح لروسيا بلعب الدور الذي أمّلت أن تلعبه. (17) في مقابل معارضة تركيا والولايات المتحدة للخط الروسي دعمت الولايات المتحدة مشروعًا لنقل النفط الخام من حقل شيراج جونشلي الأذري من خلال خط يمر عبر العاصمة الجورجية تبليسي (لتفادي أرمينيا لنزاعها مع باكو) إلى ميناء جيهان التركي المُطل على البحر المتوسط لتصديره إلى الأسواق العالمية؛ وبذلك أمكن للولايات المتحدة الإسهام في كسر الاحتكار الروسي وتفادي عبور الخطوط من خلال الأراضي الإيرانية. (18) تم الاتفاق على بناء الخط (المعروف اختصارًا بـ BTC) في أكتوبر/تشرين الأول 1998 وبدأ إنشاؤه في إبريل/نيسان 2003 ليتم افتتاحه في أواسط عام 2005. بالتوازي مع خط BTC تم افتتاح خط غاز جنوب القوقاز (المعروف بـ BTE) في أواخر 2006 لنقل الغاز الأذري من حقل الشاه دنيز مرورًا بتبليسي لإيصاله إلى مدينة أرضروم التركية. لاقت مسارات هذه الخطوط معارضة من طهران التي أمّلت أن تلعب دورًا في نقل الغاز والنفط الأذري عبر أراضيها.
أما بالنسبة لروسيا فقد قاومت منذ البداية محاولات كسر هيمنتها في قضية الطاقة على جنوب القوقاز. وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 1998 تعطل بناء خط نفط باكو-سوبسا ((BS بسبب قتال دار بين الجيش الجورجي وأنصار الرئيس السابق زفياد جامساخورديا, وفي ذات الشهر أُحبط انقلاب عسكري ضد الرئيس السابق إدوارد شيفرنادزه (الذي اندلعت لاحقًا ضده ثورة الزهور في 2003). يُشار إلى أن روسيا دعمت عددًا من حركات التمرد ووقفت وراء حوادث بهدف إيقاف وتعطيل مشروعات خطوط النفط. وقد دعت أحداث أكتوبر/تشرين الأول الحكومة الجورجية إلى طلب إرسال قوات من حلف الناتو لحماية خطوط النفط, وفي ديسمبر/كانون الأول 1998 دعا ممثلون من منظمة "جوام GUAM" للديموقراطية والتنمية الاقتصادية (التي تتكون من أذربيجان, وجورجيا, وأوكرانيا، ومولدوفا، بالإضافة إلى تركيا كمراقب) إلى تكوين قوات لحماية خطوط النفط والغاز التي تمر عبر أراضيها بالتعاون مع الناتو. (19)
في إطار جهود تعزيز أمن الطاقة بدأت دول TAG الثلاث( تركيا-أذربيجان-جورجيا)منذ 2006 في الاشتراك في مناورات وتدريبات عسكرية تحت مظلة الناتو. وفي 2012 أجريت مناورة نسر العسكرية. (20) وفي ظل شبكة التوزيع الشمالي NDN, يمر 30 بالمائة من الدعم اللوجستي لقوات التحالف في أفغانستان برًا عبر أذربيجان وجورجيا. (21) وفي إطار التعاون الاقتصادي والعسكري بين مثلث دول TAG سيكون خط قطار باكو-تبليسي-قارص الذي من المتوقع إتمامه في نهاية 2013 أحد الخطوط المحتملة لنقل قوات التحالف في أفغانستان التي سينسحب معظمها في 2014 وهو ما يسبّب قلقًا لموسكو. (22) يُشار إلى أن الناتو سيسلّم جزءًا كبيرًا من الأسلحة والمعدات المُستخدمة في أفغانستان إلى باكو وتبليسي. وتستلزم عملية الانسحاب زيادة التعاون الأمني وتأمين ممرات العبور والتنسيق المشترك بين البلدين والناتو بل استمرار وزيادة التعاون الأمني للحيلولة دون تنقل عناصر إسلامية جهادية بين القوقاز وآسيا الوسطي. صحيح أن العناصر الجهادية تسبب قلقًا لإيران وروسيا ولكن ستنعكس آثار مكافحتها وزيادة التنسيق الأمني للناتو على النفوذ الإيراني والروسي جيو-سياسيًا في جنوب القوقاز.
وقد صرّح البرلمان الأذري في بداية شهر أغسطس/آب من العام الجاري بأن أذربيجان وتركيا بدأتا في تأسيس وحدات عسكرية مشتركة لحماية المشروعات والمنشآت الحيوية وخطوط الغاز والنفط (23) وزيادة المناورات العسكرية المشتركة. (24) وإذا كانت هذه الخطوة تأتي على ضوء التنامي المتزايد للمصالح الحيوية للبلدين إلا أنه لا يجدر استبعاد خلافات أنقرة-طهران/موسكو بشأن الأزمة السورية وتذبذب علاقات باكو-طهران/موسكو في اتجاه كل من أنقرة وباكو بالإضافة لجورجيا نحو المزيد من التعاون العسكري. بناء على ذلك فإن المزيد من التعاون في مجال الطاقة ومدِّ خطوط النفط والغاز سيقابله المزيد من التعاون الأمني والعسكري وزيادة في القدرات التسليحية وهو ما يشكّل تحديًا للدور الإيراني في الإقليم.
خط الغاز العابر لقزوين
وعلى صعيد الطاقة أيضًا تظهر أهمية السؤال: ماذا يعني خط الغاز العابر لقزوين (Trans-Caspian) بالنسبة لإيران وأذربيجان؟
منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي يرى الاتحاد الأوروبي أن ربط حقول غاز تركمانستان (تملك رابع أكبر احتياطي من الغاز) مع أوروبا سيعمل على تعزيز أمن الطاقة في أوروبا المُهدد بالتبعية بشكل متزايد لروسيا. وفي بداية التسعينيات بدأت مفاوضات حول مد خط غاز من الأراضي التركمانية عبر بحر قزوين إلى أذربيجان ثم إلى تركيا التي بدورها ستوصل الغاز التركماني إلى أوروبا. كان الهدف من مسار الخط تفادي عبوره من الأراضي الإيرانية إلى تركيا, لكن من جهه أخرى يقف توتر العلاقات التركمانية-الأذرية بسبب خلافات البلدين حول احتياطيات من الغاز في بحر قزوين عائقًا أمام إتمام المشروع.
إن إتمام المشروع مستقبلاً حسب المسار المخطط له يعني تعزيز موقع أذربيجان الاستراتيجي في مقابل إيران اقتصاديًا وعسكريًا في بحر قزوين, لكن تحويل مسار الخط ليمر عبر إيران سيسهم في خلق توازن أكبر كما أنه سيدعم العلاقات الإيرانية-التركية. على ضوء الخلافات التركمانية-الأذرية التي تقف في وجه إنجاز المشروع يحتاج تحويل مسار الخط إلى دبلوماسية إيرانية للطاقة أكثر نشاطًا في إطار تحركات الرئيس حسن روحاني.
التعاون الأذري-الإيراني في مجال الطاقة
تنخرط إيران في قطاع الطاقة الأذري (هو قطاع استراتيجي بالنسبة لأمن أوروبا الطاقوي)؛ حيث تستحوذ الشركة الإيرانية الوطنية للنفط NIOC على 10 بالمائة من كونسورتيوم حقل الشاه دنيز الأذري الذي ينطلق منه خط غاز جنوب القوقاز BTE الذي من المخطط أن يُغذي خط الغاز العابر للبحر الأدرياتيكي Trans-Adriatic عبر خط الغاز العابر للأناضول Trans-Anatolian اللذين من المخطط أن يغذيا أوروبا. نظرًا للأهمية الاستراتيجية لحقل الشاه دنيز فقد طلب الاتحاد الأوروبي من الإدارة الأميركية إعفاء نشاط NIOC حصريًا في المشروع من العقوبات المفروضة على إيران. (25) وفي شهر يونيو/حزيران من العام الجاري أعفت الإدارة الأميركية نشاط الشركة في حقل الشاه دنيز من حزمة جديدة من العقوبات على إيران. (26) بالإضافة إلى مشروع حقل الشاه دنيز تملك NIOC 10 بالمائة من أسهم الشركة التي تدير خط غاز جنوب القوقاز BTE، على الرغم من عدم مرور الخط عبر أراضيها كما كانت تأمل.
باكو وصعود حسن روحاني
رسميًا، رحبت باكو بفوز حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية؛ حيث أكدت الخارجية الأذرية أن هناك روابط ثقافية وتاريخية، كما عبّرت عن أملها في تطور العلاقات الثنائية. (27) بالنسبة لباكو يعد صعود مرشح ذي خطاب معتدل مكسبًا لها بعد فترة حكم أحمدي نجاد والخطاب الراديكالي الذي اعتمدته الإدارة الإيرانية، لكن على الرغم من ذلك يظل رصيد الخلافات حاضرًا؛ ففي 23 يوليو/تموز 2001 وقع تبادل لإطلاق نار بين قارب حربي إيراني وعدد من السفن الأذرية؛ مما أدى إلى توتر في العلاقات. قبل الحادثة زار حسن روحاني (وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي) باكو، وعُقد مؤتمر تحدث فيه الرئيس السابق حيدر علييف وحسن روحاني عن ضرورة تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، لكن المناخ كان مختلفًا في الجلسة المغلقة بين الطرفين التي سلّم روحاني فيها رسالة من المرشد الأعلى علي خامنئي إلى الرئيس حيدر علييف يشترط فيها ثلاثة شروط لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين: (28)
1- إغلاق السفارة الإسرائيلية في باكو.
2- التوقف عن استكشاف احتياطيات الطاقة في المناطق المتنازع عليها في بحر قزوين.
3- عدم اتخاذ قرار بمد خط أنبوب لأوروبا قبل لقاء الدول المُطلة على بحر قزوين الذي كان مزمع عقده في 2002 لحل إشكالية الوضع القانوني لبحر قزوين (ترغب إيران في التوصل إلى صيغة قانونية تسمح بتقسيم الاحتياطيات الموجودة في البحر من النفط والغاز بشكل متساو بين الدول المُطلة).
يعتقد روحاني بأن العلاقات الإيرانية-الأذرية تقوم على "الصداقة والثقة المتبادلة"، كما عرض إمكانية لعب إيران دورًا في حل نزاع نجورنو قرباغ مؤكدًا على وحدة الأراضي الأذرية, (29) فيما توقع السفير الإيراني بأذربيجان محسن باك آيين أن العلاقات في عهد روحاني ستكون جيدة جدًا. (30) لكن لا يزال الخط الأحمر الإيراني حاضرًا؛ حيث حذر قائد القوات البحرية الإيرانية حبيب الله سياري مطلع سبتمبر/أيلول من العام الجاري من الآثار السلبية لشراء باكو صواريخ بحرية إسرائيلية على الأمن الإقليمي. (31)
احتمالات التقارب
فيما يخص احتمالات تقارب مستقبلي بين البلدين، يمكن القول نظريًا، بوجود دوافع استراتيجية تجعل التقارب بين باكو وطهران ممكنًا في حدود معينة (في ظل الضغوط الاقتصادية على طهران) إلا أنه من الصعب التنبؤ بإمكانية حدوث تقارب محتمل بين الدولتين يصل إلى حد الشراكة الاستراتيجية. ومع الفرص التي يوفرها صعود روحاني ووجود بوادر انفراجة في علاقة إيران مع الغرب يظل ارتباط باكو السياسي بتل أبيب وواشنطن وعمق التعاون بينهم خاصة على المستوى العسكري عائقًا أمام ظهور تطور نوعي في العلاقات الثنائية. وهناك حالة من الارتباك في سياسات كل دولة تجاه الأخرى يسبّبها التناقض الكامن بين مصادر التوتر التقليدية والتاريخية التي تثار من حين لآخر والحاجات الاقتصادية والاستراتيجية المتنامية للطرفين التي تدفعهم للتقارب؛ لذا من المرجح أن تسود حالة من التذبذب المستمر في العلاقة بين الدولتين تتحدد مؤشراته على أساس إعادة كل طرف إجراء حساباته الإقليمية بشكل مستمر.
وعمليًا, من الصعب تقييم العلاقات بين طهران وباكو بشكل دقيق بسبب تداخل المؤشرات السياسية والاقتصادية في ظل تعقد المشهد الإقليمي والعالمي؛ ففي التسعينيات من القرن الماضي كانت إيران في مقدمة الشركاء التجاريين لأذربيجان, وفي 2007 بلغ حجم التبادل التجاري 540 مليون دولار, أما في 2011 فقد انخفض حجم التبادل التجاري إلى 305 مليون دولار, وفي 2011 كانت إيران الشريك التجاري الـ19 لباكو لينخفض مركزها للشريك الـ23 بينما أذربيجان من أوائل شركاء إيران التجاريين. (32) وفيما أشار السفير الإيراني في باكو إلى أنه حسب الإحصاءات الرسمية تجاوز متوسط حجم التبادل التجاري بين الطرفين في الأعوام الماضية الـ 500 مليون دولار, فإنها في الواقع تبلغ المليار دولار. (33) وفي العام الجاري بلغت صادرات إيران غير النفطية إلى باكو في الربع الأول من بداية السنة الإيرانية (21 مارس/آذار) 141 مليون دولار لتشهد الصادرات الإيرانية زيادة 5 بالمائة في القيمة مقارنة بصادرات نفس الفترة في العام الماضي. (34)
وبصورة عامة، من المتوقع أن تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين عدة تطورات نلخصها في التالي:
- تطور على المستوى السياسي سيبدأ باختبار كل طرف للآخر ومدى مرونته في معالجة الإشكالات العالقة بين البلدين, لكن ليس من المتوقع أن يصل تطور العلاقات إلى مستوى نوعي.
- سيسعى الطرفان إلى تعزيز علاقاتهما من خلال زيادة حجم التبادل التجاري والتخطيط لمشروعات اقتصادية مشتركة لزيادة الثقة وكأساس للمزيد من التعاون السياسي.
*تامر بدوي، باحث متخصص في الشأن الإيراني
المصادر والمراجع
1- شريعتمداري مطرح کرد: برگزاري رفراندوم الحاق جمهوري أذربايجان به ايران, خبرگزاري فارس, 3إبريل/نيسان2013 http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13920114000197
2- جاماح
http://fa.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AD
3- انتقاد أذربايجان از بررسي ترکمنچاي در ايران, ايران ديپلماسي, 13 إبريل/نيسان 2013
4- احمدينژاد: مردم ودولت جمهوري أذربايجان در قلب ما جاي دارند, خبرگزاري ايسنا, 19 مايو/أيار 2013
5- Report: Azerbaijan Closes Offices of 2 Anti-Iran Groups in Baku, Fars News Agency , 29 July, 2013
http://english.farsnews.com/newstext.aspx?nn=13920507000968
6- Geopolitics Trump Religion in Iran-Azerbaijan Relations, The Diplomat , 8 August , 2013
7- US and Iranian, Strategic Competition: Turkey and the South Caucasus, CSIS, p.79 ,
http://csis.org/files/publication/130612_turk_casp_chap9.pdf
8- Iran-Azerbaijan Relations and Strategic Competition in the Caucasus , CSIS
http://csis.org/files/attachments/130429_IranAzerbaijan.pdf
10- US and Iranian, Strategic Competition: Turkey and the South Caucasus, CSIS ,p.71.
11- تلاويو ابزار تنش در رابطه تهران- باکو, ايران ديپلماسي, 7مارس/آذار 2013
12- Shamkhal Abilov , The Azerbaijan-Israel relations a non-diplomatic but strategic partnership , Usak , 2009 ,p.155-158
http://www.usak.org.tr/dosyalar/dergi/gm3veLfV7Q5rP83jaIV34UObvarinb.pdf
13- Azerbaijan's Israel diplomacy tests Iran, Asia Times, 3 May, 2013
http://www.atimes.com/atimes/Central_Asia/CEN-03-030513.html
14- Shamkhal Abilov , The Azerbaijan-Israel relations a non-diplomatic but strategic partnership ,p.155 ,
15- US and Iranian, Strategic Competition: Turkey and the South Caucasus, CSIS ,p.83 ,
16- Azerbaijan's Israel diplomacy tests Iran, Asia Times, Asia Times, 3 May, 2013
http://www.atimes.com/atimes/Central_Asia/CEN-03-030513.html
17- Edited by Moshe Gammer , The Caspian Region, Volume I: A Re-emerging Region , Routledge , 2004, p.13 – 14 ,
19- Edited by Moshe Gammer , The Caspian Region, Volume I: A Re-emerging Region , Routledge , 2004, p.19
20- Zaur Shiriyev, Azerbaijan-Georgia military cooperation and Turkey's influence (2), Today Zaman , 30 May, 2013
http://www.todayszaman.com/columnistDetail_getNewsById.action?newsId=316955
21- US and Iranian, Strategic Competition: Turkey and the South Caucasus , CSIS, p.51 – 52.
22- Zaur Shiriyev, Turkish, Azerbaijan and Georgian ‘trilateralism', Today Zaman , 7 April, 2013
http://www.todayszaman.com/columnist/null-311917-turkish-azerbaijan-and-georgian- trilateralism.html
23- MP: Azerbaijan, Turkey start creating single army, Trend News Agency , 5 August, 2013
http://en.trend.az/news/politics/2176900.html
24- Azerbaijani Turkish paramilitary forces proposed, Trend News Agency , 25 September, 2013
http://en.trend.az/news/politics/2069407.html
25- UPDATE 1-BP and EU lobbied U.S. on Iran sanctions – sources, Reuters , 23 January, 2012
http://uk.reuters.com/article/2012/01/23/bp-iran-idUKL5E8CN41320120123
26- Barack Obama lifts sanctions on Iranian companies participating in Shah Deniz project , 4 Jun, 2013
http://en.apa.az/xeber_barack_obama_lifts_sanctions_from_irania_194049.html
27- تاکيد باکو بر توسعه مناسبات با ايران در دوره رياست جمهوري روحاني, خبرگزاري فارس, 17 يوليو/تموز 2013
http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13920327000856
28- Zaur Shiriyev, Rohani's Iran and Azerbaijan, Today Zaman , 30 Jun, 2013
http://www.todayszaman.com/columnist/null-319643-rohanis-iran-and-azerbaijan.html
29- Rohani: Iran ready to make efforts on Nagorno-Karabakh , AZERNEWS, 6 August, 2013
http://www.azernews.az/azerbaijan/57829.html
30- Azerbaijan-Iran relations under the Rouhani Presidency , Caspian research , 4 August, 2013
http://caspianresearch.com/2013/08/04/azerbaijan-iran-relations-under-the-rouhani-presidency/
31- Iran's Navy Commander Cautions Azerbaijan against Outcomes of Missile Purchase, Fars News Agency, 1 September, 2013 http://english.farsnews.com/newstext.aspx?nn=13920610000889
32- Trade volume between Azerbaijan and Iran decreases , Trend News Agency, 30 April, 2013
http://en.trend.az/news/politics/2145335.html
33- مبادلات تجاري ايران وأذربايجان به زودي يک مليارد دلار مي شود, ايران ديپلماسي, 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2013
34- Iran’s Non-Oil Exports to Azerbaijan Surpass $140mln in 1Q , Fars News Agency, 7 July, 2013
http://english.farsnews.com/newstext.aspx?nn=13920416000299