انتخابات تونس: قراءة تحليلية في المعطيات الجديدة

أعادت نتائج الانتخابات بتونس ترتيب الخارطة الحزبية على أساس استقطاب ثنائي (النداء والنهضة)، بصعود أحزاب جديدة، وتراجع أخرى، وهزيمة أحزاب توصف بأنها وسطية. وبالنظر إلى النتائج فإن مجلس الشعب سيعرف وجود معارضة قوية لأي تحالف حكومي قادم، وستحسم تحالفات كلا القطبين مستقبل الرئاسة وتشكيل الحكومة.
2014111961014968580_20.jpg
بالنظر إلى نتائج الانتخابات فإن مجلس الشعب سيعرف وجود معارضة قوية لأي تحالف حكومي قادم، وستحسم تحالفات كلا القطبين مستقبل الرئاسة وتشكيل الحكومة (أسوشييتد برس)

ملخص
استطاعت النخبة السياسية في تونس تحقيق المرحلة ما قبل الأخيرة من المسار الانتقالي، بعد إصدار دستور وإنجاز انتخابات برلمانية، وأفرزت هذه الانتخابات مفاجآت سواء بالنسبة إلى نوعية الفائزين أو الخاسرين. كما أفرزت لاعبين جددًا كانوا غائبين عن الانتخابات الأولى، أو مشتتين أو كان تواجدهم ضعيفًا جدًّا. وأعادت نتائج هذه الانتخابات تشكيل الخارطة السياسية والحزبية في البلاد، وترتيبها بشكل جديد؛ وذلك بصعود أحزاب جديدة كانت غائبة عن المشهد السياسي العام، تمكَّن بعضها من احتلال المرتبة الأولى (حزب نداء تونس) واحتلال أحزاب أخرى لمواقع متقدمة. بينما كانت في انتخابات المجلس التشريعي في أسفل السلَّم مثل الاتحاد الوطني الحر الذي احتل المرتبة الثالثة والجبهة الشعبية المركز الرابع. وتراجع مرتبة حزب حركة النهضة وحجم نوابه مقابل هزيمة الأحزاب التي توصف بأنها وسطية (المؤتمر والتكتل والجمهوري).

وتساعد نتائج الانتخابات الأخيرة على تأكيد جملة من الرؤى وإزاحة أخرى ظلت ثابتة لوقت طويل؛ حيث بيَّنت إمكانية التعايش بين الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية المتكيِّفة مع خصوصيات البلاد ومع غيرها من الأحزاب ذات المرجعيات "النقيضة"، اليسارية والوسطية والليبرالية.

ويُعتبر قبول حزب النهضة بنتيجة الانتخابات وتهنئته الحزب الفائز سلوكًا جديدًا قد يمثل نواة لبناء تقاليد سياسية جديدة، كما يضع حدًّا "لأسطورة أن الإسلاميين المنتخبين مرة واحدة لن يكونوا راغبين في التخلي عن السلطة". إن الديمقراطية الناشئة في تونس قد قطعت خطوة نوعية نحو بناء نظام ديمقراطي، يستدعي المزيد من الوفاق بين مختلف النخب السياسية، وإسنادًا من المجتمع المدني.

مقدمة

كشفت انتخابات مجلس التأسيسي التي جرت في تونس بعد الثورة عن مشهد سياسي جديد؛ إذ قاد تحالف إسلامي (حركة النهضة) وعلماني (حزبا المؤتمر والتكتل) الفترة الانتقالية الأولى في ظل ظروف وصعوبات اقتصادية وأمنية وإكراهات اجتماعية وضغوطات سياسية مختلفة، داخلية وإقليمية بل ودولية، دفعت به إلى الابتعاد عن السلطة لصالح حكومة كفاءات وطنية. وخلال كل هذه الفترة الانتقالية تحقق العديد من الإنجازات، أهمها: إصدار دستور متميز للبلاد بالإضافة إلى المصادقة على القانون الانتخابي وبقية المؤسسات الدستورية.

وتعد انتخابات مجلس الشعب الأخيرة تتويجًا لهذا المسار الانتقالي وأول تجربة ديمقراطية تحققت في المنطقة العربية، من حيث إشراف هيئة مستقلة عليها، وهي الهيئة العليا للانتخابات ومشاركة أغلب الأطياف السياسية فيها، وتميزها بالشفافية والنزاهة برغم ما يتواتر عن دور المال "الفاسد" في تحديد سلوك الناخب وتوجيهه بالإضافة إلى انحياز بعض وسائل الإعلام لهذا الطرف أو ذاك، كما أكدت ذلك تقارير المنظمات العربية والأجنبية والوطنية.

فما هي أبرز النتائج التي أفرزتها هذه الانتخابات؟ وما هي العوامل التي تفسرها؟ وكيف يبدو المشهد السياسي التونسي بعد فرز النتائج؟ وما هي أهم النتائج التي يمكن استخلاصها؟

نتائج الانتخابات وموازين القوى التي أفرزتها

أفرزت نتائج الانتخابات حقائق جديدة، وصفها البعض "بالزلزال" في حين اعتبرها البعض منتظرة.
النتائج كميًّا(1)

الحزب

عدد المقاعد

النسبة المئوية (%)

نداء تونس

86

39.63

حركة النهضة

69

31.79

الاتحاد الوطني الحر

16

7.37

الجبهة الشعبية

15

6.91

حزب آفاق تونس

08

3.68

المؤتمر من أجل الجمهورية

04

1.84

حزب المبادرة

03

1.38

التيار الديمقراطي

3

1.38

حركة الشعب

3

1.38

تيار المحبة

2

0.92

الحزب الجمهوري

01

0.46

مجد الجريد (مستقلة)

01

0.46

حركة الديمقراطيين الاشتراكيين

01

0.46

قائمة رد الاعتبار (مستقلة)

01

0.46

حزب صوت الفلاحين

01

0.46

التحالف الديمقراطي

01

0.46

الجبهة الوطنية للإنقاذ

01

0.46

نداء المهاجرين بالخارج (مستقلة)

01

0.46

تُظهر هذه النتائج التالي:

  • نجد من بين القوائم 18 الفائزة، 3 قوائم مستقلة مقابل 15 قائمة حزبية.
  • أن الفارق بين ما تحصَّل عليه حزب نداء تونس والنهضة هو 18 مقعدًا.
  • والفارق بين ما تحصلت عليه النهضة (المرتبة الثانية) مع حزب الاتحاد الوطني الحر (المرتبة الثالثة) هو 53 مقعدًا.
  • كما حصلت 7 قوائم من أصل 18 كل واحدة منها على مقعد واحد.
  • قائمة واحدة تحصَّلت على مقعدين.
  • 3 قوائم حصلت كل واحدة منها على 3 مقاعد.
  • قائمة واحدة حصلت على 4 مقاعد، أي: إن جملة المقاعد التي حصلت عليها هذه القوائم هي 22 مقعدًا.

ويلاحظ الفارق الشاسع بين صاحبي المرتبة الأولى والثانية (155 مقعدًا) مع باقي القوائم (هو 62 مقعدًا)؛ وهو ما يشير إلى سيادة استقطاب ثنائيٍّ بين حزبين على أسس تبدو أيديولوجية-ثقافية-سياسية.

فما هي العوامل التي أدت إلى هذه النتائج؟

الفاعلون الجدد

أفرزت هذه الانتخابات عدة مفاجآت سواء بالنسبة إلى نوعية الفائزين أو الخاسرين، كما أفرزت لاعبين جددًا كانوا غائبين عن الانتخابات الأولى، أو مشتتين أو كان تواجدهم ضعيفًا جدًّا.

حزب نداء تونس
هو حزب جديد تأسس كرد فعل على نتائج انتخابات المجلس التأسيسي، وكان هدفه "التصدي لتغول حركة النهضة وخلق توازن سياسي في البلاد"(2). على المستوى التنظيمي لم يعقد الحزب إلى الآن، مؤتمره التأسيسي، وهو غير مكتمل الهيكلة (باستثناء الهيئة التنفيذية ومنسقي الجهات)، ويضم خليطًا من اليساريين والنقابيين وقدماء التجمعيين (بعض القيادات وقاعدة واسعة) وعددًا مهمًّا من الشخصيات والرموز الفكرية والنقابية والفنية ممن يقدمون أنفسهم كحداثيين ومناهضين لمشروع حزب النهضة. تمكن هذا الحزب بشكل سريع من كسب عدد مهم من أعضاء المجلس التأسيسي وتكوين كتلة مستقلة.

فاز حزب نداء تونس في هذه الانتخابات بالأغلبية النسبية (39.63 في المائة) وتحصَّل على 86 مقعدًا في مجلس الشعب في أول انتخابات يشارك فيها بعد أقل من سنتين ونصف على تأسيسه. وقد وفرت السياسات التي اتبعتها حكومة الترويكا الأرضية الملائمة لحركة نداء تونس لكي تنتشر في وقت قياسي، مستثمرة أخطاء تلك الحكومة، بالإضافة إلى ما تمتعت به شخصية الباجي من ثقة وكاريزما ذكَّرت الناس بشخصية الزعيم "الحبيب بورقيبة" فأضحت ممهدة لنجاح الحزب حتى قبل تأسيسه(3).

قاد حزب نداء تونس حملة انتخابية موفقة رغم كل العراقيل والأزمات الداخلية، وانطلقت حملته الانتخابية بالدعوة إلى "التصويت المفيد"(4) تحت شعار "من لا يصوِّت لحزب نداء تونس، فقد صوَّت لحركة النهضة"(5)، وبالتأكيد على أن الحزب يمثل مشروعًا يناقض مشروع حركة النهضة الذي "يتعارض مع الحداثة ومكتسبات تونس الحديثة". كما ركز خطاب الحملة الانتخابية للحزب على تضخيم ظاهرة الإرهاب في تونس وتحميل حكومة الترويكا مسؤولية انتشارها. وليس من الصدفة، على ما يبدو، تزامن انطلاق الحملة الانتخابية واكتشاف القوات الأمنية خلايا إرهابية في منطقة قبلي، ومواجهة خلية مسلحة أخرى في منطقة وادي الليل (شاباو) بالقرب من العاصمة، كانت في طور الاستعداد للقيام بعمليات إرهابية(6). وكان لهذا العامل الأخير تأثير كبير في دفع المواطنين للمشاركة في الانتخابات تضامنًا مع رجال الأمن والجيش الذين تصدوا بأرواحهم للإرهاب من جهة، والتصويت لنداء تونس من جهة أخرى، لاعتقاد البعض بأن هذا الحزب هو نقيض لحزب النهضة أو ضمانة لمقاومة الإرهاب وإعادة الأمن لتونس. لهذه الاعتبارات حصل حزب النداء على هذه النتيجة، لكن هل سينجح في الحفاظ على مراكمة عناصر النجاح أم يسقط في أول اختبار؟(7)

حزب الاتحاد الوطني الحر(8)
تمكَّن هذا الحزب رغم حداثة تكوينه من تحقيق إحدى مفاجآت هذه الانتخابات، وذلك بعد حصوله على 16 مقعدًا (بنسبة 7.37 في المائة)، فيما حصل على مقعد واحد في انتخابات المجلس التأسيسي عام 2011، وتمكن من الاندماج في المجتمع السياسي بشكل سريع نسبيًّا؛ وذلك من خلال المشاركة في جلسات الحوار الوطني، كما برز رئيسه أواخر عام 2013 كرجل المصالحة، بعد أن تمكن في ظرفية الاحتقان السياسي الحاد الذي عرفته البلاد من لمِّ شمل زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، بـ"خصمه" الباجي قائد السبسي في باريس.

لم يتوقف زعيم الحزب في سعيه إلى تدعيم صفوف حزبه في المجلس التأسيسي، عبر استخدام المال بشكل واسع(9) مستفيدًا من الانشقاقات التي عرفتها "العريضة الشعبية" أساسًا، كما تمكَّن من تدارك غياب القاعدة الاجتماعية لحزبه من خلال الاستثمار في أحد أهم نوادي كرة القدم التونسية وأعرقها، وهو "النادي الإفريقي". كما استثمر في مجال الإعلام أيضًا، بعد أن اقتنى "قناة التونسية" المصادرة (الحوار الوطني حاليًا). ورغم المشاكل التي عرفها الحزب(10) تمكن من تقديم قوائم في كل الدوائر داخل البلاد، ومن تنظيم حملة انتخابية مركزة وممتدة في أغلب المناطق، وتضمَّنت وعودًا وصفها البعض بأنها "خيالية"، فيما تعددت زياراته إلى الأحياء الشعبية القريبة من العاصمة. ويُتهم الحزب من قبل قطاع واسع من النخبة السياسية التونسية، باستخدام المال الفاسد وتوظيف أحباء النادي الرياضي الذي يرأسه رئيس الحزب لصالحه(11) خاصة أنه مرشح لمنصب رئاسة الجمهورية التونسية(12). وبالنتيجة، يمكن القول: إن هذا الحزب وما تحصَّل عليه من مقاعد قد يتحوَّل إلى ورقة ضغط بالنَّظر إلى إمكانيات التحالف العديدة المطروحة أمام حزبي النداء والنهضة لبلوغ الأغلبية في البرلمان، من أجل التمكن من تشكيل الحكومة.

الجبهة الشعبية (13)
قدَّمت الجبهة الشعبية قوائم في كل الدوائر الانتخابية سقطت منها قائمة العالم العربي، بسبب هفوات لوجستيّة، كما يبدو. وتقدمت الجبهة ببرنامج اقتصادي واجتماعي يناقض التوجهات الاقتصادية الليبرالية التي يتبناها أغلب الأحزاب التونسية، ويطالب بإلغاء ديون تونس. واعتمدت الجبهة في حملتها الانتخابية على الاتصال المباشر بالناخبين والتفاعل المباشر(14) وحصلت على 15 مقعدًا (6.91 في المائة). وقد تتجاوز تمثيليتها هذا الحجم إذا ما أخذنا بعين الاعتبار بعض النواب الذين ترشحوا من خارج قوائم الجبهة، لكنهم ينتمون للتوجهات اليسارية للجبهة الشعبية.

حزب آفاق تونس (15)
نشأ هذا الحزب بعد قيام الثورة وشارك في انتخابات المجلس التأسيسي، وحصل على أربعة مقاعد، واندمج مع الحزب الديمقراطي التقدمي في حزب جديد أطلق عليه اسم "الحزب الجمهوري"، ثم انسلخ عنه وتقدم لانتخابات مجلس الشعب في 30 دائرة. ورغم أنه محدود الانتشار جغرافيًّا واجتماعيًّا إلا أنه تمكن من الحصول على 8 مقاعد (بزيادة 4 مقاعد على انتخابات المجلس التأسيسي)، وحصل على المرتبة الخامسة في دوائر تبدو صعبة في العاصمة (دائرتي تونس 1 و 2 وأريانة)، والساحل (المهدية وسوسة والمنستير)، ونابل وصفاقس. ويمكن اعتبار حصول حزب آفاق تونس على 8 مقاعد من مفاجآت نتائج هذه الانتخابات بالنظر إلى حداثة هذا الحزب ولتجربته المحدودة. ويظهر أن طريقة عمله أثناء الحملة الانتخابية والتفكير "العقلاني والبراغماتي" لقياداته قد ساعد على نجاحه خاصة في المناطق الساحلية.

حزب التيار الديمقراطي (16)
رغم حداثة تكوينه تمكن هذا الحزب من الفوز بثلاثة مقاعد بدوائر انتخابية توصف بأنها صعبة مثل: صفاقس، وبنعروس، وتونس، متفوقًا بذلك على أحزاب عريقة مثل التكتل والجمهوري. ويظهر أن شخصية زعيمه واعتماد الحزب على الشباب قد ساعدا على هذا الفوز.

حزب حركة النهضة
ارتكزت الاستراتيجية الانتخابية للحزب على الدعوة إلى الوفاق، عكس توجه غريمه حزب نداء تونس، ولم ينتصر هذا الحزب لكنه لم ينهزم أيضًا، بل يمكن القول: إنه خرج بأخف الأضرار؛ فهو لم يفقد سوى 20 مقعدًا مقارنة بـ2011 محتلاًّ المرتبة الثانية، ويتقدمه صاحب المرتبة الأولى بـ17 مقعدًا في حين يتفوق هو على صاحب المرتبة الثالثة بـ43 مقعدًا. وكان يمكن أن تكون هذه الخسارة أكبر لو كانت نسبة المشاركة في الانتخابات أرفع، وحسب بعض المقربين من الحركة فإنها "تجنبت هزيمة ثقيلة للغاية، رغم أن قادتها كانوا إلى آخر لحظة يتوقعون فوزًا كبيرًا إن لم يكن ساحقًا على منافسيهم. وهي مسألة تدفع إلى الاستفهام حول الدور الذي لعبته الاجتماعات الضخمة التي نجحت في عقدها حركة النهضة، وعن مدى نجاعتها انتخابيًّا"(17). ويبدو أن الحركة بفعل مشاركتها في الحكم في ظروف صعبة وبأداء تنقصه التجربة فوَّتت على نفسها فرصة تحقيق ما وعدت به قاعدتها الانتخابية، خاصة في المناطق المحرومة والتي عرفت انطلاق الثورة(18) بالإضافة إلى الظروف الإقليمية والدولية المعقدة التي كانت لها تداعياتها على تونس؛ مما ساعد على ضياع تعاطف شعبي مهم مع الحركة، يُقدَّر بنحو ثلث قاعدتها الانتخابية. وتمكنت الحركة من تحقيق ذلك بفضل امتلاكها لنواة تنظيمية صلبة ومتماسكة منتشرة في كامل البلاد بالإضافة لاتساع قاعدتها الاجتماعية. كما استفادت النهضة من صورتها الرمزية لدى الناس، إلى جانب ذلك ما توفّرَ لها من إمكانيات مالية ولوجستية مهمة باعتبارها حزبًا "كبيرًا" ساعدتها على التحرك والعمل بسهولة. وبالنهاية، يمكن القول بأن الحركة اقتربت من الحصول على الثلث المعطِّل إذ بإمكانها تنظيم تحالف مع الأطراف القريبة منها (69+ 29= 98 مقعدًا)؛ الأمر الذي يسمح لها بعرقلة مشاريع القوانين الأساسية بالإضافة إلى توجيه لائحة سحب الثقة من الحكومة كلما أراد التحالف المفترض ذلك.

واقع الأحزاب المنهزمة

وهي الأحزاب التي حققت نتائج طيبة في انتخابات المجلس التأسيسي غير أن نتائجها في الانتخابات الأخيرة كانت "كارثية" ولم تكن في مستوى طموحات قواعدها، بالنظر إلى حجمها السياسي ورمزية قياداتها وإرثها النضالي ضد الديكتاتورية والاستبداد. ويظهر أن حزبي "التكتل من أجل العمل والحريات" و"المؤتمر من أجل الجمهورية"، الحليفين السابقين لحركة "النهضة" في الترويكا الحاكمة "دفعا ثمن تحالفهما" مع الحزب كما لم تكن لهما العوامل الرافعة التي عند حركة النهضة.

حصل حزب التكتل خلال انتخابات عام 2011 على عشرين مقعدًا، غير أنه لم يتمكن خلال هذه الانتخابات من الحصول إلا على مقعد وحيد بدائرة سيدي بوزيد سُحب منه من قبل الهيئة العليا والمحكمة الإدارية، وفَقَدَ هذا الحزب الكثير من بريقه، ودفع ضريبة تذبذب مواقف قيادته(19) واختلافاته الحزبية الداخلية، والصراع بين قياداته طيلة وجوده في السلطة. كما عرف الحزب انسحاب عدد مهم من القيادات المركزية، واستقالة بعض قيادات وقواعد الحزب في داخل البلاد قبيل يوم الاقتراع(20).

ومُني حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بدوره بخسارة كبيرة؛ إذ لم يتمكن من الحصول إلا على 4 مقاعد بنسبة (1.84 في المائة) في حين حصل سنة 2011 على 29 مقعدًا أي إنه خسر 25 مقعدًا، وعلى المستوى الجغرافي توزعت المقاعد التي حصل عليها الحزب في مناطق الجنوب الغربي (قبلي محافظة مؤسس الحزب) والجنوب الشرقي (مدنين وقابس) والقصرين (وسط غربي)، في حين لم يتمكن من الحصول على أي مقعد لا في العاصمة ولا في المدن ذات الكثافة السكانية المرتفعة.

وعرف حزب المؤتمر بدوره انشقاق بعض من مؤسسيه الذين بعثوا أحزابًا جديدة(21) بالإضافة إلى عدد مهم من المناضلين الذين ظلوا مستقلين أو انضموا إلى أحزاب أخرى. وكان الحزب من أكثر الأطراف السياسية تشبثًا بقانون العزل السياسي في الوقت الذي صوَّتت حركة النهضة ضد إقراره داخل المجلس التأسيسي. كما قد يكون أداؤه السياسي وحِدَّة لهجته إزاء المعارضة بمختلف توجهاتها وإزاء الاتحاد العام التونسي للشغل وعناصر النظام القديم في السنوات الثلاث الأخيرة، قد أسهم في إضعافه. ويظهر أن الإعلام لعب دورًا في تحجيم هذا الحزب خاصة أن العلاقة بين الطرفين قد اتسمت بالتوتر الدائم(22). واعترف أمين عام الحزب بهذه الخسارة، وبرر ذلك بأن خطاب الحزب لم يصل إلى الناس، وأن الحزب لم يهتم بالقضايا اليومية للمواطنين(23).

ومهما كان الأمر لا يمكن تفسير هزيمة الحزبين اللذين شكّلا تحالفًا مع حزب النهضة بالسلوك العقابي للناخبين تجاه الحزبين باعتبار أن أحزابًا أخرى عرفت هزيمة نكراء دون أن تتحالف مع النهضة، بل كانت من ألدِّ معارضيها، ومنها: الحزب الجمهوري والتحالف من أجل تونس وتيار المحبة.

الحزب الجمهوري
لم يحصل هذا الحزب إلا على مقعد وحيد في حين حصل على 17 مقعدًا سنة 2011، ورغم عراقته ونضاله لم يتمكن من الحفاظ على رصيده، فخسر قاعدته الانتخابية كما خسر تعاطف الناس. ويعتبر البعض أن "الحزب كان ضحية زعيمه"(24)، أحمد نجيب الشابي ولسلوكه السياسي المتقلب والمناور الذي دعم عوامل النبذ من داخله، فخسر قاعدته الانتخابية كما خسر تعاطف الناس؛ وفشل الحزب بالتالي في إقناع الناخبين بالتصويت له. وكان هذا الحزب قد عرف عدة انشقاقات(25)؛ فبعد انسحاب جماعة حزب آفاق تونس منه خرجت مجموعة من قياداته المركزية الممثلة في المجلس التأسيسي، وأسست حزب التحالف الديمقراطي نتيجة لـــــ"تفرُّد جزء من القيادة بتسيير الحزب وإدارته وفق رؤيته"(26). غير أن هذا الحزب الجديد لم يتمكن بدوره من الحصول إلا على مقعد وحيد بولاية بنزرت؛ حصل عليه رجل أعمال ورئيس نادي كرة القدم بالمنطقة وأحد مؤسسي الحزب. أما أكبر الخاسرين في حزب التحالف فهو مرشح الرئاسة محمد الحامدي الذي لم تكن هزيمته متوقعة في دائرة مدنين مسقط رأسه.

تحالف الاتحاد من أجل تونس (27)
مُني هذا التحالف بهزيمة كبيرة؛ إذ لم يتمكن من الحصول على أي مقعد (حصل على 5 مقاعد في انتخابات المجلس التأسيسي)، هزيمة تبدو ثقيلة لحزب "تاريخي" يتوفر على قيادات حزبية وسياسية متميزة، دون أن يتوفر على قاعدة شعبية أو انتخابية عريضة، فهو حزب نخبوي بالأساس. ويظهر أن تمسك حزب المسار بتحالف الاتحاد من أجل تونس الذي انسحب منه حزب نداء تونس والجمهوري، أسهم في إضعاف حظوظه في الانتخابات خاصة بعد التحاق عدد مهم من كوادره وقواعده بنداء تونس(28).

حزب تيار المحبة (العريضة الشعبية سابقًا)
عرف بدوره انشقاق عدد مهم من نوابه في المجلس التأسيسي وانضمامهم إلى أحزاب أخرى، ومثَّل هذا الحزب مفاجأة انتخابات عام 2011 بعد حصوله على 26 مقعدًا نيابيًّا، غير أنه لم يحصل خلال انتخابات 2014 إلا على مقعدين. ويبدو أن خطابه المغرِق في الشعبوية وعدم جدية ممثليه كانت من الأسباب التي أبعدت عنه الناس.

الأحزاب الدستورية
شاركت عدة أحزاب دستورية في الانتخابات، ومنها: حزب الحركة الدستورية الذي أسسه حامد القروي السياسي المخضرم والوزير الأول في حكومة ابن علي، وحزب المبادرة بقيادة وزير الخارجية في عهد ابن علي. ولم يتقدم الحزب الأول إلا في دوائر محدودة، كما لم يحصل على أي مقعد في حين تمكن حزب المبادرة من الحصول على 3 مقاعد (1.38 في المائة)، وهو ما يعني نفور المجتمع التونسي من "الدستوريين" عامة وأن الفكرة "الدستورية" بنسختيها لم تعد تجدي نفعًا بالنسبة إلى شعب عانى منها الكثير خلال ستين عامًا من حكمهم.

ولا يبدو القول: إن الأحزاب الوسطية كانت ضحية الاستقطاب الثنائي لحزبي النهضة وحركة نداء تونس(29) قولاً متينًا؛ فالاستقطاب الثنائي على مستوى الخطاب والواقع والممارسة كان سائدًا بل حادًّا في انتخابات المجلس التأسيسي، غير أن تلك الأحزاب الوسطية قد وجدت حظها وتمكنت من الحصول على عدد مهم ومحترم من المقاعد أيضًا. لكن ما أثَّر بعمق في السلوك الانتخابي هو الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الأمني الجديد بعد الثورة، هو إحباط الناس وشعورهم بأن لا شيء تغيَّر وأن وعود السياسيين لم تكن إلا خدعة، فاتجهت لقوة سياسية جديدة هي نداء تونس. وإن تقلصت القاعدة الانتخابية للنهضة إلا أن نواتها التنظيمية الصلبة تمسكت بحزبها واستمرت رغم ملاحظات قطاع مهم على السلوك السياسي للحزب، في النشاط، ومكَّنت الحزب من الصمود.

الاتجاهات الكبرى للمشهد السياسي التونسي

أنتجت هذه الانتخابات خريطة سياسية جديدة تتأسس على استقطاب ثنائي على أسس تبدو أيديولوجية (ثقافية). وستحسم تحالفات كل قطب من القطبين مع شتات الأحزاب المشهد السياسي التونسي وتتحكم فيه بداية من انتخاب رئيس الجمهورية وصولاً إلى تشكيل الحكومة وتحديد نوعيتها. وأعادت نتائج هذه الانتخابات تشكيل الخارطة السياسية والحزبية في البلاد، وترتيبها بشكل جديد؛ وذلك بصعود أحزاب جديدة كانت غائبة عن المشهد السياسي العام، تمكن بعضها من احتلال المرتبة الأولى (حزب نداء تونس) واحتلال أحزاب أخرى لمواقع متقدمة بينما كانت في انتخابات المجلس التأسيسي في أسفل السلَّم مثل الاتحاد الوطني الحرِّ الذي احتل المرتبة الثالثة والجبهة الشعبية المركز الرابع والتيار الديمقراطي. وتراجع مرتبة حزب حركة النهضة وحجم نوابه مقابل هزيمة الأحزاب التي توصف بأنها وسطية (المؤتمر والتكتل والجمهوري).

وطرحت نتائج الانتخابات تساؤلات حول مصير عدد كبير من الأحزاب سواء تلك التي شاركت ولم تحصل على أي مقعد أو حصلت على مقعد وحيد، كما أكدت من جديد هزيمة الأحزاب الدستورية والتجمعية  برغم انتشار الدستوريين والتجمعيين في عدد كبير من الأحزاب.

وعلى خلفية تلك النتائج أيضًا ستبرز داخل مجلس الشعب معارضة "قوية" بإمكانها إسقاط أية حكومة لأي تحالف كان سواء بقيادة حزب نداء تونس أو بقيادة حزب النهضة، كما لا يخلو تشكيل الحكومة القادمة من تعقيدات وصعوبات ستواجه حزب حركة نداء تونس، الذي سيكلَّف رسميًّا بذلك حسب الدستور؛ إذ تحكم توجهاته وعلاقاته مع بقية الأطراف خلافات وأحيانًا تناقضات عميقة ذات طابع أيديولوجي واقتصادي (مع الجبهة الشعبية 15 مقعدًا، ومع حركة النهضة 69 مقعدًا)، وخلافات ذاتية مع أطراف أخرى فاعلة، مثل: (الاتحاد الوطني الحر المتحصل على 16). ومهما كان الأمر فإن المصلحة الوطنية العليا تقتضي من الأطراف السياسية الوازنة تقديم تنازلات واتخاذ قرارات قد تكون مؤلمة وموجعة؛ فما ينتظر تونس من صعوبات داخلية، اقتصادية، واجتماعية، وأخرى إقليمية، كتداعيات الأوضاع في ليبيا، تتطلب من تلك القوى نسج وفاق واسع لمواجهة تلك الاستحقاقات الراهنة والقادمة التي يعجز أي حزب أو تحالف محدود وحده من التصدي له.

النتائج

تمكنت النخبة السياسية من تحقيق المرحلة ما قبل الأخيرة من عملية الانتقال الديمقراطي في فترة زمنية وجيزة وبأخف الأضرار، وإصدار دستور متميز وبناء نظام سياسي تعددي، يعتمد تداول السلطة بشكل سلمي.

وقد تساعد هذه الانتخابات ونتائجها على تكريس جملة من الرؤى وإزاحة أخرى ظلت ثابتة لوقت طويل؛ حيث بيَّنت إمكانية التعايش بين الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية المتكيِّفة مع خصوصيات البلاد ومع غيرها من الأحزاب ذات المرجعيات "النقيضة"، اليسارية والوسطية والليبرالية (بالمعنى الثقافي والاقتصادي). كما أن قبول حزب النهضة بنتيجة الانتخابات وتهنئة السيد راشد الغنوشي لمنافسه السيد الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس يشير إلى سلوك جديد قد يمثل نواة لبناء تقاليد سياسية جديدة.

ومن شأن عدم انتصار حزب حركة النهضة وقبوله بالنتيجة أن يضع حدًّا "لأسطورة أن الإسلاميين المنتخبين مرة واحدة لن يكونوا راغبين في التخلي عن السلطة"، وطمأنة الخائفين من ذلك.

وبالنهاية، يمكن القول: إن الديمقراطية الناشئة في تونس قد قطعت خطوة نوعية نحو بناء نظام ديمقراطي حقيقي يستوجب حمايته من المخاطر، الداخلية والخارجية، المتربصة به. وهذا يستدعي المزيد من الوفاق بين مختلف النخب السياسية، وبدعم وإسناد من منظمات المجتمع المدني.
___________________________________________________
عبد اللطيف الحناشي - أستاذ التاريخ السياسي المعاصر والراهن جامعة منوبة، تونس.

المصادر والهوامش
1– موقع الهيئة العليا للانتخابات، http://www.isie.tn/ ، يشار إلى خسارة حزب التكتل المقعد الوحيد الذي فاز به في الانتخابات التشريعية على إثر قضية طعن رفعها نداء تونس في دائرة القصرين وبعد فوزه بالمرتبة الثالثة في انتخابات 2011 ليكون أبرز مكونات حكومة الترويكا المستقيلة. وقرَّرت المحكمة الإدارية اليوم الجمعة 07 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 قبول الطعن الذي تقدم به حزب نداء تونس ضد هيئة الانتخابات بعد أن سحبت منه مقعدًا وأسندته إلى حزب التكتل من أجل العمل والحريات.
2- أسسه الباجي قائد السبسي (رجل الدولة السابق والمرشح لرئاسة الجمهورية، عمره 92 سنة). تشكَّل في 16 يونيو/حزيران 2012، أي: بعد الانتخابات بأكثر من خمسة أشهر. في طريقها إلى التشكُّل: كتلة برلمانية لـ"حزب نداء تونس" في المجلس التأسيسي http://www.turess.com/ تونس 14 أغسطس/آب 2012، سرحان الشيخاوي.
3- نداء تونس والنهضة: تعايش أم تحالف؟ http://www.lemaghreb.tn/  28 أكتوبر/تشرين الأول 2014، زياد كريشان.
4 - يتمثل "التصويت المفيد" أو "التصويت الناجع" في منح الناخب صوته لفائدة قائمة انتخابية يرى أن حظوظها في الفوز أكثر نفعًا من غيرها رغم أنه لا ينتمي إلى الحزب الذي رشَّح هذه القائمة واعتقاده بأن صوته مهم حسابيًّا ومنحه لقوائم حظوظها في الفوز قليلة هو هدر لا فائدة منه. ويعتبر التصويت المفيد أيضًا نوعًا من أنواع "التصويت العقابي"؛ وذلك بأن يقوم ناخب بتقديم صوته لحزب معين حتى يساعده على التغلُّب على حزب آخر لا يرغب في فوزه دون أن يكون منتميًا للحزب الذي منحه صوته. انظر حول ذلك: http://tounes-darna.net/
5- الباجي قائد السبسي: من يصوِّت لغير النداء فقد صوَّت لــ"النهضة" http://www.alchourouk.com ، تونس 22 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
6- "انتهت بمقتل 6 إرهابيين بينهم خمس نساء، "المغرب" تنشر تفاصيل جديدة عن عملية "شباو" http://www.lemaghreb.tn ، السبت 25 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
7- نداء تونس والنهضة: تعايش أم تحالف؟ http://www.lemaghreb.tn ، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2014، زياد كريشان.
8- تأسس هذا الحزب بعد الثورة عن طريق رجل الأعمال سليم الرياحي (42 سنة) وهو رجل أعمال يمتلك موارد يصفها البعض بأنها غامضة. دخل عالم السياسة من باب المال والرياضة إذ تولى رئاسة "النادي الإفريقي"، الذي يُعدُّ من أكبر أندية كرة القدم في البلاد.
9- تصويت مفيد للنداء وتصويت عقابي ضدَّ النهضة، والجبهة الشعبية تفاجئ  نفسها، http://nawaat.org/ ، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
10 - استقالات بالجملة من حزب الاتحاد الوطني الحر، http://jomhouria.com/ تونس، 18 سبتمبر/أيلول 2014، يضم الحزب، حسب ناطقه الرسمي أكثر من 100 ألف تونسي.
11- سليم الرياحي: حين يصنع المال رجال السياسة، al-akhbar.com ، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2014، أمينة الزياني.
12- في ندوة صحفية للاتحاد الوطني الحر: تجاوزات خطيرة ضد الاتحاد والرياحي سينجح في الرئاسية http://www.carthagefm.net/
13- الجبهة الشعبية هي تحالف لأحزاب يسارية (قومية وبعثية وماركسية ومستقلين وبعض منظمات المجتمع المدني) تأسس إثر انتخابات 2011، ولم يكن لهذه الأحزاب آنذاك سوى 5 مقاعد بالتأسيسي (مقعدين لحزب العمال و3 مقاعد لحركة الشعب).
14- أحمد الصديق: انتصار الجبهة هو انتصار خيار كشف الحقيقة عن جريمتي اغتيال الشهيدين، http://www.sawt-achaab.tn/
15 - حزب اجتماعي ليبرالي نخبوي، يعتمد على الشباب، يدعو إلى انتهاج نمط تنموي يغاير ما كان سائدًا في الماضي، ويسعى لدعم الاقتصاد التونسي والارتقاء بالتعليم والصحة بالإضافة إلى تسهيل قوانين الجباية بهدف تشجيع المواطنين على الخلاص. كما يرتكز برنامج الحزب على تحسين القدرة الشرائية بالإضافة إلى إنشاء تعليم تنافسي وملائم لسوق الشغل، والدعوة إلى تأسيس سياسة صحية تكون متاحة للجميع بالإضافة إلى التنمية المستدامة وإدماج الاقتصاد غير المهيكل وإشراك التونسيين بالخارج في بناء الدولة. http://www.afektounes.tn/
16- برز هذا الحزب سنة 2013 بعد أن انشق زعيمه ومؤسسه عن حزب المؤتمر ويعرِّف نفسه "كحزب اجتماعي ديمقراطي يكرس العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة والإصلاحات في قطاعات الصحة والتعليم". الإعلان عن تأسيس حزب التيار الديمقراطي برئاسة أمين عام المؤتمر السابق، http://www.africanmanager.com/ ، 12 يونيو/حزيران 2013.
17- "نتائج الانتخابات: رسالة شعب وأسئلة شعب وأسئلة للتفكير"، محمد الحمروني، جريدة الضمير، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
18- وما يشير إلى ذلك غياب حركة النهضة عن المرتبة الأولى، كما كانت الحال في انتخابات المجلس التأسيسي، لصالح نداء تونس في دوائر الشمال الغربي والوسط الغربي والجنوب الغربي، وهي المناطق المحرومة من التنمية منذ الاستقلال والتي كانت مقدمة انتفاضة 17 ديسمبر/كانون الأول 2010-14 يناير/كانون الثاني 2011، وقدَّم أبناؤها قبل أبناء المناطق الأخرى الشهداء والجرحى غير أنها لم تتحصل من حكومات الثورة على أي اهتمام، ولم تنجز لصالحها أي انجاز يُذكر: شغل، حرية، وكرامة وطنية، وعدل بين الجهات.
19- خليل الزاوية: "القيادة هي المسؤولة عن هزيمة التكتل في الانتخابات التشريعية"، http://www.shemsfm.net/  31 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
20- استقالة حوالي 635 منخرطًا من حزب التكتل من أجل العمل والحريات، http://www.tunisien.tn/  23 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
21- مثل حزب وفاء بقيادة عبد الرؤوف العيادي وحزب التيار الديمقراطي قيادة محمد عبو وحزب الإقلاع نحو المستقبل.
22 - قراءة في النتائج الأولية للانتخابات التشريعية: كيف ربح من ربح، ولماذا خسر من خسر؟ http://www.assabah.com.tn ، تونس 28 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
23 - عماد الدايمي: "رسالة الشعب التونسي للمؤتمر من أجل الجمهورية وصلت" http://www.shemsfm.net/ تونس في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
24 - "المؤتمر" و"التكتل" ضحايا الحكم.. "الجمهوري" ضحية زعيمه.. و"الاتحاد" ضحية تحالفاته http://www.assabah.com.tn ، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
25 - الانشقاقات والتصدعات الحزبية في تونس: النهضة الرابح الكبير http://ar.webmanagercenter.com/ 15 يوليو/تموز 2013، محرز ماجري.
26 - "محمد الحامدي لـ"التونسية": هذه أسباب انفصالنا عن "حزب الشابي"، و"النهضة" ستكون جزءًا من المشهد السياسي القادم" .. http://www.attounissia.com.tn/  4 مايو/أيار 2012. 
27- يتزعمه حزب المسار بمعية حزبي الاشتراكي، والعمل الديمقراطي.
28- "المؤتمر" و"التكتل" ضحايا الحكم.. "الجمهوري" ضحية زعيمه.. و"الاتحاد" ضحية تحالفاته http://www.assabah.com.tn ، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
29- الانتخابات التشريعية: إياد الدهماني لـ"الصباح": نتائجنا مخيبة للآمال، http://www.assabah.com.tn ، الأربعاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2014.

نبذة عن الكاتب